لم يكن التفكير النصوصي وحده كافياً بأساليبه التقليدية،وبنزعته الميّالة إلى التهرّب من الجدل والحوار، ومن الاستعانة بالأساليب العقلية والمنطقية، والفلسفيّة التي دخلت المجتمع الاسلامي من الثقافات والحضارات الأخرى، فيهذه المواجهة..
جهاد المعتزلة في نشر العقيدة الإسلامية
وتروي لنا كتب التاريخ صوراً كثيرة عن جهاد المعتزلة في نشر العقيدة الإسلامية منخلال استخدام نفس السلاح الفلسفي والمنطقي الذي كان يتسلّح به أعداء الدين الإسلامي آنذاك من الزنادقة والملحدين. ويروى في هذا الصدد أن أبا الهذيل العلاف كان من أشدّرجال المعتزلة صلابة عود وقوة حجة، وكان من أكثرهم دأباً للردّ على المعاندين، ومناظرة المخالفين، فقد روي عنه أنه ألّف ستين كتاباً يبطل فيها حججهم، ويفنّد أقاويلهم(1)،وأنه ألزم الحجّة يهودياً قدم 1- المنية والأمل / 25 .