من ثمرات المعقول والمنقول
للأستاذ على الجندى من مشكاة النبوة:
قال رسول الله ـ (صلى الله عليه وسلم) ـ «منسرّه أن يكوى أعزّ الناس فليتق الله، ومن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما فى يد الله أوثق منه بما فى يده، ومن سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله». وقال الإمامعلى ـ (عليه السلام) ـ من سره الغنى بلا مال، والعز بلا سلطان، والكثيرة بلا عشيرة، فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته، فإنه واجد ذلك كله.
قميص وعمامة لأخوين: كان لأبى اسحاق على بن أحمد اليزيدى قميص وعمامة بينه وبين أخيه. فكان إذا خرج أحدهما قعد الآخر فى البيت.
ويقول المعانى: دخلت عليه فى داره مع لعى بن الحسين الغزنوىالواعظ مسلما، فوجدناه عريان متأزّار بمتزر. فاعتذر من العرى وقال: نحن ـ إذا غسلنا ثيابنا ـ نكون كما قال القاضى أبو الطيب الطبرى:
قوم إذا عسلوا ثياب جمالهم
لبسواالبيوت إلى فراغ الغاسل
لبسواالبيوت إلى فراغ الغاسل
لبسواالبيوت إلى فراغ الغاسل
قيل لحكيم: ما تقول فى الزواج؟ قال: لذة شهر، وهمّ دهر.
النفس اللوامة:
مر أبو العتاهية بدكان وراق، فإذا كتاب فيه بيت منالشعر، وهو:
لن ترجع الأنفس عن غيها
مالم يكن منها لها زاجر
مالم يكن منها لها زاجر
مالم يكن منها لها زاجر
اجتهاد العلماء: لم ينم الرئيسعلى بن سينا ليلة واحدة بكمالها اشتغالا بالعلم، ولا اشتغل فى النها بغير المطالعة. وكان ـ إذا أشكلت عليه مسألة، توضأ وقصد المسجد الجامع وصلى ودعا الله ـ عزّ وجل ـ أنيسهّلها عليه، ويفتح مغلقها.
بيع الجار:
كان لأبى الأسود الدؤلى بالبصرة دار. وكان له جار يتأذى منه فى كل وقت. فباع الدار فقيل له: بعت دارك!! فقال: بل بعت جارى.فأرسلها مثلا.
التواضع لثلاث:
/صفحه 394/ قال المأمون: ليس يكبر الرجل ـ وإن كان كبيرا ـ عن ثلاث: تواضعه لسلوانه. ووالده، ومعلمه العلم.
رءوس النعم:
كانأبو يوسف القاضى صاحب أبى حنيفة يقول: رءوس النعم ثلاثة: أولها: نعمة الإسلام التى لا تتم نعمة إلا بها.
والثانية: نعمة العافية التى لا تطيب الحياة إلا بها. والثالثة: نعمة الغنى التى لا يتم العيش إلا بها. سيد الشهداء:
روى: أن معاويد كتب إلى الحسين ـ (عليه السلام) ـ إنى لأظن أن فى رأسك شيئا لا بد لك من إظهاره. ووددت لوأدركته فأغتفره لك.
ونقل عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: لو كنت من قتلة الحسين، وغفر الله لى وأدخلنى الجنة; لما دخلتها حياء من رسول الله ـ (صلى الله عليه وسلم) ـ!! وقال عبيدالله بن زياد ـ لا سامحه الله ـ لحارثة بن بدر العدوانى: ما تقول فىّ، وفى الحسين يوم القيامة؟
قال: يشفع للحسين أبوه وجده، ويشفع لك أبوك وجدك، فاعرف منههنا ماتريد!!
وقد نسى العدوانى أن يقول: وتشفع له أمه الزهراء البتول، وجدته خديجة الكبرى، وتشفع لك أمك وجدتك سمية.
الشكر على النعم:
كان على ـ (عليه السلام) ـإذا أتاه ما يسر به من الفتوح سجد لله، وقال: لو أعلم شيئا أفضل منه لفعلته. ويقول اليزيدى: دخلت على المأمون يوما والدنيا غضة، وعنده قينة نغنيه ـ وكانت أحمل أهل دهرهاـ بهذا الشعر:
وزعمت أنىّ ظالم فهجّرتنى
ورميت فى قلبى بسهم نافذ
ورميت فى قلبى بسهم نافذ
ورميت فى قلبى بسهم نافذ
فنعم. هجرتك فاغفرى وتجاوزى
هذا مقام فتى أضرّبهالهوى
ولقد أخذتم من فؤادى أنسه
لا شلّ ربى كفّ ذاك الآخذ
هذا مقام المستجير العائذ
قرح الجفون بحسن وجهك لائذ
لا شلّ ربى كفّ ذاك الآخذ
لا شلّ ربى كفّ ذاك الآخذ
قلت: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: وما هو؟
فقال: أحسنت وصدقت، ووصلنى.
ثم أمر بمائة ألف درهم يتصدق بها.
قال: فكأنى أنظر إلى البدور(1) قد أخرجت، والماليفرق.
لا تعجب بنفسك:
نظر مطرّف بن عبد الله إلى يزيد بن المهلب ـ وهو يمشى وعليه حلة يسحبها. فقال: له ما هذه المشية التى يبغضها الله ورسوله!! فقال يزيد: أماتعرفنى؟
قال بلى. أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذره، وأنت بين ذلك تحمل العذرة.
وقد نظمه أبو محمد عبدالله البسامى الخوارزمى فقال:
عجبت من معجب بصورته
وفى غد بعد حسن صورته
وهو على تيهه ونخوته
ما بين ثوبيه يحمل العذرة
وكانبالأمس نطفة مذرة
يصير فى اللحد جيفة قذرة
ما بين ثوبيه يحمل العذرة
ما بين ثوبيه يحمل العذرة
1-البدور: جمع بدرة، وهى كيس يحتوى عشرة آلاف درهم، أو ألف درهم، أو سبعة آلافدينار.