من ثمرات المعقول و المنقول (06) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

من ثمرات المعقول و المنقول (06) - نسخه متنی

علی الجندی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

من ثمرات المعقول والمنقول

للأستاذ علي الجندى

بين فاطمة وعائشة:

قال ابن الملقّن في الخصائص:قالت السيدة فاطمة للسيدة عائشة: أنا أفضل منك; لأنى بَضْعة من رسول الله(صلى الله عليه وسلم).

فقالت السيدة عائشة: أمّا في الدنيا فالأمر كما تقولين، وأما في الآخرةفأكون مع النبي(صلى الله عليه وسلم) في درجته، فانظرى إلى الفضل بين الدرجتين.

فسكتت السيدة فاطمة عجزاً عن الجواب، فقامت السيدة عائشة وقبّلت رأسها، وقالت: ليتنى كنتشعرة في رأسك!!

وقال ابن دحية في كتاب ((مرج البحرين)): ذكر بعض الجهلة: أن عائشة أفضل من فاطمة، استدلال بأنها مع النبي(صلى الله عليه وسلم) في الجنة!! وهذا لا يوجبالتفضيل.

خلق الله آدم على صورته:

قال الإمام القاضي أبوبكر بن العربي المالكي: ليس لله تعالى خَلقْ أحسن من الإنسان; فإن الله ـ تعالى ـ خلقه حيّا، عالماً،قادراً، متكلماً، سميعاً، بصيراً، مدبّراً، حكيما.

وهذه صفات الرب ـ جلّ وعلا ـ وعنها وقع البيان بقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ((إن الله تعالى خلق آدم على صورته))يعنى الصفات التي تقدمت.

جفر آل البيت:

الجفر بوزن حبل: ما عظم واستكرش من أولاد الشاه، أو ما بلغ أربعة أشهر، ويطلق على جلد جفر كتب فيه الإمامُ جعفر الصادق لآلالبيت(صلى الله عليه وسلم) كل ما يحتاجون إلى علمه، وكل ما يكون إلى يوم القيامة ـ كما يقول ابن قتيبة ـ.

/ صفحه 48/

وقد كذّب ذلك ابن خلدون بدون برهان صحيح، وإلىهذا الجفر يشير أبو العلاء المعرى بقوله:




  • لقد عجبوا لآل البيت لمّا
    ومرآةُ المنجِّم ـ وهى صغرى ـ
    أرتْه كلَّ عامرة وقفر



  • أتاهم علمُهم في مَسْك جَفر
    أرتْه كلَّ عامرة وقفر
    أرتْه كلَّ عامرة وقفر



والمسك بفتح الميم: الجلد.

وقيل: إن ابن تومرت المعروف بالمهدي ظفر بكتاب الجفر، فرأى فيه ما يكون على يد عبدالمؤمن صاحب المغرب فيما بعد وقصته وحِليْته واسمه، فأقاممدة يتطلبّه حتى وجده فصحبه، وكان يكرمه ويقدمه على سائر أصحابه، ويُنشد إذا أبصره:




  • تكاملتْ فيك أوصافٌ خُصصت بها
    السّنُّ ضاحكة، والكفمانحة
    والنفس واسعة، والوجه منبسِط



  • فكلنا بك مسرور ومغتبط
    والنفس واسعة، والوجه منبسِط
    والنفس واسعة، والوجه منبسِط



وقد كان الأمر كذلك، فقد آل ملك المغرب إلى عبد المؤمن.

العجز عن العمل الصالح:

قال رجل لبعض الصالحين: إنى عاجز عن قيامالليل!! فقال يا أخى، لا تعص الله بالنهار!!

وقال الفضيل. إذا لم تقدر على الصيام والقيام، فاعلم أنك محروم بذنوبك; فإن الجاهل يظن أن هؤلاء عبدوا الله بصحة الأجسام،وقوة الأركان، ولكن عبدوا الله بصحة القلوب، وقوة الإيمان. أكلُهم أكل المرضى، ونومهم نوم الغرقى، وكلامهم كلام الخائف بين يدي ملك جبار، وعزمهم عزم الهارب من سيل مغرق،أو نار محرقة!!

/ صفحه 49/

يطلب الرزق الواسع:

كان قيس بن سعد يقول في دعائه: اللهم ارزقنى مالا، فإنه لا يَصلُح الفَعالُ إلا بالمال.

وكان أبوه سعد بنعُبادة الأنصارى يقول: اللّهم هب لى حمداً، وهب لى مجداً; فإنه لا مجد إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال، اللهم، إن القليل لا يُصلحنى ولا أصلُح عليه.

والفَعال بفتح الفاء:الكرم. وقال ابن سيدة: الفَعال بالفتح: اسم للفعل الحسن، والفِعال بالكسر: جمع فعل.

أعجب صلاة استسقاء في الإسلام:

في عهد ولاية موسى بن نُصَيْر على إفريقية، حدثقحط شديد، فأمر النّاس بالصوم والصلاة، وإصلاح ذات البين، ثم خرج بهم إلى الصحراء ومعه سائر الحيوانات، وقد فرّق بينها وبين أولادها، فوقع البكاء والصراخ والضجيج، وقدأقام على ذلك إلى منتصف النهار، ثم صلى وخطب بالنّاس ولم يذكر الخليفة: الوليد بن عبدالملك.

فقيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين؟

فقال: هذا مقام لا يُدْعى فيهغيرُالله ـ عزوجل ـ!!

فسقُوا حتى رَوُوا.

جمال الله:

جاءت امرأة إلى الجنيد، فقالت: زوجى يريد أن يتزوج علىّ!!.

فقال: إن لم يكن له أربع جاز أن يتزوج.

فقالت: لو جاز النظر إلى الأجانب، لكشفت لك عن وجهى حتى تنظر إلى; فتعرف أن من له مثلى لا ينبغى له أن يتزوج غيرى!!

فوقع الجنيد(رحمه الله) مغشيّاً عليه!!

فلما أفاقسئل عن ذلك، فقال: كأنّ الحقّ ـ سبحانه ـ يقول: لو جاز لأحد النظر إلىّ، لكشفت له الحجاب عن وجهى، حتى ينظر إلىّ، فيعرف أن من له مثلى، لا ينبغي أن يكون في قلبه سواى!!.

/صفحه 50/

وما أحسن قولُ القائل في ذلك:




  • ولو أن ليلى أبرزت حسنَ وجهها
    ولكنها أخفت محاسن وجهها
    فضّلوا جميعا عن حضورمقامى



  • لهام بها اللُّوّام مثلَ هُيامى
    فضّلوا جميعا عن حضورمقامى
    فضّلوا جميعا عن حضورمقامى



كرب وبلاء:

لما وصل الحسين

(عليه السلام)

إلى كربلاء، سأل عن اسم المكان، فقيل له: كربلاء!!

فقال: ذات كرب وبلاء!! لقد مر أبي بهذا المكان عند مسيرةإلى صِفِّين وأنا معه، فوقف وسأل عنه فأخبر باسمه، فقال: ههنا محط رحالهم، وههنا مُهَراق دمائهم!

فسألوه عن ذلك. فقال: نفر من آل محمّد ينزلون ههنا.

ثم أمر الحسينبأثقاله فحطت في ذلك المكان، والله بالغ أمره، ولا راد لقضائه؟!

ملكنا فعفونا:

قال نصر بين يحيى: ـ وكان من الثقات وأهل السنة ـ رأيت الإمام عليا

(عليه السلام)

فيالمنام، فقلت: يا أميرالمؤمنين، تفتحون مكة، فتقولون: مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثم يتم على ولدك الحسين ماتم؟!!

فقال لى: أما سمعت أبيات ابن الصَّيفيّ في هذا؟

فقلت: لا.

فقال أسمعها منه. فبادرت إلى ابن الصيفى الملقّب بالحيص بيض، فذكرت له الرؤيا، فشهق وبكى وحلف بالله أنها لم تخرج من فمه ولا خطِّه إلى أحد، وما نظمها إلا فيليلته، ثم أنشدنى.

/ صفحه 51/




  • ملكنا فكان العفو منا سجيّةً
    وحللّتموا قتل الأسارى وطالما
    وحسبكم هذا التفاوتُ بيننا
    وكل إناء بالذي فيه ينضَح



  • فلما ملكتم سال بالدم أبْطَح
    عدؤنا على الأسرى فنعفو ونصفح
    وكل إناء بالذي فيه ينضَح
    وكل إناء بالذي فيه ينضَح



نوح الأوز على الإمام:

روى الإمام أحمد في المناقب عن الحسين بن كثير عن أبيه ـ وقد كان قد أدركعليا

(عليه السلام)

قال: خرج الإمام إلى صلاة الفجر، فإذا أوزّ يَصحن في وجهه!!

فقام الرجال يطردونها، فقال الإمام: دعوهّن فإنهن نوائح!!

ثم وقع أستشهادُه

(عليهالسلام)

، وعلى قافله أشقى الآخرين لعنة الله إلى يوم الدين!!

المستشار ومؤتمن:

كتب زياد بن أبيه إلى معاوية يا أميرالمؤمنين قد ضبطت لك العراق بشمالى، وفرغتيمينى لطاعتك، فولّنى الحجاز.

فبلغ ذلك عبدالله بن عمر ـ رضى الله عنهما ـ وهو بمكة، فقال: اللّهم، أشغل عنا يمينَ زياد بما شئت!!

فأصابه طاعون في يمينه، فأجمع رأىالأطباء على قطعها!! فاستشار شُرَيْحا القاضي، فأشار عليه بعدم القطع وقال له: رزق مقسوم، وأجل معلوم، وإنى أكره ـ إن كانت لك مدة ـ أن تعيش في الدنيا بلا يمين، وإن كان قددنا أجلك أن تلقى الله مقطوع اليد، فإن سألك: لم قطعتها؟ قلت: فرارا من قضائك، وبغضاً في لقائك!!

قال: فمات زياد من يومه، فلام الناس شريحا على منعه من القطع لبغضهم له،فقال شريح: إنه استشارنى، ولولا أن المستشار مؤتمن، لوددت أنه قطع يوما يده، ويوما رجله وسائر أعضائه يوماً يوما!!

/ صفحه 52/

زلة بليغ:

قال ابن أبيالإصبع في ((نثر النظم)). ومن ذلك قوله ـ تعالى ـ في الكتاب العزيز: ((يعملون له ما يشاء من محاريِبَ وتماثيلَ وجِفان كالجوَاب، وقدور راسيات)) فإن ذلك حل لقول إمرىء القيس:

وقدور راسيات وجفان كالجوابى

قال العباسي: نبّه بعض الرواة أن بعض الزنادقة نحل ذلك امرأ القيس وتكلم على الآية الكريمة، وأن الشاعر لم يصح أنه تلفظ به، ثم يقولالعباس: وقد تصفحت ديوانه على اختلاف رواته، فلم أجد فيه قصيدة على هذا الوزن والروى.

أقول: ولم يصح أيضا من امرءالقيس ذلك الشطر: قتل الإنسان ما أكفره. وهو من وضعالجهلة والزنادقة!!

حب النساء للمال:

قال ابن سيّابة: والله لو كنت في سنّ نوح، وشَيْبة إبليس، وخِلقة مُنكَر ونكير، ومعى مال، لكنتُ أحبَّ إليها من مُقْترِ فيجمال يوسف، وخلق داود، وسِنّ عيسى، وجود حاتم، وحلم الأحنف!!

البدء ((بلا)) بركة:

كتب ابن نباتة المصرى إلى شهاب الدين الحلبي رسالة، فقال في مُستهلّها:




  • لا يخرجالكرْهُ منى غيرَ مأبية
    ولا ألين لمن لا يبتغى لينى



  • ولا ألين لمن لا يبتغى لينى
    ولا ألين لمن لا يبتغى لينى



ثم قال: الاستفتاح ((بلا)): تيمُّن ببركة الشهادة.

صفة الصحابة:

صلى الإمام على

(عليه السلام)

صلاةالصبح، فلما سلّم انفتل عن يمينه وعليه كآبة، فمكث حتى طلعت الشمس، ثم قلّب يديه وقال: وقد رأيت أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وسلم)

وما أرى اليوم أحدا يشبههم; كانوايصبحون شُعْثاً غبْراً صُغْراً، قد باتوا الله سجّداً وقياماً، يتلون كتاب الله ـ تعالى ـ يُراوحون بين أقدامهم وجباههم، وكانوا ـ إذ ذكروا الله ـ مادوا كما تميد الشجرةفي يوم ريح، وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم!!

ثم نظر إلى الذين حولها، وقال: هؤلاء باتوا غافلين.

/ صفحه 53/

ينفق من تحت السجادة:

قال عبدالله بن وهب الفقيهالمصرى صاحب الإمام مالك. كان حيوة ابن شريح يأخذ عطاءه في كل سنة ستين ديناراً، فلا يطلع إلى منزله حتى يتصدق به.

قال: فكان يجيء إلى منزله فيجدها تحت فراشه.

وكانله ابن عم بلغه ذلك، فأخذ عطاءه وتصدق به، ثم جاء يطلبه تحت فراشه فلم يجد شيئاً.

قال ابن وهب: فشكا ذلك إلى حيوة، فقال له حيوة أنا أعطيت ربى بيقين، وأنت أعطيت ربكتجربة!

من يخاف الله يخافه الأسد:

روى ابن سبع السّبتى في شفاء الصدور عن عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: أنه خرج في بعض أسفاره، فبينما هو يسير إذ هو بقوموقوف.

فقال: ما لهؤلاء القوم؟ فقالوا: أسد على الطريق قد أخافهم!!

فنزل عن دابته ثم مشى إليه، حتى أخذ بأذنه ونحّاه عن الطريق; ثم قال له: ما كذب عليك رسول الله(صلىالله عليه وسلم) بقوله: ((إنما سلطت على ابن آدم لمخافته غير الله، ولو أن ابن آدم لم يخف إلا الله تعالى لم تُسَلّط عليه، ولو لم يرج إلا الله ـ تبارك وتعالى ـ لما وكله إلىغيره؟!

وروى عبد الجبار بن كليب. قال: كنا مع إبراهيم بن أدهم في سفر، فعرض لنا الأسد، فقال إبراهيم: قولوا: اللّهم أحرسنا بعينك التي لا تنام، وأحفظنا بركنك الذي لايزام، وارحمنا بقدرتك علينا لا نهلك، وأنت رجاؤنا يا ألله، يا ألله يا ألله!!.

قال: فولى الأسد عنا هارباً!!

ثم قال: وأنا أدعو بهذا الدعاء عند كل أمر مخوف، فما أرىإلا خيراً.

/ صفحه 54/

كرامات الأولياء:

قال الإمام أبوالحسن اليافعى: من رأيتموه يزدرى الأولياء أو ينكر مواهب الأصفياء، فاعلوا: أنه محارب لله،مُبْعَد من رحمته، مطرود عن حقيقة قربه!!

الكرامة لا تدل على الأفضلية:

ويقول اليافعى: لا يلزم أن يكون من تكون له كرامة من الأولياء، أفضل ممن ليست له كرامة منهم;لأن الكرامة قد تكون لتقوية يقين صاحبها، وكمال المعرفة بالله; ولهذا قال الإمام أبوالقاسم الجنيد: قد مشى رجال باليقين على الماء، ومات بالعطش رجال أفضل منهم.

ويقولاليافعى أيضا: ولأن الكرامة قد تقع لكثير من المحبين والزهاد ولا تقع لكثير من العارفين.

والمعرفة أفضل من المحبة عند الأكثرين، وأفضل من الزهد عند الكل.

وهذا هوالمختار عند المحققين.

إحياء الموتى كرامة للولى:

وقالوا: إحياء الموتى كرامة ـ وإن كان عظيما ـ إلا أنه جائز على القول الصحيح المختار عند المحققين المعتمدينمن أئمة الأصول; إذ ما جاز أن يكون معجزة لنبى، جاز أن يكون كرامة لولى، بشرط عدم ادعاء التحدى كالنبوة، وإحياء الموتى كرامة للأولياء كثير لا ينحصر.

فمن ذلك: ما رواهالبيهقي في دلائل النبوة بسنده إلى أبي سترة النَّخعى قال: أقبل رجل من اليمن، فلم كان في أثناء الطريق نفق حماره، فقام فتوضأ ثم صل ركعتين، ثم قال:: اللّهم إنى جئت مجاهدافي سبيلك ابتغاء مرضاتك، إنك تحيي الموتى، وتبعث من في القبول، لا تجعل لأحد عليّ اليوم منة، أسألك أن تبعث لى حمارى..

قال: فقام الحمار ينفض أذنيه!!

/ صفحه 55/

قال البيهقي: هذا إسناد صحيح، ومثل هذا يكون معجزة لصاحب الشريعة، حيث يكون في أمته من يحيى الله له الموتى!!.

والرجل المذكور اسمه: نباتة بن يزيد النخعى.

ويقولالشعبي فقيه العراق: أنا رأيت ذلك الحمار يباع بعد ذلك في السوق، وقد قيل للرجل: أتبيع حمارا قد أحياه الله لك؟

قال: فكيف أصنع؟

وقال رجل من رهطه ثلاثة أبيات يفخربذلك; منها:




  • ومنا الذي أحيا الإله حماره
    وقد مات منه كل عضو ومفصل



  • وقد مات منه كل عضو ومفصل
    وقد مات منه كل عضو ومفصل



عالم بين علماء الروم:

أسر بعض علماء المسلمين بالروم، فقال لعلمائهم: لم تعبدون عيسى؟

فقالوا: لأنه لا أب له.

فقال: آدم أولى، لأنه لا أب ولا أم له!!

فقالوا: كان يحيى الموتى.

فقال: فحِزْقيال كان أولى، لأن عيسى أحيا أربعة، وحزقيال أحيا ثمانيةآلاف!!.

فقالوا: كان يبرئ الأكمه والأبرص.

فقال: فجرْجيس كان أولى، لأنه طبخ وأحرق وقام سالما!!

قال: فقطعهم!!

الوسيلة تبرر الغاية:

قال عمرو بن العاصللسيدة عائشة ـ رضى الله عنهما ـ: لوددت أنك كنتِ قتلتِ يوم الجمل!!

فقالت: ولم ذلك؟ لا أبالك!!

/ صفحه 56/

فقال: كنت تموتين بأجلك وتدخلين الجنة، وتجعلك أكبرالتشنيع عملي ((على)) ذكروه المبرر في الكامل.

يقطعه عن السؤال:

كان الحجاج كثيرا ما يسأل القراء، فقال يوما لبعضهم: ما قبل قوله تعالى ((أمن هو قانت...)).

فقالله الرجل: ((هل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار))

فلم يسأل الحجاج أحدا بعدها.

الدعاء:

قال ابن عطاءالله: للدعاء أركان، وأجنحة، وأوقات، وأسباب.

فإنوافق أركانه قوى، وإن وافق أجنحته ارتفع، وإن وافق أوقاته فاز، وإن وافق أسبابه نجح.

فأركانه: حضور القلب مع الله ـ تعالى ـ والخشوع له، والحياء منه، ورجاء كرمه.

وأجنحته: الصدق، وأكل الحلال.

وأوقاته: الفراغ الخلوة كالأسحار.

وأسبابه: الصلاة على النبي(صلى الله عليه وسلم) فإن الدعاء لا يرد إذا كان قبله وبعده الصلاة علىالرسول ـ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ!!

نصيحة سبعة:

قال إبراهيم بن أدهم: كنت سائرا نحو بيت المقدس، فلقيت سبعة رجال فسلمت عليهم. وقلت: أفيدونا شيئاينضعنا الله ـ تعالى ـ به.

فقالوا: أنظر كل قاطع يقطعك عن الله فاقطعه عنك.

قلت: زيدونى ـ رحمكم الله ـ. فقالوا: لا ترج غير الله ـ تعالى ـ ولا تخف أحدا سوى الله!!

/ صفحه 57/

قلت: زيدونى رحمكم الله، فقالوا: أنظر كل ما يحبه الله تعالى فأحببه، وكل ما يبغضه الله فأبغضه.

قلت: زيدونى: ـ رحمكم الله ـ، فقالوا: عليك بالدعاءوالتضرع والبكاء في الخلوات والتواضع والخشوع والرحمة للمؤمنين، والنصح لهم.

فقلت: زيدونى ـ رحمكم الله..

فقالوا: اللّهم حل بيننا وبينه، فقد شغلنا عنك!!

قالابن أدهم: فنظرت فلم أرهم!!

عفة اللسان:

سب أعرابى آخر فسكت عنه.

فقيل له: لم سكت؟ فقال: ليس لى علم بمساويه، وكرهت أن أبهته بما ليس فيه!!

وقد جاء في هذاالمعنى:




  • ثالبنى عمرو وثالبْتُه
    قلت له: خير، فقال الخنى
    كلُّ على صاحبه كاذب



  • قد أثِم المثلوبُ والثالب
    كلُّ على صاحبه كاذب
    كلُّ على صاحبه كاذب



ما يؤخذ من العلم:

كان ابن عباس يقول:العلم أكثر من أن يُحْصَر، فخذوا من كل شيء أحسنه.

وقال الشعبي: العلم كثير والعمر قليل ((فخذوا من العلم أرواحه، ودعوا ظروفه.

يريد بالأرواح: العيون.

حيلة فيترك الحد:

كان ابن هَرمة مولعا بالشراب، فأخذه، صاحب شرطة زياد على المدينة، فجلده في الخمر ـ وهو زياد بن عبيد الله الحارثى.

/ صفحه 58/

فلما تولى المنصوربعد السفاح، شخص إليه ابن هرمة فامتدحه فاستحسن شعره وقال له: سل حاجتك.

قال تكتب إلى عامل المدينة ألا يحدنى في الخمر!!

فقال المنصور: هذا حدّ من حدود الله، وما كنتلأعطله.

قال: فاحتل لي فيه.

فكتب المنصور إلى عامله. من أتاك بابن هرمة سكران، فاجلدة مائة جلدة وأجلد ابن هرمة ثمانين!!

فكان الناس يمرون به ـ وهو سكران ـفيقولون: من يشترى ثمانين بمائة!!

حيلة ثعلب:

ذكر الشافعي: قال: كنا في سفر في أرض اليمن فوضعنا مائدتنا لنتعشى، وحضرت صلاة المغرب فقمنا نصلي، وتركنا المائدةوفيها دجاجتان فجاء.

ثعلب فأخذ إحداهما!!

فلما قضينا الصلاة أسفنا عليها، وقلنا: حرمنا طعامنا.

وبينما نحن كذلك إذا جاء الثعلب وفي فمه شيء كأنه الدجاجة، فوضعهوبادرنا إليه لنأخذه، فعطف على المائدة فأخذ الدجاجة الأخرى، وإذا الذي ألقاء لِيفٌ قد هيأه مثل الدجاجة.

شريح أدهى من الثعلب:

قيل للشعبي: يقال في المثل: إنشريحاً أدهى من الثعلب وأحيْل، فما معنى ذلك؟

فقال: خرج شريح القاضي أيام الطاعون إلى النجف. فكان ـ إذا قام يصلي ـ يجىء ثعلب فيقف تجاهه ويحاكيه، ويخيل بين يديه،ويشغله عن صلاته!!

/ صفحه 59/

فلما طال عليه ذلك. نزع قميصه، وجعله على قصبة، وأخرج كميْة، وجعل قلنسوته عليها!!

فأقبل الثعلب فوقف بين يديه على عادته، فأتاهشريح من خلفه وأخذه بغته!

فذلك يقال: شريح أدهى من الثعلب وأحيل.

لكل شيء آفة:

تزعم العرب: أن لكل شيء آفة، فآفة الحلم: الغضب، وآفة العقل. العُجْب. وآفةالعلم: النسيان. وآفة السخاء: المنّ. وآفة العبادة: الفترة وآفة الكرام: مجاورة اللئام. وآفة الشجاعة: البغي. وآفة المال: سوءالتدبير. وآفة الكامل من الرجال: العدم: أيالفقر.

هجاء إبليس:

أتى الفرزدق الحسن البصرى، فقال: إنى قد هجوت إبليس فاسمع!!

فقال الحسن: لاحاجة لنا بما تقول!!

فقال الفرزدق: لتسمعن أو لأخرجنّ، فأقول،إن الحسن ينهى عن هجاء إبليس:

فقال الحسن: اسكت فإنك عن لسانه تنطق!!

تيوس الإنس:

عن علي بن عبدالله بن عباس ـ رضى الله عنهم ـ قال: كنت مع أبي بعد ما كُفّ بصرهـ وهو بمكة ـ فمررنا على قوم في صُفَّة زمزم ـ فسبّوا علياً

(عليه السلام)

فقال ابن عباس لسعيد بن جبير ـ وهو يقوده ـ: ردنى إليهم.

فرده فقال: أيكم السابّ للهولرسوله؟ فقالوا: سبحان الله!! مافينا أحد سبّ الله ورسوله!!

/ صفحه 60/

فقال: أيكم السابّ لعلي؟ فقالوا: أما هذا فقد كان.

فقال ابن عباس: إنى أشهد لسمعترسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول: ((من سبّ عليا فقد سبّنى، ومن سبنى فقد سبّ الله، ومن سب الله فقد كبه الله ـ تعالى ـ على منخريه في النار))!!

ثم ولىّ عنهم، فقال: يابنى ما رأيتهم صنعوا؟

فقال يا أبت:




  • نظروا إليك بأعين محمرَّة
    فقلت:
    نظرالذليل إلى العزيز القاهر
    نظرالذليل إلى العزيز القاهر



  • نظر التيوس إلى شِفار الجاذرفقال زدني يا بني:
    شُزْر العيون منكسِّى أذقانهم
    نظرالذليل إلى العزيز القاهر



بيض القمار:

ذكر محمد بن العجلان المدائى عن زيد بن أسلم: أنه كان لا يرى بأسا بالبيض الذي يتقامر به الفتيان، أن يهدى إليهمنه شي، أو يشتريه فيأكله.

وقال حاتم بن إسماعيل الكوفي، قال: حدثنا عبدالرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب: أنه لم يكن يرى بأسا بالبيض الذي يلعب به الصبيان.

وقداختلفت الروايات عن الحسن البصرى; فقال: هشام بن حسان: سئل الحسن عن البيض يلعب به الصبيان يشتريه الرجل فيأكله، فلم ير به بأسا.

وقال أبوحرب بن منصور القصاب: سألتالحسن عن البيض الذي يتقامرون به؟ فكرهه.

وأخبر خشرم، قال: سمعت فلانا البقال; يسأل الحسن البصرى: أن الصبيان يأتوفنى ببيضتين مكسورتين، ويأخذون منى واحدة صحيحة.

فقال ليس به بأس.

/ صفحه 61/

صفات لأناس:

قالوا: من تمام آلة القاضي: أن يكون لحيانيا، القاصّ: أن يكون شيخا أعمى بعيد الصوت، والزامر: أنم يكون أسود،والمغنى: أن يكون فاره الدابة، برّاق الثوب، عظيم الكبْر، سئ الخلق، والشاعر أن يكون أعرابيا، والداعى إلى الله: أن يكون صوفيا.

كلمات عبقرية الوصىّ:

قال يهوديلعلي

(عليه السلام)

ـ: أين ربنا؟

فقال: الذي أوجد الأيْن، لا يُسأل عنه باين!!

فقال له: كيف ربنا؟

فقال الذي كيف الكيف لا يقال عنه بكيف!!

فقال له: متى كانربنا؟

فقال: ويحك!! ومتى لم يكن!!

وسئل عن القدر؟ فقال: طريق مظلم فلا تسلكوه، وبحر عميق، فلا تلجوه، وسرّ الله فلا تتكلفوه!!

وسئل عن مسافة ما بين المشرقوالمغرب؟ فقال: مسيرة يوم للشمس!!

وسئل كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم؟ فقال: كما يرزقهم على كثرتهم!!

فقالوا: كيف يحاسبهم ولا يرونه؟ فقال: كما يرزقهم ولا يرونه!!

وسئل: لوسُدّ على رجل باب بيته وترك فيه، من أين كان يأتيه رزقه؟

فقال. من حيث يأتيه أجله!!

وسئل عن التوحيد والعدل؟

فقال: التوحيد ألا نتوهمه، والعدل ألاتتهمه!!

وقال له بعض اليهود: مادفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه.

فقال: إنما اختلفنا عنه لافيه، ولكنكم ما جفّت أرجلكم من البحر، حتى قلتم لنبيكم: ((اجعل لنا إلها كمالهم آلهة، فقال: انكم قوم تجهلون)).

/ صفحه 62/

وقالوا له: صف لنا العاقل؟

فقال: هو الذي يصنع الشيء مواضعه.

فقالوا له: صف لنا الجاهل.

فقال: قد فعلت:يعني: أنه الذي لا يضع الشيء مواضعه.

وقال لرجل ـ أفرط في الثناء عليه وكان له متِّهما ـ: أنا دون ما تقول، وفوق ما في نفسك.

ومن قوله: الهمُّ نصف الهرم!! وصحة الجسدمن قلة الحسد.

أقول: إن العمل بكلمتيه الأخيرتين أنفع وأنجح من دواء هـ ـ 3 ولكن النّاس لا يعقلون!!

يؤدب نفسه:

كان أبومسلم الخولاني، يعلق في البيت سوطا بالليل،ويقف للصلاة،

فكان كلما اعترته فترة ضرب به نفسه وقال: أنت أحق بالضرب من دابّى!!

كراهة أكل الكراث:

دخل الحسن البصري يوما على أمه ـ وهي تأكل كراثة ـ فقال لها:يا أماه، ألقي هذه البقلة الخبيثة من يدك.

لا ينسى الله أحد:

عن شبل المروزي: أنه أشترى لحما بنصف درهم، فانقضت عليه حدأة فخطفته منه!!

قال: فدخلت المسجد أصليفيه، ثم رجعت إلى المنزل، فقدمت لي زوجتي لحما.

/ صفحه 63/

فسألتها: من أين لكم هذا؟.

فقالت: تنازعت فوقنا حدأتان، فسقط اللحم منهما!!

فقال شبل: الحمدللهالذي لم ينس شبلا، وإن كان شبلا ينساه!!

الصفر:

الصفر بفتح الصاد والفاء: دويبة مثل الحية تكون في البطن، يعتري المصاب بها شدة الجوع.

قال في النهاية في حديث((لا عدوى ولا هامَّة ولا صفر)): إن العرب كانت تزعم: أن في البطن حية يقال لها: الصفر تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه وأنها تعدي.

وقيل: أراد به النبي(صلى الله عليه وسلم)النسىء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو تأخير المحرم إلى صفر، ويجعلون صفرا هو الشهر الحرام. فأبطله الإسلام.

أقول: لعل الصفر على الوجه الأول هو: ما يسمى الآنبالدورة الشريطية أو الوحيدة. فإن الوصف ينطبق عليها تماما.

والمراد بنفي العدوى من الرسول ـ صلوات الله عليه ـ هي نفي تأثير الشيء بنفسه، وإلا فقد ثبت أن الرسول عليهالصلاة والسلام ـ لم يمد يده لمبايعة مجذوم وقال له: قد بايعتك بقلبي، وهو القائل: ((فر من المجذوم فرارك من الأسد)).

وأفتى ابن تيمية وأئمة المالكية: أن المبتلىَ لوأراد مساكنة الأصحاء في رباط أو غيره، منع الإ بإذنهم.

ولو كان ساكنا وابتلى أزعج وأخرج، وذلك استدلالا بالحديث ((لا يوردن ذوعاهة على مُصِح)).

والأم إذا كان بهامرض معد، سقط حقها في الحضانة، لأنه يخشى على الولد من لبنها!!.

/ صفحه 64/

علم الفقه:

قال شاعر فيه:




  • إذا ما اعتزّ ذو علم بعلم
    فكم طيب يفوح ولا كمسك
    وكم طير يطير ولا كباز



  • فعلم الفقه أولىباعتزاز
    وكم طير يطير ولا كباز
    وكم طير يطير ولا كباز



شعر يسرى الهم:

قال الرياشى: ما اعترانىَ هم قط، فأنشدت قول أبي العتاهية، إلاسرى عني. وتنسمت ريحالفرج، وهو:




  • هي الأيام والغير
    أتيأس أن ترى فرجا
    فأين الرب والقدر



  • وأمرُ الله يُنتْطرُ
    فأين الرب والقدر
    فأين الرب والقدر



الطبيب الحقيقي:

قال الحيص بيض:




  • يا طالب الطلب من داءأطيب به
    هو الطبيب الذي يرجى لعافية
    لا من يذيب لك الترياق في الماء



  • إن الطبيب الذي أبلاك بالداء
    لا من يذيب لك الترياق في الماء
    لا من يذيب لك الترياق في الماء



/ 1