بیان الختامی للموتمر الثانی عشر لمجمع البحوث الاسلامی بالازهر الشریف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بیان الختامی للموتمر الثانی عشر لمجمع البحوث الاسلامی بالازهر الشریف - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

البيان الختامي للمؤتمر الثاني عشر لمجمع البحوث الاسلامي بالأزهرالشريف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وعلىآله وصحابته أجمعين، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته، وسار على طريق جهاده إلى يوم الدين... وبعد

فقد انعقد المؤتمر الثاني عشر لمجمع البحوث الإسلامية - بالأزهرالشريف - يومي الثلاثاء والأربعاء 3، 4 من صفر سنة 1423هـ/ 16، 17 ابريل سنة 2002م - بقاعة الاجتماعات الكبرى للأزهر الشريف - بمدينة نصر، بالقاهرة...

وقد حضر أعمال هذاالمؤتمر، واسهم في بحوثه وحواراته - غير أعضاء المجمع - عدد كبير من علماء الأمة الإسلامية، من مختلف الأقطار والقارات.

ولقد جاء انعقاد هذا المؤتمر في ظروفإقليمية ودولية بلغت فيها حدة الصراعات الفكرية، بل والدموية حداً غير مسبوق، إلا في ظروف الحروب الكونية الكبرى.

وكان لابد لهذه الظروف والتحديات من أن تحددطبيعة التوصيات التي يتوجه بها المؤتمر إلى علماء الأمة الإسلامية وساستها ومفكريها وجماهيرها، وإلى المؤسسات الإقليمية والدولية وإلى الانسانية جمعاء.

1ـ الحملة الشرسة على الإسلام

لقد جاء انعقاد هذا المؤتمر في سياق تصاعد الحملة الظالمة والشرسة ضد الإسلام، ديناً وحضارة وأمة.. وضد القضايا العادلة لشعوبالعالم الإسلامي، والأقليات المسلمة في البلاد غير الإسلامية.. ولقد بلغت هذه الحملة الظالمة مستويات غير مسبوقة بعد الحادث المأساوي الذي وقع بأمريكا في الحادي عشر منسبتمبر سنة 2001م - وهو الحادث الذي أدانه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف - والذي لا نزال نتمنى أن تتم بشأنه تحقيقات عادلة تكشف عن فاعليه الحقيقيين، وتقديمهمللعدالة..

ولقد لاحظ مؤتمر المجمع، بقلق شديد، انزلاق كثير من الكتابات والتصريحات والممارسات الغربية - وخاصة الأمريكية - إلى تأجيج نيران (الصراعات الدينية)و(الحروب الثقافية) و(الصدامات الحضارية) بدلاً من البحث عن حلول عادلة للصراعات والمشكلات.. حتى لقد استخدمت في هذه الكتابات والتصريحات عبارات (الحرب الصليبية) و(صراعالخير ضد الشر) و(التفوق الحضاري الغربي على البربرية الإسلامية) و(شن حرب داخل الإسلام) والسعي لتغيير طبيعة الإسلام ومبادئة وحقائقه، حتى يصبح - كما قالوا - (إسلاماًليبرالياً) و(حداثياً، يقيم قطيعة مع ماضيه وتراثه) وقابلاً (للعلمانية، وفصل الدين عن الدولة والحياة).. بل لقد بلغ الأمر حد المفاضلة بين معبوداتهم وبين إله المسلمين،رب العالمين تعالى سبحانه عن ما به يهرفون.

ولقد تبع هذه التصريحات والكتابات دعوات غريبة وشاذة للتدخل في أخص خصائص الإسلام والمسلمين، فتجاوزوا التدخل فيالشؤون السياسية والاقتصادية للعالم الإسلامي، إلى الحديث عن ضرورة تغيير مناهج التعليم الديني، والمدارس القرآنية في بعض البلاد الإسلامية.

إن الإسلام يصنفهذه الدعوات والكتابات والتصريحات والمساعي في باب (فتنة الناس في دينهم) - والفتنة أشد من القتل - وهي سبب من اسباب الإذن والتحريض على الجهاد، حتى يكون الدين خالصاً لله،وحتى تكون الحرية مكفولة لكل صاحب عقيدة وهوية وثقافة، يختار ما يريد ضميره الحر، لا ما يفرضه المتجبرون على المستضعفين. وصدق الله العظيم:

(أذِن للَّذينيُقاتَلُونَ بِأنهم ظَلمُوا وإنّ الله على نصرهم لقدير* الذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ إلاّ أن يقولوا ربُّنا الله)(1).

لذلك، يحذر مؤتمر المجمع من العواقبالوخيمة لهذه الحملة الظالمة والشرسة على الاسلام، وعلى التعليم الديني الاسلامي، ويدعو إلى طريق الحوار بين الثقافات بدلاً من الصراع بين الحضارات، وذلك حتى يكونالفكر معيناً على تخفيف حدة التوترات والصراعات التي تسود الكثير من مناطق العالم، بدلاً من ان يكون الفكر مؤججاً لنيران هذه التوترات والصراعات.

2ـالحرب الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني:

ولقد جاء انعقاد هذا المؤتمر ـ أيضاً ـ في ظروف بلغت فيها الحرب الصهيونية، المدعومة بالسلاح الامريكي والمال الأمريكي،والحماية الأمريكية، حداً بلغ مرحلة الإبادة والمجزرة ـ الإبادة لمقومات الحياة على ارض فلسطين المحتلة.. والمجزرة للفلسطينيين، الذين يدافعون، دفاعاً مشروعاً عنالارض والعرض والمقدسات، ويسعون لنيل حقهم الطبيعي والفطري في الاستقلال وتقرير المصير.

وإذا كانت الشرائع السماوية، والقوانين الدولية، وفي المقدسة منها(اتفاقيات جنيف لعام 1949) التي صادقت عليها كل الدول، بما فيها (اسرائيل) - قد قررت ان تغيير طبيعة الأرض المحتلة هو (جريمة حرب) فان مؤتمر المجمع يلفت انظار الدنيا إلى حقيقةان الكيان الصهيوني الذي هو استعمار استيطاني، أحلّ المهاجرين الصهاينة محل الشعب الفلسطيني، والمستعمرات الصهيونية محل قرابة خمسمائة قرية فلسطينية محاها من الوجود -إنما يمثل منذ البداية (جريمة حرب) في حق الشعب الفلسطيني والوطن الفلسطيني.

كما يدعو مؤتمر المجمع رجال القانون، ومنظمات العدالة وحقوق الانسان على اختلافدياناتهم وحضاراتهم، إلى توثيق معالم وأدلة هذه المجزرة الصهيونية، التي ارتكبتها إسرائيل - بالسلاح الأمريكي والدعم الأمريكي - ضد الشعب الفلسطيني، وذلك تمهيداًلتقديم الذين اقترفوها إلى العدالة الدولية، كي يلقوا القصاص العادل.. خصوصاً وان (المحكمة الجنائية الدولية) قد اكتمل نصاب التصديق على قيامها منذ ايام.

ان قضيةتحرير فلسطين من الاغتصاب الصهيوني، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، هي قضية وطنية بالنسبة لكل فلسطيني.. وقضية قومية بالنسبة لكل العرب - المسلمين منهم والمسيحيين- وقضية اسلامية بالنسبة لكل المسلمين.. وقضية عدالة إنسانية بالنسبة لكل الشرفاء الذين يدافعون عن التحرر الوطني وحق تقرير المصير، من كل الديانات والمذاهب والأمموالحضارات..

وإذا كان مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف يدعو كل أحرار العالم لمناصرة الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته، ومساندة صموده، بكل ألوانالمناصرة والدعم والمساندة، فإنه يدعو كل المسلمين إلى زيادة دعمهم المادي للشعب الفلسطيني - الذي دمرت مقومات حياته - من الحجر إلى الشجر إلى البشر.. ومن المنازل إلىالمزروعات إلى المدارس والجامعات والمصانع والمؤسسات.. وذلك عن طريق:

أ ـ جعل زكاة المال لهذا العام مخصصة لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته.

ب ـمقاطعة جميع منتجات وبضائع الشركات الإسرائيلية والدول التي تؤيد (إسرائيل) وتمدها بالسلاح والدعم في عدوانها على الشعب الفلسطيني، واستخدام سلاح البترول اذا استلزمالأمر.

3 ـ التضامن العالمي:

وإذا كانت كل قضايا المسلمين إنما تدور حول حقهم الفطري في الحرية (حرية الأوطان وتقرير المصير.. وتحرير الثروات..وصيانة المقدسات.. وخصوصية الهوايات والثقافات).. فإن عالماً فيه أمة يبلغ تعدادها ملياراً ونصف المليار من البشر، ولحضارتها الإسلامية دين كبير على كل الحضاراتالعالمية.. ان عالماً تحرم فيه هذه الأمة من حرياتها الفطرية لا يمكن ان يكون عالماً حراً، بأي حال من الأحوال.

لذلك، يدعو مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهرالشريف كل الأحرار والعقلاء في العالم، على اختلاف حضاراتهم ودياناتهم.. وكل المؤسسات الدينية السماوية منها والوضعية.. وسائر المنظمات، الإقليمية والدولية.. إلىالتناصر والتضامن لانقاذ النظام الدولي والشرعية الدولية والقانون الدولي والمواثيق والاتفاقات الدولية من (التهميش الأمريكي لهذه المكتسبات الإنسانية) التي جاهدتالأمم والشعوب في سبيلها زمناً طويلاً. فالتلاقي حول نصرة القضايا العادلة، كل القضايا العادلة، إسلامية كانت أو غير اسلامية، يجب ان يكون هدفاً انسانياً عاماً،واطاراً جامعاً لكل الاحرار والعقلاء على امتداد العالم الذي نعيش فيه. فلقد وضع الله - سبحانه وتعالى - هذه الأرض لكل الأنام، وجعل الإنسان خليفة فيها لعمرانها واقامةالعدل في ربوعها.

4ـ التضامن العربي الإسلامي في مواجهة التحديات:

كما يذكّر مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف كل العرب، على اختلافأقطارهم وأديانهم، وكل المسلمين، على اختلاف قومياتهم، في عالم الإسلام وخارج الدول الإسلامية.. يذكّرهم بحقيقة أن المبدأ الشرعي والمنطق العملي إنما يدعوان إلىالتساند والتضامن والوحدة في مواجهة التحديات التي تهدد الجميع.

لقد حقق الإسلام للمسلمين وحدة العقيدة والشريعة.. كما حقق وحدة الأمة والحضارة لكل الذين عاشوافي العالم الإسلامي، مع اختلاف الديانات والمعتقدات.. وعندما جمعت هذه المقومات التوحيدية امتنا، عاشت (العالم الأول) على ظهر هذا الكوكب لأكثر من عشرة قرون.. بينما عمرالآخرين (كعالم أول) لا يتعدى قرنين من الزمان..

وإذا كان هذا التضامن والتساند هو طريق العزة، في عالم لا يحترم سوى الأقوياء، فإن مؤتمر مجمع البحوث الإسلاميةبالأزهر الشريف يلفت نظر المسلمين، حكاماً ومحكومين، إلى أن الله - سبحانه وتعالى - قد أراد للمسلمين عزة هي من عزته وعزة رسوله - عليه الصلاة والسلام - وذلك عندما قال:

(ولله العزَّةُ ولرسوله وللمؤمنين ولكنّ المنافقين لا يعلمون)(2)

وإذا كانت جراح المسلمين تنزف، ودماؤهم تسيل، ومقدساتهم تنتهك حرماتها، وحرياتهم يتماغتيالها، في العديد من بقاع العالم الإسلامي - وخاصة في فلسطين والقدس الشريف.. وافغانستان.. وكشمير.. والهند.. والشيشان - فعلى المسلمين أن يدركوا ان تضامنهم، وترتيببيتهم، وتعظيم امكاناتهم - العقدية والفكرية والحضارية والاقتصادية - هي السبيل لنيل الحقوق، وردع الخصوم، وتعديل الموازين المختلة في العلاقات الدولية الراهنة.

كما عليهم ان يدركوا ان ما وصلوا اليه من اختلاف وتفرق اغرى بهم اعداء الاسلام وخاصة - الصهيونية العالمية ممثلة في (اسرائيل) - ويرجع ذلك إلى عدم التزامهم بتنفيذ أوامرالله - سبحانه وتعالى - في قوله:

(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً)(3)

وايضاً لم يأخذوا، ولم يعدوا العدة التي أمرهم الله تعالى بها في قوله:

(وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم)(4)

كما ينبه مؤتمر المجمع إلى ضرورة ترشيد اليقظة الإسلامية المعاصرة.. وترتيب الأولويات كي لا يكون بأسنا بيننا شديداً، فنكون - بالضرورة - رحماء على الاعداء.. والى ضرورةالأخذ بأسباب التقدم العلمي والنهوض المادي، واعمال السنن والقوانين الكافلة للنهوض الحضاري.. وصدق الله العظيم:

(ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعملسوءاً يجزَ به ولا يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً)(5).

كما يحذر مؤتمر المجتمع من تسرب اليأس أو القنوط إلى النفوس، كثمرة لهذا العدوان الوحشي الذي يمارس فوقكثير من بقاع العالم الإسلامي.. فاشتداد الضربات الموجهة إلى الامة الاسلامية هي محاولات لمعالجة اليقظة الاسلامية، ولمنع جسد الأمة من ان تكتمل له مقومات نهضته.. والافلو كان الجسد الإسلامي ميتاً لما تداعى الأعداء من كل حدب وصوب إلى ضربه بهذا العنف غير المسبوق.

واذا كانت امتنا تعاني آلام هذه الضربات الموجعة، فإن أعداءهايعانون آلام التحلل الحضاري، وتراجع الإيمان الديني، ومخاوف تحرير المسلمين لثرواتهم التي ينهبها الأعداء: وصدق الله العظيم:

(ولا تهنوا في ابتغاء القوم انتكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمُون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيماً)(6).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.. وصلى الله على رسولناالمبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين..



(1) الحج/ 39، 40.

(2) المنافقون/ 8.

(3) آل عمران/ 103.

(4) الانفال/ 60.

(5) النساء/ 123.

(6) النساء/ 104.

8/ القدس محور وحدة المسلمين

رسالة التقريب/ العدد الرابع والثلاثون/خريف 1423/7

/ 1