البيان الختامي للمؤتمر الدولي الثالث حول القدسودعم حقوق الشعب الفلسطيني المنعقد في طهران
14-16/ أبريل 2006 م انهى المؤتمر الدولي الثالث حول القدس ودعم الشعب الفلسطيني الذي انعقد على مدارثلاثة ايام في طهران، اعماله امس باصدار بيان ختامي جاء فيه:
بدعوة من مجلس الشورى الاسلامي الايراني واستضافته وبهدف حماية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني وصيانةالاماكن المقدسة الخاصة بالاديان الالهية، انعقد بطهران الاجتماع الدولي الثالث لدعم الانتفاضة الفلسطينية، تحت عنوان: المؤتمر الدولي الثالث حول القدس ودعم الشعبالفلسطيني وذلك في الفترة من 25 الى 27 من شهر فروردين لعام 1385 هجري شمسي الموافق 14 الى 16 ابريل 2006 ميلادي، وبمشاركة من رؤساء ووفود المجالس النيابية والاستشارية والعلماءوالمفكرين والشخصيات العلمية والثقافية والسياسية من مختلف الدول العالم.
وقد تباحث المؤتمرون في التطورات الجارية في المنطقة والعالم، والضغوط الجائرةالمتزايدة التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، معلنين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ودعمهم لمقاومته ضد الصهاينة المغتصبين حتى استعادة
(238)
كامل حقوقه،كما أنهم أعربوا عن تعاطفهم ومواساتهم للشعب الفلسطيني المظلوم في محنته ومعاناته، ووقفوا وقفة تكريم واجلال لذكرى شهداء فلسطين، مؤكدين على النقاط التالية :
1-يعتبر المؤتمر ان المقاومة الباسلة المقدسة التي يقوم بها الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة لنيل حقوقه الطبيعية والاصيلة والتي تدعمها وتؤكدها كل المواثيق والاعرافالدولية هي رد حاسم وطبيعي ومشروع على الاحتلال والسياسات العنصرية والعدوانية التي يتبعها الكيان الصهيوني، وان المؤتمر إذ يثمن عاليا جهاد الشعب الفلسطيني من اجلالتحرر، يناشد المجتمع الدولي وجميع الدول والشعوب المسلمة والحرة في العالم ليهبوا الى دعم الشعب الفلسطيني من أجل استعادة كامل حقوقه.
2- إن المؤتمر يدعم خيارالشعب الفلسطيني الديمقراطي وحكومته التي أفرزتها الانتخابات الفلسطينية التي عقدت في يناير عام الفين وستة والتي أقر العالم بنزاهتها وشفافيتها ويرفض جميع الضغوطالتي تستهدف معاقبة الشعب الفلسطيني، وتجويعه واجهاض حقه في اختيار قيادته وممثليه.
كما يدعو المؤتمر جميع الدول العربية والاسلامية وجميع الاحرار في العالمالى دعم ومساندة الحكومة الفلسطينية الجديدة بكافة الاشكال وإنشاء صندوق خاص وتقديم المساعدات الرسمية والشعبية عبره ومن خلاله.
3- ان المؤتمر اذ يؤكد على حقجميع اللاجئين والنازحين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم ووطنهم وأرض آبائهم وأجدادهم التي اخرجوا منها، باعتبار ذلك حقا طبيعيا قانونيا غير قابل للتصرف بوجهيهالفردي والجماعي
(239)
وتوطينهم خارج فلسطين، يدين المؤامرة الصهيونية الرامية الى فرض التوطين على الفلسطينيين في الخارج وتوطينهم خارج فلسطين مؤكداعلى رفض التوطين وعلى ضرورة مواجهة هذه المؤامرة. كما ان المؤتمر يأمل من الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين، توفير الظروف اللازمة لتمتعهم بالحقوق الانسانية والحياةالكريمة، الى أن ينجز حق العودة الى الوطن.
4- يؤكد المؤتمر على حق الشعب الفلسطيني الطبيعي في تقرير مصيره، كما يؤكد دعمه وتأييده لقيام الدولة الفلسطينيةالمستقلة كاملة السيادة - وعاصمتها القدس - على كامل أرض فلسطين.
5- إن المؤتمر يدين بشدة إجراءات الكيان الصهيوني الرامية الى تغيير الوضع الديموغرافي في القدسوأية عمليات يقوم بها للاستيطان، وبناء المستوطنات في المدينة المقدسة وكذلك تهديداته المتكررة للمقدسات الاسلامية والمسيحية وبخاصة المسجد الاقصى، وان المؤتمر اذيؤكد على وحدة مدينة القدس يعلن بانه لا مجال للمساومة على فلسطين او مدينة القدس ومقدساتها. وفي هذا الصدد يدين المؤتمر بقوة قرار بعض الدول بنقل ممثلياتها الدبلوماسيةلدى الكيان الصهيوني الى مدينة القدس، محذرا من تبعات هذه الخطوة.
6- يدين المؤتمر بشدة، قيام الكيان الصهيوني باقامة الجدار العنصري العازل واستمراراه في ذلكلما يعنيه ذلك من نهب وتهويد لمزيد من الاراضي الفلسطينية وما يتبع ذلك من تعريض الحياة اليومية للشعب الفلسطيني لخطر جدي من خلال السيطرة على الاراضي الزراعية وهدمهللبيوت والقرى
(240)
الفلسطينية. ويدعو المؤتمر المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية ممارسة الضغوط على الكيان الصهيوني، عملا على تنفيذ الارادةالجماعية الدولية في هذا الصدد والتي تبلورت في قرار المحكمة الدولية القاضي بعدم شرعية الجدار العنصري وضرورة العمل على هدمه وازالته.
7- يدين المؤتمر اجراءاتالكيان الصهيوني في انشاء وتطوير المستوطنات اليهودية، مناشدا الاوساط الدولية بذل جميع جهودها ومساعيها لوقف هذه الانتهاكات للارض الفلسطينية ووقف بناء المستوطناتوتوسعها والعمل على ازالة القائم منها.
8- يدين المؤتمر بشدة الاجرام والعدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني الاعزل من اغتيال وقتل لأبناء الشعبوالمقاومين من كافة القوى والفصائل والمسؤولين والسياسيين، وتدمير المنازل والمزارع، وتعذيب الاسرى والمعتقلين الذين يتجاوز عددهم التسعة الاف أسير ومعتقل محتجزين فيظروف أسر غير انسانية وشديدة القسوة والاضطهاد، وفرض الحصار على الشعب الفلسطيني بأكمله، مما يشكل نموذجا سافرا لارهاب الدولة والجريمة ضد الانسانية. الأمر الذي يتناقضمع جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية. كما يطلب المؤتمر باصرار من الاوساط الدولية المسؤولة وبخاصة مجلس الامن الدولي، القيام بواجباتها ومسؤولياتها القانونيةوالعمل على رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وانهاء الاحتلال، والحيلولة دون تهديد السلام والامن الدوليين من قبل الكيان الصهيوني الغاصب.
(241)
9- انالمؤتمرين اذ يحيون الاسرى والمعتقلين في سجون الكيان الصهيوني وبينهم عدد من النواب الممثلين للشعب الفلسطيني، يطالبون باطلاق سراح جميع الاسرى والمعتقلين دون قيد أوشرط وتخليصهم من براثن الصهاينة.
10- يعتبر المؤتمر أن السياسة العسكرية للكيان الصهيوني وتخزينه اسلحة الدمار الشامل وامتلاكه الترسانة النووية، يعد تهديدارئيسيا للسلام والامن على الصعيدين الاقليمي والدولي، مطالبا المجتمع العالمي والاوساط الدولية وبخاصة الوكالة الدولية للطاقة الذرية القيام باتخاذ الاجراءاتالعملية الكفيلة باجبار هذا الكيان على الالتزام بالاعراف والقوانين الدولية السائدة.
11- ان المؤتمر يؤكد على ضرورة إحياء القرار 3379 الصادر عام 1975 من الجمعيةالعامة للامم المتحدة الذي يعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية.
12- ان المؤتمر اذ يندد بالسياسات والمعايير المزدوجة التي تتبعها الولايات المتحدة وحلفاؤهاإزاء قضايا الشرق الاوسط، بما فيها تجاهلها لتصرفات وأعمال الكيان الصهيوني المتمثلة في انتهاك أبسط مبادئ حقوق الانسان، يدين بقوة، سياسة هؤلاء في تقديم دعم شاملوحماية واسعة لهذا الكيان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية. وفي هذا الصدد، يناشد المؤتمر جميع الدول والشعوب المتحررة في العالم، العمل بكلطاقتها ومالديها من امكانيات وقدرات لتغيير السلوك الجائر الذي تنتهجة الدول المذكوره أعلاه.
(242)
13- ان المؤتمر يعبر عن احترامه لاتباع جميع الاديان،معتبرا ان قتل أبناء البشر بأي دافع عنصري او ديني باي شكل او طريقة كان يعتبر مصداقا بارزا للجريمة المنظمة ضد الانسانية، وبالتالي يدين مثل هذه الاجراءات. وفي الوقتنفسه، يعتبر استغلال الكيان الصهيوني لقصة الهولوكوست ومحاولته اضفاء القدسية عليها بهدف تضليل الرأي العام والحيلولة دون اجراء البحث والتحقيق والتساؤل وإبداء الرأيحولها، امرا يتعارض مع مبادئ حرية التعبير وتناقل المعلومات والبحث والتحقيق، كما يدين المؤتمر الابتزاز الظالم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الذي لا علاقة له بمثلهذا الموضوع بحكم الواقع والمنطق، يشكل مصداقا حقيقيا لعملية الابادة البشرية للشعب بأكمله في عصرنا الحاضر.
14- ان انسحاب الكيان الصهيوني غير الكامل من قطاعغزة - والذي حصل بفضل جهاد الشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده لعدة عقود وببركة انتفاضة الاقصى المبارك - حمل في طياته رسالة ودرسا للجميع بأن الايمان والعزيمة ينتصران علىقوة المحتلين وسلاحهم، ان هذا التطور الذي جاء بعد تحرير الجنوب اللبناني المكلل بالانتصار، ان دل على شيء فانما يدل على بداية مرحلة أفول الكيان الصهيوني الغاصب، مبشرابانتصارات قادمة للشعب الفلسطيني. ان المؤتمر يدين الموقف الصلف الذي يتخذه الكيان الصهيوني وبعض حماته الدوليين واستمرار ضغوطهم ومطالبتهم بتقديم تنازلات لهذا الكيانوتطبيع العلاقات معه ازاء انسحابه من غزة.
(243)
15- يدعو المؤتمر الدول الاسلامية والعربية الى اخذ قرارات منظمة المؤتمر الاسلامي بعين الاعتبار، والعملعلى دعم الشعب الفلسطيني، ورفض تطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب او اقامة العلاقات والاتصالات معه، بالاضافة الى المقاطعة الشاملة للكيان الصهيوني.
16- يدعوالمؤتمر أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة الى تعزيز تلاحمهم ووحدتهم الوطنية، وذلك لاحباط مؤامرات العدو الرامية الى بث الفرقة والخلاف وضرب وحدة الصفالفلسطيني، كما يدعوهم الى بذل كل الجهد من اجل حماية وصيانة الانجازات القيمة التي حققتها الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية.
17- ان المؤتمر اذ يدين الضغوط التيتمارس على لبنان لنزع سلاح المقاومة، يعلن دعمه لنضال وجهاد قوى المقاومة اللبنانية - وفي مقدمتها حزب الله - ضد الصهاينة المحتلين، وذلك حتى تحرير الاجزاء المتبقية منالاراضي اللبنانية في مزارع شبعا المحتلة، وحماية لبنان. كما يعلن دعمه للجهود الرامية الى اطلاق سراح الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية.
18- يؤكد المؤتمرتضامنه مع سوريا، معلنا دعمه للمواقف السورية ازاء الكيان الصهيوني مؤكدا على ضرورة انهاء احتلال كامل منطقة الجولان، كما انه يدين بشدة الاجراءات غير المشروعة التييقوم بها الكيان الصهيوني والتي تتمثل في فرض الضغوط على المواطنين السوريين في هذه المنطقة وانتهاك حقوقهم وبناء المستوطنات فيها.
(244)
19- ان المؤتمريكلف الامانة العامة تشكيل لجنة من نواب واعضاء في المجالس والبرلمانات وشخصيات من المشاركين في المؤتمر، وذلك لتحقيق التواصل الدائم مع أعضاء المؤتمر افرادا وجهاتوذلك للعمل على الاتصال بالجهات ذات العلاقة لتحقيق مقرراته.
20- ان المؤتمر يناشد الوفود البرلمانية المشاركة فيه، بالعمل على انتزاع واصدار القوانين اللازمةلاضفاء الصفة العملية على قرارات المؤتمر المدرجة في هذا البيان.
21- يناشد المؤتمر جميع الدول، بان تهب الى مساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم بكافة الاشكال وتشجيعتشكيل المنظمات غير الحكومية المدافعة عن فلسطين وتعزيز دعم أنشطة هذه المنظمات.
22- ان المؤتمر اذ يعبر عن احترامه للروح الطاهرة لمؤسس الجمهورية الاسلاميةالايرانية سماحة الامام الخميني (ره) الذي اتخذ خطوة هامة في دعم فلسطين والقدس الشريف باعلانه يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان يوما عالميا للقدس، يثمن عاليا الجهودالشاملة التي تبذلها ايران الاسلامية - قيادة وحكومة وشعبا - لدعم القضية الفلسطينية، وبخاصة مبادرة مجلس الشورى الاسلامي الايراني لإقامة المؤتمر الدولي الثالث حولالقدس ودعم حقوق الشعب الفلسطيني. ويقترح المؤتمر اصدار نص كلمة سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي قائد الثورة الاسلامية ضمن مجموعة وثائق المؤتمر.