بیان الختامی و التوصیات لندوة الوحدة الإسلامیة؛ أسسها و روادها - دمشق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بیان الختامی و التوصیات لندوة الوحدة الإسلامیة؛ أسسها و روادها - دمشق - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

البيان الختامي والتوصيات لندوة الوحدة الإسلامية؛ أسسها وروادها

- دمشق -

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينامحمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وبعد:

فإن الحاجة تشتد اليوم لتكاتف أبناء الإسلام وجمع شملهم وتوحيدصفهم، حيث الضغوط الخارجية كثيرة، والتحديات التي تواجه الأمة تكبر وتزيد يوماً بعد يوم، الأمر الذي يستدعي توحيد الكلمة لإحياء دعوة القرآن إلى التآلف والتآخيوالتعاون ونبذ التنازع بمنع دواعيه المتمثلة في تفرق الأمة وانقسامها، يقول ربنا تبارك وتعالى: «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا

(234)

ربكم فاعبدون».

فمن هذه المنطلقات كانت دعوة مجمع الشيخ أحمد كفتارو والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بالتعاون مع المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق لعقد ندوة:(الوحدة الإسلامية؛ أسسها وروادها)، حيث التقى عدد من كبار علماء الأمة في ندوة فكرية حوارية يومي الثلاثاء والأربعاء 22-23 ربيع الأول 1425 هـ، الموافق 11-12 أيار 2004م.

وقد أدرك المجتمعون أن ما ظفر به الاعداء من استيلاء واستقواء على الشعوب الإسلامية المستضعفة لا يرجع إلى خصائص القوة التي بها أعداؤها فحسب، بل مردُّ ذلك إلى حالةالوهن في صفوف المسلمين، فالفرقة هي التي تمنح الفرص المواتية للعدو للاستمرار في بطشه والتمادي في غيه، ولا سبيل لنا إلى كرامة منشودة ونجاة مرجوة إلا بالوحدة والحوارواللقاء وتفعيل المشترك ورمي ما يناقضه وراء ظهورنا.

هذا وقد تناول اللقاء بين العلماء والمفكرين المشاركين في الندوة عدة قضايا حيوية شملت:

1ـ ضرورةالوحدة بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم الفكرية والفقهية.

2- أسس الوحدة وضوابطها.

3- أهمية الحوار بين المسلمين لتحقيق الوحدة المنشودة.

4-التحديات التي تواجه الوحدة وتعترض سبيلها، داخلياً وخارجياً.

5- تعميق المشترك فيما بين المسلمين، واجتناب جعل القضايا التاريخية مثاراً للخلاف المؤدي إلىالتباعد والفتن.

كما تمت دراسة نماذج علمية أثبتت عمق الفكر الإسلامي وشموله لكل

(235)

المسلمين؛ دون فرض مذهب من خلال دراسة بعض كتب التفسيروالفقه.

وسُلطت الأضواء على علمين من أعلام الوحدة الإسلامية من دعاة التقريب وترسيخ اللحمة بين أطياف المسلمين قولاً وعملاً: هما الامام الخميني رحمه الله الذيأعلن أسبوع الوحدة الاسلامية في الفترة بين 12-17 ربيع الاول، وذلك بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران، والعلامة الشيخ أحمد كفتارو حفظه الله الذي مافتئ عبر جهادهالطويل يمارس وحدة كلمة المسلمين عملياً.

وقد ثمَّن المشاركون في الملتقى دور السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية على مواقفه الإسلاميةالرائدة في المحافل الدولية، وأگدوا على سمو دوره وفاعليته على كافة المستويات، كما أثنوا على دعمه للعلم وأهله في سبيل وحدة قوية متينة على أسس عقائدية إسلامية صحيحةتقود الأمة نحو الخير والرخاء.

وتقدم المجتمعون بالشكر الجزيل للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران، وأشادوا بالجهود الحثيثة التي يقوم بهالجمع كلمة المسلمين.

كما ثمن المشاركون دور مجمع الشيخ أحمد كفتارو في حرصه على جمع الكلمة وتواصله مع الهيئات الإسلامية والعلمية والأكاديمية لإحياء وحدةإسلامية شاملة على أسس من الفكر السليم والاعتدال والوسطية.

ومن خلال الأپحاث المقدمة والمناقشات رأى العلماء المشاركون أهمية الأمور التالية:

1- تأكيدالمصطلحات الوصفية للمسلمين المذكورة في القرآن الكريم،

وترك المصطلحات المتأخرة التي تبث الخلاف وتباعد بين المسلمين، قال تعالى: «هو سماكمالمسلمين من قبل».

2- التركيز على المسلّمات المشتركة ممثلة في الأصول العقائدية والإيمان بالله ورسوله محمد (ص) وحب آله واحترام صحبه، وأنهم جميعاً مثّلوا الصدرالإسلامي الأول بكل عطاءاته وإشراقاته.

3- الإيمان بأن الوحدة الإسلامية: قرآنية المنشأ والمنبع، نبوية الأسلوب والمنهج، وهي فرض شرعي، والتآخي في الإيمان واجبعملي.

4- تأكيد أثر الخطاب الإسلامي في الأجيال الناشئة وتربيتها على أن الوحدة الإسلامية تتساوى في فرضيتها مع باقي الفرائض الشرعية، وتأسيساً على ذلك فإنه يحرمالتنازع والشقاق بين المسلمين.

5- دعوة المسلمين؛ حكاماً وعلماء ومفكرين وكافة شرائح المجتمع للتركيز على تفعيل الوحدة الاسلامية على اختلاف جوانبها؛ السياسيةوالاقتصادية والاجتماعية والثقافية ونبذ التفرق والاختلاف، فمصالح الاجتماع لا تقارن بمفاسد الفرقة.

6- الاهتمام بالمصدرين الاساسيين لديننا الحنيف: القرآنالكريم والسنة النبوية، وجعلهما الحكم عند الاختلاف، قال تعالى: ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِمِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌوَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً[ (النساء:59)

7- تقوية الأواصر الإيمانية والصلات الأخوية فيما بين المسلمين؛ عبر اللقاءات والندوات والمؤتمرات الدورية؛ التي تزيلالملابسات وتمنع

الإشكالات، وضرورة الاتفاق على عدم تبني الكتب المسيئة، والتحذير من تلك الكتب التي تزرع الشقاق فيما بين المسلمين.

8-التفريق بين الخلاف الفكري واختلاف القلوب، فتعدد الآراء وتنوع الأفكار أمر فطري يلازمه اجتماع القلوب وتآلفها، مع الابتعاد عن تضخيم الخلافات الفكرية، والفقهية،وضرورة المصارحة والمكاشفة والشفافية؛ بغية الوصول إلى هدف الأمة في رصّ صفوفها ووحدة كلمتها.

9- إفساح المجال لثقافة الحوار وإشاعة أخلاقياته، للوصول إلىالتعارف بدل التنافر، وتأكيد توافق الخطاب بين السر والعلن، ومقارنة الأفعال للأقوال، والفصل بين الأشخاص والمواقف.

10- تأييد جهود المصلحين العاملين على رأبالصدع وتدارك الافتراق، من خلال مجامع التقريب ودور التحاور ولقاءات التناصح المتبادلة فيما بين المسلمين.

11- الاتعاظ من الدروس التاريخية، فسقوط مهابة الأممناشئ عن التفرق والاختلاف، ونظراً لأهمية العمل المستقبلي فإنه من الحكمة والرشد عدم تحميل الأجيال الحاضرة والمستقبلة تبعات اجتهادات السابقين.

12- الحرص علىإظهار حقيقة الموقف الموحد من قضايا الأمة المصيرية لتفويت الفرصة على أعداء الأمة.

13- الاعتدال في الحكم على الأخطاء التاريخية والحاضرة، والتحذير من الطعنبالمسلمين؛ سلفاً وخلفاً.

14- دعوة علماء المذاهب الاسلامية إلى تأسيس مجامع التقريب بين المذاهب في دولهم ليساهموا عملياً في تحقيق الوحدة الاسلامة. وسيقوم

علماء السنة والشيعة في سورية بخطوات عملية في هذا الطريق إن شاء الله تبارك وتعالى.

15- يستنكر المشاركون في الندوة ويدينون بشدة ما صدر عن الإدارةالأمريكية من قرار ظالم ينص على فرض عقوبات على سورية، ويؤكدون أن مثل هذه القرارات هي قرارات واهية ولن تزيد سورية إلا قوة وعزاً وتمسكاً بثوابتها التي تدعو إلى السلامالعادل والشامل في المنطقة واحترام الشرعية الدولية وقوانين الأمم المتحدة الداعية إلى إعادة الحقوق لأصحابها الشرعيين. وما كانت هذه العقوبات التي فرضتها الإدارةالأمريكية على سورية إلا دليلاً واضحاً على عدم نزاهتها في رعايتها للسلام في المنطقة.

وفي ختام الندوة أعرب المشاركون عن حرصهم على الوحدة الإسلامية والتعاونفيما يحقق الخير للأمة الإسلامية والبشرية أجمع، ويجنبها ويلات الحروب والفتن والصراع لتتجه الجهود نحو البناء والعطاء والتقدم الحضاري، وأكدوا ضرورة الوقوف بحق إلىجانب الشعوب الإسلامية في سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار وتقرير المصير وتحرير الأرض وسيادة الشعوب في بلادها، وبخاصة في فلسطين والعراق.

/ 1