حج رؤیة عرفانیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حج رؤیة عرفانیة - نسخه متنی

حسن علی باقری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحج رؤية عرفانية

أ. الشيخ حسن علي باقري

مفكر من ايران

الجانب الروحي للحج:

(ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا)(1) .

المقدمة:

الافعال العبادية في الاسلام لها صورة ظاهرية وصورة باطنية واسرار عرفانية مدهشة،ولا يمكن استثناء الحج الذي هو من الاحكام العبادية والسياسية المهمة في الاسلام، وهذه الفريضة لها آثار تنحصر بها فقط وتجعلها متميزة عن سائر الاحكام الالهية الاخرى.

المسلمون من كل قوم ولون ولسان وعنصر في العالم يجتمعون في مكان واحد، ويرفعون شعاراً موحداً نحو هدف واحد. فالحج بعث مصغٌر في دنيا الانسان . الاصول والفروع تتجلىفي الحج من التوحيد والنبوة والمعاد ومن الصلاة والصوم والجهاد و... ويشتمل ايضا على امور اخرى كالخلوة والجلوة والذكر والتفكر والسكوت والعزلة والاجتماع.

فالانسان والمجتمع المتكامل يرى في الحج ذروة الحب الالهي. والحج مسرح لعرض القوى الماديةوالمعنوية للمجتمع الاسلامي وتقييمها.

الحج كالقرآن كل يأخذ منه حسبفهمه ودركه وقوّته، ونظراً لابعاد الحج العرفانية الواسعة واسراره وصفاته المتعددة نشير في هذا المقام الى بعض اسرار هذه الفريضة الإسلامية.

اهم مسائلالجانب المعنوي للحج:

باطن الحج يشتمل على مراتب ومقامات فمنها لا يصل اليها الا الاوحدي من الخلق ومنها ميسرة لجميع ابناء الامة الإسلامية وفقاً لمراتبهمالعلميةوالعملية.

منازل الحج:

المنزل الاول: السير من الخلق الى الحق، القطيعة عن ماسوى الله والوصول اليه ولهذا المنزل مراتب نشير اليهاباختصار.

المرتبة الاولى: التوبة

الابتعاد عن شياطين الداخل في وجود الانسان وطواغيت الخارج والاتجاه نحو الله، فهو ابتعاد عن الصفاتالحيوانية نحو الصفات الانسانية العليا وترك هوى النفس الامارة بالسوء باتجاه الفضائل الاخلاقية والمراتب المعنوية.

المرتبة الثانية: اليقظة

اليقظة تعني المعرفة بشأن الكعبة والحرم ومنزلتهما، وماوفق له العبد من معرفة القيم الانسانية باداء ماوجب عليه من اعمال الحج، وعدم ارتكاب مامنع منه، وهذا يعني انالله لا يتقبل كل عمل صادر من الانسان الا اذا اقترن بالورع والتقوى : 'انما يتقبل الله من المتقين'(2) وان الانسان في محضر الخالق المتعال والنبي الاكرم(ص) والاولياءوالصالحين، 'وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون'(3) .

المرتبة الثالثة: التخلية

الوصول الى هذه المرتبة يستلزم افراغ القلب من كلالصفات السيئة، وحز جذور تلك الصفات المميتة للقلب كالحسد والبخل والكبر والرياء والكذب والتزوير والنفاق و..

المرتبة الرابعة: التحلية

وبعدافراغ القلب من الصفات الدنية يأتي دور تحلية القلب بالخصائص الاخلاقية الحميدة والفضائل الانسانية العالية كحب الخير والاخلاص والتواضع والسخاوة والصدق والرأفةوالزهد و... وفي هذه المرحلة يتحول الحج الى حج ابراهيمي مقبول ويتجه الانسان الى الله سبحانه وتعالى بقلب ابراهيمي حنيف ويقول: 'اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارضحنيفا وما انا من المشركين'(4) . وبهذا يخلص نيته في سفره المعنوي الى الله ويبتعد عن الدنيا الدنية ولا يرضى الا برضا الله : 'الا ابتغاء وجه ربه الاعلى'(5) .

وتأخذ كلاعماله واقواله صبغة الهية لا يفوقها شيء: 'صبغة الله ومن احسن من الله صبغةً'(6) .

المرتبة الخامسة: التجلية:

فهذه المرتبة خاصة بالاولياء والاصفياء من عباد الله المخلصين وفي هذا المقام يلّف الحاج السالك هالة من النور الالهي: 'وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس'(7) ويصل الانسان الى مقام العبودية بلطف منالله، وفي هذه المرتبة يميّز الانسان القيم العليا عن اضدادها، والطيبين من الخبثاء والحق من الباطل: 'يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا'(8) .

وماورد عن الامام جعفر بن محمد الصادق(ع) يختصر كل هذه المنازل المعنوية والروحية للحج حيث قال: 'اذا اردت الحج فجرد قلبك لله عزّ وجل من قبل عزمك من كل شاغل وحجب، كلحاجب، وفوّض امورك كلها الى خالقك، وتوكل عليه في جميع مايظهر من حركاتك وسكناتك، وسلم لقضائه وحكمه وقدره، ودع الدنيا والراحة والخلق، واخرج من حقوق تلزمك من جهةالمخلوقين ولا تعتمد على زادك وراحلتك واصحابك وقوتك وشبابك ومالك ، فان من ادعى رضا الله واعتمد على شيء صيره عليه عدواً ووبالاً، ليعلم انه ليس له قوة ولا حيلة ولا لاحدالا بعصمة الله تعالى وتوفيقه، واستعدَّ استعداد من لا يرجو الرجوع واحسن الصحبة وراع اوقات فرائض الله وسنن نبيه (ص) ومايجب عليكم من الادب والاحتمال والصبر والشكروالشفقة والسخاء وإيثار الزاد على دوام الاوقات'(9) .

المنزل الثاني:

السير من الحق في الحق: استمرارية العلاقة بالله مع السعي في الطريق الىتوطيد هذه العلاقة لنيل مقام العبودية ويشتمل هذا المنزل على اعمال:

1ـ الاحرام:

وهذا يعني الورود الى منطقة تحرم على الانسان امورا توجب عزة الحاج فيسيره وسلوكه، وليس المحرومية والمنع، ومع هذه الحرمة يستشعر الحاج بالاستغناء عن كثير من امور تعلق بها في حياته اليومية، وبالاحرام والابتعاد عن هذا التعلق بالامورالممنوعة يتصف الانسان بصفة الهية الا وهي التشرف بالمحضر الربوبي كما ورد في الحديث: 'عبدي اطعني حتى اجعلك مثلي'(10) . حال كونه ملّبيا لبيك اللهم لبيك... والتلبية التي هيمن الشعائر العظيمة في الحج، يرفع الحاج صوته بها طارداً كل الشياطين من حوله، مطيعاً لأمر مولاه (نبي الرحمة محمد(ص) ) حيث قال: أتاني جبرئيل فقال لي: ان الله يأمرك ان تأمراصحابك ان يرفعوا اصواتهم بالتلبية فانها من شعائر الحج'(11) .

2- الطواف:

فهو عمل شابه لما تقوم به الملائكة حول عرش الله: 'وترى الملئكة حافين من حول العرشيسبحون بحمد ربهم'(12) . فطواف العباد حول بيت الله كطواف الملائكة حول العرش، وتكرر الطواف لترسيخ المحورية الربانية، وقد جاء في الحديث عن ابن عباس: من طاف بالبيت خمسينمرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه'(13) .

3- صلاة الطواف:

عند ما يصل الطائف الى مقام العبودية يجب عليه الشكر وصلاة الطواف هي الشكر لله ومعراج المؤمن وقربهلله. استمرارية الشكر تتكامل باستلام الحجر وتقبيله عن جابر: 'ان النبي(ص) استلم الحجر فقبله واستلم الركن اليماني فقبل يده'(14) .

والاستلام هو خضوع امام عزة اللهورضا بتقديره كما ورد في الحديث: 'واستلم الحجر رضا بقسمته وخضوعاً لعزته'(15) .

4- السعي بين الصفا والمروة:

فالسعي عمل يوحى الينا تلك الذكرى العطرة لشيخالانبياء(ع) الذي حاز على مقام العبودية والتسليم من الله تعالى كما ورد في القرآن الكريم: 'اذ قال له ربه اسلم قال: اسلمت لرب العالمين'(16) . فالسعي بين الجبلين تجسيد لعملإمرأة هرولت وسعت رجاءً لرحمة ربها في صحراء الظمأ والغربة سعياً لسقي طفلها، وعندما اخلصت النية لربها تحقق الأمل الذي مظهره ماء زمزم وواقعيته ماء الحياة. وسعيالمؤمنين مجاميع وطوائف بين الصفا والمروة بتلك الحالة يبرز عظمة واقتدار المجتمع الاسلامي، ويرهب المشركين. كما ورد في الحديث: 'انما سعى رسول الله(ص) بالبيت وبين الصفاوالمروة ليري المشركين قوته'(17) .

ويفر الحاج بهرولته من هوى النفس والغرور الكاذب المفتعل ليصل بروحه وباطنه الى مقام الحضور واللقيا لحضرة الحق: 'وهرول هرولة منهواك وتبرياً من جميع حولك وقوتك'(18) . وايضاً: 'صفّ روحك وسرك للقاء الله يوم تلقاه بوقوفك على الصفا'(19) .

5- التقصير:

هو السير من عالم الملكوت الى عالمالناسوت ومن لذة الروح الى لذة الجسم ومن الوحدة الى الكثرة، والتقصير تحليل بعد التحريم: 'لولا ان الشياطين يهجمون على قلوب بني آدم لنظر الى ملكوت السموات والارض'(20) .

6- الخروج الى عرفة:

هناك يعترف العبد بذنوبه امام خالقه 'واعترف بالخطايا بعرفات'(21) . ويكتسب المعرفة بالمبدأ والمعاد وبتوحيد الله: 'وجدد عهدك للهبوحدانيته'(22) . ومعرفة ان: 'ليس في الدار غيره ديار'(23) . وقد جاء في الحديث: 'افضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وافضل ماقلت انا والنبيون من قبلي: لا اله الا الله وحده لا شريك له'(24).

فعرفة محطة ينطلق الانسان فيها من علم اليقين الى عين اليقين ومن عين اليقين الى حق اليقين.

7- الخروج الى المشعر الحرام:

فالمشعر عند الله ذومرتبة ومقربة وقد جاء توصيفه باجلال واحترام في القرآن الكريم: 'فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام'(25) .

فالمطلوب في هذا المكان المقدس وفي افضلساعات اليوم (بين الطلوعين) هو ذكر الله فقط فبذكر الله يكتسب الانسان سبيل العبادة وفي مشعر الحرام يسرى الايمان من القلب الى جوارح الانسان ومشاعره وما نهله الانسان فيعرفات. فذكر الله يرسخ في قلب الانسان وعينه واذنه ولسانه وجميع جوارحه لتحصل مشاعرنا على حياة جديدة.

8- الخروج الى منى:

عندما نزل جبرئيل على ابراهيم قالله: 'تمنى يا ابراهيم' فَسُمي هذا المكان بمنى فهي ارض الأمل والرحمة والفضل والكرامة واستجابة الدعاء وطلب سعادة الدنيا والآخرة ويمكن القول: ان افضل لذات الحج هي لذةعمل العبد لربه في منى.

9- رمي الجمرات:

العبد الذي يروم الوصول الى مقام القرب عليه ان يقارع طاغوت الباطن والنفس الامارة بالسوء والطواغيت من شياطينالجن والانس، فرمي الجمرات الثلاث هي في الواقع طرد طاغوت النفس والذي يشكّل اكبر خطر على الانسان: 'اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك'(26) . وطرد شياطين الجن (من ابليس واعوانه)وشياطين الانس (اعداء الدين والقرآن والبشرية).

10- الاضحية:

هي سنة لا تقبل الا من المتقين: 'انما يتقبل الله من المتقين'(27) .

فالتضحية قمة الفداءوالايثار في سبيل المحبوب واحياء لذكرى النبي ابراهيم (ع) الذي أقدم على تقديم اسماعيل قرباناً لربه وتلبية لأمر ربه: 'فلما بلغ معه السعي قال يابني اني ارى في المنام انّياذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أپت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين فلما اسلما وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدّقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين'(28).

11- التقصير:

وهو تعبير عن ازالة ما تبقّى من الصفات الدنية واصلاح القلب من الكبر والرياء.

12- طواف النساء:

يحل العطر والاستمتاع بالنساءعلى المحرم بعد الطواف؛ فالسّر قد يكون في اهمية السيطرة على الغرائز بعون من الله حتى وان

بلغ الانسان مقام العبودية، فهذا يوسف الصديق(ع) عندما أفلح فيالامتحان شكرالله على عونه : 'وإلاّ تصرف عني كيدهن أصبُ إليهنّ واكن من الجاهلين'(29).

13- زيارة المدينة:

ومن اهم الاعمال المندوبة بعد اتمام الحج زيارةالنبي الاكرم(ص) وتعتبر بعض الاحاديث: ان الحج بدون الزيارة ناقصة كما جاء في الحديث: 'اتموا برسول الله(ص) اذا خرجتم الى بيت الله الحرام فان تركه جفاء (30).

14- طوافالوداع:

فان آخر النسك الطواف بالبيت كما جاء في الحديث الشريف: 'عن ابن عمر يقول: سمعت عمر بمنى يقول: ايها الناس ان النفر غدا فلا ينصرف احد حتى يطوف البيت فان آخرالنسك الطواف بالبيت'(31).

المنزل الثالث:

السير من الحق الى الخلق: يبدأ هذا المنزل بالرجوع من مكة ومدينة الى الوطن، فالمسؤولية في هذا المنزلاعظم من المنزلين السابقين فهناك كان على الانسان بناء نفسه والحفاظ عليها، وفي هذا المنزل الخطير عليه بناء الآخرين وهدايتهم، كما هو المأثور عن رسول الله(ص) شيّبتنىسورة هود لمكان قوله: 'فآستقم كما امرت و من معك'(32). لان الله سبحانه وتعالى يأمر باستقامة من مع رسول الله(ص) والحاج بالرجوع الى وطنه مأمور بهداية من معه من عائلتهواقرابائه، وهو يصدع بدور الانبياء: 'الذين يبلغون رسالات الله'(33). فهداية الآخرين امر خطير ابيضت منه لحية رسول الله(ص) فالحاج عليه تعليم الآخرين بكل ما اخذ وتعلم منالحج وترسيخه في قلوب اهل بيته والاقربين فهو اسوة لهم في قوله وعمله وسلوكه، فالهداية الكبرى من الحج هي احياء الانسان وهدايته: 'من احياها فكانما احيى الناس جميعا'(34).

فالامام علي (ع) يعتبر الحج امتحاناً صعباً لتطهير الانسان وتصفيته حينما يقول: 'ابتلاء عظيماً وامتحاناً شديداً واختباراً مبيناً وتمحيصاً بليغا جعله اللهسبباً لرحمته'(35). وجاء ايضا في الحديث الآخر: 'واستقم على شروط حجك ووفاء عهدك الذي عاهدت به مع ربك واوجبته الى يوم القيامة'(36).



1-آل عمران/ 98 .

2 - المائدة/ 27.

3 - التوبة/ 105 .

4 -الانعام/ 79 .

5 - الليل/ 20 . .

6 - البقرة/ 138 .

7 - الانعام/ 122.

8 - الانفال/ 29 .

9 - مصباح الشريعة الباب/ 22.

10 - الجواهر السنية / 361 .

11 - كنزل العمال 5/ 31 .

12 - الزمر/ 75 .

13 - كنزل العمال 5 / 32.

14 - كنزل العمال 5/177 .

15 - نفس المصدر.

16 - البقرة/ 131 .

17 - سنن الترمذي/ 3/ 208 .

18 - مصباح الشريعة الباب 22.

19 - مصباح الشريعة الباب 22.

20 - البحار 70/59 .

21 - مصباح الشريعة الباب 22.

22 - مصباح الشريعة الباب 22.

23 - مصباح الشريعة الباب 22.

24 - كنزل العمال 5/ 66 ..

25 - البقرة/ 198.

26 -عدة الداعي/ ص 295.

27 - المائدة/ 27 .

28 - الصافات/ 102 - 105.

29 - الصافات/ 102 - 105.

30 - وسائل الشيعة 10/ 255.

31 - كنزل العمال 5/ 242.

32 - الدرالمنثور 3/320.

33 - الاحزاب/ 39 .

34 - المائدة/ 32.

35 - خطبة ناصعه/ 192.



/ 1