حکومة الاسلامیة من منظور الشاعر الکمیت بن زید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حکومة الاسلامیة من منظور الشاعر الکمیت بن زید - نسخه متنی

محمد علی آذرشب

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فهل هذه التجربة الشعورية مع القرآن شطت عن حقائق القرآن الكريم؟ أبدا، إنها عبّرت عن أعمق الحقائق التي تجلت في نفس الكاتب ،وتستثير أعمق الحقائق في نفس القارئ.

الكميت الرسالي

يختلف نوع التجارب الشعورية التي يمرّ بها الاديب باختلاف سلوكه في الحياة، فاذا كانالاديب يعيش آماله وآلامه ومشاعره الفردية، يكون أدبه منطويا على الذات ومعبرا عن نزعة رومانسية في الادب، وإن كان يعيش هموما اجتماعية ورسالية، تكون المحفّزات التيتستثيره من النوع الاجتماعي الرسالي، وتكون التجارب الشعورية التي يمرّ بها ذات طابع يتجاوز المسائل الذاتية الفردية، ويكون أدبه أقرب الى الادب الواقعي.

والكميت كان أدبه واقعيا، وانفعالاته رسالية، وتجاربه الشعورية ترتبط بعواطفه الرسالية.

نجد هذه النزعة الرسالية بشكل واضح جليّ في حبّه لرسول اللّه(صلىالله عليه وآله).

وهنا أقف قليلا عند هذه النقطة التي أحسبها ذات قيمة في وحدة الامة الاسلامية والتقريب بين فصائلها. وقيمتها تتجلّى عندما يتضح دور العاطفةفي شدّ قلوب أبناء الامة.

لقد اهتم المخلصون في تقريب فصائل الامة بمسائل الاصول والفروع ليجدوا مساحات التقارب الواسعة بين المذاهب الاسلامية، وليبينوا قلةمساحات الاختلاف بالنسبة الى مساحات الافتراق. وهو سبيل جيّد وهام يعطي التقريب معنى واقعيا، ويكسبه رصيدا علميا. لكني أحسب أن تأثيره قليل في إزالة الحساسيات وشدّالقلوب وتوحيد الصفوف. وسبب ذلك يعود الى أن كلّ هذه الاعمال العلمية لا تؤثر إلا في العقل والفكر، أي في المنطقة الباردة من وجود الانسان. أما المنطقة الساخنة المحركةالمؤثرة فتبقى بمعزل عن بحوث الاصول والفروع، إنها تحتاج الى حوافز عاطفية. وهي ليست قليلة في المنهج الاسلامي التربوي، وأعتقد أن حبّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)يشكل معلما هاما من معالم هذا المنهج، وهو قادر أن يشدّ القلوب، ويوحّد العواطف، ويخلق الانسجام في الحركة والتطلّع أكثر من البحوث العلمية التقريبية.

لابدّمن تسخير كل الفنون والآداب ووسائل التأثير لشدّ الناس برسول اللّه(صلى الله عليه وآله)شدّا عاطفيا حارّا محرّكا.. ومثل هذا الشدّ سيكون له أعظم الآثار في التربية، وفيتوحيد الكلمة ورصّ الصفوف. وأسبوع الوحدة الاسلامية فرصة سنوية عظيمة لدراسة سبل الربط العاطفي برسول اللّه، فهي أساس الارتباط بشريعة النبي الخاتم وسيرته المباركة.

أعود الى عواطف الكميت تجاه رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) لقد كان الرجل عاشقا كلفا بالنبي هائما بحبّه. وهذا موقف له قيمته الكبرى في عصر بني أمية. ففي هذاالعصر اقتضت مصالح الحكم والسياسة التقليل من شأن النبي(صلى الله عليه وآله)، والاعراض عن ذكره، فما بالك بمدحه، لأن مدح الرسول في هذا العصر، كما يقول الاستاذ عبدالحسيب طه حميده 'تزكية للهاشميين، ولفت للذهن الى حقّ هؤلاء في الخلافة'(1).

والغريب أن مصالح الحكم والسياسة أباحت لابن الزبير - على مكانته المعروفة بينالمسلمين - أن يسقط ذكر النبي(صلى الله عليه وآله) من خطبه، حتى إذا ليم على ذلك قال: 'واللّه لا يمنعني من ذكره علانية أني لا أذكره سرّا، وأصلّي عليه، ولكني رأيت هذا الحيّمن بني هاشم إذا سمعوا ذكره اشرأبت أعناقهم، وأبغض الاشياء اليّ ما يسرّهم. وفي رواية: إن له أهيل سوء'(2) وإذا كان هذا شأن ابن الزبير فما بالك ببني أمية الذين كانوا يرون فيذكر الرسول(صلى الله عليه وآله) دفنا لذكرهم. يروي الزبير بن البكار يقول:

'قال المطرف بن المغيرة بن شعبة:

دخلت مع أبي على معاوية. فكان أبي يأتيهفيتحدث معه، ثم ينصرف إليَّ فيذكر

1- أدب الشيعة الى نهاية القرن الثاني الهجري، ط دار الزهراء، القاهرة 1409هـ ، ص 223.

2-ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة 20/489 .



/ 11