إرهاب مخاطره و سبل مکافحته نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إرهاب مخاطره و سبل مکافحته - نسخه متنی

یحیی احمد النجار

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الإرهاب مخاطره وسبل مكافحته

أ.د يحيى أحمد النجار

وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد - اليمن

تعريف الإرهاب

الإرهاب ظاهرة دولية معقدة، وجريمة خطيرة ضد الشعوب والحكومات، يقوض دعائم الأمن والاستقرار ويعطل مشروعات التنمية، ويسبب أضراراً فادحة على كلالمستويات، وسنعرض في هذا الباب تعريفات عدة، حاولت طرح ماهية الإرهاب بأشكال ومفاهيم مختلفة.

الإرهاب لغة

تجيء كلمة الإرهاب بمعان عدة منها:الخشية، قال تعالى: (وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم وإياي فارهبون) (1).

ومنها: الرعب والخوف (قال القوا فلما ألقوا

سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحرٍعظيم)(2). وقال تعالى: (ترهبون به عدو الله وعدوكم) (3). وفي معاجم اللغة العربية كان القاسم المشترك فيما يتعلق بمشتقات كلمة (رهب) الخوف والتخويف، والرعب والفزع.

(14)

الإرهاب اصطلاحاً

لايوجد في كتب الفقه أي تعريف لظاهرة الإرهاب في هذه التسمية بالذات لأن المجتمع الإسلامي قديماً كان خالياً من هذه الظاهرة في صورتهاالحديثة التي نتقصد فهمها في هذه الأطروحة، وقد وجدت تعريفات حديثة عديدة لظاهرة الإرهاب عند عدد من الباحثين منها:

1ـ الإرهاب هو القتل والاغتيال والتخريبوالتدمير ونشر الشائعات والتهديد وصنوف الابتزاز والاعتداء؛ بهدف خدمة أغراض سياسية واستراتيجية.

2- الإرهاب هو مجمل الأنشطة التي تهدف إلى إشاعة جو من عدمالاستقرار والضغوط المتنوعة من اغتيالات، وتفجيرات في الأماكن العامة، وهجوم مسلح على المنشآت والأفراد والممتلكات واختطاف الأشخاص، وأعمال القرصنة الجوية، واحتجازالرهائن وإشعال الحرائق وغير ذلك من الأعمال التي تتضمن المساس بمصالح الدول الأجنبية، مما يترتب

عليه إثارة المنازعات الدولية وتبرير التدخل العسكري.

3- الإرهاب عنف منظم ومتصل بقصد خلق حالةٍ من التهديد العام الموجه إلى دولة أو جماعةٍ سياسيةٍ والذي ترتكبه جماعة منظمة بقصد تحقيق أهداف سياسية.

4- العملالإرهابي - كما يحدده بعض الباحثين - هو فعل إجرامي تحركه دوافع دنيئة يرتكبه فرد أوجماعة من الأفراد بأسلوب يعتمد على نشر الرعب في النفوس بغية تحقيق هدف معين أياً كان،وعنصر (الرعب) هو جوهر الفعل الإرهابي؛ وهو ما يميزه عن غيره من الأفعال المشابهة، وبالتالي فلا يشترط دائماً أن يكون الهدف من الفعل الإرهابي سياسياً فقد يكون اجتماعياًأو ثقافياً أو اقتصادياً أو دينياً أو عقائدياً.. إلخ، كما لا يشترط أن يكون الفعل

(15)

الإرهابي (عنيفا)فقد يقع عمل إرهابي أشد ضراوة وأكثر خطراً بدوناستخدام العنف، ولا حتى التهديد مثل: تلويث مصادر المياه بالأوبئة والجراثيم والكيميائيات والخلايا البكتيرية الخطيرة، أو تلويث الأغذية بمواد الإشعاع والكيميائياتودفن النفايات الذرية، أو تسيير بعض السحب المحملة بالإشعاع فوق عواصم معينة أو إلقاء زجاجات الغاز في الأنفاق والأسواق المزدحمة.

تعريف الإرهاب فيالموسوعات

في الموسوعة السياسية:

نجد أن الإرهاب يعني: (استخدام العنف - غير القانوني - أو التهديد به بأشكاله المختلفة بغية تحقيق هدف سياسي معين مثل كسرروح المقاومة والالتزام عند الأفراد وهدم المعنويات عند الهيئات والمؤسسات، أو كوسيلة من وسائل الحصول على معلومات أو مال وبشكل عام استخدام الإكراه لإخضاع طرف مناوئلمشيئة الجهة الإرهابية).

وفي قاموس أوكسفورد:

نجد أن كلمة إرهاب تعني سياسة أو أسلوباً يُعَد لإرهاب أو إفزاع المناوئين أو المعارضين لحكومة ما. كما أنكلمة (إرهابي) تشير بوجه عام إلى أي شخص يحاول أن يدعم آراء، بالإكراه أو التهديد أو الترويع.

وفي قاموس العلوم الاجتماعية:

تشير كلمة الإرهاب إلى (نوع خاصمن الاستبداد غير المقيد بقانون أو قاعدة، ولا يعير اهتماماً بمسألة أمن ضحاياه، وهو يوجه ضرباته إلى أهدافه المقصودة بهدف إيجاد جو من الرعب والخوف، وشل فاعلية مقاومةالضحايا).

تعريف جامعة الدول العربية:

إن الاتفاق بين المختصين على تعريف موحد للإرهاب فيه صعوبة بالغة،

(16)

وهذا قد يكون بداية الاتجاهالسليم نحو تعريف يحظى بالقبول، ومن ذلك منحى جامعة الدول العربية، حيث اجتمعت على تعريف موحد للإرهاب جاء ذلك في الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، وبهذا حسمت هذهالاتفاقية مسألة التعريف حيث حددت تعريفاً موحداً ينصب على أن الإرهاب: (كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أياً كانت بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فرديأو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر). (إبريل، 1998 م،ص 2).

الأمم المتحدة وتعريف الإرهاب

واجهت اللجنة الخاصة بالإرهاب المنبثقة عن الأمم المتحدة خلافات جوهرية وعميقة فيما يتعلق بمحاولة الاتفاق على تعريف محدد ومقبول من سائر وفود مختلف دول العالم.وقد تقدمت وفود بعض الدول المشاركة في اللجنة بتعريفات للإرهاب ومن أبرز المقترحات ما تقدمت به مجموعة دول عدم الانحياز التي ذكرت أن الأفعال التالية تدخل في سياق أفعالالإرهاب الدولي:

1ـ أعمال العنف والقمع التي تمارسها الأنظمة الاستعمارية والعنصرية أو الأجنبية ضد الشعوب التي تناضل من أجل التحرر والحصول على حقها المشروع فيتقرير المصير والاستقلال، ومن أجل حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.

2- قيام بعض الدول بمساعدة التنظيمات الفاشية أو المرتزقة التي تمارس أعمالها الإرهابية ضد دولأخرى ذات سيادة.

3- أعمال العنف التي يرتكبها أفراد أو مجموعات، والتي من شأنها أن تعرض

(17)

للخطر حياة الأبرياء للخطر أو تنتهك الحريات الإنسانيةدون الإخلال بالحقوق غير القابلة للتنازل عنها، كالحق في تقرير المصير والاستقلال لكل الشعوب الخاضعة لسيطرة الأنظمة الاستعمارية والعنصرية أو أي أشكال أخرى من السيطرةالأچنبية، أو الحق المشروع في الكفاح، وبصفة خاصة كفاح حركات التحرير الوطني.

ومن هذا التعريف نلاحظ أن ما تمارسه بعض المنظمات والشعوب من أفعال وأساليب من أجلالتحرر الوطني المشروع لا يعد فعلاً إرهابياً، ومن ذلك ما يقوم به الشعب الفلسطيني في مواجهة إرهاب الدولة الإسرائيلي.

سمات الإرهاب ودوافعه

سماتالإرهاب

إن للإرهاب سمات عديدة ومتنوعة منها:

1ـ الإرهاب يعتمد أساساً على السرية في التخطيط والتنفيذ.

2- يركز على الاعتداء على المدنيينالأبرياء.

3- يحدث موجة عارمة من الخوف والرعب.

4- إيمان القائمين على العمل الإرهابي بأنه عمل مبرر من وجهة نظرهم ويخدم توجهاتهم وقياداتهم.

5-ينطلق من أيدلوجية لها قناعاتها وأهدافها وخططها ومناطق أعمالها.

6- التقليد والمحاكاة، بمعنى أنه إذا ارتكب بعض الإرهابيين جريمتهم ونجحوا في تنفيذها، فإنها قدتكرر بنفس الأسلوب والمستوى.

إن معرفة هذه السمات تعين الباحثين والمهتمين على تفسير اتجاهات سلوك الإرهابيين وأهدافهم، فجريمة الإرهاب ليست نتيجة لعامل واحدبل هي

(18)

محصلة لجملة من العوامل الداخلية والخارجية والمشتركة، والبيئية، وظروف الزمان والمكان.

وترى النظريات النفسية أن للأمراض النفسية أوالعقلية دوراً في دفع بعض الأشخاص إلى هذا السلوك الإرهابي.

أما النظريات الاجتماعية التي تفسر السلوك الإرهابي في نطاق العوامل الاجتماعية فترى أن الأوضاعالسياسية والاقتصادية في العالم، والبطالة والتناقض المعرفي، والإثارة الإعلامية والتطورات الرهيبة في الاتصالات والنظرة الغربية الخاطئة للعالم الإسلامي، والمظالمتقف جميعها خلف السلوك الارهابي.

وعلى كل حال فإنه مهما تكاثرت المدارس والتفسيرات حول الإرهاب فإن الشيء المؤكد أنه لا توجد نظرية واحدة تستطيع بمفردها تفسيرظاهرة الإرهاب، أو تجيب على كل إشكالياته وتتوقع بدقة زمن حدوثه؛ وذلك لتعدد صوره وأسبابه واختلاف دوافعه من مجتمع لآخر.

وفي تحليل علمي لنتائج دراسة خمس حالاتإرهابية مختلفة هي:

ـ حالة خطف الطائرة الكويتية في إبريل 1988م.

ـ حالة تفجير مبنى سكني بالرياض المملكة العربية السعودية في 13 نوفمبر 1995م.

ـ حالةغاز السارين التي قامت بها جماعة أوم الدينية في اليابان 27 يونيو 1994م.

ـ حالة (تنظيم العائدين من ألبانيا) أو تفجير مبنى السفارة المصرية في إسلام إباد في 19 نوفمبر1995م.

ـ حالة تفجير المبنى الإداري في أوكلاهوما - أمريكا في 19 إبريل 1995م.

(19)

وقد تبين من نتائج دراسة وتحليل الحالات الخمس مايلي:

1ـالإرهاب ظاهرة عالمية متواجدة في كل مكان في شرق العالم وغربه وشماله وجنوبه، وقد ارتكبت الأفعال الإرهابية من قبل أفراد دينيون بأديان مختلفة.

2- المنظماتالإرهابية منظمات مغلقة تضم المئات وأحياناً الآلاف من الأفراد وتركز على أهداف سياسية تتعلق بالعدالة والفقر والدين وتركز على الفئات الأقل حظاً في المجتمع.

3-المنظمات الإرهابية منظمة دكتاتورية القائد فيها هو الحاكم، وأفرادها يخضعون له خضوعاً مطلقاً وبرغم ذلك فهي تعنى پـإعداد كوادرها لشغل الأماكن التي تخلو بغياب صاحبهافي قيادة المنظمة.

4- المنظمات الإرهابية لها امتدادها داخل البلاد وخارجها.

5- تسعى المنظمات الإرهابية جميعها لتجنيد

أعضاء جدد وتعبئتهموتدريبهم. وتستفيد المنظمات الإرهابية من التقنيات الجديدة في الاتصال والنقل والتسجيل والتنصت والتسليح، كما تستفيد من تقدم علوم الإدارة وتنشئ بعضها لقائدها مجلسشورى.

6- منفذوا العمليات الإرهابية أكثرهم من الشباب يعتقدون بشرعية ما ارتكبوه.

7- تمويل المنظمات الإرهابية التبرعات والقيام بأنشطة مشروعة وكثير منالأنشطة غير المشروعة، بالإضافة إلى قيام دول وجماعات خيرية ودينية وثقافية جمع الأموال لدعم الأنشطة الإرهابية.

8- ليس بلازم أن تعاني الدول من أزمات اقتصاديةحتى تنمو فيها المنظمات الإرهابية، فقد وجد الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وهما من

(20)

أكثر مجتمعات العالم استقراراً من الناحيةالاقتصادية.

9- بعض المنظمات التي تقاتل من أجل التحرير خلطت بين الكفاح المسلح والإرهاب في أعمالها.

10- أصبح استخدام أجهزة مكافحة الإرهاب للتقنياتالحديثة أمراً ضرورياً حتى تستطيع أن تجابه استخدام الجماعات الإرهابية للأسلحة عالية التقنية والتدمير.

دوافع الإرهاب

من جملة أسباب الإرهابوالعنف على الإجمال الدوافع الاقتصادية والسياسية والدينية والاجتماعية والإعلامية والنفسية.. إلخ، إلا أن بعض الباحثين أجمل الأسباب التي يتعين دراستها للوقوف علىتشخيص واقعي ومتكامل لأسباب الإرهاب ومنها:

العجز في بعض البلدان عن تلبية احتياجات الإنسان الأساسية وتفكك المجتمعات، التبعية، آثار الاستعمار، القروضوالمساعدات الدولية، الشعارات والوعود غير الواقعية للشعوب، الاعتداء على الملكية الخاصة ومصادرتها، الاستبداد، النعرات التاريخية، والأحقاد الاجتماعية، الصراعالدولي على مناطق النفوذ، الحروب الأهلية بغرض إستنزاف الموارد المادية والبشرية، التمييز العنصري، العنف السلطوي، الانقلابات، الثورات، التطرف، دور وسائل الإعلام،الإهانة والسخرية وإذلال الإنسان، التربية غير الواقعية.

وهناك رأي آخر يجمل أسباب الإرهاب والعنف في النقاط التالية:

أجواء الحريات والمناخ العام،المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، المفاهيم الخاطئة، حركة الصراع الدولي، المسلك الأمني، المسلك النظامي أو

القانوني، وضع المعارضة، الدعم الخارجي.

(21)

مخاطر الإرهاب

أولا: خطر الإرهاب على الدين

ـ تشويه صورة الإسلام.

ـ تعريض الأقليات المسلمة للمضايقات في المجتمعات الأخرى.

ـ تراجع جهود الدعوة إلى الاسلام وتغيير مهمة الدعاة.

ـ تعريض الرموز الإسلامية للإساءة.

ـ إتاحة الفرصة للمتربصين بالإسلام للتحريض ضده.

ثانياً/ المخاطر السياسية للإرهاب:

ـ إضعاف التأثير الإقليمي والدولي للدول الإسلامية.

ـ تعرض بعض الدول العربية والإسلامية للتحجيم السياسي واتهامهابـإيواء الإرهاب.

ـ تدخل الدول الغربية في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية وفرض قرارات وبرامج سياسية وأمنية على هذه الدول.

ـ تهديد عدد من الدولبالحرب والحصار الاقتصادي والعقوبات بتهمة محاربة الإرهاب.

ـ تحجيم تأثير منظمة الدول الإسلامية وجامعة الدول العربية.

ـ استعمال الإرهاب كذريعةسياسية للسيطرة والاستعمار الجديد للدول العربية والإسلامية.

ثالثاً/ الخطر الاقتصادي

ـ التأثير على الاستثمارات الإسلامية في الدول الغربية.

ـ تراجع الاستثمارات الأجنبية في الدول العربية والإسلامية.

ـ تراجع الاستثمار السياحي في الدول التي يحدث فيها عمل إرهابي (بعض

(22)

الدولتعتمد اقتصادياً على السياحة بشكل شبه كلي) (خسائر كبرى).

ـ تدهور الاقتصاديات العربية والإسلامية بسبب الحروب ضد الإرهاب.

ـ التآمر الغربي لضرب اقتصادالدول العربية والإسلامية وتجميد الأرصدة العربية والإسلامية في البنوك الغربية.

المخاطر الأمنية

1ـ إقلاق السلام الاجتماعي وإحداث استنفار أمني فيالبلاد الإسلامية.

2- منع المسلمين والعرب من السفر، ومضايقتهم في المطارات الدولية والاشتباه فيهم.

موقف الإسلام من الإرهاب

الحرب فيالإسلام:

في الوقت الراهن يطرح بقوة فقه الحرب في

الإسلام؛ لأن الكثير من الجماعات الدينية والإرهابية منها خصوصاً لا تمتلك أي تصور صحيح لفقه الحرب فيالإسلام ونحاول أن نوضح هنا الصورة الحقيقية للقتال في ديننا الحنيف حتى لا يكون أمر الاعتداء على الآخرين متروكاً بيد المتنطعين، ضانين بأنفسهم أنهم يقيمون علمالجهاد:

ـ مسؤولية إعلان الحرب تقع على عاتق والي المسلمين وحده، وبعد استشارة مجلس الحل والعقد، وليس أمر إعلان الحرب بيد أي فرد أو جماعة داخل المجتمع دون أمروالي أمر المسلمين.

ـ يقوم والي الأمر أو الدولة بـإعلان الجهاد أو الحرب وذلك من مسؤوليتها وحدها، ويدعى للجهاد من منابر المساجد وعبر وسائل الإعلام في حالإعلانه.

ـ يرى والي المسلمين الأسلوب الأنسب لمواجهة العدو في حالة الحرب للحفاظ على أرواح المسلمين وإيجاد وسائل النصر دون قتال بكل وسيلة ممكنة، وذلك من هديالنبي في غزوة الخندق وفتح مكة.. فالجهاد الإسلامي لا يقترن

(23)

بالعنف والقتال إلا حين يكون ذلك الوسيلة الوحيدة المتاحة.

ـ تهدف الحرب فيالإسلام إما للدفاع في وجه معتد، أو تأمين حدود الدولة الإسلامية في حالة عدم أمنها ووجود مجاورين متربصين أو دفعاً للفتنة والحالة الأخيرة للحرب هي نشر الدعوة للإسلاموكان ذلك في عصر تنعدم فيه وسائل الاتصال الحديثة

تماماً، وبوجود وسائل أسلم للدعوة وأكثر انتشاراً فإن نشر الدعوة عبرها أولى وإذا كان القتال جالباً لفتنةأكبر من التي يدفعها فهو غير شرعي.

ـ في كل الحروب التي خاضها النبي والخلفاء من بعده أرسيت أخلاقاً صارمة في الحروب، ومنها عدم التعرض للأطفال والشيوخ والنساءوالرهبان والعزّل (المدنيون عموما) وعدم قطع الأشجار وإيذاء الحيوانات (الحفاظ على البيئة).

ـ كل حروب النبي كانت في أرض معركة بعيدة عن المناطق السكنية.

ـ لم تقدم الجيوش الإسلامية في عهد الرسول والخلفاء ومن بعدهم على اقتحام أي بلدة ومحاربة أهلها، إلا بعد تخييرهم إما الإسلام أو دفع الجزية أو القتال، وقد حدث فيتاريخنا أن خرجت جيوش الإسلام من بلدان بأكملها لأنهم لم يُخيروا أهلها قبل اقتحام هذه البلدان.

ـ قال تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) (4).

ـ لا يجوزمحاربة المعاهد أياً كان مادام مطبقاً للمعاهدة ويندرج تحت ذلك كل المعاهدات الدولية في الوقت الراهن.

ـ نهى ديننا عن قتل من يشهد بشهادة التوحيد ولو كان ينطقهالمجرد النجاة من القتل دون أن تقر في قلبه.

ـ قتال المسلمين محرم ما داموا يشهدون بـ(ألا إله إلا الله) ولا يبغون أو يعتدون والاتجاه بالدعوة الدينية للمسلمين خطأفادح فإنما الدعوة لغير المسلم فأما المسلم فله النصح والتذكير (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) (5).

(24)

المبادئ الإسلامية في مواجهة الإرهاب

1ـالشريعة الإسلامية شريعة سمحة صالحة لكل زمان ومكان، والتسامح في الشريعة مبدأ طبقه المسلمون مع غيرهم قال (عليه الصلاة والسلام): (بعثت بالحنفية السمحة).

2-اهتمام الإسلام بالمعاهدات والمواثيق اهتماماً كبيراً، وإن هذا الاهتمام يعتبر من الدلائل على رفض الشريعة للعنف والإرهاب (الجبرين، د. ت، ص ص 78 - 95). قال تعالى: (إلا الذينعاهدتم من المشركين ثم لم ينقضوكم شيئاً ولم يظاهروا عليكم أحداً فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين)(6).

3- يقر الإسلام حرمة الدم الإنساني قالتعالى: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) (7).

4- العمل علىإيجاد مجتمع تسوده المحبة وتذوب فيه جميع الفوارق وتنعدم فيه مختلف دواعي العنف

والتخريب يقول تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلقمنها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء) (8).

5- تأكيد الرحمة قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (9).

6- إن الإسلام ومن خلال أهدافه ومبادئه وقيمهيسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والمحافظة على النظام وذلك بتطبيق الحدود الشرعية بحيث لم يترك الإسلام أي ثغرة ينفذ من خلالها الإرهابيون والمخربون لتنفيذ أعمالهم،وتحقيق مآربهم. ولذلك جاءت عقوبة جريمة الحرابة بما يتناسب مع هذه الجريمة الخطيرة على أمن المجتمع.

(25)

عقوبة الحرابة

الحرابة لغة: مأخوذة منالحرب نقيض السلم، والحرب المقاتلة والمنازلة.

واصطلاحاً: الحرابة هي التعرض للناس بالسلاح في صحراء أو بحر يغصبوهم أموالهم قهراً أو مجاهرة أو يقتلونهملأموالهم. وعلى هذا فإن الحرابة عند فقهاء المسلمين هي الخروج لقطع الطريق بناءً على القوة والشوكة والمنعة والتعرض للمارّة، أو إخافتهم ليشمل كل من يسعى في الأرضبالفساد وعدم التفريق بين مكان وآخر سواء في البر أو البحر أو الجو أو البنيان وأن الفساد في الأرض بجميع صوره، يحدث الذعر والفزع والخوف في قلوب

الناس فيدخل فيهذا المفهوم أشكال العصابات المختلفة.

وقد حُددت عقوبة جريمة الحرابة في قوله تعالى:

(إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويبغون في الأرض فساداً أنيقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخر عذاب عظيم) ( ).

كما أن الحرابة توجب الضمان لكل ما أقلقهالمحارب لاعتدائه وعدوانه وإن كان ليس فيه تأويل.

حقوق الإنسان في الإسلام

جاءت الكثير من النصوص في الشريعة الإسلامية لتؤكد على حماية حقوقالإنسان، وهي في مجملها تشرح الحقوق الأساسية التي لا يجوز مساسها، كما تتناول بالتفصيل حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من آفاقها الإنسانية العليا التي لاتسمح بأي شكل من أشكال التمييز، خصوصاً في ما نص عليه الإعلام العالمي لحقوق الإنسان من تمايز الجنس أو اللون أو اللغة أو الدين أوالرأي أو الأصل أو الثروة أو البلاد.

بل ويزيد على ذلك، وهو ما لم يتنبه إليه واضعوا ميثاق حقوق الإنسان ما

(26)

نص عليه القرآن الكريم بقوله: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداءبالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى) (11). ويستدل من هذه الأية الكريمة على عدم التمييز في تطبيق العدل بسبب الحقد والعداء والظلم، الذييحصل من الآخرين ومن الحقوق التي جاء بها الإسلام:

1ـ كرامة الإنسان: عملاً بنص القرآن الكريم الذي جاء به (ولقد كرمنا بني آدم) (12).

2- عدم التمييز فيالكرامة وفي الحقوق الأساسية مابين إنسان وآخر (بسبب العرق، والجنس، أو النسب، أو المال، عملاً بما جاء في القرآن الكريم: (إن أكرمكم عند الله اتقاكم) (13). وعملاً بقوله (ص):(لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى)، وقوله أيضا: (النساء شقائق الرجال).

3- النداء بوحدة الأسرة الإنسانية، والإعلان بأن خير بني الإنسان عندالله هو أكثرهم نفعاً لهذه الأسرة، عملاً بقول المصطفى (ص) (الخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إليه أنفعهم لعياله).

4- الدعوة إلى التعاون بين الشعوب على مافيه الخير،وتقديم جميع أنواع البر إلى جميع بني الإنسان دون النظر إلى جنسيتهم أو دينهم، عملاً بما جاء في القرآن: (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم)،وقوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) (14).

5- حرية الإنسان في عقيدته،وعدم جواز ممارسة الإكراه فيها، عملاً بما جاء في القرآن الكريم: (لا إكراه في الدين) (15). وعملاً بقولـه تعالى: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) (16)، وذلك في استنكاراستعمال الضغط على حرية الإنسان في العقيدة.

6- حرمة العدوان على مال الإنسان وعلى دمه، عملاً بقول رسول الله (ص): (إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام).

(27)

سبل مكافحة الإرهاب

لابد من الدخول مباشرة إلى علاج أسباب الإرهاب والظواهر الإجرامية - وبخاصة الإرهاب - بأسلوب علمي منهجي ويدخل في نطاق ذلك معالجةالمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. إلخ إذا كان هناك مؤشرات على وجودها.

معالجة المشكلات السياسية

1ـ تحديد واجبات وحقوق الراعي والرعية.

2- توسيع قاعدة المشاركة.

3- نزاهة القضاء ودعم المحاكم للبت في مثل هذه القضايا.

4- اعتماد الحوار كأسلوب من أساليب المعالجة.

5- الحرص علىاستخدام أسلوب التفاوض لحل

المشكلات بين الدول أو اللجوء إلى الهيئات والمنظمات الدولية لحل تلك المشكلات والنزاعات بدلاً من استخدام القوة.

6- احترامسيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

7- التزام الدول بالوعود التي تقطعها على نفسها أمام شعوبها.

معالجة المشكلات الاقتصادية

1ـالتخطيط الاقتصادي الفعّال لحل المشكلات الاقتصادية.

2- الانفتاح الاقتصادي، واستخدام التقنية الحديثة لتوفير الجهد والوقت والمال.

3- النظر بجدية فيمشكلات الديون، وترشيد الاستهلاك، وخفض الإنفاق على الأسلحة وتنمية الموارد الاقتصادية.

4- استصلاح الأراضي الزراعية لمواجهة النقص الغذائي إن وجد.

(28)

معالجة المشكلات الاجتماعية

التعليم:

1ـ العمل على نشر التعليم والعمل على تخفيض نسبة الأمية بأقصى سرعة ممكنة.

2- تحسين نوعية التعليم،وتوجيهه إلى الاحتياجات الأساسية والملحة للمجتمع.

3- توجيه الشباب نحو التدريب المهني والتقني، والبحث العلمي.

الصحة:

التركيز المستمر علىالجوانب الصحية لأفراد المجتمع، وإيجاد الكوادر الطبية المؤهلة.

وفي كل الأحوال، فإن هناك بعض الأمور التي يتعين معالجتها على وجه التحديد لتحجيم ظاهرة الإرهابوالتطرف منها:

1ـ تعليم الناس العلم الشرعي الصحيح.

2- إسهام العلماء في بيان الحق والدعوة إلى الله على بصيرة.

3- تحسين الاقتصاد وتوفير الحياةالكريمة للمجتمعات.

4- الاهتمام بحقوق الإنسان في إطار الثوابت والقيم الأصيلة.

5- المشاركة في صنع القرار (الزهراني، 1421، ص 19).

والحق أن التصديلظاهرة الإرهاب في العالم يتطلب:

ـ تتبع جذور مشكلة الإرهاب في المجتمعات، وتسخير المعرفة الإنسانية لمكافحته.

ـ إيضاح الصلة بين جرائم الإرهاب وغيرهامن المشكلات الأخرى.

ـ الاهتمام بالمنهج العلمي في مواجهة المشكلات والنظر إلى حلولها في إطار

(29)

سياسات واستراتيجيات الدول وليس في إطارالأجهزة الأمنية فقط.

ـ إصلاح الأخطاء أولاً بأول بمنظور يقوم على الحزم والعدل والمكاشفة لمختلف الجوانب السلبية.

ـ أن يتزايد تعاون الجمهور في مواجهةالإرهاب.

ـ وجوب النظرة الاستشرافية للمستقبل والتحسب لما سيقع في العالم من الجرائم الإرهابية.

ـ الاهتمام بالأمن الفكري.

ـ تطبيق الاتفاقياتوالاستراتيجيات الخاصة بمكافحة الإرهاب.

ـ حماية حقوق وكرامة الإنسان في إطار الثوابت والقيم المرعية خاصة وأنه من المؤسف أن هناك صعوبة لدى بعض الجهات الغربيةفي إدراك حقوق الإنسان في الإسلام، ويتحمل المسلمون نتائج ذلك بـإهمالهم عرض وشرح هذه الحقوق في العالم.

دور الخطباء والمؤسسات الدينية في مكافحة الإرهاب

1ـ اعتماد خطاب دعوي لين وغير عدواني والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

2- نشر قيم التسامح الديني التي جاء بها الإسلام باعتباره رسالة للإنسانيةجمعاء.

3- نبذ ظاهرة التطرف والتشدد والغلو في الدين والابتعاد عن كل مظاهر التشدد والمغالاة وتبيين مخاطرها للجماهير.

4- تبيين موقف الإسلام من الإرهابوتنوير المواطنين بآثاره الخطيرة دينياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً.

(30)

5- تبيين حقوق الإنسان في الإسلام وقيم التعايش والحوار بينالأديان واحترامها كما جاء بذلك ديننا الحنيف.

6- تبيين حقوق الوالي على الرعية وتوضيح مفهوم الجهاد وأبعاده الحقيقية في الإسلام.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين.


1 - البقرة/ 40 .

2- الأعراف/ 116 .

3-الأنفال/ 60 .

4- الأنفال/ 61 .

5- الذاريات/ 55 .

6- التوبة / 4 .

7- المائدة/ 32 .

8- النساء/ 1 .

9- الأنبياء/ 107 .

10- المائدة/ 33 .

11- المائدة/ 8 .

12- الإسراء/70 .

13- الحجرات/ 13 .

14- الممتحنة / 6 .

15- البقرة/ 56 .

16- يونس/ 99 .

/ 1