من زلات المستشرقین (6) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

من زلات المستشرقین (6) - نسخه متنی

عبدالوهاب حموده

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

من زلات المستشرقين

للأستاذ عبد الوهاب حمودة

من زلات المستشرقين المتكررة، وهفواتهم الشائعة،تصيدهم للروايات الضعيفة يروجونها، وللكتب التي ليست بذات ثقة في نقلها يعتمدون عليها وينقلون منها، ثم يبنون على ذلك أحكامهم، ويؤكدون استنباطاتهم.

ونحن لو أحسناالنية بهم لقلنا إن ذلك من ضيق في الاطلاع، وتقصير في الاحاطة والدرس، وعدم تدقيق في منهج البحث. ولو أسأنا النية بهم لقلنا إن ذلك عن غرض وهوى، ومقصد مرصود، ونية مبيتة،وخروج عن المنهج السليم.

وسنكون في هذا البحث مع الأستاذ (الفريد جيوم) وهو أستاذ اللغة العربية بجامعة لندن، وله شهرة في العالم الاسلامي ذائعة مستفيضة. وقد كان هوالمشرف على تحرير كتاب تراث الإسلام الذي ترجم إلى عدة لغات.

فتاريخ هذا المستشرق حافل بالدراسات الإسلامية والعربية، لذلك سنتناول كتابه الإسلام بالنقد لبعضفصوله، والذي حملنا على ذلك شهرة الأستاذ العلمية ومعاصرته، ثم إن هذا الكتاب كان منذ أربع سنوات مقرراً على طلبة ليسانس الآداب قسم اللغة العربية.

جاء في ص 8 منالفصل الذي عنوانه التمهيل التاريخي : (كانت العزي أهم الآلهة عند أهل مكة، وهناك دلائل كثيرة تبين أنها كانت معبودة منذ القرن الرابع بعد الميلاد، وتقول الروايات: إن محمداً في شبابه كان يقدم القرابين لها ).

وهذه الرواية منقولة عن كتاب الأصنام لابن الكلبي حيث ذكر: كانت العزي أعظم الأصنام عند قريش، وكانوا يزورونها ويهدونلها، ويتقربون

/ صفحه 375/

عندها بالذبح، وقد بلغنا أن رسول الله ذكرها يوماً فقال: لقد أهديت للعزي شاة عفراء وأنا على دين قومي .

أرأيت إلى الطعن الصريح فيرسول الله من غير سند ولا نقل موثوق به، أفما كان الأجدر بهذا الكاتب أن يبحث عن مبلغ الثقة بهذا الرواية، وما رأى النقاد فيه، وإذا أراد أن يعرف حكم النقد على هذا الروايةفليسمع:

إن علماء الحديث ونقاد الآثار والأخبار لا يرضون عن ابن الكلبي ولا عمن نحا نحوه من التاريخين والأخباريين، لا لشئ سوى أنهم تعرضوا لرواية الآثار دون أنتتوافر فيهم الشروط اللازمة فيمن يتصدر لهذا الضرب من النقل. فهؤلاء العلماء يجرحون امثال ابن الكلبي ويحطون من أقدارهم، لأنهم أقدموا على تدوين الآثار ممزوجة ببعضالأساطير والأفاصيص.

قال المسعاني في كتاب الأنساب حين الحديث عن ابن الكلبي:

إنه يروي الغرائب والعجائب والأخبار التي لا أصول لها، ويسبق السمعاني الإمامأحمد بن حنبل فإنه كان يكرهه، وقد قال في حقه: من يحدث عن هشام؟ إنما هو صاحب سَمَر ونسَب ما ظننت أحداً يحدث عنه.

ونص الذهبي في طبقات الحفاظ وكذا صاحب شذراتالذهب على أنه متروك الحديث.

ألا ترى إلى صاحب كتاب الأغاني وهو أبو الفرج الأصفهاني أنه ذكر في كتابه (161 / 18) عن بعض أخباره التي رواها:

وهذا الخبر مصنوع منمصنوعات ابن الكلبي والتوليد فيه بين .

وفي (19 / 9) عن أخبار أخرى رواها ابن الكلبي:

هذه الأخبار التي ذكرتها عن ابن الكلبي موضوعة كلها، والتوليد بين فيها وفيأشعاره، وما رأيت شيئا منها في ديوان دريد بن الصمة على سائر الروايات، وأعجب من ذلك هذا الخبر الأخير فإنه ذكر فيه ما لحق دريد من الهجنة والفضيحة

/ صفحه 376/

في أصحابه، وقتل من قتل معه، وانصرافه منفرداً، وهذا من أكاذيب ابن الكلبي، وإنما ذكرته على ما فيه لئلا يسقط من الكتاب شئ قد رواه الناس وتداولوه .

فأنت ترى أن أباالفرج إذن يجمع كل ما قيل، فهو يجمع الصادق وغير الصادق، لأنه لا يريد أن يخلوا كتابه من شئ يعرفه الناس، ولو كان هذا الذي يعرفونه من المصنوعات والأكاذيب، وتلك ظاهرة منالظواهر التي تلازم الرواة كابن الكلبي.

وقد كرر الأستاذ جيوم هذه الفرية في (ص 26) من كتابه المذكور حيث قال:

والقصة الوحيدة الحقيقية عن السنوات الأولى للرسولموجودة في مخطوط لم ينشر حتى الآن لأول مؤرخ لحياة الرسول وهو ابن إسحاق، وهذا نصها:

أخبرت أن رسول الله قال: حينما كان يتحدث عن زيد بد عمرو بن نفيل: إنه أول من لا منيعلى الوثنية، ونهاني عن عبادة الأصنام، وكنت قد قدمت من الطائف إلى ان قال: ثم لا مني على عبادة الأوثان، وبعد ذلك لم أقرب صنما من أصنامهم، أو أقدم له قربانا، إلى أنشرفني الله برسالته فما مبلغ هذا الحرص من المستشرقين على أن يبعثوا الريبة في محمد صلوات الله عليه بإخبارهم أنه كان يعبد الأصنام ويقرب القرابين اليها، ولو كان هذاالخبر من غير سند أو تحقيق.

ولنذكر للأستاذ (جيوم) رواية لراو هو ينقل عنه كثيرا ـ وإن كان لنا رأي فيما يروي هذا الرواية ـ وهو ابن سعد في كتابه الطبقات ص 139 ج 1:

عن عكرمة عن ابن عباس قال: حدثتني أم أيمن قالت: كانت بوانة صنما تحضره قريش تعظمه تنسك له النسائك، ويحلقون رءوسهم عنده، ويعكفون عنده يوماً إلى الليل، وذلك يوماً فيالسنة، وكان أبو طالب يحضره مع قومه، وكان يكلم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)

أن يحضر ذلك العيد مع قومه فيأبى رسول الله ذلك، حتى رأيت أبا طالب غضب عليه. ورأيتعماته عضبن عليه يومئذ أشد الغضب، وجعلن يقلن إنا لنخاف عليك مما تصنع من اجتناب آلهتنا، وجعلن يقلن ما تريد يا محمد أن تحضر لقومك عيدا، ولا تكثر لهم جمعا. قالت أم أيمن:فما عاد إلى عيد لهم حتى تنبأ .

/ صفحه 377/

وفي قصة (بحيرا) الراهب التي يسلم بها (جيوم) أن (بحيرا) قام إليه فقال يا غلام أسألك بحق اللات والعزي إلا أخبرتني عماأسألك، فقال رسول الله

(صلى الله عليه وآله وسلم)

: لا تسألني باللات والعزي، فو الله ما أبغضت شيئاً بغضهما .

هذا ما ذكره ابن سعد في ص 136 ج 1.

وذكر في موطن آخرفي ص 138 ج 1:

أن رسول الله

(صلى الله عليه وآله وسلم)

حضر سوق بصري فباع سلعته التي خرج بها، واشتري غيرها، فكان بينه وبين رجل اختلاف في شئ، فقال له الرجل: احلفباللات والعزي، فقال رسول الله: ما حلفت بهما قط وإني لأقر فأعرض عنهما قال الرجل: القول قولك.

وقبل أن نمضي في نقد الأستاذ (جيوم) نرى من الانصاف أننسجل له حسنة منحسناته، كما تحدثنا عن سيئاته، فإن النقد البرئ هو النقد الذي يكشف عن المحاسن، كما يكشف عن المساوئ. فقد داف بحرارة عنتهمة طالما لصقها المسترقون بمحمد صلوات الله عليه،وهي رميه ـ وحاشاه ـ بالصرع في حال نزول الوحي، بل أعلنوا أنها حالة مرضية.

ويقول (جيوم) في ص 25:

وقد ذهب جيل من المستشرقين في الماضي استناداً على الروايات التيتصنف ما كان يعرض لمحمد من الجهد والتعب الذي كان يصاحب نزول الوحي، ذهبوا إلى ان الرسول كان مصاباً بمرض الصرع، وهذه التهمة كان قد ألصقها به من قبل كاتب بيزنطي، ومثلهذا الغرض لا أساس له قط، ونستطيع أن نعزوه ـ ونحن آمنون ـ إلى التحيز ضد النبي، فإن دراسة هذه الظواهر النفسية لمثل هذه التجربة الدينية تجعل هذا الافتراض بعيد الاحتمالجداً، نعم أن الأنبياء ليسوا أناساً عاديين، ولكن هذا لا يتيح لنا أن نقول: أن سلوكهم هذا غير العادي مرده إلى حالة مرضية. وفوق ذلك كله فإن محمداً كان رجلا لم يخنه إدراكهالسليم قط، أما أولئك الذين ينكرون عليه اتزانه العقلي والنفسي، فهم إنما يتجاهلون الشواهد

/ صفحه 378/

القاطعة الدالة على نفاذ بصيرته في الناس، وتقديرهالمحكم لما يجري في العالم خلال العصر الذي عاش فيه، كما يتجاهلون ثباته في وجه المعارضة المستمرة، حتى أنه استطاع أن يجمع العرب على دين الإسلام. وقد يكون لهذه اتهمة سندلو أن محمداً

(صلى الله عليه وآله وسلم)

انهار في ساحة المعركة أو أثناء جدال معارضيه، أو لو أنه كان يصاب بالإغمء حين تتأزم الأمور، إلا ان الشواهد التي لدينا تثبت عكسذلك تماما، فافتراض وجود مرض الصرع ليس له أي أساس ـ في نظري ـ فضلا عن أنه يسئ إلى جميع المسلمين .

ويقول مستشرق آخر من أشد المتعصبين على محمد في كتاب له الرسول يذكر في ص 55 رداً لتهمة الصرع أيضاً:

أن الأكثرية تجزم بأن محمداً كان مصاباً بالصرع، ولكن يؤكد كل طبيب أن المصاب بالصرع لا يفيق منه، وقد ذخر عقله بأفكار لامعة، ولاأن يصاب بالصرع من كان في مثل الصحة التي يتمتع بها محمد حتى قبل مماته بأسبوع واحد، فما كان الصرع ليجعل من أحد نبياً أو مشرعاً، وما رفع الصرع أحداً إلى مراكز التقديروالسلطان يوماً، ولو كان هناك من يوصف بالعقل ورجحانه فهو محمد.

الفتح الرباني

لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

أهدى إلينا الباحثالجليل الأستاذ العلامة الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا نسخة من كتابه الذي رتب فيه مسند الإمام أحمد رضي الله عنه، وشرحه شرحا مقربا مهذبا، ومن مميزات هذا الكتاب الجديد:أنه رتب على أبواب الفقه بعد أن كان مرتباً حسب المسانيد، وأن سنده اختصر في الأصلن وأثبت في الشرح، وهو يقع في أربعة وعشرين جزءا، طبع منها إلى الآن اثنان وعشرون، فنشكرالسيد الأستاذ الجليل، ونسأل الله تعالى أن يمتعه بالعافية ويمد في عمره المبارك.

/ 1