حقوق الإنسان في الإسلام
تمهيد
يعتبر الإنسان في الإسلام محور هذا الكون، فكل شيء مخلوق ليكون مسخراًلهذا الإنسان، يستعين به لإنفاذ تكليفه الذي كلفه اللّه تبارك وتعالى به، وهو عبادة اللّه، والعبادة في الإسلام لا تعني فقط الطقوس والشعائر، وإنما تشمل كل نواحي حياةالإنسان، الفردية، والجماعية، فالإنسان في كل تصرف يتصرفه في واحد من حالين، أما هو في حال طاعة للّه، واما هو في حال معصية، فإن كان ينطلق في تصرفه من منطلق مراعاة أحكامالشرع، وعدم الرغبة في مخالفته، فهو في طاعة، سواء أصاب في تصرفه، أم أخطأ. وإن كان ينطلق في تصرفه من منطلق عدم مراعاة الشرع، وعدم إقامة الاعتبار لرأيه، فهو في معصيةسواء أصاب أم أخطأ. - رسالة التقريب - العدد 30 مصطفى حقوق الإنسان ودور الدولة ولعل التكليف الشرعي بالأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر، يختصر مهمة الإنسان ودوره في هذه الحياة، لأن هذا العنوان تنضوي تحته كل عناوين الخير والصلاح والإصلاح.
فإذا كان هذا هو الدور، وهذه هيالمهمة، فهل يستطيع الإنسان أن يؤدي دوره، ومهمته، إذا كان لا يتمتع بأكبر قدر مستطاع من الإمكانية والحرية.