مع الأستاذ الشيخ محمد علي نظام زاده *
حوار القرآن والنشاطات القرآنية
بودنا أن نطرحعليكم أسئلة حول منظمة الأوقاف ومكانتها في الجهاز الإداري ومسؤولياتها، ومسائل الوقف في إيران، والتطور الذي حصل لمسألة الوقف في ظل الدولة الإسلاميّة، ومع أن هذهالأسئلة هامة وأجوبتها مما يشتاق قارئ «رسالة التقريب» إلى معرفتها، لكننا نكرس حوارنا معكم حول المسائل التي ترتبط بالقرآن والنشاطات القرآنية لمنظمة الأوقاف والشؤونالخيرية، لأن الموضوع ـ فيما نراه ـ أقرب إلى هدف المجلة ورسالتها التقريبية. سؤالنا الأول عن اشتهار النشاطات القرآنية لمنظمة الأوقاف. هل إن هذه النشاطات تحتلالمساحة الأكبر من اهتمامات المنظمة ؟ وما هو السبب ؟
في منظمة الأوقاف نشاط إداري يرتبط بإدارة الموقوفات والأشراف عليها، وإحيائها ومتابعةمسائلها الحقوقية وتنشيطها، ونشاط إسلامي يرتبط بالاستفادة من أموال الوقف وعائداته لدفع الحركة العلمية والتوجه الإسلامي وتعميق الروح الدينية في المجتمع، تحقيقالهدف عام يجتمع عليه كل الواقفين،
* ـ مندوب السيد القائد في منظمة الأوقاف والشؤون الخيرية، والمشرف على المنظمة.
وتحتل النشاطات القرآنية ـ كما ذكرتم ـ المساحة الأكبر من النشاطات الإسلاميّة العامة للمنظمة.
أما السبب فيعود إلى إيماننا بأن القرآن قادر على بناء الأمةوبناء الفرد وبناء النظام الاجتماعي الأمثل، على شرط تفعيل القرآن في الحياة.
القرآن يستطيع أن يستثير كل الطاقات الكامنة الموجودة في المجموعة البشريةويوجهها نحو الكمال. نحن نرى أن القرآن كان على مر التاريخ مبعث إعجاز فني وفكري، نشاهد ذلك في الأعمال الفنية العظيمة التي جرت حول القرآن. في متاحف إيران مصاحف هي فيفنون خطوطها وتذهيبها وتجليدها وتزيينها أقرب إلى الأعجاز، كما تضم المكتبة الإسلاميّة تفاسير وعلوم قرآنية وأعمالا أدبية قرآنية تثير الدهشة والاستغراب، لكثرتهاوعمقها واستيعابها، ومثل هذا التطوير يمكن أن ينهض به القرآن حين ينزل إلى الساحة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية إنه يمنح كل حركة إنسانية دفعة ضخمة نحو تحقيق المثلالعليا.
ونحن نستهدف ـ أولا ـ إنزال القرآن إلى مختلف الساحات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والفنية، ونهتم ـ ثانيا ـ أن تكون العملية سليمة بعيدة عنالانفعال، وتحت إشراف فقيه جامع لشروط فهم الدين هو ولي الأمر.
ذكرت أن القرآن قادر على بناء الأمة، وهذه كلمة تهتم بها «رسالة التقريب» التي تكرسنشاطها العلمي لإعادة بناء الأمة الواحدة نحن نرى القرآن بين ظهراني المسلمين، ولا نرى «الأمة» بالمعنى الذي أراده الله، فأين الدور القرآني في بناء الأمة ؟
صحيح أن الأمة الإسلاميّة اليوم ليست بالمستوى الذي أراده الله، ولكن هناك الحدّ الأدنى من معنى «الأمة» الإسلاميّة. هناك شيء يجمع المسلمين من طنجة إلى جاكارتا كماتقولون، ويخلق مستوى معينا من الوحدة الفكرية والإيمانية والشعورية والسلوكية. هذه الحقيقة محسوسة لكل مسلم يتجول في العالم يرى الفرق واضحا بين الحياة في البلدانالإسلاميّة والحياة في البلدان غير الإسلاميّة، لا في المظاهر فحسب، بل في قدر من المشاعر، وقدر من السلوك، وقدر من العاطفة.
هذه الحالة اليوم قائمة رغم أنالعالم الإسلامي يتعرض منذ قرنين على الأقل لمعاول التخريب ومطرقة التجزئة وأفران الإذابة ومؤامرات المسخ والحرب الضارية في حقل الإعلام والسياسة والاقتصاد، بل يتعرضأيضاً لحرب مسلحة ضروس لا تعرف الرحمة. أمام كل هذا هناك شيء اسمه «العالم الإسلامي». وأعتقد أن الذي استطاع أن يحافظ على هذا القدر الأدنى من اسم «أمة» هو المقدساتالإسلاميّة وعلى رأسها القرآن.
حتّى هذا القدر من الارتباط بالقرآن، هذا القدر الذي تسميه قراءة، له عطاؤه الكبير. اسمح لي أن أقول لك شيئاً.. إن التقديس وحدهيمكن أن يمحور مجموعة بشرية ويكتلها، مهما كان هذا المقدس. «الصليب» عند النصارى يجمعهم حول محور واحد، و«نجمة داود» تجمع اليهود حول محور تقديسها، «العلم» إذا أضفيعليه طابع التقديس يستطيع أن يجمع حوله شعبا من الشعوب.
«القدسية» لها معنى عميق يرتبط بفطرة الإنسان ولها مدلول نفسي، ولا مجال للتوسع في هذا الموضع، ولكن أقولإن قدسية الحجر الأسود قادرة على جمع المسلمين وهو حجر، وقدسية الكعبة قادرة على تكتيل المسلمين حولها وهي جدران أربعة، فما بالك بقدسية القرآن. هذه القدسية قادرة على أنتخلق المعجزات إذا تعمق الإيمان بها في النفوس، مجرد الإيمان بأن هذا الكتاب مقدس...
ثم إن القرآن ليس حجرا ولا بناء، إنه كلام وتوجيه وخطاب مباشر من رب العالمينلهذا الإنسان، إنه كلام لا يخاطب العقل فحسب، بل يخاطب القلب والشعور.. يخاطب مركز القوة المحركة في الإنسان، ومركز الدفع في الإنسان، من هنا فإن القرآن قادر ـ لا علىتوحيد الأمة فحسب ـ بل أيضاً على دفعها نحو حركة تكاملية حضارية. إن القرآن كان وراء كل تطور حضاري شهدته الأمة في تاريخها المجيد.
ذكرت الحركةالحضارية والحديث يكثر اليوم عن «الحضارة» وعن «الحوار بني الحضارات» وعن «الصراع الحضاري» و«الغزو الحضاري». أولا ـ ما ارتباط القرآن بالحضارة ؟، ثم هل نحن اليوممتحضرون كي ندخل في حوار حضاري مع الآخرين؟
الحديث عن «الحوار بين الحضارات» ينم عن شيء هام أوجده التطور التقني في الغرب، وهو إن هذا التطور توسعي لا يعرف حدالنهمه، يريد أن يبتلع كل العالم، كان الصراع بين المعسكرين سابقا يحد من هذا النهم، ويجعل العملاقين المتنافسين مشغولين بحرب باردة بينهما أكثر من انشغالهما بالتوسع فيبلدان ما يسمى بالعالم الثالث، وبعد انتهاء هذه الحرب الباردة نشطت أمريكا للسيطرة على العالم الثالث بل على أورباً أيضاً سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
أصبحتالكلمة الأولى في الساحة العالمية لأمريكا، تبطش متى ما أرادت أن تبطش في السودان والعراق وليبيا و.. وتتحكم في اقتصاد البلدان، في قيمة عملتها وفي أسعار نفطها، وتوجهالرأي العام العالمي وسلوكيات الشعوب عن طريق الفضائيات والانترنيت ووسائل الأعلام المسموعة والمقروءة والمرئية. هذه الظاهرة بدأت تثير المخاوف لا في العالم الثالثفحسب، بل وفي أوربا أيضاً.
الشعور السائد اليوم بأن ثمة عملاقا من نسل «رعاة البقر»(الكاوبوى) بدأ يدخل في صراع شديد من أجل السيطرة، من هنا فإن كل المفكرينوالمهتمين بالشؤون البشرية يحاولون أن يحولوا هذه الحالة المخيفة (حالة الصراع) إلى حالة حوار لتفادي تفاقم المأساة.
أما عن ارتباط القرآن بالحضارة.. فلابدأولاً من تحديد معنى الحضارة. اختلف المفكرون في معناها اختلافا شديداً، وأنا أفهمها بأنها حركة البشرية على طريق التكامل الإنساني.. والإنسان فيه طاقات عظيمة خلاقة،وتفجير هذه الطاقات ودفعها نحو تحقيق أهداف تخدم مصالح الإنسان في الحقل المعنوي والمادي هو عمل حضاري.
والقرآن ينهض بهذا الدور في المجتمعات البشرية.. وقد قدمتجربة عملية واضحة مشرقة في هذا المجال، ولا يزال قادرا على إعادة هذه التجربة متى ما توفرت الظروف.
أما سؤالك عن وضعنا الحالي، فإن العالم الإسلامي في الواقعيعيش حالة متخلفة جدا عن الحالة التي أرادها القرآن ـ غير أن مظاهر العودة المتمثلة بقيام دولة الإسلام في إيران وانتشار الصحوة الإسلاميّة يبشر بعودة المسيرة الحضاريةالتي لو قدر لها أن تستمر بحول الله وقوته لأعادت بناء حضارة جديدة تجمع بين التطور المادي والمعنوي للبشرية.
وأشير هنا إلى نداء «الحوار بين الحضارات» الذيأعلنه السيد رئيس الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية. لقد وجد هذا الإعلان تبنيا عالميا مدهشا سريعا على كافة الأصعدة.
إن هذا الإعلان بنفسه يعتبر في اعتقاديانتصارا لا للجمهورية الإسلاميّة الإيرانية فحسب، بل لكل العالم الإسلامي. إنه يعني قدرة الإسلام بما له من موروث حضاري ضخم، وبما له من رصيد نظري في المجال الحضاري أنيلج ساحة الحوار مع كل الحضارات السائدة، إنه كما عبّرتُ مرارا «فتح ثقافي مبين» للعالم الإسلامي.
ثم إن هذا التبني السريع يعبر كما ذكرت عن حالة خوف عالمي منالوضع القائم. إن الحضارة المادية بكل تقدمها الصناعي والتقني لم تستطع أن توفر للبشرية ما تتوق إليه من أمن وسلام وطمأنينة نفسية. القلق يساور العالم من انفجارات رهيبةيمكن أن تحدث في كل آن ومكان.
ثم إن «الإنسان» في ظل هذه الحضارة المادية السائدة لا يشعر بأن حاجاته الفطرية قد لُبيّت، إنه يشعر بفراغ روحي كبير، ولذلك فإنهيسارع إلى كل نداء يمكن أن يدفع بالمسيرة الحضارية نحو حالة تمزج بين الجانبين المادي والمعنوي في نظرتها إلى الإنسان.
أشرتم إلى توفر الظروف لكيينهض القرآن بدوره الحضاري، ما هذه الظروف؟
هذه الظروف هي التي نود ونطمح أن نوفرها نحن في إيران. ومنظمة الأوقاف والشؤون الخيرية في نشاطاتها الإسلاميّةعامة والقرآنية خاصة تطمح إلى توفير هذه الظروف وعملنا له مراحل وله أصعدة. نحن في المرحلة الأولى نستهدف ترسيخ الإيمان في النفوس بأن القرآن كتاب الله، وأنهخطاب رب العالمين إلى البشرية في كل عصر ومكان، وأنه هدى ونور للتي هي أحسن. ومن هنا لابد من تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، والاهتمام بتحسين هذه التلاوة والاحتفاءبالمجيدين من القراء، ثم التأكيد على أهمية حفظه عن ظهر قلب، وتكريم الحفاظ.. هذه الحركة بدأنا بها في إيران منذ السنين الأولى لانتصار الثورة الإسلاميّة. وآتت هذهالحركة أكلها، فأنت ترى اليوم:
أن أعدادا هائلة من جيل بعد الثورة أصبحت تقرأ القرآن بشكل صحيح، بينما كانت القراءة الصحيحة نادرة بين الإيرانيين.
وأنأعدادا غفيرة أصبحت تحفظ القرآن بينما لم يكن الحفاظ يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة قبل الثورة.
وأن مجالس قراءة القرآن ومسابقات القرآن تضج بالناس وخاصةبالشباب، يجلسون ساعات للاستماع إلى التلاوة.
القراء المصريون الذين يفدون على إيران يستغربون جدا من هذه الظاهرة، ظاهرة ازدحام الشباب في مجالس تلاوتهم،وظاهرة حب الناس لأن يتحدثوا معهم وأن يلتقطوا صورا إلى جانبهم. قال لي أحدهم: إن صوت القرآن في كثير من البلدان الإسلاميّة يبعث على الاسى والحزن لأنه ينبئ بأن هذا الصوتينطلق من مجلس فاتحة على ميت. أما في إيران فانه يبشر بانعقاد مجلس بهيج مفرح، لذلك يسارع إليه الرجال والنساء والكبار والصغار بلهفة وشوق.
هذه مقدمة هامة ضروريةلإنزال القرآن إلى الساحة وإخراجه من الانزواء والعزلة والهجر. ولكنها غير كافية.
نحن في المرحلة التالية نستهدف تنشيط فهم القرآن للإيراني الذي لا يعرف اللغةالعربية. نريد أن نقرب لغة القرآن إلى الأذهان.
اسمح لي أن أقاطعك وأسال عن منهجكم في إشاعة لغة القرآن في المجتمع الإيراني.
قبل الإجابةعن هذا السؤال لابد أن أذكر أن دستور الجمهورية الإسلاميّة نص على ضرورة تعليم اللغة العربية في كل مراحل الدراسة لطلبة المدارس. ثم إن السيد القائد الإمام الخامنئي حفظهالله يركز باستمرار على ضرورة وضع منهج دراسي يستطيع فيه الإيراني أن يرتبط بلغة القرآن مباشرة، لا عن طريق الترجمة. واغتنم الفرصة لأذكر أن كل هذا الجو القرآني فيالمجتمع الإيراني يعود الفضل فيه بعد الله سبحانه إلى السيد القائد بالدرجة الأولى. فهاذ العبد الصالح ـ يهتم أشد الاهتمام بتكريم القراء والحفاظ وتشجيع كل ماله علاقةبالقرآن، بل يتصدى بنفسه للحضور في مجالس التلاوة ولتدريس القرآن وتفسير القرآن.
في حدود مهام الأوقاف بالنسبة إلى نشر لغة القرآن نحن نتعاون مع وزارة التربيةوالتعليم في مجال إعداد مدرسي القرآن، ونشجع عن طريق المسابقات القرآنية على فهم لغة القرآن، ونوجه المجالس القرآنية للاهتمام بهذا الأمر.
ونهتم في المرحلةالتالية بالدراسات القرآنية وتشجيع الدارسين، وتوجيههم نحو فهم معاصر للقرآن يستطيع أن يقدم نظرية القرآن في شؤون الكون والحياة والمجتمع والفرد، ويستطيع أن يكتشفأسرار القرآن وسحره وعوالم تأثيره ليقدم للدعاة سبل نفوذ القرآن في القلوب والأرواح والأفكار.
نطمح إلى حركة تكاملية يقودها القرآن في هذا المجتمع، لنتجه نحوالمجتمع الإسلامي المنشود.
ذكرتم أن هناك أكثر من صعيد تنشط فيه منظمة الأوقاف في الشأن القرآني، فما هي هذه الأصعدة؟
هناك صعيد المسابقاتالقرآنية في حقل التلاوة والحفظ، وهذه المسابقات تجري في كل محافظة من محافظات الجمهورية الإسلاميّة، وينتخب الفائزون. ثم يدخل هؤلاء الفائزون في سباق آخر ليخرج منهمالأوائل الثلاثة على صعيد إيران في حقول التلاوة والحفظ والتفسير، ثم تعقد سنويا مسابقات دولية في طهران، يدخل فيها الفائزون الإيرانيون في سباق مع القراء والحفاظ منمختلف أرجاء العالم الإسلامي. وهذه المسابقات العالمية تجري تحت إشراف هيئة تحكيم عالمية، وتفتتح بكلمة السيد رئيس الجمهورية وتوزع الجوائز في حفل يرعاه السيد القائد. والدورة الأخيرة من هذه المسابقات ـ رغم أنها أقيمت في أكبر صالة في إيران، وهي الصالة التي أقيم فيها مؤتمر القمة الإسلامي الأخير ـ فقد ضاق المجال بالمشاركينمن الناس، فافترشوا الأرض وجلسوا في الممرات بسبب الازدحام.
ثم إن منظمة الأوقاف أقامت كلية القرآن الكريم في طهران وفي 10 محافظات إيرانية، لتخريج مدرسينمتخصصين في القرآن يسدون الفراغ التعليمي في المدراس والمعاهد.
وهذه الكلية تشرف عليها هيئة أمناء يضمون كبار الأساتذة والمتخصصين في شؤون التعليم.
ومن المجالات الأخرى طباعة القرآن. فقد كانت طباعة القرآن قبل الثورة الإسلاميّة يقوم بها ناشرون تجار، ومنظمة الأوقاف تولت نشر المصحف الشريف بصورة علمية دقيقة خاليةمن الأخطاء مهما صغرت هذه الأخطاء وتتم طباعة المصحف الشريف في مطابع خاصة ضخمة تعمل ليل نهار ولا يقتصر نشر القرآن المطبوع في مطابع الأوقاف على إيران بل يجري نشره في كلأرجاء العالم، وتلبى طلبات المسلمين للمصحف في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى، وفي كل أرجاء العالم.
ومن المجالات الأخرى تولي ترجمة القرآن تحت إشراف لجنةعلمية متخصصة لتفادي انتشار الترجمات الضعيفة أو الخاطئة. وقامت اللجنة حتّى الآن بأعداد ترجمات عديدة للقرآن بمختلف اللغات ونشرها بين المسلمين. وصدرت أخيرا أول ترجمةللقرآن باللغة الآذرية لتلبي حاجة المسلمين في جمهورية آذربيجان الحديثة الاستقلال.
ثم إن دار النشر التابعة للأوقاف التي تحمل اسم «أسوة » تهتم بنشر الدراساتالقرآنية، وخاصة ما كان متناسبا مع هدف المنظمة في الاهتمامات القرآنية. ونشرت حتّى الآن عددا ضخما من الكتب التخصصية من الأموال الوقفية المخصصة للأمور الثقافية،وآخرها «مدارك العروة الوثقى» لآية الله الاشتهاردي في 30 مجلدا.
هل هناك تعاون بينكم وبين المؤسسات الإسلاميّة المثيلة في العالم الإسلامي في حقلالنشاطات القرآنية؟
عندنا لقاءات وتبادل زيارات، ولكن لا يمكن أن يسمى تعاونا إسلاميا دوليا في حقل القرآن. نحن نرى أن مثل هذا التعاون مهم للغاية، لأن القرآنأفضل صعيد يتعاون فيه المسلمون، وأفضل إطار يتحاور فيه المفكرون وأهم سبيل يوحد القلوب والمشاعر والأفكار.
نحن نطمح إلى تأسيس مجمع إسلامي دولي للقرآن، وحبذالو كان في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي. إن هذه المنظمة الدولية لها نشاطاتها الفقهية المتمثلة في مجمع الفقه الإسلامي العالمي، ولها نشاطاتها الثقافية والعلميةالمتمثلة في الايسيسكو، وليس لها مجمع قرآني والقرآن أقدر من الفقه والثقافة والعلوم على توحيد العالم الإسلامي على كلمة سواء.
شكر لكم ونتمنىلمنظمتكم مزيدا من التوفيق.
ولكم الشكر ونتمنى للمجلة اطراد التوفيق في خدمة وحدة المسلمين.