بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فيا أرباب القلوب أما فيكم من عَدِمَ لَذَّة قرب محبوبه، أما فيكم من أرضعوه من لبان وصالهم ثم فطموه، يا مفطومهم إبك وترامَ عليهم، يا سماء، أعين المحجوبين اسكبي، يا قمرية قلوب المهجورين ترنّمي واطربي، يا ألسنة المحبِّين عمّا يجن الجنان اعربي، يا أكباد المحزونين ذُوبي والهبي :لقاؤك أنسق للمُحِبِّ وسـلـوانُ وذكرك لي راحٌ وريحُكَ ريحانُ وأنت حياتي إنْ فقدتك لـمـحةً و أوّلُ مَفْقُودَيْنِ روح وجثمـانُ ومن عَجَبي أنّي للَحْظِكَ ناظـرٌ وأنّ فؤادي مـن ورائك مـلآنُ جرى لكَ ذكز فاهتززتُ لطيبـهِ وعند هبوب الريح ينعطفُ البانُ ومن عجبي دمعي لبُعْدِكَ هَتّـانُ وفي كَبدي جَمْرٌ يذيبُ ونـيرانُ يا مَنْ قد أضاعَ يوسفُ قَلْبَهُ جُزْ بخيام القوم لعلَّكَ تجدُ ريحَهُ، قِفْ بالسَحَر على أقدام الذُلَ لم وقل بلسان التذلُل )يا أيها العزيز مَسَّنا وأهلنا الضُرُّ(، لمّا أجدبت أرضُ قلب يعقوب لفقد قطر سحاب جمال يوسف، خرج أهل كنعان يستسقون في مصلّى صحراءِ مصر مُرتدين بأردية )مَسَّنا وأهلنا الضُرُّ وَجئْنا ببضاعةٍ مُزْجاة فَأَوْفِ لنا الكيلَ وتَصَدَّقْ علينا(. نشأت سحابُ الغيث )هل علمتم ما فعلتم بيوسف(. غردَ قمريُّ الاعتراف )تالله لقد آثركَ اللهُ علينا وان كُنا لخاطئين( فتبسم ثغر سحاب العفو )لا تَثْرِيبَ عليكم(. إذا ذَهَـب الـعـتـابُ فـلــيس وُدٌ ويبقى الـودُ مـا بـقـي الـعـتـابُ لولا مرارة البُعد ما نال حلاوة التلاقيْ فلولا البُعد ما حُمِدَ التداني ولولا البـينُ مـا طـابَ الـتـلاقـي لمّا توجّه الصدِّيقُ بقميصِه إلى يعقوب عليهما السلام -القوهُ وهو يدور في البيت ويقول : )إنِّي لأَجِدُ ريحَ يُوسفَ لولا أَنْ تُفَنّدونِ( وقد اشتمَّ رائحته من مائة و أربعين فرسخاً. نسيمٌ بدا من عطر قربك هاجنـي إليكَ فهاج القلبَ والجسمُ حاضرُ فإنْ غَنّت الأطيارُ اطرقتُ نَحْوها وإن هَبَّت الأرياح فالطرفُ ناظرُ قيل : لمّا جاء البشيرُ بالقميص ودفعه إلى يعقوب -عليه السلام - شَمَ رائحته ووضعه على وجهه فارتدَ بصيراً. إذا ذُكِرَتْ ارضُ "العقيق" و "نُعـمـانُ" تَهيج بقلب المدنـف الـصَـبِّ نـيرانُ وإن لاح برق "بالـغـوير" يهـيجـنـي إلى البان واحزني وأَنّـى لـيَ الـبـانُ احنّ إلى سكّان "لَعْلَعَ لـمـا والـلِّـوى وهم في فؤادي والحـشـاشة سُـكّـانُ ولي إن سرى الركـبُ الـيمـانـي أنَّةٌ تدلُّ علـى أَنْ فـي فـؤادِيَ اشـجـانُ وإنْ مَرَّ بي ركبُ "العذيب" حسبـتـنـي كأنِّيَ من خمر الـصـبـابة نـشـوانُ أَحِـنُّ إلـى تـلـك الـديار تَـشَـؤُقـاَ لأنَّ بها أحـبـاب قـلـبـيَ قُـطـانُ ومن عجبـي اهـوى ديار أَحِـبَّـتـي وسُكانُها في ربـع قـلـبـيَ سُـكّـانُ إذا هَبّ نسيمُ نجد تحرّك المشتاق بالوجدْ إذا الريحُ من أرض الحبيب تنَسَّمَتْ وجدتُ لمجراها علـى كـبـدي بَـرْدا على كَبِدٍ قد كاد يحـرقُـهـا الـجـوى تذوبُ وبعضُ القوم يحسبـنـي جَـلْـدا إخواني ! تأهبوا ليومٍ تترادف فيه العَبَرات، وتعظم . الحَسَرات، فَيعضُ الظالم على يديه ويقول : يا حسرتا يوم يقول لك أين من أرضيتَ عنك بغضبي عليك، ابن آدم أين من كنتَ تَزَيَّنْتَ له وبالقبيح بارزتني، ما هذا التذلل بين يديّ وقد كنت جبّاراً عنيداَ، طالما ذُكرْتَ بموقفكَ هذا فتناسيتَ، وطالما بُصِّرْتَ بأمركَ هذا فتعاميتَ، ولم تزدد إلاّ فراراَ، يا حسرةَ العاصين، يا ذُلّ مقام المتجبرين، واخيبة المضطرين، واخسارة المُسرِفينْ. أهلَ الغرام تجمَعُوا اليوم يومُ عتابنـا نَعَقَ الغرابُ بِبَيْننا فَغُرابُنا أغرى بنا إنّ الذين نُحبُّـهـم قد وُكِّلوا بعذابنـا قوموا بنا بحياتكـم نمشيَ إلى أحبابنا قومٌ إذا ظفروا بنا جادوا بعتق رقابنا إخواني ! لو رأيتموهم في الدجى بين الخوف والرجاء، تائبهم يقول: اعفُ عنّي وأقلني عثرتي، ومتعبِّدهم يتململ: تُريدينَ إدراكَ المعالي رَخِيصةً ولا بُدَّ دونَ الشَهْدِ من إبرِ النَّحْلِ وباكيهم يستغيث "قَصُرَتْ دموعي عن مَدى حُزني" ومحبُّهم يترنم : "وَهَبْتُ