صحوة الاسلامیة و الیقظة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

صحوة الاسلامیة و الیقظة - نسخه متنی

حسن حنفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الصحوة الاسلامية واليقظة(1)

أ. د. حسن حنفي

كاتب ومفكر من مصر

تمثل حوادث سبتمبر الاخيرة تحدياًللمسلمين في وحدتهم، وحدة الأمة التي هي تعبير عن وحدة الله (والهكم اله واحد، وأنا ربكم فاعبدون) اذ يخطط لآسيا، والمسلمون أكبر تجمع سكاني فيه مثل الصين والهند، ضربالاسلام الآسيوي بالاسلام الآسيوي، ضرب أفغانستان بباكستان بدخول باكستان كعضو في التحالف الأمريكي البريطاني، وضرب ايران بأفغانستان وأفغانستان بايران ، الشيعةبالسنة والسنة بالشيعة دفاعاً عن الهزارة الشيعة في أفغانستان، وكما حدث بالفعل بعد حادث مقتل الصحفيين الايرانيين الستة في أفغانستان لجر ايران للحرب، واشعال وقودالحرب الأهلية الأفغانية، وتحويلها الى حرب بين الدول الاسلامية المتجاورة. وتتطور الحرب بين الفصائل داخل الدولة الى الجيوش النظامية بين الدول باسم الطائفية، سنةأفغانستان مع شيعة ايران .

ويتحول الفتيل الأفغاني الى نار كبرى تعم آسيا الوسطى كلها. ويكبر الصراع بين التحالف الشمالى والطالبان على أنه صراع عرقي بين الطاجيكوالأوزبك وبعض الأعراق الصغرى ضد الباشتون، الأغلبية العرقية، والتي خرج منها الطالبان. ولما كان الفريق الأول أكثر حداثة من الثاني وأكثر انفتاحاً، وكان الفريق الثانيأشد محافظة وأكثر انغلاقاً، وقعت الحرب في كل عموم

آسيا بين المحافظين والاصلاحيين في ايران، والاسلاميين والعلمانيين في تركيا، ويقتتلجناحا الأمة واحداً ضد الآخر، بدلاً من أن ينهض قلب الأمة بمساعدة الجناحين.

ثم يتم تفتيت كل بلد اسلامي الى قبائل وأعراق، تفتيت أفغانستان الى باشتون وطاجيك وأوزبك،فتثور الأقليات غير الممثلة ضد الأغلبية الحاكمة، وتفتيت باكستان الى باشتون وبيتان وغيرها من الأقليات، وتفتيت العراق وسوريا الى عرب وأكراد، وتركيا الى تركمانوأكراد، وتفتيت اندونيسيا الى قبائل ولغات في جاوة وسومطرة. وكما انفصلت تيمور الشرقية تنفصل أتـشيه ثم ايريان الغربية. وتعظم المذابح بين المسلمين والنصارى والهندوسحتى تتدخل الأمم المتحدة تحت سيطرة الولايات المتحدة لتفرض الأمن والنظام واحترام حقوق الانسان. ويتم تفتيت ماليزيا بين صينيين وملاويين، كما تم فصل سنغافورة عنها منقبل باسم الأغلبية الصينية، وبين نجد والحجاز في السعودية، وبين أهل البدو والحضر في الأردن. ونظراً لتمسك المسلمين في آسيا بالمذاهب الفقهية يتم ايقاع النزاع بينالشافعية والأحناف في أواسط آسيا، والسنة والشيعة في العراق وفي المنطقة الخليجية، وبين السنة والعلويين في سوريا، وبين السنة والموارنة في لبنان، وبين المسلمينوالأقباط في مصر. وان استحال ذلك في ماليزيا، يمكن ضرب عملتها والمضاربة عليها في أسواق المال العالمية، تحت سيطرة القوى الكبرى فتنخفض العملة، ويُقضى على عائدهاالاقتصادي ورأسمالها الوطني . ويمكن ضرب الاسلام الأسيوي بالاسلام العربي في المنطقة الخليجية دفاعاً عن الأرزاق، وفي الأوطان رزق للجميع .

ويمكن تفتيت الشعوب اذاما انقسمت حول سياسات نظمها الحاكمة، كما حدث في باكستان عضواً في التحالف الأمريكي البريطاني على أفغانستان،

ودخول باكستان في التحالفالأمريكي البريطاني، وتقديم تسهيلات وقواعد وأجواء مما يهدد بحرب أهلية بين الحكومة وغالبية الشعب، وقد حدث الشيء نفسه في الحرب الخليجية الاولى . فقد انقسم العرب بينمناصر لايران ومناصر للعراق ومناصر لكليهما اتقاء لشرهما معاً. وتكرر الشيء نفسه في حرب الكويت فانقسم العرب بين مؤيدي التدخل الأمريكي البريطاني ضد العراق وبينمعارضيه . فعبقرية التفتيت في وضع قضايا تقسيم العرب والمسلمين، كما فعل عمرو بن العاص، برفع المصاحف على الرماح فانقسم فريق علي الى خوارج وشيعة، الى رافض للتحكيم والىقابل له، وكذلك مثلت كامب ديفيد التي قسمت العرب الى فريقين، قابل ومعارض.

ويمكن اتخاذ كشمير ذريعة لاشعال الحرب بين الهند وباكستان، وتدمير باكستان والهند معاً،فكلاهما بركان للسلاح النووي، وبالتالي تكون الولايات المتحدة قد قضت على باكستان التي تزدهر فيها الحركة الاسلامية التقليدية المناهضة لها والمؤيدة للطالبان، وتنظيمالقاعدة، وتخلصت من الهند التي طالما أزعجت الغرب منذ مؤتمر باندونج حتى بلغراد، داعية للحياد الايجابي أثناء الحرب الباردة بعد أن تم تفتيت يوغسلافيا وتهميش مصر. يمكناستعمال الهند تهديداً مستمراً لباكستان من الشرق واسرائيل من الغرب، لتدمير قوتها النووية لاجبارها على دخول بيت الطاعة، وقهر الحركات الاسلامية فيها المعاديةلأمريكا والمتحدية لارادتها. ومع أن باكستان قد قامت كدولة اسلامية حلاً لمشكلة الصراع بين الهندوس والمسلمين، الا أنها في توجهاتها رأت في الغرب حليفاً ضد الخطرالهندي، الذي قسمها الى باكستان وبنجلادش في حرب بين البلدين في 1971. ولا ضير في عصر النظام الباكستاني بين الخطر الهندي من الشرق والضغوط الشعبية والاغراء الأمريكي منالغرب، حتى يستسلم لأقلهما

خطرا على الأمد القصير؛ وهو التحالف الأمريكي، فالقادة لا يهتمون بالأمد الطويل حتى ولو كان أحدهم رئيساً مدىالحياة .

ويمكن انتهاز الفرصة للقضاء على ثورة المورو في جنوب الفلبين باعتبارها حركة ارهابية ضد الدولة، وحركة انفصالية ضد وحدة التراب الوطني. وقد سارعت رئيسةالفلبين أورويو بعد أحداث سبتمبر بالذهاب الى الولايات المتحدة للاستفادة من الاتجاه والحالة المزاجية لضرب الارهاب في كل مكان . في أفغانستان ارهاب كما أن في جنوبالفلبين ارهاب. ويمكن الايحاء للصين بأن القضاء على الارهاب في أفغانستان المتاخمة لها يساعد في القضاء على الحركات الانفصالية في سنكيانج. فالاسلام عدوى عامة في آسيا.ويمكن اقناع روسيا بأن القضاء على الحركة الاسلامية الجهادية في أفغانستان قد يقضي على امتداد أثرها داخل الجمهوريات الاسلامية المتاخمة لحدود روسيا مثل أوزبكستان،وطاجيكستان، وتركمانستان. كما يمكن اشعال نار الشيشان التي لم تنطفئ حتى الآن .

وتحتار النظم السياسية في آسيا الوسطي، أوزبكستان وتركمانستان وأذربيجان وطاجيكستانوقرغيزيا، الجمهوريات السابقة في الاتحاد السوفيتي بين نارين، نار الولايات المتحدة التي قد تندلع لدى الشعوب الاسلامية، اذا ما أيدت هذه النظم العدوان الأمريكي علىالشعوب الاسلامية، وقد أفتى العلماء أنه لا يجوز للمسلم معاونة الأجنبي على ضرب أخيه المسلم، وأنه حرام شرعاً، ونار روسيا التي مازالت لها بالمرصاد، فهم في بطنها، ومايحدث فيها يؤثر عليها، ووجود الأمريكيين على أراضيها تهديد لروسيا وللصين على حد سواء. ومن ثم تحاصر النظم السياسية في جمهوريات آسيا الوسطى بين نيران ثلاثة، النارالأمريكية التي تجلب الغنى والثروة والمعونات، وتحمي من نار أعظم، والنار الروسية الصينية التي تتوعد مناطق نفوذها السابقة، ومازال في امكانها

الانقضاض عليها أسوة بالشيشان، ونار الحركات الاسلامية الشعبية، الحركات الجهادية التي تطالب بالمحافظة على الاستقلال الوطني بعيداً عن التبعية الأمريكية أوالروسية أو الصينية . لقد اختارت باكستان أن تحترق بنار الحركات الاسلامية. واختارت أوزبكستان وتركمانستان أيضاً الاحتراق بالنار الأمريكية أو بالحركات الاسلاميةلأنها لم تصل بعد الى درجة الغليان . واختار جميع القادة الاحتراق بعذاب الضمير والرهان الخاسر، وعذاب النفس، وصعوبة الاختيار بين العدو البعيد من وراء البحار، الذيتطول ذراعه الطويلة كل مكان في العالم، والعدو القريب المتاخم الحريص على ألا تمتد نار الحركات الاسلامية الى ما تبقى له من مناطق. ففي أقل من خمسين عاماً سيفوق عددالمسلمين في روسيا عدد غير المسلمين .

والمنطقة الخليجية وما تختزنه في باطنها من مواد نفطية خام وفي خزانتها من عوائد نفطية مهددة في هويتها بين الهوية العربيةوالهوية الأسيوية، بسبب التركيبة السكانية فيها . فأهل البلاد لا يتجاوزون 10% . والمهاجرون العرب لا يتجاوزون 30% والأسيويون يتجاوزون 60% من مجموع السكان. وكلهم مسلمون الاالقليل . ففي حالة اشتعال النار السلفية تكون نظم الحكم هي الضحية . وفي حالة اشتعال نار القومية العربية قد تستعمل النظم الحاكمة الأسيويين لضرب العرب. واذا اشتعلت نارالبؤس والحرمان خاصة عند البدون من أجل احضار عائلتهم والمطالبة بالجنسية تطبيقاً لقوانين الأمم المتحدة، حينئذ يقع الصراع بين الهويتين الى حد الاقتتال بالسلاح. وفيموجة ديمقراطية لابد آتية طبقاً لقوانين التاريخ، تكون أغلبية الأصوات للأسيويين، ويصبح العرب الأقلية. فتدبر الانقلابات، وتبدأ الهجرة المضادة، من المنطقة الخليجيةالى آسيا من جديد طريقاً لسيناريوهات آخر الزمان.

وترتع اسرائيل الآن في أواسط آسيا كما تشاء، تلوّح بالتعاون الاقتصادي، والاستثمار المشترك، والتنمية الماديةوالبشرية، وبمد الصلات الى الغرب عبر

الجسر الاسرائيلي. فالطيران مباشر بينهما. والعرب مازالوا يذهبون الى أواسط آسيا عبر موسكو أو ايران وتركياوباكستان. وقد كتب يهود هاليفي الخوزاري ليهود القوقاز، يهود الخزر. فالصلات قديمة. والعرب الأفغان ضررهم أكثر من نفعهم كما حدث في أفغانستان. وتحاصر اسرائيل الوطنالعربي من دائرته الأوسع، الدائرة الاسلامية في أواسط آسيا كي تتعادل مع الدائرة المعارضة لاسرائيل في جنوب شرق آسيا، ماليزيا، واندونيسيا وفي جنوب الوسط، باكستانوايران وأفغانستان .

ان الصحوة الاسلامية الحالية التي بدأت منذ أكثر من عقدين من الزمان استطاعت استئناف حركة التحرر التي خبت وانطفأت، حتى عادت أشكال الهيمنةالجديدة باسم العولمة واقتصاد السوق، ونهاية التاريخ وصدام الحضارات . وزادتها حوادث أيلول (سبتمبر) الأخيرة صحوة بعد أن كشف الغرب عن عدائه الدفين للمسلمين والعرب.وأعلن عما صمت عنه، ونطق بما سكت عنه. واتضح أن صدام الحضارات ليس مجرد تأملات مفكر بل هو اعداد العالم لأولى حروب القرن!!



1- نشرالمقال في صحيفة الزمان تحت عنوان الصحوة الاسلامية ايقظت حركة التحرر العربي قبل ان تنطفئ الخلافات المذهبية والطائفية بتاريخ 1/1/2002.

/ 1