عروة الوثقی فی الذکری المئویة لصدورها نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عروة الوثقی فی الذکری المئویة لصدورها - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ويقول تحت عنوان الحديث النبوي الشريف «المؤمنللمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا».

أمران خطيران تحمل عليهما الضرورة تارة، ويهدي إليهما الدين تارة أخرى، وقد تفيدهما التربية وممارسة الآداب، وكل منهما يطلبالآخر ويستصحبه بل يستلزمه، وبهما نمو الأمم وعظمتها ورفعتها واعتلاؤها، وهما الميل إلى وحدة تجتمع، والتكليف بسيادة لا توضع(1). وإذا أراد الله بشعب أن يوجد ويلقىبوانيه(يثبت ويقيم) إلى أجل مسمى أودع في ضئاضئه (أصوله) هذين الوصفين الجليلين، فأنشأه خلقاً سوياً، ثم استبقى له حياته بقدر ما مكن فيه من الصفتين إلى منتهى أجله.

كل أمة لا تمد ساعدها لمغالبة سواها لتنال منها بالغلب ما تنمو به بنيتها، ويشتد به بناؤها، فلابد يوماً أن تقضم وتهضم وتضمحل ويمحى أثرها من بسيط الأرض.

إنالتغلب في الأمم كالتغذي في الحياة الشخصية، فإذا أهمل البدن من الغذاء وقفت حركة النمو، ثم ارتدت إلى الذبول والنحول، ثم أفضت إلى الموت والهلاك، وليس من الممكن لأمة أنتحفظ قوامها ؛ وتصول على من يليها لتختزل منه ما يكون مادة لنمائها، إلاّ أن تكون متفقة في تحصيل ما تحتاج إليه هيئتها. إذا أحسست من أمة ميلاً إلى الوحدة فبشرها بما أعدالله لها في مكنون غيبه من السيادة العليا والسلطة على متفرقة الأمم. إذا تصفحنا تاريخ كل جنس واستقرينا أحوال الشعوب في وجودها وفناها، وجدنا سنة الله في الجمعياتالبشرية، حظها من الوجود على مقدار حظها من الوحدة، ومبلغها من العظمة على حسب تطاولها في الغلبة، وما انحرف شأن قوم وما هبطوا عن مكانتهم، إلاّ عند لهوهم بما في أيديهم،وقناعتهم بما تسنى لهم، ووقوفهم على أبوب ديارهم، ينظرون طارقهم بالسوء، وما أهلك الله قبيلا إلاّ بعد ما رزئوا بالافتراق، وابتلوا بالشقاق، فأورثهم ذلاً طويلاًوعذاباً وبيلاً، ثم فناءً سرمدياً.

1 ـ أي الاتجاه نحو الوحدة والعزة(التحرير).



/ 8