1- الفرقان في النفس والرؤية
الفرقان في الافكار والاشخاص الفرقان في مقابل اللبس.
وكمايكون اللبس يكون الفرقان.
واللبس ، قد يكون بين الحق والباطل داخل النفس وفي الرؤية ، وقد يكون بين أهل الحق وأهل الباطل. فقد يلتبس الامر على الانسان، فلا يميزالرأي الحق من الرأي الباطل من الآراء ، وقد يلتبس الامر على الانسان فلا يميز أهل الحق عن أهل الباطل. وعليه فان اللبس في الرؤية قد يكون في الافكار وقد يكون في الاشخاص.
وكذلك 'الفرقان' قد يكون في الافكار، فيميز الانسان الرأي الحق عن الرأي الباطل، وقد يكون في الاشخاص ، فيميز الانسان صاحب الحق عن صاحب الباطل، والصادق عنالكاذب والمنافق عن المؤمن.
وهذان فرقانان في النفس والرؤية.
فرقان في الرؤية بين الحق والباطل (قد تبين الرشد من الغي)1 وفرقان في الرؤية بين أهل الحقوأهل الباطل (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)(2) .
ولا شك أن كلاًّ منهما يمكن أن يكون دليلاً على الآخر. فقد نعرف الاشخاص بالافكار، وقدنعرف الافكار بالاشخاص، ونعرف الحق والباطل بأهل الحق والباطل.
وقد صح عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) : 'علي مع الحق والحق مع علي'(3).
وصحَّ عنرسول اللّه(صلى الله عليه وآله): 'إني تركت فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتى أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض'(4).
1- البقرة /256 .
2- الفاتحة / 7 .
3- تاريخ الخطيب البغدادي 14/321; منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5/30 ومصادر كثيرة أخرى.
4- صحيح الترمذي 5/328 ، ح 3874 وغيره منالمصادر الحديثية.