النص المسرحي - نص المسرحی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نص المسرحی - نسخه متنی

فرحان بلبل

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

النص المسرحي

الكلمة و الفعل فرحان بلبل

هذا الكتاب تبدو الأوساط المسرحية في العالم اليوم وكأن فعاليتها تناصب (النصَّ المسرحي) العداءَ رغم ما تحفل به خشباتها من جماليات متقدمة في أدوات العروض المسرحية تبهر البصر دون البصيرة.

وإذا كان لا بد من وجود (كلام) في العرض المسرحي، فقد اعتمدت هذه الأوساط على (مادة نصية) لا على (نص مسرحي) كان عمادَ النشاط المسرحي منذ أقدم العصور حتى الهزيع الأخير من القرن العشرين.

فهي لم تعد تكتب نصوصاً قوية.

وتضاءل تقديمها للنصوص المكتوبة من قبلُ إلى حالات قليلة.

فإن قدمتْها كان الاهتمام بها عادياً.

ومع ظهور المسرح التجريبي وما تفرع عنه، انحسر النص المسرحي عن المسرح انحساراً مريعاً.

وقد أصاب المسرحَ في الوطن العربي هذا الوباء.

فبعد حيوية فعالة في إنجاز النصوص القوية منذ بداية نشأته في منتصف القرن التاسع عشر حتى ما قبل نهاية القرن العشرين بقليل، ظهر في نهايته وكأنه فقد هذه الحيوية.

وبعد أن كانت الثقافة العربية تسعى سعياً حثيثاً لاستكمال أدواتها في كتابة النص القوي، إذا بها تتوقف عن الكتابة بعدما استكملت كثيراً من أدواتها مستبدلةً ما يسمى (أدباً مسرحياً قوياً) بمادة نصية هزيلة البناء الدرامي.

وبعد أن كانت تجهد لتطويع اللغة العربية لمتطلبات فن الدراما، جاهرت بهجر هذه المحاولة في الإصرار على تقديم العروض المسرحية باللهجات العامية.

ولا أدَلَّ على ذلك من أن مسرح سورية الرسمي كان يعلن بصريح العبارة أنه لا يقدم عروضه المؤلفة عربياً أوالمترجمة إلى العربية إلا بالفصحى.

ثم صار الآن يعلن بصريح العبارة أيضاً أنه يفضل العامية على الفصحى.

لهذا لم تعرف البشريةُ منذ الثلث الأخير للقرن العشرين والعربُ منذ نهاية عقد ثمانيناته كاتباً قويَّ البنية الدرامية مما يجعل نصه المسرحي يضاف إلى تراث الأمم العريق أو إلى تراث المسرح العربي الوليد.

وبدا كأن هذا النوع من أنواع الأدب في سبيله إلى الانقراض.

وبدا أيضاً أن حركة المسرح في العالم تفاخر بهذا (الإنجاز) وتعلن بفرحٍ شامت (موتَ الكاتب المسرحي).

ولا أستطيع تبيان الأسباب التي أدت بالبشرية إلى هذا المآل.

لكني أرى _ ويرى معي الكثيرون من الدارسين والباحثين في مختلف شؤون الأدب والسياسة والاقتصاد - أن ظهور العولمة واتساعَ قوة الطغيان العالمي هما العامل غير المباشر وراء ظاهرة القضاء على النص المسرحي.

فقد أقنعت العولمة، بسيل جارف من الإعلام، شعوبَ الأرض بانهيار (الإيديولوجيا).

وما قصدت العولمةُ من استخدام لفظة الانهيار هذه إلا لتقضي على نـزعة الشعوب نحو الحرية والتخلص من هيمنتها الظالمة عليها حتى يتحول تلقّي الظلم عند هذه الشعوب من حالة الرفض لـه إلى حالة القبول به.

وشملت كلمةُ (الإيديولوجيا) كلَّ منهج فكري ينادي بتحرير الإنسان من الظلم ويسعى إلى استرداد الكرامة الإنسانية.

وإذا كانت الإمبريالية في بداية القرن العشرين قد قذفت جيوشها إلى أربعة أركان الدنيا لتستنـزف خيراتِ الشعوب، فقد لقيت من الشعوب عنتاً وإجهاداً واستنـزافاً لقوة جيوشها.

وكان ذلك سبباً في تحريض هذه الشعوب المستضعَفة على رفض الضعف لاسترداد القوة.

وإذا بهذه الشعوب - والشعب العربي واحد منها - تستنهض همتها الذاتية بكل الوسائل التي كان المسرح من أقواها.

وقد حفظت الإمبريالية في شكلها الجديد الذي هو العولمة هذا الدرس البليغ.

وابتكرت وسائل تخفف عنها عبء الخسائر لتحظى بالأرباح فقط.

وذلك بإغراق البشرية في نتاج جمالي فارغ المحتوى.

فكان أن استقر المسرحُ على الشكل الذي صار إليه، كما استقرت بقيةُ أنواع الفنون والآداب على الشكل الذي نعرفه اليوم.

لكن العولمة وهي تفعل هذا الفعل في الشعوب، كانت تنقل إلى شعوبها هذا الوباء بعد اتساع أجهزة الاتصال العالمي.

فما تريد أن تُقنِع به شعوبَ الأرض يصل إلى مسامع شعوبها ويترك فيها التأثير ذاته الذي أرادته لغيرها.

فكان أن تحول العالم كله إلى جزيرة صغيرة ينتشر فيه وباء واحد هو خسران النص المسرحي.

غير أن البشرية بدأت تشعر بخسرانها النصَّ المسرحي كشعورها بأنها تدور في فلك العولمة الظالم الذي يبغي أن يمسح إنسانية الإنسان.

وهذا الشعور بدأ يتسرَّب إلى الوطن العربي بشيء من الاستحياء الذي يمضي في سبيله إلى البروز القوي.

وهذا يعني العودةَ إلى الاهتمام بالنص المسرحي، كما

/ 72