نص المسرحی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نص المسرحی - نسخه متنی

فرحان بلبل

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بدأ هذا الشعور ينمو باطراد في أنحاء العالم.

فكأن عودة القوة إلى النص المسرحي نوعٌ من مجابهة الظلم والطغيان والدفاع عن كرامة الإنسان.

وكأن العودة إلى مجابهة الظلم والطغيان لاسترداد كرامة الإنسان تعني عودة النص المسرحي القوي.

فهو وجه حضاري كان دائماً أول وسائل البشرية في الدفاع عن نفسها.

أيُّ نص مسرحي هذا الذي يجب أن يعود إلى الحياة؟ وما هي الأشكال التي يجب أن يتخذها لنفسه بعد هذا التوقف؟ - أهي القوالب المسرحية القديمة التي شكَّلت مذاهب واتجاهات ومدارس؟ - أم هي قوالب جديدة لا أحد يعرف لها أشكالاً؟ - أهي (الدراما التقليدية) التي سميت الدراما الحديثة والتي ثار عليها الكتاب منذ زمن طويل رغم ركوبهم ظهرَها بطرق متعددة؟ - أم هي دراما ما بعد الحديثة بعد أن استهلكها المسرحيون؟ - وهل يمكن، بعد كل ما جرى، أن يظهر شكل مسرحي واحد في بلد ما من البلدان كما كان يجري في كل عصر من عصور البشرية السالفة؟ - وهل يمكن أن ينتقل هذا الشكل إلى بلدان العالم بعد أن يظهر في بلدٍ منه كما حدث مع الكلاسيكية والرومنسية والواقعية والعبثية والبريختية وغيرها من المذاهب؟ إن عودة النص المسرحي القوي إلى الوجود صار ضرورة إنسانية وسياسية وحضارية.

وسوف تجعله البشرية من جديد وسيلةً لإثبات كرامتها وطريقةً لتعميق حضارتها كما فعلت من قبل.

لكن أشكال المسرح القديمة لن تعود.

ولن تعرف البشرية شكلاً واحداً.

بل سوف تتجلى النصوص الجديدة في أشكال قد لا يمكن حصرُها.

لكنها لن تفعل ذلك إلا إذا عادت إلى منابع الدراما: أي إلى أركان بناء الدراما الأبدية التي لا يكون المسرحُ مسرحاً إلا بها.

وهذه الأصول معروفةٌ متداولة استخلصها النقدُ المسرحي الطويل المكين في كل عصر من العصور.

فكأن المطالبة بها تعني العودة إلى الوراء.

ولا يمكن العودة إلى الوراء.

إن أصول الدراما هذه التي لا بد أن تعود سوف تعود في قوالب جديدة.

وسوف تكون القواعدَ ذاتَها دون أن تكون ذاتَها.

وإذا كانت أصول الدراما الواقعية هي الخلاصة النهائية لتطور فن الكتابة المسرحية، فسوف يكون الأسلوب الجديد - كما يتلامح لنا - معتمداً على هذه الأصول بعد إعادة النظر فيها والتخلص من بعض قواعدها التي لم تعد مناسبة للعصر.

وقد قلت في كتابي (من التقليد إلى التجديد في الأدب المسرحي السوري): "وأكاد أعتقد جازماً أن الشكل الذي سيركبه التأليف المسرحي- والمقصود هو التأليف الجديد- سيكون عودةً إلى شكلٍ ما من أشكال الدراما التقليدية بعد وضع أصولها في بوتقة جديدة.

وهذه البوتقة تستند إلى التطور التقني الذي حققه المسرح بخبرات ممثليه ومخرجيه وبالتجهيزات التي وصلت إلى مستوى دقيق لا يستطيع التعاملَ معه إلا أصحابُ الاختصاص الدقيق.

وعند ذاك ستعود الشخصيات المرسومة بدقة ورهافة.

ويعود الصراع إلى قوته وبهائه).

ومن هنا كان هذا الكتاب.

فهو يعود إلى منابع الدراما بعد أن يعيد النظر في أصولها.

وهو تمردٌ عليها بمقدار ما هو تأكيدٌ لها.

وهو لا يقف عند أصول الكتابة وحدها، بل يتعرض لتجسيد النص المسرحي على الخشبة لكي يستكمل الحالةَ المسرحية التي هي نص وعرض.

وبذلك يحاول أن يضع أمامنا أسلوبَ التعامل لا مع النصوص الجديدة فحسب، بل مع نصوص البشرية جمعاء.

فما أنتجته البشرية من الأدب المسرحي هو الموروث الحضاري لجميع الشعوب في جميع العصور.

ومن هذا المنطلق جاء عنوانه (النص المسرحي كلمةٌ وفعل).

وقد قسمناه إلى قسمين: الأول (الكلمة).

ويستعرض أركان الدراما في شكلها القادم الذي يمكن أن تكون عليه بعد تخليصها من بعض شوائبها.

والثاني (الفعل) ويتعرض لأسلوب تجسيد النص المسرحي على الخشبة، وكيف تتبادل الخشبةُ مع النص التأثرَ والتأثير.

وأرجو، بعد هذا، أن يكون هذا الكتاب دافعاً للكاتب إلى العودة إلى كتابة النص القوي، ودافعاً للناقد إلى تطوير أدواته النقدية حتى يدرك مفاتيح النصوص الجديدة، ودافعاً للمتلقي للنص المسرحي بالقراءة والمشاهدة لكي يكون أقدرَ على التمتع بما يقرأ ويشاهد، وأقدرَ على تمييز الغث من الثمين فيما يشاهد ويقرأ.

فهذا المتلقي هو المقصود الأساسيُّ في مجمل النتاج الفكري والأدبي لأنه عماد الأمم ومادةُ الشعوب والمقدمُ للخيرات المادية والروحية.

فإن امتلك القدرةَ على التمتع بالنتاج الفكري والأدبي، كان أقدرَ على المطالبة بالحياة الحرة الكريمة.

وما أجلَّها من مهمة للإنسان في الحياة.

فرحان بلبل

/ 72