نص المسرحی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نص المسرحی - نسخه متنی

فرحان بلبل

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

محددة في عصره.

وهذه الموضوعات الاجتماعية التي كانت هامة في أيامه لم تعد كذلك بعد انقضاء عصره رغم احتفاظها بحرارتها.

ولا شك أننا نجد تمرّدَ (نورا) على زوجها في مسرحية (بيت الدمية) في القرن التاسع عشر كأنه ساذج في القرن العشرين.

لكن هذه المسرحية ماتزال تقدم على خشبة المسرح في أرجاء الأرض.

ولا شك أيضاً أن مسرحية (كلهم أبنائي) لآرثر ميلر التي كانت صرخة فاجعة في فضح النظام الرأسمالي الأمريكي، تبدو اليوم ساذجة بعد التعقيدات الهائلة التي دخلها هذا النظام.

لكنها قابلة للوقوف فوق خشبة المسرح اليوم وغداً وبعد غد لأن جوهر حكايات المسرحيات القديمة يقوم على تعبيرها عن واقعها.

وهذا هو سر قوتها من ناحية، ودليل على أن الأخلاق والواقع يتغيران بسرعة كبيرة تستدعي ضرورة وجود أدب جديد باستمرار دون أن يخسر الأدب القديم مكانته من ناحية ثانية.

فكأن المسرح يسير على القاعدة الذهبية التي تقول (ما كان جميلاً صحيحاً في عصره يظل جميلاً صحيحاً إلى الأبد).

ولن يكون النص الأدبي - مسرحاً كان أم غير ذلك من فنون القول - صحيحاً وجميلاً إلا إذا كان متقن الصناعة مكتمل البناء الفني حسب مدرسته التي ينتمي إليها، معبراً في الوقت نفسه عن عصره.

أ لا ترانا اليوم ونحن نكتب الشعر الحديث ونتغنى به ونعتبره فن العصر، نعود إلى القصائد العربية القديمة المتقنة الصنع ونتغنى بها بالدرجة نفسها من النشوة واللذة التي كان المعاصرون لها يتلقونها بهما؟ بهذا الشكل يمكن أن نعود إلى ما كتبه المؤلفون المسرحيون العرب.

فنصوص النصف الأول من القرن العشرين يكاد أكثرها يصبح مادة تاريخية تشرح تطور المسرح العربي دون أن تكون مادة فنية قابلة للوقوف اليوم فوق خشبة المسرح.

أما النصوص التي كتبها الكتاب في النصف الثاني من القرن العشرين فإن كثيراً منها قادر اليوم على الوقوف فوق خشبة المسرح بجدارة رغم ابتعاد العرب وتخليهم عن أكثر الموضوعات التي ناقشتها ورغم انطواء بعض أساليبها في التأليف.

وسبب ذلك قوة بنائها الدرامي الذي يجعل القاعدة الذهبية السابقة تنطبق عليه.

من خلال هاتين الملاحظتين ننظر إلى ما يكتبه الكتاب المسرحيون منذ بداية عقد تسعينات القرن العشرين.

1 - تميل أكثر الكتابات إلى شكل (الفصل الواحد).

وقليلاً ما تُكتب المسرحية ذات الفصلين.

أما المسرحية ذات الفصول الثلاثة فقد اندثرت.

لقد بدأت المسرحية العربية منذ أواخر سبعينات القرن العشرين تميل نحو الفصلين وتهجر الفصول الثلاثة التي استقرت عليها الدراما الحديثة الأجنبية والعربية بعد الفصول الخمسة التي كانت للمسرحية التي قبلها.

وهذا الانتقال في عدد الفصول لم يكن أمراً يتعلق بالشكل فقط، بل كان استجابة للحاجات الاجتماعية ولروح الشعوب.

فحين كان العرض المسرحي (سهرة طويلة)، كانت الفصول الخمسة تتيح للعاملين فيه أن يمططوه وأن يحشدوا فيه أفانين المثيرات التي تجعل المتفرج يقضي سهرة طويلة ممتعة.

ولم تكن الفصول الخمسة تتيح للعرض المسرحي أن يطول حتى يستغرق وقت السهرة الطويلة فقط، بل كانت تتيح للمتفرجين أيضاً أن يلتقوا بين الفصول وأن يتحاوروا وأن يحوِّلوا العرض المسرحي إلى مناسبة اجتماعية تساعدهم على تمتين علاقاتهم وصداقاتهم.

وبهذا الشكل بدأت المسرحية العربية منذ نشأتها، وظلت طويلاً على هذا الشكل.

ويكفي للتأكيد على ذلك أن مراد السباعي يذكر في كتابه (شيء من حياتي) أن عرض مسرحية (اللصوص) للكاتب الألماني شيلر في مدينة حمص في ثلاثينات القرن العشرين دام ثماني ساعات.

ألم تكن حفلات أم كلثوم الشهيرة تبدأ في الساعة العاشرة ليلاً وتنتهي في الساعة الثالثة صباحاً؟ لكن الحياة الاجتماعية في أوروبا مع بداية القرن التاسع عشر لم تعد تسمح بقضاء هذه السهرة الطويلة خاصة بعد تحول الحياة الاقتصادية إلى النظام الرأسمالي بمصانعه التي تقتضي الاستيقاظ المبكر حتى يذهب الناس إلى أعمالهم.

فأخذت المسرحية تقتصر على ثلاثة فصول بحيث أصبح العرض المسرحي (سهرة قصيرة).

ومثل ذلك حدث في المسرحية العربية منذ أواسط القرن العشرين.

فهي سهرة معقولة تشبه مدتُها مدةَ الفيلم السينمائي الذي يتراوح بين الساعتين والساعتين ونصف.

والفصول الثلاثة تحقق عناصر عرض الفصول الخمسة بحشد المثيرات الفنية دون إسراف.

وتحقق - كالمسرحية ذات الفصول الخمسة - علاقات اجتماعية بين الفصول.

ففي الاستراحتين يلتقي الناس على كأس من الشاي أو القهوة، ويتبادلون الأحاديث عن العرض المسرحي وغيره من شؤون الحياة.

وبذلك يتحول العرض المسرحي أيضاً إلى (لقاء اجتماعي).

وشيئاً فشيئاً تحول

/ 72