نص و تفاعل المتلقی فی الخطاب الادبی عند المعری دراسه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نص و تفاعل المتلقی فی الخطاب الادبی عند المعری دراسه - نسخه متنی

حمید سمیر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حميد سمير
النص وتفاعل المتلقي في الخطاب الأدبي
عند المعري
دراسة
منشورات اتحاد الكتاب العرب
[IMAGE: 0x08 graphic] دمشق - 2005
تقديم
يجمع كثير من مؤرخي الأدب العربي ونقاد
الشعر القديم على أن أبا العلاء المعري من
كبار الأدباء والشعراء الذين أنتجتهم
العبقرية العربية. فقد برز الرجل في كثير
من فنون الأدب وشارك مشاركة فعالة في
تطوير فن الشعر وفي تغذية النقد الأدبي
بآراء وأفكار جديدة: وأثرى اللغة العربية
بأساليب وعطاءات إبداعية مستمدة من
عبقريتها ومن أصالتها الفريدة.
ويعرف عنه كثير من الناس تشاؤمه واعتداده
بنفسه. أما تشاؤمه فيكشف عنه قوله المشهور:
هذا جناه أبي عليَّ/ وما جنيت على أحد.
والحق أن المعري لم ينصف، في بيته
المذكور، نفسه ولم ينصف أباه لأن أبا
العلاء، على المستوى الشخصي وعلى مستوى
الأبوة كان هدية كبيرة ونعمة من نعم الله
التي أنعم به الخالق سبحانه على الثقافة
العربية عامة وعلى الأدب العربي بوجه خاص.
ولم يكن أبداً جناية لا على أبيه ولا على
نفسه. ولا أدل على ذلك من عناية الناس به
وبأدبه عبر الحقب والعصور. فقد حظيت
شخصيته بوافر الاهتمام ودرس أدبه، بشقيه،
من جميع جوانبه وأحيط تراثه الإبداعي
والفكري بعناية خاصة لأنه شاعر كبير وأديب
بارع، ملأ الدنيا وشغل الناس، كما فعل
زميله وحبيبه المتنبي، قبله، وعقدت، من
أجل بحث ومدارسة أفكاره واجتهاداته،
ندوات عملية عربية ونظمت حلقات نقدية
للوقوف على إبداعاته وتقييم تراثه، منها
الندوة الكبيرة التي نظمها المجلس الأعلى
لرعاية الفنون والآداب والعلوم
الاجتماعية التابع لوزارة التعليم العالي
بسوريا الشقيقة وذلك في معرة النعمان،
أيام 24 ـ 25 ـ 26 ـ 27 /11/ 1997، والتي شارك فيها
عدد غفير من الباحثين والجامعيين والنقاد
العرب منهم الأستاذ الدكتور حميد سمير،
صاحب هذا الكتاب.
وعلى كثرة ما كتب عن المعري، قديماً
وحديثاً وعلى الرغم من المصنفات التي ألفت
حول أدبه وهي تعد بالعشرات ومن الدراسات
التي عالجت قضايا فنه الشعري ومختلف مسائل
تراثه النقدي والنثري، فإن أحداً، من
الباحثين والدارسين ـ في حدود علمي ـ لم
يتناول خطاب المعري الأدبي، بالجدة
والعمق الذين اتسم بهما كتاب حميد سمير.
أقول هذا، دون مبالغة ومن غير ما رغبة في
التزيد أو الإطراء. لقد خبرت الأستاذ
الدكتور حميد سمير على امتداد سنوات
واكتشفت فيه باحثاً متميزاً وقارئاً
ذكياً يستبطن دلالات النصوص ولا يكتفي
بالقراءة السطحية السريعة. وقد مكنته
معاشرته لأدب المعري من استيعاب كثير من
أفكاره ومن فهم أساليبه وأبعاد عباراته
وتلميحاته وإشاراته. وساعده على ذلك توسله
بالمناهج النقدية الحديثة التي أبان، من
خلالها، عنْ أصالة المعري وعمق إبداعه
الشعري الذي يشبه إلى حد كبير ـ مع الفارق
ـ شعر المتنبي الذي أعجب به أبو العلاء
وسماه "معجز أحمد".
إن نظرية التلقي التي قارب بها حميد سمير
أدب المعري منهج أثبت جدارته العلمية
وملاءمته التطبيقية لدراسة النصوص الفنية
المتميزة التي تنضح عبقرية وجدة وأصالة،
كما هو شأن نصوص المعري. وهي نظرية تعني ـ
كما يدل عليها اسمها ـ بالمتلقي قدر
عنايتها بالنص المقروء، المتلقى. وجذورها
ممتدة في الأدب العربي القديم ولكنها لم
تعرف بالتنظيم والاتساق والوضوح وغير ذلك
من السمات والخصائص التي عرفت بها في
المرحلة الراهنة، في الغرب ثم في أدبنا
المعاصر.
هذه النظرية /المنهج، هي التي أضاء بها
حميد سمير نصوص المعري الشعرية، من خلال
تركيزه على أصناف المتلقي الثلاثة: الخبير
والانفعالي والضمني، الكامنة في خطاب أبي
العلاء الأدبي. فالمتلقي ليس مفهوماً
مجرداً ولا مصطلحاً نظرياً أملته النظرية
بل هو محور رئيس ومقوم أساس من مقومات
العملية الإبداعية لدى شيخ المعرة. وهذا
الاكتشاف النقدي هو الذي يضفي على هذا
الكتاب جدته وطابعه الأكاديمي الجديد
الذي يساير فكر المعري المتجدد والأصيل.
إن الدكتور حميد سمير لم يأت بنظرية
ليسقطها على أدب المعري وإنما استقى
مفهومات التلقي من صلب شعر المعري ونثره
عبر قراءة متأنية لنصوصه الإبداعية
والنقدية، معاً.
لم يكن شيخ المعرة ـ كما كان يحلو
لأستاذنا الكبير، أمجد الطرابلسي، رحمه
الله، أن يلقبه ـ شاعراً فحسب، ولم يكن
ناثراً متمكناً من الصناعتين وكفى، بل كان
متلقياً ممتازاً يحسن قراءة النصوص
الأدبية والروائع الشعرية ويجيد تلقيها

/ 86