بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الناس يحملون إليهم هدايا بدل الأجور، وكان منهم من هو ـــــــــــــــ (1) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص381. (2) تاريخ العلم ج1 ص112 تأليف: جورج سارتون. (3) تاريخ العلم ج1 ص113 وراجع ص196/197 ودائرة معارف القرن العشرين لوجدي ج5 ص659/660. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ /صفحة 15/ موظف عند الحكومة تنقده أجره في كل شهر، وكان الناس يستشيرونه بدون أجر»(1). 2ـ الطب عند الكلدان، والبابليين، والأشوريين، والإسرائيليين: أما الكلدان فكان أطباؤهم من السحرة، وكان جل اهتمامهم موجهاً إلى معالجة المريض بالرقى، مع السماح له بتعاطي بعض الأعشاب، وكانت جميع الأمراض عندهم تعزى إلى الأرواح الشريرة. كما أن الأشوريين والبابليين كانوا يعتمدون في معالجاتهم على الرقى والعزائم بصورة عامة.. ويعتمدون ـ فيما عن البابليين على الوثائق التي وجدت في خزانة كتب الملك آشور بانيبال، وهي الآن في المتحف البريطاني، ويرجع حكم ذلك الملك إلى القرن السابع قبل الميلاد(2). وقد تقدم: أن كهنة بابل كانوا يضعون مرضاهم في الأزقة، ومعابر الطرق حتى إذا مرّ أحد كان قد أصيب بهذا المرض وشفي، أعلمهم بسبب شفائه، فيكتبون ذلك.. الخ. ويوجد في قانون حمورابي الأشوري، الذي حكم حوالي القرن العشرين قبل الميلاد مواد قانونية خاصة بالطب الجراحي(3). أما الإسرائيليون، فقد كان الطب عندهم بيد رجال الدين، وقد وجد في التلمود بعض ما يرتبط بالطب(4). ـــــــــــــــ (1) راجع: تاريخ العلم ج1 ص196، وراجع دائرة معارف القرن العشرين ج5 ص661. (2) راجع: تاريخ العلم ج1 ص196، وراجع دائرة معارف القرن العشرين ج5 ص661. (3) تاريخ العلم ج1 ص198/199. (4) دائرة معارف القرن العشرين ج5 ص661/662. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ /صفحة 16/ ولكن ليعلم: أن التلمود ليس له من القدم بحيث يعبر وجود ذلك فيه عن نبوغ خاص للإسرائيليين في علم الطب، بل هو قد وضع بعد أن قطع الطب شوطاً كبيراً في كثير من مجالاته. 3ـ الطب عند الهنود: وهو عندهم أيضاً يعتمد على السحر والرقى، وفي كتابهم المسمى «ريجفيدا» الذي يتحدث عن خصائص أعشاب كثيرة تجد دعوات تتلى لكثير من الأمراض. و«كان الطب عندهم بيد البراهمة، وقد عرف اليونانيون أيام مدنيتهم بأن الطب الهندي أرقى من طبهم، ولكنهم لم يفصلوا وجه هذا الرقى، فقد تكلم أبقراط كثيراً عن علاجاتهم، وكان تيوفراست يذكر أعشاباً طبية أخذها عنهم»(1). 4ـ الطب عند الصينيين: ويذكر وجدي أن الصينيين يزعمون: أنه كان لديهم حدائق لتربية النباتات الطبية قبل المسيح بثلاثة آلاف عام، وينسبون إلى الملك «هوانج تي» كتاباً في الطب ألفه ـ حوالي سنة 2600 قبل الميلاد، وهو باق عندهم إلى اليوم. وقد استفاد منهم الأوروبيون في معارفهم الطبية، ويقال: إن العالم «بوردو» قد أخذ مباحثه في النبض عن الكتب الصينية، والمادة الطبية، كانت أهم ما شغلهم ويعتبر كتابهم المسمى «بنتاو» كنز المادة الطبية وفيه [1100] مادة يسرد خصائصها العلاجية. ـــــــــــــــ (1) المصدر السابق ج5 ص662. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ /صفحة 17/ وصناعة الطب عندهم حرة يتعاطاها من شاء، وكانت مدارسهم الطبية في المدن إلى القرن العاشر كثيرة، ثم اختفت إلا مدرسة في العاصمة(1). 5ـ الطب عند اليونان، والرومان: لقد رأينا في الإلياذة لهوميروس إشارات إلى كثير من المعلومات الطبية ولاسيما الجراحية(2). وكان الطب موجوداً لدى اليونان قبل أبقراط، لأنه هو نفسه ينقل عن مؤلفات سابقة، ولكن أبقراط قد خلص هذا العلم مما علق به من الشعوذة والعقائد بالأرواح، ولم يقم أبقراط بما قام به إلا اعتماداً على الثروة الطبية الجيدة التي ورثها عن أسلافه(3). ويذكر وجدي أيضاً: أن الكتب التي سبقت أبقراط مفقودة، وليس لدينا أقدم من كتبه الآن، وكان الطب عندهم سحرياً يعتمد على الرقى والعزائم. ثم لما نبغ الفلاسفة أمثال أنكزيماندوا، وبارفيد، وهيراقليت وغيرهم تكلموا في الأهوية، والأغذية، والأمراض، وغير ذلك. ثم جاء فيثاغورس