بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
شدةً وكان مما يحرك شفتيه فقال ابن عباس فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما ، وقال سعيد أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما ، فحرك شفتيه فأنزل الله تعالى:{لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* قال جمعه لك في صدرك وتقرأه * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ } قال فاستمع له وأنصت{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } ثم إن علينا أن تقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه . 2- يقول ابن حجر ( ت852 هـ ) : (( وكان النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء الأمر إذا لقن القرآن نازع جبريل القراءة ولم يصبر حتى يتمها مسارعة إلى الحفظ لئلا ينفلت منه شيء ، قاله الحسن وغيره ، ووقع في رواية للترمذي (يحرك به لسانه يريد أن يحفظ ) ، وللنسائي ( يعجل بقراءته ليحفظه ) ولابن أبي حاتم ( يتلقى أوله ، ويحرك به شفتيه خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره ) ، وفي رواية الطبري عن الشعبي ( عجل يتكلم به من حبه إياه ) وكلا الأمرين مراد ، ولا تنافي بين محبته إياه والشدة التي تلحقه في ذلك ، فأمر بأن ينصت حتى يقضى إليه وحيه ، ووعد بأنه آمن من تفلته منه بالنسيان أو غيره ، ونحوه قوله تعالى :{وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ }[طه : 114 ] أي بالقراءة .)) 3- فهذه الآيات والأحاديث تؤكد أمراً هاماً ، وهو أن ليس للرسول صلى الله عليه وسلم من أمر هذا القرآن إلاَّ تبليغه للناس كما سمعه ، دون أي تغيير ، وهذا ما أشار إليه الحديث بدقة بقوله : ( فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه جبريل ) فقد تكفل الله عز وجل بحفظ آيات هذا الكتاب وجمعه وبيانه للناس ، إذاً ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ اتباع الوحي في تبليغ آيات التنزيل دون أي زيادة أو نقصان أو تغيير ، ثم تأتي مرحلة تلقي الصحابة لهذه الآيات بعدما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم ما أنزل إليه من ربه ، وقرأ القرآن الكريم على أصحابه ، فحفظه منهم من حفظ، وكتبه منهم من كتب ، قال أبو شامة ( ت 665هـ) : (( وحفظه في حياته جماعة من أصحابه، وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة ، أقلهم بالغون حد التواتر .)) 4- وكان من أشهر حُفَّاظ القرآن ومعلميه من الصحابة جماعة منهم بعد الخلفاء الراشدين : معاذ بن جبل وزيد بن ثابت ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأُبيّ بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، وأبو الدرداء ، وغيرهم . 5- يقول ابن الجزري ( ت 833هـ ) : (( ولما خص الله تعالى بحفظه من شاء من أهله أقام له أئمة ثقات تجردوا حرفاً حرفاً لم يهملوا منه حركة*لتصحيحه وبذلوا أنفسهم في إتقانه وتلقوه من النبي ولا سكوناً ولا إثباتاً ولا حذفاً ، ولا دخل عليهم في شيء منه شك ولا وهم وكان منهم .))*من حفظه كله ومنهم من حفظ أكثره ومنهم من حفظ بعضه كل ذلك في زمن النبي 6- إلى الرفيق الأعلى إلاَّ والقرآن مجموعاً ومكتوباً*وما أنتقل رسول الله ، وذلك لأنَّ القرآن كان*عند جمع من الصحابة، ولكن لم يجمع في مصحف منظم في حياته بين لوحين عقب معركة اليمامة حين استحر القتل*ينزل مفرقاً ، ثم جمع في عهد الصديق بالمسلمين ، ولاسيما حملة القرآن ، وتفاصيل هذه المرحلة من جمع القرآن معروفة مشهورة في كتب الحديث والتأريخ وعلوم القرآن .7- وهكذا تلقى الصحابة القرآن من بغاية الإتقان والضبط ، وكان النبي ? قد وجَّه بعضهم إلى البلدان*رسول الله ليعلموا الناس تلاوة القرآن وأحكام الدين ، 8- وظهر في قراءة الصحابة للقران تباين وأقرهم عليه ، بسب أن*في نطق بعض الكلمات ، يرجع ذلك إلى ما أباح لهم به رسول الله لم يجعل على عباده حرجاً في دينهم ولا ضيَّق عليهم فيما افترض عليهم ، إذ*الله كانت لغات من أنزل عليهم القرآن مختلفة ، ولسان كلِّ صاحب لغة لا يقدر على ردِّه إلى لغةٍ أخرى إلاَّ بعد تكلُّفٍ ومئونةٍ شديدة ، ولو أن كل فريق من هؤلاء أمر أن يزول عن لغته لاشتد ذلك عليه وعظمت المحنة فيه، فأراد الله برحمته ولطفه أن يجعل مُتسعاً في اللغات ومتصرفاً في الحركات ، فأمر رسوله بأن يقرىء كل قوم بلغتهم وما جرت عليه عاداتهم ، فقوم جرت عاداتهم بالهمز وقوم بالتخفيف وقوم بالفتح وقوم بالإمالة وهكذا الإعراب واختلافه في لغاتهم وغير ذلك . 9- فلاجل هذا أباح الله لنبيه أن ييسر على الناس ويقرئهم القرآن ما تيسر منه ، وهذا يدل عليه حديث أُبيّ* جبريل ، فقال : يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين*بن كعب أنه قال :لقي رسول الله منهم العجوز والشيخ والكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتاباً قط ، قال : يا محمد إنَّ القرآن أُنزل على سبعة أحرف . 10-، وفي رواية لمسلم أن جبريل أتى فقال : إنَّ الله يأمرك أن