بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وحدوده اللغوية، واختصاص اللسان العربي بالعلامة الإعرابية المتحكمة في المعنى والوظيفة. هذا وأبرز في المستوى الدلالي أهمية العناية بالسياق لفهم المعنى، ويمكن عدّ الوضوح أهمّ ركيزة تقوم عليها وجهة النظر الظاهرية في تفسير النصوص، ويختم الفصل بعرض شامل لمقومات الفلسفة اللغوية الخاصة بالعربية، ومساهمة ابن حزم في حل إشكالية المصطلح الفلسفي التي ظهرت مبكراً في الدرس اللساني العربي بخاصة والمعرفة الإسلامية بعامة، بالإضافة الى ابراز نظرته المتعلقة بالبلاغة والفصاحة وحدودهما في ضوء الأسس المعرفية التي تبنتها المدرسة الظاهرية الفصل الثاني النص بين البنية والتداول يتضمّن هذا الفصل حديثاً مركزاً عن الخصائص البنيوية والتداولية للنصوص، والتي أجملها ابن جزم في تحليله للدلالة اللسانية بين الحقيقة والمجاز، ومستعرضاً آراء المؤيدين للمجاز القرآني كمدخل للاعتراف به في اللغة والتخاطب وآراء الرافضين لوجوده في القرآن، ذلك أنّه شكل من أشكال الكذب والإيقاع في التوهم، وهذا مناف للشريعة المبْنِيَة في أعراف تخاطبها على الوضوح التّام، ويرتبط بهذا المحور تحليله لبنيتي الأمر والنهي ووظيفتهما التداولية في النص، وخصائص خطاب الإستثناء الذي يتحكم في تخريج الكثير من الأحكام النصية في المعاملات والعبادات. الفصل الثالث البيان عند ابن حزم بين التأصيل والإجراء يركز هذا المحور على صياغة نظرية حزمية في البيان مؤسسة على معايير الفهم الواضح والمنطق البرهاني الذي يستمد سلطته من بديهيات الحس والعقل، وفي هذا السياق يناقش ابن حزم مفهوم النبوّة ووظيفتها البيانية، كما تكشف هذه الدراسة عن المواقف المختلفة تجاه قضية الإعجاز التي تتأطر بالقضية المركزية المتمثلة في البيان والتي يختار منها ابن حزم موقفاً يبدو غريباً في جملته إلاّ أنّه ينسجم مع الأصول العامة لمذهبه الظاهري ألا وهو مذهب الصرفة، وفي إطار علاقة النص بالواقع تناقش الدراسة المسائل التالية: 1-ظاهرة النّسخ ووظيفتها النصية . 2-النّصوص بين التّعارض والتّكامل . 3-تعليل النّصوص. هذا وختمت الدراسة بخاتمة بأهم النتائج وقائمة بالمراجع وفهرس للموضوعات . وبعد فإن وراء هذا العمل قلباً معطاءً كان يبث فينا العزم فإليه نهدي هذا الجهد المتواضع . وبالله التوفيق العاشر من شهر إبريل 2004. المدخل ابن حزم و مدرسته في الغرب الاسلامي توطئة : يقع اهتمامنا في هذا المدخل في سياق استنطاق جميع العوامل التي أسهمت في تكوين مدرسة ابن حزم الظاهرية في الأندلس، لها أصولها، وأهدافها، ومنهجها، ووسائلها المبتكرة. وقد كانت حياة الرجل وليدة لحظة تاريخية حاسمة مرّت بها الحضارة الإسلامية في الأندلس ؛ إنها مرحلة انفراط عقد الحكم الأموي وبداية ظهور عصر الإمارات، وقد ظهر لنا من خلال تتبعنا لمسار حياته وطريقة تعلمه، والأحداث التي شارك فيها أن هذا لم يكن بعيداً عما قدمه من تصورات تمثل مشروعه الثقافي البديل، بل يمكن القول إن حياته بخصوصياتها كانت عنصراً أساسياً في صياغة الأطروحة الحزمية، التي وجدت لها امتدادا على الصعيدين العلمي والسياسي. ولما لم يكن هدفنا الترجمة لحياته فإننا اقتصرنا على بعض الجوانب نعدها وسيلة عبور منهجي للوصول إلى غاية هذه الدراسة الهادفة إلى الكشف عن أصول التفكير الظاهري وتطبيقاته على المنظومة القانونية الإسلامية في مختلف مستوياتها، مع التركيز على المبدأ البياني واللغوي الذي يؤطر فهم النصوص وتفعيلها في الحياة العامة. المولــد والنشأة ولد ابن حزم في قرطبة في السابع من تشرين الثاني سنة 994 م الموافق لآخر رمضان من سنة 384 هـ، بالجانب الشرقي من المدينة في ربض منية المغيرة المسماة حالياً " سان لورترو "، بعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس آخر ليلة الأربعاء. وفي هذا المكان، تقوم اليوم كنيسة سان لورترو محل قصر " منية المغيرة "، الذي نشأ فيه أبو محمد وترعرع، وتمثاله الذي نحته الفنان " أماديو أولموس "نصب في ذات الطريق الذي كان يسلكها للوصول إلى المسجد الجامع للتعلم، ثم لإلقاء الدروس ^(^^) . وقد نشأ في بيت علم وجاه، فهو سليل فتية علم وأدب وثنية مجد وحسب - كما وصفه الفتح بن خاقان (ت 535) - ثم هو رجل سياسة، عرك الحياة واكتوى بنار الفتنة في عصره، مما