نزوع الأسطوری فی الروایة العربیة المعاصرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نزوع الأسطوری فی الروایة العربیة المعاصرة - نسخه متنی

نضال الصالح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المضيء من التاريخ العربي، وإلى إعادة
إحياء الأشكال السردية العربية القديمة،
وأساليبها الفنّية.

وإذا كان معظم كتّاب
هذه الرواية قد عني باستنهاض سير العظماء
من القادة في التاريخ العربيّ، فإنّ
المنجَز الروائي لهذه السير غالباً ما كان
يضفي على أولئك القادة صفات مفارقة للصفات
الإنسانية، وتبدو خاصة بأبطال الملاحم
والأساطير.

الأمر الذي يمكن تبيّنه في
أعمال الروائي السوري معروف الأرناؤوط
التاريخية، على سبيل المثال، التي تحفل
بنماذج "تكاد تكون غير إنسانية، إن لم نقل
من أفـق أعلى من الأفق الإنساني.

.

أفق
أسطوريّ، أفق أنصاف الآلهة الإغريق"^(20).

وعلى الرّغم من أنّ هذه السمة المميّزة
للرواية التاريخية لا تعني نزوعاً
أسطوريّاً فيها، فإنّها، في الوقت نفسه،
تومئ إلى تأثّر كتّاب هذا النوع من
الروايات بأحد أهمّ منطلقات الاتجاه
الكلاسيكي، أي عبادة الفرد بوصفه صانعاً
للتاريخ، بما يمتلكه من قوى أسطوريّة
تجعله مفارقاً لما تمتلكه الجماعة
البشرية، بل لما يجاوز طاقات البشر
وقدراتهم.

وما لبث هذا الاتجاه أن تراجع، بسبب عوامل
عدّة، مفسحاً المجال لظهور الاتجاه
الرومانسي الذي وطّد حضورَه العربيّ عددٌ
من التجمّعات الأدبية، أمثال: "جماعة
الديوان"، و"جماعة أبولو"، و"عصبة العشرة".

وعلى الرّغم من أنّ تأثير هذه التجمّعات
بدا خاصاً بالتجربة الشعرية العربية، فقد
امتدّ هذا التأثير إلى مختلف الأجناس
الأدبية العربية الأخرى، ولاسيّما مع
النصف الثاني من الأربعينيات التي شهدت ما
يمكن وصفه بهيمنة للاتجاه الرومانسي على
مجمل النتاج الروائي العربي آنذاك، وما
بدا أنه إرهاصات للنزوع الأسطوريّ في هذا
النتاج.

وسرعان ما عبّر ذلك التأثير عن
حضوره مع مطلع الخمسينيات، إذ "انفتحت
أبواب الأدب العربي لمختلف أنواع
المؤثرات.

.

ومن ثمّ اقتباس الأساليب
الفنية من الآداب الأوروبية والأمريكية
وملاءمتها، بدرجات متفاوتة من النجاح، من
أجل استيعاب الموضوعات المحلّية"^(21).

وبدا من الطبيعي، آنذاك، أن تتنازع تلك
الأساليب، أو الاتجاهات، معظم الكتّاب
العرب، التي كان "في مقدّمتها:
الميثولوجيا الإغريقية، والأدب
الرومانتي الأوروبي، والرمزية
الفرنسية.

.

"^(22).

وإذا كان معظم الروائيين
العرب، ولاسيّما أبناء مصر، قد "تأثّروا
بأدباء رومانسيين بأعينهم، أكثر من
تأثرهم بالقواعد العامة للمذهب
الرومانسي"^(23)، فإنّ هذه السمة لا تبدو
وقفاً على الاتجاه الرومانسي وحده، بل
إنها تمتدّ لتشمل مختلف الاتجاهات الفنية
الأخرى.

وقد تجلّى تأثير تلك الاتجاهات،
وما يتفرّع داخلها من تقنيات، بوضوح تام،
ولاسيّما الواقعيّة السحرية، مع بداية
عقد الثمانينيات.

فكثير من الأعمال
الروائية الصادرة في ذلك العقد، ليس
المصرية فحسب، يبدو"تأثرها بإنجازات
الرواية الغربية، واستفادتها من مغامرات
أصحابها"^(24) الجمالية، من غير أن يعني ذلك
شغفاً بإنجازات الآخر^(25)، بل تعبيراً عن
استجابة الروائي العربيّ لتحوّلات المشهد
الروائي العالمي، وعن رغبته في بناء معمار
روائي يتضمّن في داخله سلسلة من الدعوات
التي تحرّض متلقّيه على بنائه من جديد، أي
في بناء "نصّ قابل للكتابة"، بتعبير
"بارت"^(26).

ويمكن تلمّس تأثير تلك الاتجاهات في
مصادر النزوع الأسطوريّ في الأعمال
الروائية العربية المبكّرة التي أرهصت
بهذا النزوع، ومن تلك الأعمال، على سبيل
المثال، رواية توفيق الحكيم "عودة الروح"،
التي تمثّل شخصية "سنية" فيها "قمّة
الإحساس الرومانسي المثالي بالوطن
المعبود والتغنّي بصفاته الخالدة"^(27).

ويتبدّى الاتجاه الرمزي في روايتي عيسى
الناعوري وأنور قصيباتي: "مارس يحرق
معدّاته"، و"نرسيس"، اللتين أفادتا "من
عنصر الأسطورة في تأكيد قضايا أخلاقية
فلسفية جمالية مع اختلاف في وضوح الرمز
وبساطته، أو عمقه وتعقيده"^(28).

وتُعدّ
الواقعية السحرية، التي تزاوج بين
الواقعيّ والأسطوريّ عادةً، السمة
الجمالية التي طبعت، وما تزال، معظم أشكال
التجريب في المشهد الروائي العربيّ
المعاصر، صادحة بما هو أسطوريّ أحياناً،
وبما له أكثر من صلة بهذا الأسطوريّ
أحياناً ثانية.


ب - الترجمـــــــة:
يُعدّ عصر النهضة العربية "عصر تكوين
للفكر العربيّ الحديث الذي يدين بالكثير
للترجمة، لأنّ النهضة كانت، بمعنى من
المعاني، حركة ترجمة أملاها وعي
المتنوّرين العرب بالتخلّف عن أوروبا
فاتخذت شكلاً مباشراً من خلال ترجمة

/ 123