نزوع الأسطوری فی الروایة العربیة المعاصرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نزوع الأسطوری فی الروایة العربیة المعاصرة - نسخه متنی

نضال الصالح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المؤلفات الأوروبية"^(29).

ولم يكن هدف هؤلاء
المتنوّرين التعريف بالأدب الأوروبي
والأدباء الأوروبيين، بل تحقيق غايات
تنويرية تتمثّل في "الإصلاح الاجتماعي
والسياسي الذي يمكّن العرب من بعث أمجادهم
الماضية وإحياء قدراتهم السياسية
والاقتصادية والثقافية"^(30).

وقد مارست ترجمات أولئك المتنوّرين، كما
في ترجمة رفاعة الطهطاوي لرواية الفرنسي
"فرانسوا فينيلون"(François Finillon): "وقائع
الأفلاك في مغامرات تليماك"، دوراً بارزاً
في المحاولات الأولى للنزوع الأسطوريّ في
الرواية العربية، وما لبثت تلك الترجمات
أن تتابعت لتشكّل رافداً من أهمّ الروافد
المؤثّرة في تحوّلات هذه الرواية، ومنها،
على سبيل المثال، ترجمة سليمان البستاني
لملحمة "الإلياذة" 1904، وترجمات أعمال
الروسي "أنطون تشيخوف" الغنيّة بالأصداء
والإشارات الميثولوجية^(31)، وترجمات أعمال
الإنكليزي "إليوت" الإبداعية والنقدية،
الممتلئة هي الأخرى بالأساطير والإشارات
الأسطوريّة.

ويبدو عقد السبعينيات أكثر عقود التجربة
الروائية العربية بروزاً فيما يتّصل
بالدور الذي مارسته الترجمة في المشهد
الروائي العربي، ولاسيّما عندما أخذت
ترجمات الرواية الأمريكية اللاتينية
بالتتابع، التي أسهمت، وسواها من ترجمات
روائية من آداب الشعوب الأخرى، وبما
تضمّنته من إلحاح على المحلّي والشعبي
والأسطوريّ ومن تخييل خلاق يُداخل بين ما
هو واقعيّ وما هو فوق واقعيّ، في صوغٍ فنّي
جديد للرواية العربية، وفي تمكينها من
التحليق في فضاءات جديدة، وإلى حد دفع أحد
المشتغلين بنقد الرواية إلى القول،
بحماسة واضحة، إنّ الرواية الأمريكية
اللاتينية أسهمت "بسهم كبير في هدي
الرواية العربية وإرشادها إلى سواء
السبيل"^(32).

وغير بعيد عن الذاكرة فيض الترجمات
المسرحية التي تجلّت عبر سلاسل: "روائع
المسرح العالمي"، و"روائع المسرحيات
العالمية"، و"مسرحيات عالمية" المصرية،
و"المسرح العالمي" الكويتية، و"روائع
الأدب الكلاسيكي الفرنسي" اللبنانية /
المصرية، وسوى ذلك من سلاسل مسرحية، ثمّ
فيض الترجمات الفردية، كما في جهود جبرا
إبراهيم جبرا، وعبد الرحمن بدوي، التي كان
لها جميعاً دورها المؤثّر في تعرّف
المبدعين العرب إلى الأساطير الغربية،
وإلى تعزيز تلك المكانة التي أخذت
الأسطورة تحوزها في معظم أجناس الأدب
العربي الحديث.

ولا يتحدّد تأثير الترجمة في نزوع
الروائيين العرب إلى استلهام الأساطير،
ونزوع سواهم من المبدعين في المجالات
الأدبية الأخرى، بما تُرجم من أساطير
اليونان والرومان وغيرهما من الشعوب إلى
العربية، ثمّ بما تُرجم من إبداعات شعرية
وروائية ومسرحية فحسب، بل يمتد ليشمل ما
تُرجم أيضاً من دراسات في حقل الأسطورة
والفكر الأسطوريّ، وفي النقد الأدبي،
وسواهما من مجالات المعرفة الإنسانية،
ويمكن أن أمثّل لذلك بما أفادته "الرواية
العربية من ترجمات وقراءات لتنظيرات جيمس
فريزر في تاريخ الأديان وتطوير الأساطير
والعقائد البدائية"^(33)، الذي يُعدّ كتابه
"الغصن الذهبي، دراسة في السحر والدين":
"مصدراً يكاد لا ينضب للأساطير والرموز
المركزية في أدب القرن العشرين"^(34).


تقدّم النصوص الروائية التي تشكّل مصادر
هذه الدراسة ثلاثة أشكال لتجلّي الترجمة
في الأدب العربي الحديث: يتعلّق الأول
بالتقنيات الفنية المستخدمة في هذه
النصوص، والمعبّرة، في أغلبها الأعمّ، عن
تمثّل الروائيين لإنجازات الآخر، كتقنية
تعدّد الأصوات، وتيّار الوعي، والوصف،
ونمذجة الشخصيات.

.

، ويتجلّى الثاني من
خلال ما يتردّد في تلك النصوص من أساطير
الشعوب الأخرى، وعبر شكلين لهذا التردّد:
ما يبدو أسطورة مركزية ينهض بها النص
الروائي، وعليها، وأساطير جزئية تتتابع،
بين موقع وآخر في هذا النصّ أو ذاك، معزّزة
دلالة، أو دلالات، تلك الأسطورة ثانياً.

أمّا المستوى الثالث، فيتجلّى من خلال ما
تمتلئ به تلك النصوص من إحالات دالّة على
سعة المخزون المعرفيّ لدى الروائيين
بمنجزات ذلك الآخر على المستوى الثقافي،
أعني ما يتناسل داخل تلك النصوص من إشارات
إلى أعلام أسطوريّين، وأسماء فلاسفة،
وشعراء، وأدباء، ينتمي جميعهم إلى الغرب،
الأوروبي خاصة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ ثمّة مسوّغين
موضوعيين، كما يبدو، لامتلاء هذه النصوص
بما يعبّر عن المستوى الثالث: يعكس الأول،
كما أشرت إلى ذلك آنفاً، سعة المخزون
المعرفيّ لدى الروائيين بتلك الترجمات،
وفي أكثر من حقل من حقول المعرفة
الإنسانية، ثمّ إتقان عدد منهم للغة

/ 123