نزوع الأسطوری فی الروایة العربیة المعاصرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نزوع الأسطوری فی الروایة العربیة المعاصرة - نسخه متنی

نضال الصالح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أجنبية أو أكثر، كالروائييْن: جبرا
إبراهيم جبرا، وإدوار الخرّاط، ويتجلّى
الثاني من خلال انتماء عدد من الشخصيات
الرئيسية إلى طبقة المثقّفين، إذا جاز
التعبير، وإلى مفهوم النخب الثقافية
أحياناً، كرمزي صفدي في رواية حليم بركات:
"عودة الطائر إلى البحر"، ووليد مسعود في
رواية جبرا إبراهيم جبرا: "البحث عن وليد
مسعود"، وأعضاء خشخاشة الأنس (آدم،
والرسّام، والشاعر، والمعلّم، والمدير)،
والأسدي، والمهندسة ليلى، في رواية وليد
إخلاصي: "الحنظل الأليف"، وميخائيل ورامة
في رواية إدوار الخراط "رامة والتنين".


2 - المؤثـرات الثقافيــة العربيّــة:
أ - المؤثــرات التراثيـــة:
ترتدّ محاولات استعادة التراث السردي
العربي، أو الالتفات إلى بعض علاماته، إلى
نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن
العشرين، أي إلى بداية ظهور الاتجاه
الكلاسيكي في الأدب العربيّ الحديث.

وتُعدّ ترجمات المنوّرين العرب، التي
غالباً ما كانت تتزيّا بالأساليب العربية
التراثية، رغبةً في تجذير خطابها في الوعي
الجمعيّ العربيّ آنذاك، وتعبيراً عن عمق
ارتباط هؤلاء المنوّرين بتراث أمّتهم
الثقافي، أولى تلك المحاولات.

كما في
محاولة رفاعة الطهطاوي الذي لم يكتفِ
بتحوير عنوان رواية الفرنسي "فينيلون": "Les
Aventures De Telemaque" وتعريبه له مستخدماً أسلوب
السجع: "وقائع الأفلاك في مغامرات تليماك"،
بل ملأ الرواية بقصص عدّة من "ألف ليلة
وليلة" ومن الأمثال والحكم الشعبية
العربية، ووفق حامل جماليّ بنائي ينهج
أساليب المقامات.

وإذا كانت هذه المحاولات قد أفصحت عن
نفسها بقوّة في الأعمال الروائية
الموضوعية، كما في "حديث عيسى بن هشام" 1905،
لمحمّد المويلحي، و"ليالي سطيح" 1906، لحافظ
إبراهيم، فإنّ وطأة تقليد النموذج
الروائي الغربيّ، التي أثقلت كاهل
التجربة الروائية العربية مع بداية النصف
الثاني من القرن العشرين، وجعلت هذه
التجربة تعاني نوعاً من "الاستغراب"، أي
الانبهار التامّ بإنجازات الآخر،
والإحساس بالدونية أمامه، ووسمتها في
الوقت نفسه بشيء من الهجانة، دفعت
الروائيين العرب، من جديد، إلى الغوص على
ذلك التراث، وإلى "البحث عن شكل روائي
أصيل، يساير طبيعة تراثنا الماضي، ويعبّر
عن واقعنا الحاضر"^(35)، ويضفي، قليلاً أو
كثيراً، من الأصالة على تلك التجربة التي
دلّت، عبر نتاجها الصادر في الثلث الأخير
من القرن العشرين على أنّ ثمّة "وعياً
متزايداً وتآلفاً أكبر مع تقاليد النثر
الكلاسيكي العربي"^(36) الذي سبقت الرواية
في الغرب إلى استلهامه.

ولم يكن هذا الوعي معنياً باستلهام ما
تضمّنه التراث من نصوص سردية، على النحو
الذي تمثّله رواية جمال الغيطاني: "الزيني
بركات" 1974، التي تتناصّ في أكثر من مستوى
منها مع "بدائع الزهور في وقائع الدهور"
لابن إياس، بل تجاوزه إلى إعادة "إحياء
الأساليب اللغوية القديمة المعبّرة عن
روح العصر بكلام الأوائل"، كما في رواية
محمود المسعدي: "حدّث أبو هريرة قال" 1973،
وإلى إعادة إحياء الأنماط السردية
القديمة، كما في "خطط الغيطاني" 1981 التي
استلهمت خطط المقريزي، و"رحلة ابن فطومة"
1983، لنجيب محفوظ، التي استلهمت المنطق
السردي لرحلة ابن بطّوطة، وسواهما.

وغير
خافٍ أنّ حكايات ألف ليلة وليلة تُعدّ
النبع الأساس الذي نهل منه كثير من
الروائيين العرب في هذا المجال، كما في
"ألف ليلة وليلتان" 1977 لهاني الراهب،
و"ليال عربية" 1980 لخيري الذهبي، و"ليالي
ألف ليلة" 1982 لنجيب محفوظ.

ولعلّه من المهمّ الإشارة، هنا، إلى أنّ
بعضاً من الروائيين العرب لم يكتفِ بإبداع
نصوص روائية لها أكثر من صلة مع التراث، بل
تجاوز ذلك إلى كتابات نظرية مهمومة
بالدعوة إلى الحفر في هذا التراث وإلى
إعادة اكتشافه وإلى استثماره على نحو يؤصل
لكتابة روائية عربية لها هوّيتها الخاصة.

ومن ذلك الإنجاز، على سبيل المثال، كتاب
الروائي التونسي عزّ الدين المدني: "الأدب
التجريبي" الذي يمكن عدّه بياناً يدعو
الروائيين العرب إلى مواجهة حالات
الاستلاب الثقافي وهيمنة التقاليد
الثقافية الغربية، وإلى ابتكار البدائل
العربية المناسبة، من خلال استعادة ما في
التراث السردي العربي من تقاليد حكائية
دالّة على انتمائها إلى جذرها العربيّ.

ولعلّه من المهمّ أيضاً الإشارة إلى أنّ
أكثر الأساطير التي استلهمها الروائيون
العرب ينتمي إلى ما يمكن تسميته بالأساطير
أو بالرموز الأسطوريّة المشرقية /
المتوسطية، المتجذّرة عميقاً في تاريخ
المنطقة العربية، كالأساطير البابلية،
والآشورية، والسومرية، والفينيقية،

/ 123