نزوع الأسطوری فی الروایة العربیة المعاصرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نزوع الأسطوری فی الروایة العربیة المعاصرة - نسخه متنی

نضال الصالح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

والفرعونية، وممّا يشير إلى عمق ارتباط
هؤلاء الروائيين بميراث الجغرافية
الثقافية العربية.

ويمكن أن أمثّل لذلك
برواية خضير عبد الأمير "ليس ثمّة أمل
لكلكامش^(37)"، التي تستلهم الرمز الأسطوريّ
"جلجامش" في الملحمة الرافدية "هو الذي
رأى"، ورواية "ممرّات الصمت" التي تستلهم
أسطورة عشتار وتموز، وبما تحفل به رواية
"رامة والتنين" من إشارات كثيرة إلى أساطير
المنطقة، وبما تتضمّنه رواية "البحث عن
وليد مسعود" ممّا يحيل إلى الإشارات نفسها.


ترتهن مصادر النزوع الأسطوريّ لمظهر من
مظاهر استلهام الرواية العربية للتراث
السردي العربي، أي: استدعاء نصوص من هذا
التراث، وبثّها بين تضاعيف السرد، دونما
محاكاة لأنماط السرد التراثية أو لتقاليد
السرد التراثي.

وعلى الرّغم من أنّ هذا
المظهر لا يكفي وحده للقول إنّ ثمّة
مؤثرات ثقافية عربية في هذه المصادر،
ولاسيّما فيما يتّصل بنزوعها إلى ما هو
أسطوريّ، فإنّه، في الوقت نفسه، يقدّم
أكثر من دلالة على إسهام كتّاب هذه
المصادر في الإجابة عن أسئلة الأصالة
والمعاصرة من جهة، وعلى عمق وعيهم بما
يتضمّنه ذلك التراث من إشارات تخصّب القول
الروائي في الراهن، وتعمّقه، وتزيده غنى
دلالياً، وتُشرعه على مستويات متعدّدة من
التأويل من جهة ثانية، وعلى نحو يؤكّد
الأطروحة القائلة إنّ "الخطاب الروائي
الحديث.

.

وريث كلّ.

.

الظواهر الحكائية
السابقة، بل هو استمرار خلاّق لكثير من
سماتها وقيمها التعبيرية"^(38).


ب - المؤثــرات المعاصــرة:
لا تتحدّد فعاليات الاستدعاء، أو
التضمين، أو التحويل أحياناً، التي
تنجزها مصادر النزوع الأسطوريّ حيال
التراث، بما له صلة بهذا الأخير وحده، بل
تمتدّ لتشمل ما يُصطلح عليه بـ"التفاعل
النصّي الداخلي" أيضاً، أي التفاعل القائم
بين نصّ الكاتب ونصوص غيره من الكتّاب
المعاصرين له^(39)، سواء كانت نصوصاً شعرية،
أو سردية، أو سوى ذلك.

وغالباً ما يتجلّى هذا التفاعل من خلال
جنسين أدبيين عربيين حديثين سبقا الجنس
الروائي إلى استلهام الأساطير، هما:
الكتابة المسرحية، والشعر.

بمعنى أنّ
النزوع الأسطوريّ في الرواية العربية
المعاصرة لم يكن محاكاة لإنجازات الغرب
الجمالية، أو جزءاً من المؤثرات الثقافية
الأجنبية فحسب، بل امتداداً أو استكمالاً
لمسيرة الإبداعيْن المسرحي والشعري
العربيين أيضاً.

لقد سبقت الكتابة المسرحية غيرها من
الأجناس الأدبية العربية الحديثة إلى
الاغتراف من محيط الأسطورة، ففي وقت مبكّر
نسبياً من نشأة هذه الكتابة في الأدب
العربي الحديث كان المسرحيون العرب
"يلجأون.

.

إلى اختيار.

.

أساطير الآداب
القديمة.

.

ويحاولون تفسيرها تفسيراً
جديداً على ضوء أفكارهم الحديثة"^(40)، إذ
أصدر توفيق الحكيم، على سبيل المثال، فيما
بين عامي 1932 و1942، خمسة نصوص مسرحية يستمدّ
جميعها متونه الحكائية الخام من عدد من
أساطير الشرق والغرب، هي: "أهل الكهف"،
و"شهرزاد"، و"براكسا"، و"نشيد الإنشاد"،
و"بيجماليون"^(41).

وبتتبّع حركة التأليف
المسرحي في سورية، على سبيل المثال أيضاً،
خلال المرحلة الممتدة ما بين عامي 1942 و1967
يخلص المرء إلى أن ثمّة نزوعاً واضحاً لدى
معظم كتّاب المسرح آنذاك إلى الأسطورة، إذ
شهدت تلك المرحلة صدور "ثماني عشرة مسرحية.

.

اتخذت من الأساطير مصدراً لها.

.

تمثّل سدس
ما نُشر من مسرحيات"^(42) فيما بين العامين
المشار إليهما آنفاً.

وما لبث الشعر
العربيّ أن وجد في الأسطورة معيناً ثرّاً
من الدلالات، فقدّم، عبر أعلام الحداثة
الشعرية أمثال: بدر شاكر السياب، وعبد
الوهاب البياتي وصلاح عبد الصبور وأدونيس
(علي أحمد سعيد) وخليل حاوي، فيضاً من
النصوص التي شكّلت الأساطير والرموز
الأسطوريّة أحد أهمّ الحوامل الجمالية
فيها، كأساطير الإغريق والبابليين
والفينيقيين، وكأسماء "سيزيف وبروميثوس
وأورفيس وأوديب وهرقل من التراث
الأسطوريّ الإغريقي، وتموز وعشتار
وأدونيس وأنكيدو من التراث الفينيقي
والبابلي"^(43).

ويمكن تجلية تأثير هذين الجنسين في نزوع
الرواية العربية المعاصرة إلى الأسطورة
من خلال ما يمكن عدّه سمات مشتركة بين
مرجعيات، أو (عوامل) بتعبير د.

علي عشري
زايد، عودة الشعراء العرب إلى الأساطير،
أو استلهامهم لها، ومرجعيّات النزوع
الأسطوريّ في هذه الرواية، ثمّ بين كيفيات
استلهام هذه الأجناس جميعها للأسطورة
وشواغل هذا الاستلهام بآن.

فلئن كانت
الغاية الرئيسية من عودة المسرح والشعر
العربيين إلى التراث نفعية تماماً، تسعى

/ 123