نزوع الأسطوری فی الروایة العربیة المعاصرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نزوع الأسطوری فی الروایة العربیة المعاصرة - نسخه متنی

نضال الصالح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لتعريتها، أو للكشف عن مرجعيات الاستبداد
المهيمنة، ولتقديم البدائل المناسبة
للواقع السياسي العربي، المعبَّر عنها
على نحو جهير في عدد من تلك المصادر
أحياناً، وعلى نحو مضمَر في مصادر أخرى
أحياناً ثانية، وإلى حد تبدو هذه المصادر
معه، وفي الحالين معاً، شديدة الصلة
بأطروحة "ملفيل" القائلة إن "العملية
الإبداعية.

.

في جوهرها ليست فعل تعبير.

.

بل
فعل مقاومة"^(8) أيضاً.

ولعلّه من المهمّ الإشارة هنا إلى أنّ
هزيمة حزيران 1967 لم تكن باعثاً على زيادة
كمّ النتاج الروائي العربي فحسب، بل
باعثاً أيضاً على تطوير هذا النتاج لأشكال
غوصه على الواقع حوله من جهة، ومقاربته
الجمالية له من جهة ثانية، إذ دفعت
الهزيمة الروائيين العرب إلى البحث في
منظومة الوعي السياسي التي أفضت إلى
الهزيمة، ثمّ ما يتّصل بهذه المنظومة من
قيم على المستويين الاجتماعي والاقتصادي،
ثم إلى البحث عن وسائل تعبير جديدة تمكّنهم
من النفاذ إلى الجوهريّ في الواقع، ومن
مقاربة آليات الفعل السياسي العربي دونما
ارتطام مباشر بأدواته وأجهزته القمعية^(9).

وإذا كان "من الطبيعي أن ينصبّ الاهتمام
الأول للرواية العربية بعد الهزيمة على
البحث عن الأسباب التي أدّت إليها ومن ثمّ
استيعاب الدروس التي أثارتها الهزيمة"^(10)،
فقد كان من الطبيعي أيضاً أن تتلازم أسئلة
التراث والمعاصرة وأسئلة العلاقة مع
الغرب المتفوّق حضارياً والمقنَّع بأقنعة
استعمارية جديدة بآن مع أسئلة الهزيمة
التي أنتجت معاً حراكاً ثقافياً عربياً
عنيَ بالعودة إلى الجذور لاستلهام التراث
بأشكاله كافة، لا الشكل الشعبي وحده كما
رأى عبد الرحمن بسيسو^(11^).

ولعلّ من أهمّ ما
ميّز هذه الظاهرة هو استنهاضها، بسبب
الإحباط الذي أنتجته الهزيمة في الذات
العربية، لشخصيات من التاريخ، مثّلت، في
مجموعها وعبر مصادرها المختلفة، تجسيداً
للبطولة القادرة على تحرير هذه الذات من
ربقة الإحساس المدمّر بفجائعية تلك
الهزيمة.

وكان من أحد تجليات هذا
الاستنهاض بروز شخصية المخلّص بوصفها
رمزاً أسطوريّاً معبّراً عن تطلّعات
الجماعة المقهورة وأحلامها، والباحثة عن
قوّة تبعثها من رمادها، وتستعيد لها
إمكاناتها المضيَّعة.

ومن اللافت للنظر تجلّي ذلك كلّه في مصادر
الدراسة على نحو يكاد يستأثر بمعظم متون
هذه المصادر، إذ يشكّل تفكيك بنى السلطات
السياسية وآليات وعيها السياسي، وتعرية
الاستبداد وهجائه وتقديم البدائل
المناسبة له، أبرز شواغل هذه المصادر
جميعها.

ومن أكثر السمات المميّزة لهذا
التجلّي حفاوة الروائيين ببدائل
الاستبداد أكثر من حفاوتهم بتعريته
وهجائه واستجلاء مرجعياته.

ومسوّغ ذلك،
كما يبدو، الإمكانات الكثيرة التي
يوفّرها الجنس الروائي، بوصفه فنّاً
مشاكساً للواقع، وليس مشاكلاً له، ويتيح
قول ما لا يمكن قوله بوضوح، ثمّ رغبة هؤلاء
الروائيين في أن تتجاوز نصوصهم الروائية
وظيفتها في رصد الواقع العربي والكشف عن
معوّقات تقدّمه الحضاري، أي تملّكه
معرفياً، إلى أداء وظيفة تنويرية، لا تعين
المتلقّي على وعي هذا الواقع فحسب، بل
تدفعه إلى تغييره أيضاً.


1 - الســـلطة السياســــية:
تحوّل "الصدام الميثولوجي للإنسان، من
صدام مع سلطة غيبية تكمن قوّتها في
تواريها القدسي، إلى صدام مع منظومة من
السلطات المؤسساتية"^(12)، وعلى رأسها
السلطات السياسية، وقد دأب الأدب، منذ أن
استنفد الإنسان الوسائل التي تكفل له حرية
التعبير، على تعرية هذه السلطات، وعلى قضّ
مضاجعها أحياناً، وعلى هجاء ممارساتها
الاستبدادية، بوسائله الجمالية الخاصة.

وتتبدّى هذه السمة المميّزة لعمل
الأسطورة في الأدب بعامة، وفي مصادر
الدراسة خاصة، بوصفها أحد أهمّ شواغل
الكتابة الإبداعية، وربّما بوصفها أحد
أهم مسوّغات هذه الكتابة، ليس لأنها تشكّل
الهاجس الأساس لدى معظم الشخصيات الرئيسية
فحسب، بل لأن معظم هذه المصادر نفسه يُعنى
بالحديث عن أكثر المفاصل حساسية في
التاريخ العربيّ الحديث، وفي أكثر من موقع
من الجغرافية السياسية العربية.

وبعامة، فإنّه يمكن التمييز بين مظهرين
رئيسيين للتعبير عن ذلك: ما يتّصل ببنى
السلطات السياسية، ثمّ ما يعبّر عن آليات
الوعي السياسي لدى تلك السلطات.

وبعامة،
أيضاً، فإنّ ثمّة تفاوتاً واضحاً بين
مكانة أحد هذين المظهرين أو كليهما في نصّ
ما ومكانة مثيله أو مثيليهما في سواه،
وغالباً ما يبدو هذا التفاوت مرتبطاً
بموقع الشاغل السياسي من خطاب النصّ
أحياناً، وبموقعه من هواجس الشخصية أو
الشخصيات الرئيسية في هذا النصّ أحياناً

/ 123