مقتضب فی اللغة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتضب فی اللغة - جلد 1

المبرد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وهو رفع. وذلك قولك: قام عبد الله، وجلس
زيدٌ.
وإنما كان الفاعل رفعاً لأنه هو والفعل
جملةٌ يحسن عليها السكوت، وتجب بها
الفائدة للمخاطب. فالفاعل، والفعل بمنزلة
الابتداء، والخبر إذا قلت: قام زيد فهو
بمنزلة قولك: القائم زيد. والمفعول به نصب
إذا ذكرت من فعل به. وذلك لأنه تعدى إليه
فعل الفاعل. وإنما كان الفاعل رفعاً
والمفعول به نصباً، ليعرف الفاعل من
المفعول به، مع العلة الذي ذكرت لك. فإن
قال قائل: أنت إذا قلت: قام زيد، فليس ههنا
مفعول يجب أن تفصل بينه وبين هذا الفاعل.
فإن الجواب في ذلك أن يقال له: لمّا وجب أن
يكون الفاعل رفعاً في الموضع الذي لا لبس
فيه للعلة التي ذكرنا ولما سنذكره من
العِلَل في مواضعها فرأيته مع غيره علمت
أنّ المرفوع هو ذلك الفعل الذي عهدته
مرفوعاً وحده وأنّ المفعول الذي لم تعهده
مرفوعاً. وكذلك إذا قلت: لم يقم زيد، ولم
ينطلق عبد الله، وسيقوم أخوك. فإن قال
قائل: إنما رفعت زيداً أولاُ لأنه فاعل،
فإذا قلت: لم يقم فقد نفيت عنه الفعل فكيف
رفعته ?. قيل له: إن ّالنفي إنّما يكون على
جهة ما كان موجباً، فإنما أعلمت السامع من
الذي نفيت عنه أن يكون فاعلا، فكذلك إذا
قلت: لم يضرب عبد الله زيدا علم بهذا اللفظ
من ذكرنا أنه ليس بفاعل ومن ذكرنا أنه ليس
بمفعول، ألا ترى أن القائل إذا قال: زيد في
الدار فأردت أن تنفي ما قال أنك تقول: ما
زيد في الدار: فتردّ كلامه ثم تنفيه. ومع
هذا فإن قولك: يضرب زيد يضرب هي الرافعة
فإذا قلت: لم يضرب زيدٌ فيضرب التي كانت
رافعة لزيد قد رددتها قبله، و لمْ إنّما
عملت في يضرب ولم تعمل في زيد وإنما وجب
العمل بالفعل. فهذا كقولك: سيضرب زيد إذا
أخبرت، وكاستفهامك إذا قلت: أضرب زيد ?
إنّما استفهمت فجئت بالآلة التي من شأنها
أن ترفع زيدا وإن لم يكن وقع منه فِعْل.
ولكنّك إنّما سألت عنه هل يكون فاعلا ?
وأخبرت أنه سيكون فاعلا. فللفاعل في كل هذا
لفظ واحد يعرف به حيث وقع. وكذلك المفعول،
والمجرور، وجميع الكلام في حال إيجابه،
ونفيه. وسنضع من الحجج المستقصاة في
مواضعها أكثر من هذا ؛ لأن هذا موضع اختصار
وتوطئة لما بعده إن شاء الله.
هذا باب حروف العطف بمعانيها
فمنها الواو. ومعناها: إشراك الثاني فيما
دخل فيه الأوّل ؛ وليس فيها دليل على
أيّهما كان أوّلاً ؛ نحو قولك: جاءني زيد
وعمرو، ومررت بالكوفة والبصرة. فجائز أن
تكون البصرة أوّلاً، كما قال الله عزّ
وجلّ: " واسجدي واركعي مع الرّاكعين "
والسجود بعد الركوع. ومنها الفاء. وهي توجب
أنّ الثاني بعد الأوّل، وأنّ الأمر بينهما
قريب ؛ نحو قولك: رأيت زيدا، فعمرا، ودخلت
مكة فالمدينة. و ثُمّ مثل الفاء ؛ إلاّ
أنّها أشدّ تراخيا. تقول: ضربت زيدا ثم
عمروا، وأتيت البيت ثم المسجد. ومنها أو.
وهي لأحد الأمرين عند شكّ المتكلم، أو
قصده أحدهما. وذلك: قولك أتيت زيداً أو
عمروا، وجاءني رجل أو امرأةٌ. هذا إذا شكّ،
فأما إذا قصد فقوله: كل السمك، أو اشرب
اللبن: أي لا تجمع بينهما، ولكن اختر
أيّهما شئت ?. وكذلك أعطني ديناراً، أو
اكسني ثوبا. وقد يكون لها موضع آخر، معناه:
الإباحة. وذلك قولك: جالس الحسن، أو ابن
سيرين، وائت المسجد أو السوق: أي قد أذنت
لك في مجالسة هذا الضرب من الناس، وفي
إتيان هذا الضرب من المواضع. فإن نهيت عن
هذا قلت: لا تجالس زيدا أو عمرا: أي لا
تجالس هذا الضرب من الناس. وعلى هذا قول
الله عز وجل " ولا تطع منهم آثماٌ أو كفوراً
". و إِمّا بالخبر بمنزلة أَو، وبينهما فصل.
وذلك أنك إذا قلت: جاءني زيد، أو عمرو، وقع
الخبر في زيد يقينا حتّى ذكرت أَوْ فصار
فيه وفي عمرو شكّ ؛ و إِمّا تبتديء بها
شاكّاً. وذلك قولك: جاءني إمّا زيدٌ، وإمّا
عمرو: أي: أحدهما. وكذلك وقوعها للتخيير ؛
تقول: اضرب إمّا عبد الله، وإمّا خالدا.
فالآمر لم يشكّ ولكنّه خيّر المأمور ؛ كما
كان ذلك في أَوْ. ونظيره قول الله عزّ وجلّ:
" إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا
كفورا " وكقوله: " فإمّا منّا بعد وإمّا
فداء " . ومنها لا. وهي تقع لإخراج الثاني
ممّا دخل فيه الأوّل. وذلك قولك: ضربت
زيدا، لا عمروا، ومررت برجل، لا امرأة.
ومنها بل. ومعناه: الإضراب عن الأوّل،
والإثبات للثاني ؛ نحو قولك: ضربت زيدا، بل
عمروا، وجاءني عبد الله، بل أخوه، وما
جاءني رجل، بل امرأة. ومنها لكنْ. وهي
للاستدراك بعد النفي. ولا يجوز أن تدخل بعد
واجب إلاّ لترك قصّة إلى قصّة تامّة ؛ نحو
قولك: جاءني زيد لكن عبد الله لم يأت، وما
جاءني زيد لكن عمرو، وما مررت بأخيك لكن
عدوّك. ولو قلت: مررت بأخيك لكن عمرو لم
يجز. ومنها حتّى. ولها باب على حياله .
ومنها أَمْ. وهي في الاستفهام نظيرة أَوْ
في الخبر، ونذكره في باب الاستفهام إن شاء
الله. فهذه الحروف -حرف العطف - تدخل الثاني

/ 108