التقريب بين المذاهب الإسلاميّة الكلامية
الدكتور أحمد عبد الرحيم السائح بدايةً يحسن أنّ نشير إلى أنّه ليس من الكياسة أنّ نفهم من التقريب بين المذاهب الإسلاميّة الكلامية: التوفيق بين هذه المذاهب، وليس من الكياسة كذلك أنّ نفهم منالتقريب: أنّ يتحول المعتزلي إلى أشعري والإمامي إلى معتزلي، أو يتسنن شيعي أو يتشيع سني. كلّ ذلك ليس وارداً، إنما المراد من التقريب: استثمار ما وصلت إليه المذاهبالإسلاميّة الكلامية، للوصول إلى انطلاقة الفكر الإسلامي، وبيان سعة أفقه، وقدرة هذا الفكر على التصدي والمواجهة لكل التيارات المناوئة للإسلام.
إذن التقريب:أنّ يتحد أهل الإسلام على أصول الإسلام التي لا يكون المسلم مسلماً إلاّ بها، وأن ينظر الجميع فيما وراء ذلك نظرة من لا يبتغي الغلب، ولكن يبتغي الحق والمعرفة الصحيحة.(فنحن جميعاً نؤمن بالله رباً، وبمحمد ـ صلى الله عليه وآله ـ نبياً ورسولاً، وبالقرآن كتاباً، وبالكعبة قبلة وبيتاً محجوجاً، وبأن الإسلام مبني على الخمس المعروفة،وبأنه ليس بعده دين، ولا بعد رسوله نبي ولا رسول، وبأن كلّ ما جاء به محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ حق فالساعة حق، والبعث حق، والجزاء في الدار الآخرة حق، والجنة حق،والنار حق، وما اختلفنا فيه من شيءٍ فحكمه إلى الله ورسوله، أي: أننا متفقون على أسلوب الخلاف) (1).
إذن، الأمة الإسلاميّة ـ وإن اختلفت فيها المدارس الفكرية ـتملك أسساً مشتركة تستطيع بها أنّ تجمع شتاتها وتوحد كلمتها. فهي أمة واحدة ذات دين واحد، وكتاب واحد، ورسولٍ واحدٍ. هذه هي الأصول الثابتة التي تشترك فيها الأمة، فإذاأدركتها جيداً والتزمت بمقتضياتها فإن ذلك يجعل منها أمة واحدة، تلتقي على: وحدة الغاية، وحدة القيادة، وحدة العقيدة. ولا بأس من تناول هذه الأسس بإيجازٍ لتتضح المعالمالمضيئة في الطريق:
وحدة الغاية: حيث إنّ المسلمين جميعاً يدركون غاية وجودهم في هذه الحياة، وهي: الطاعة الكاملة لله عز وجل قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنسإلاّ ليعبدون( (2)، وإدراك هذه الغاية أساس أصيل في وحدة المسلمين.
وحدة المنهج: الذي يجب اتباعه هو: ما أشارت إليه الآية الكريمة: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا((3) وليس لهذا المنهج إلاّ مصدر واحد، وهو الله سبحانه وتعالى، فهو الذي وضعه للمسلمين، فإذا اتضحت هذه الحقيقة في أذهان المسلمين وأشرقت في قلوبهم المؤمنةتمثلوها في واقعهم وسلوكهم.
وحدة القيادة: لقد شاء الله أنّ يكون الإسلام آخر الرسالات السماوية في الأرض، وأن يكون محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ آخر الرسل،فيه أكمل الله الدين، وبه ختم المرسلين، وهذه الحقيقة يجب أنّ تتضح في أذهان المسلمين، إذ بقدر وضوحها والتزامهم بها بقدر ما يتيسر للأمة الاجتماع.
وحدةالعقيدة: فالعقيدة هي الأساس الذي يرتفع عليها بناء الدين، فإذا قوي الأساس سهل على الأمة تصحيح أوضاعها، وأمكن لها الاجتماع واللقاء. وحين تكون العقيدة واضحة فيالأذهان مشرقة في القلوب تزول الحواجز التي قامت بين الأمة(4).
فالحق كلّ الحق: أنّه لا ضرر على المسلمين في أنّ يختلفوا، فإن الاختلاف سنة من سنن الاجتماع، ولكنالضرر في أنّ يفضي بهم الخلاف إلى القطيعة والخروج على مقتضى الأخوة التي أثبتها الله في كتابه العزيز، لا على أنّه شيء يؤمر به المؤمنون، ولكن على أنها حقيقة واقعة،رضي الناس أم أبوا(5)، (إنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون((6).
فالخلاف فيما يتعلق بالعقائد لم يتجاوز الحدّ النظري، ولا الاتجاهالفكري، فإن العلماء الّذين تصدوا لهذا لم يجر بينهم خلاف أدى إلى امتشاق الحسام، وطبيعة حياتهم العلمية لا تسمح لهم بأن ينقلوا الخلاف من ميدان القول إلى ميدان العمل،ولم يكن الاختلاف النظري ليصل في حدته إلى أنّ يجعلوه عملياً، ولم تظهر الحدة إلاّ في أنّ يحكم كلّ واحدٍ على الآخرين بالخطأ والابتداع.
ومهما يكن مقدار الخلافالنظري في العلوم الاعتقادية فإنه لم يمس لب الإسلام، ولم يكن الاختلاف فيما علم من الدين بطريق قطعي لا شك فيه، أو في أصل من أصوله التي لا مجال لإنكارها، والتي تعد منأركان الإسلام التي يقوم عليها بناؤه(7).
فالخلاف حول أوائل المقالات أو المعارف الكلامية يجري حول معارف إسلامية تبلور كثيراً من الحقائق، وتصقل العقولوالأفهام، وتحدث باحتكاكها وميضاً يكشف سبل البحث وطرائق الاستدلال. تلك هي خلافات المذاهب الإسلاميّة الكلامية، وهي في باطنها تشير إلى الوحدة لا إلى الفرقة، وتنبئ عنالاجتماع لا عن التشتت.
فلم يكن الخلاف في وحدانية الله تعالى وشهادة أنّ محمداً رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، ولا في أنّ القرآن نزل من عند الله العليالقدير وأنه معجزة النبي الكبرى، ولا في أنّه يروى بطريقٍ متواتر نقلته الأجيال الإسلاميّة كلها جيلاً بعد جيلٍ، ولا في أصول الفرائض: كالصلوات الخمس والزكاة والحجوالصوم، ولا في طريق أداء هذه التكاليف.
وبعبارةٍ عامةٍ: لم يكن الخلاف في ركنٍ من أركان الإسلام، ولا في أمرٍِ علم من الدين بالضرورة: كتحريم الخمر، والخنزير،وأكل الميتة، والقواعد العامة للميراث.
وإنّما الاختلاف في أمور لا تمس الأركان، ولا الأصول العامة.
إذن، الخلاف: خلاف فكري، والخلاف الفكري مقبول مادام في دائرةٍ معقولةٍ، والمعارف الكلامية ميدان من ميادين التفكير للمسلم أنّ يجول فيه. والخلافات بين المذاهب الكلامية تدل على الحرية الفكرية، إنّ أحسن النظر إليهاتسعد الأمة، وتكفل رقيها، وتبقى على سلامتها. إنّ هذه الخلافات في جوهرها تنبئ عن معنى الوفاق، فهي ترتبط بأصلٍ واحدٍ وهو: الكتاب والسنة.
ومدارس الفكرالمختلفة داخل الإسلام شيء طبيعي مرغوب فيه، ليس منه بد مادام الإسلام ديناً حياً لأحياءٍ لكي يزدادوا حياة، والإسلام نفسه شحنة هائلة من النشاط العقلي تأبى أنّ يتحولالمسلمون إلى مجرد نسخ متطابقةٍ، تتكرر باستمرار وبلا اختلاف، من عقل واحد أياً كان هذا العقل؛ حتّى لا يهلك المسلمون من الأجداث والرتابة والركود والشعور بالقدم.
وليس يرضي الإسلام أنّ تلد الأمهات المسلمات إمعات مكررة معتمةً، وإنّما يرضيه ويعليه إنجاب العقول اليقظة النشطة.
وبكل تأكيد ستظل المذاهب الكلاميةومدارس الفكر في الإسلام توجد ما بقي للمسلمين حاجة إلى التعبير عن تراثهم العقلي والروحي، والى استدامة الصلة بين أصول دينهم وبين واقع الحياة. وليس من مصلحة الإسلاموالمسلمين كبت النشاط العقلي والروحي داخل الإسلام؛ لأن من أجل ما يقدمه المسلم لدينه أنّ يفكر فيه ويشعر به. والإسلام يضعف ويصبح تراثاً جامداً محنطاً إذا لم يفكر فيهويشعر به إلاّ الحمقى والجهلاء(8).
ومن سبل التقريب بين المذاهب الإسلاميّة الكلامية: أنّ نعي دور العقل الإسلامي. ومن أوضح سمات القرآن الكريم التي لفتت نظرالباحثين هي: الإشادة بالعقل وتوجيه النظر إلى استخدامه فيما يفيد وينفع، فدعا القرآن بطريقٍ مباشرٍ وغير مباشرٍ إلى تقدير العقل، والرجوع إليه فيما اختص به من تفكير. ويحرص القرآن على تأكيد هذا المعنى، حتّى أنّه ليكرر هذا في الدعوة بشكلٍ يلفت النظر ويثير الاهتمام.
ويشير القرآن إلى العقل بمعانيه المختلفة، مستخدماًلذلك الألفاظ التي تدل عليه، أو تشير إليه من قريبٍ أو بعيدٍ: من التفكر، والنظر، والتدبر، والرأي والحكمة، والتذكر، والعلم، والفقه، والرشد، والبصر، إلى غير ذلك منالألفاظ التي تدور حول الوظائف العقلية على اختلاف معانيها، وخصائصها، وظلالها، مما يعتبر إيحاءات قويةً بدور العقل وأهميته.
والقرآن الكريم لا يذكر العقل إلاّفي مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه، ولا تأتي الإشارة إليه عارضةً، ولا مقتضبةً في سياق الآية، بل تأتي في كلّ موضعٍ من مواضعها، مؤكدة جازمةباللفظ والدلالة، ولا يأتي تكرار الإشارة إلى العقل بمعنى واحدٍ من معانيه، بل هي تشمل وظائف الإنسان العقلية على اختلاف أعمالها وخصائصها، وتتعمد التفرقة بين هذهالوظائف والخصائص في مواطن الخطاب ومناسباته، فلا ينحصر خطاب العقل منها في العقل الوازع، ولا في العقل المدرك، ولا في العقل الذي يناط به التأمل الصادق والحكم الصحيح،بل يضم الخطاب في الآيات القرآنية كلّ ما يتسع له الذهن الإنساني من خاصة أو وظيفة.
ومن خصائص العقل: أنّ ملكة الإدراك التي يناط بها الفهم والتصور.
ومنخصائص العقل أيضاً: أنّه يتأمل فيما يدركه ويقلبه على وجوهه، ويستخرج منه بواطنه وأسراره، ويبني عليها نتائجه وأحكامه، وهذه الخصائص في جملتها تجمعها ملكة 'الحكيم'. ومن أعلى خصائص العقل الإنساني: 'الرشد'، وهو مقابل لتمام التكوين في العقل الرشيد.
وفريضة التفكر في القرآن الكريم تشمل العقل الإنساني بكل ما احتواه منهذه الوظائف بجميع خصائصها ومدلولاتها؛ لأن الكتاب الذي ميز الإنسان بخاصة التكليف هو الكتاب الذي امتلأ بخطاب العقل بكل ملكةٍ من ملكاته، وكل وظيفةٍ عرفها له العقلاءوالمتعقلون
والعقل الذي يخاطبه الإسلام هو العقل الذي يدرك الحقائق، ويوازن بني الأضداد، ويتبصر ويتدبر(9).
فالإسلام هو الدين الذي أعلا من شأن العقلوعده أداةً صالحةً لتعرف
الحقائق، وفي رأسها: الإيمان بالله، وقدرته ووحدانيته، وهو الدين الذي طلب من الإنسان أنّ ينطلق إلى الإيمان من الدليل والبرهان. ولذلكدعا إلى إعمال العقل والتفكر به، وذم الّذين يهملون عقولهم، ويعطلون نعمة الله فيهم، ويلوذون بتبعية أو تقليد من غير تفكر ولا نظر. وإنك لتجد ذلك واضحاً في الأمورالتالية.:
أوّلاً: لقد طلب القرآن الكريم من الإنسان أنّ يتفكر فيما يدعى إليه: إما منفرداً بنفسه، وإما مجتمعاً مع أناس آخرين. قال الله تعالى: (قل إنّما أعظكمبواحدة أنّ تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إنّ هو إلاّ نذير لكم بين يدي عذاب شديد((10).
ثانياً: لقد امتدح القرآن الكريم المتفكرين، ووصفهمبأنهم هم أرباب العقول. قال تعالى:
(إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ( الّذين يذكرون الله قياماً وقعودا وعلى جنوبهمويتفكرون في خلق السموات والأرض( (11).
ثالثاً: لقد عد القرآن الكريم الّذين لا يتفكرون فيما يلقى إليهم ولا يعملون فيه عقولهم عدهم كالبهائم. قال تعالى:( ومثلالّذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلاّ دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون( (12).
(ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعينلا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون((13).
رابعاً: لقد ذم القرآن الكريم التقليد الأعمى، وهو: أنّ يتبع غيره من غير
وعيٍ، ولا تفكير. فقال تعالى: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون((14).
خامساً: لقد نهى القرآن الكريم الإنسان أنّ يتبع شيئاً ويؤمن به من غير أنّ يكون له على صحته دليل ساطع وبرهان مقنع يصل إلى درجة العلم واليقين. قال الله تعالى: (ولا تقفما ليس لك به علم إنّ السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولاً((15).
ولما كان العقل له في الإسلام هذه العناية الفائقة من التقدير فقد اتخذ له الإسلاممنهجاً فريداً في تحريره؛ ليظل العقل عاقلاً، والفكر راشداً. وهذا المنهج يقوم على دعامتين أساسيتين، من شأنهما حراسة العقل، وترشيد الفكر.
وأول دعائم المنهجالإسلامي في تحرير العقل: هو تحرير الإنسان من أغلال الحجر العقلي، وسيطرة التبعية العمياء، حتّى يقوم العقل على حرية الفكر واستقلال الإرادة، ليكمل بذلك العقل ويستقيمالتفكير.
والدعامة الثانية في المنهج الإسلامي: هي تحرير الإنسان من أصفاد الجهل وظلمته؛ لأن الجهل يقتل مواهب الفكر والنظر، ويطفئ نور القلوب، ويعمي البصائر،ويميت عناصر الحياة والقوة في الأفراد والجماعات والأمم، ويفسد على الناس مناهج الاستقامة(16).
فالمنهج العقلي كتيار فكري ومنهج عقلي كان لابد من ظهوره؛ وذلكلمجابهة التحديات الفكرية التي لاقاها الإسلام عندما امتد سلطانه، وعندما اشتد الصراع الفكري بينه وبين أصحاب الأديان الأخرى: من يهود، ونصارى، ومانويين، وزرادشتيين،وصابئةٍ ، ودهريين. لقد فتح الإسلام ـ كقوةٍ سياسية ـ أرض الديانات
القديمة وأثبت كيانه فيها، إلاّ أنّ الإسلام ـ كتصور روحي خاص ـ استمر يناضل ـ فكرياً ـ أهلالأديان والعقائد المختلفة لمدة طويلة اشتبك خلالها المخلصون ـ أصحاب العقليات ـ في حرب ضروس مع أصحاب الأهواء والبدع من الزنادقة والدهرية، والمشبهة، والحلوية مثلوافيها معارضة قويةً، صانوا فيها البناء الروحي والفكري للإسلام من خطر تلك الآراء التي أرادت أنّ تشوه صفاء العقيدة الإسلاميّة .
والأمة الإسلاميّة في'عقلانيتها' التي انطلقت من دعوة القرآن لم ترفض الوحي، ولم تتنكر للنص المأثور، و أيضاً فهي لم تقف لتتعبد بالنص المأثور دون وعيٍ، وإنّما وازنت بين العقل والنقل، ووفقتبين الحكمة والشريعة، وحكمت العقل، ولجأت إلى التأويل عندما لاح التعارض بين ظواهر النصوص وبين براهين العقل(17).
فليس من مصلحة المسلم ترك الضحالة والمحاكاةوالرتابة والآلية تطمر أعماقه وتأكل إرادته.
ومن سبل التقريب: أنّ ندرك أنّ الخلاف والاختلاف ضروري؛ لأن ورود المتشابه في القرآن الكريم كما في قوله تعالى: (هوالذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الّذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّالله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلّ من عند ربنا وما يذكر إلاّ أولوا الألباب((18) كان سبباً في اختلاف العلماء في مواضع المتشابهات من القرآن الكريم، وحاول كثيرونمن ذوي الأفهام تأويله والوصول إلى إدراك حقيقة معناه، فاختلفوا في التأويل اختلافاً بيناً(19)؛ لأنهم لم يقنعوا بالإيمان بالمتشابهات جملة من غير تفصيل، فجمعوا الآياتالتي قد يظهر بينها خلاف، وسلطوا عليها عقولهم، فأداهم النظر في كلّ مسألةٍ إلى رأيٍ، فإذا
وصلوا إليه عمدوا إلى الآيات التي يظهر لهم أنهم تخالف الأولىفأولوها، فكان التأويل طريقاً من طرق النظر العقلي، وطبيعي أنّ هذا المنحى في التأويل وإعطاء العقل حريته في البحث والنظر يستلزم تعدد المذاهب(20).
ويقول ابنخلدون: (إنه توجد في القرآن آيات متشابهة يلتبس معناها على القارئ؛ لذلك نشأ خلاف في تفاصيل العقائد، أكثر مثارها من الآيات المتشابهة، فدعا ذلك إلى الخصام والتناظر،والاستدلال بالعقل) (21).
فالعلماء لم يختلفوا على تنزيل القرآن، وإنّما اختلفوا على تأويله، أي: أنهم ـ كما يقول الزمخشري متفقون على نصه، ولكنهم مختلفون فيتفسيره، فالقرآن فيه محكم ومتشابه، ولو كان القرآن كله محكماً لتعلق الناس به لسهولة مأخذه، ولأعرضوا عما يحتاجونه فيه إلى الفحص والتأمل من النظر والاستدلال، ولركنواإلى طريقة التقليد.
إنّ وجود متشابه الآيات أدعى إلى أنّ يشحذوا الفكر للاستنباط، ويكدوا في معرفة الحق خواطرهم، وإتعابهم القرائح في استخراج معانيه، وما فيرد الآيات المتشابهة إلى المحكم من الفوائد الجليلة والعلوم الجمة، ونيل الدرجات عند الله (22).
ويعلق الدكتور أحمد محمود صبحي ـ على ما ذكره الزمخشري ـ فيقول:(وهكذا ألمح الزمخشري إلى عاملٍ من أهم عوامل ازدهار الحضارة الإسلاميّة عقيب قيام الإسلام، إذ الزم القرآن المسلمين بما غمض من معاني آياته وبمحكمه ومتشابهه:
البحث، والنظر، والتفكير، والاستنباط، ولو كان سهل المأخذ يسير الفهم لكانت السطحية التي تغري بالتقليد والجمود، فالاختلاف قرين حرية الرأي والتفكير) (23).
والتأويل ـ كمنهجٍ عقليٍ ـ يقصد منه: إبعاد التصورات التي لا تليق بالألوهية وكوسيلةٍ للتقريب والتوفيق بين العقائد الدينية التي تثبت بالوحي وبين مقتضيات العقل ظاهرةدينية.
والتأويل ـ كمنهجٍ عقليٍ ـ يرتبط تاريخياً بالمعتزلة الّذين أيقنوا من أنّ أبعاد التصورات والصفات والأحوال التي لا تتفق وطبيعة الألوهية لا يكون إلاّ عنطريق تأويلها مجازياً.
فقد وجدوا في القرآن الكريم والحديث النبوي نصوصاً إذا أخذت حرفياً أدت إلى التشبيه والتجسيم، وما يكون من ذلك من الصفات والعواطفوالإحساسات البشرية، وإذا ثبت عندهم بالدليل العقلي أنّ الله تعالى منزه عن الجسمية والجهة قالوا: لابد من صرف هذه الصفات عن معانيها الظاهرية الحرفية إلى معان أرخىمجازية؛ لئلا يكون ذلك سبباً في الطعن في هذه النصوص.
واستعانوا في هذه السبل الوعرة والشاقة بالقرآن نفسه في آياتٍ أخر، وبلغة القرآن يجدون فيها ما يساعدهم فيتقرير المعاني التي يرونها2.
والباحث في كتب التفاسير والفرق يجد: أنّ المعتزلة لم يأتوا بما أتوا به من صرف آيات الصفات عن معانيها الظاهرية الحرفية إلى معانأخرى مجازية من فراغ، وإنّما مهد لهم رجال من السلف عاشوا في القرن الأول الهجري، أمثال: 'مجاهد المكي' و'عطية الكوفي' أو 'العوفي' وغيرهما من رجال السلف. فقد قاموابمحاولات فكرية لتفسير المتشابهات تفسيراً مجازياً له مبرراته في اشتقاقات اللغة العربية وأصولها(25).
يُروى عن مجاهد المكي المحدث، والمفسر المشهور: أنّه كانمن أوائل من قرأ الآية الكريمة (وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم( (26) من غير توقفٍ،فاتحاً بذلك باب التأويل لمن جاء بعده(27).
أما المعتزلة: فقد جاهدوامن أجل جعل التأويل المجازي منهجاً عاماً منسقاً؛ لأنهم أدركوا ـ كما أدرك غيرهم من علماء الكلام في الأديان الأخرى ـ أنّه لا سبيل للقضاء على التشبيه كفكرةٍ، إلاّ إذاصرفت الصفات الخبرية الواردة في المتشابهات عن ظواهرها إلى معانٍ أخرى مجازيةٍ مستساغةٍ، من غير إخلالٍ بقواعد اللغة العربية وخصائصها.
ويذكر العلماء: أنّه رغمما في التأويل الاعتزالي ـ أحياناً ـ من تعسفٍ وإفراطٍ ومحاولاتٍ لجعل النص القرآني دليلاً على صحة آرائهم الدينية والمذهبية التي آمنوا بها إلاّ أنّ العمل الذي بدأوهكان السلاح الوحيد للقضاء على التشبيه والمشبهة، وقد أخذ به مع تعديلات وإضافات عامة المسلمين: من شيعةٍ وأهل سنةٍ ما تريديةٍ وأشاعرةٍ(28).
وفي ذلك يقول الإمامالرازي: (جمع فرق الإسلام مقرون بأنه لابد من التأويل في بعض ظواهر القرآن والأخبار) (29).
والباحث في أعماق التراث الإسلامي الأول يجد أنّ مشكلة التشبيه ظهرت فيالفكر الإسلامي في نهاية القرن الأول الهجري، وسبب ظهور المشكلة يعود إلى وجود مجموعة من الآيات والأحاديث تضيف إليه تعالى صفات خبرية، تشير إذا فسرت حرفياً إلى التشبيهوالتجسيم، وما يكون من ذلك من الصفات والعواطف، والإحساسات البشرية(30)، والآيات والأحاديث التي ورد فيها ذكر الصفات الخبرية مثل: (يد الله فوق أيديهم((31)، (بل يداهُمبسوطتان( (32)، و(ما منعك أنّ تسجد لما خلقت بيدي( (33).
و(السموات مطويات بيمينه( (34)، و(يوم يكشف عن ساقٍ ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون((35)، و(والتفت الساق بالساقإلى ربك يومئذ المساق( (36)، و(كلّ من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام((37)، و(أينما تولوا فثم وجه الله( (38)، و(الرحمن على العرش استوى((39)، و(ثم استوى على العرش((40)،و(يحمل عرش ربك فوقهم يومئذٍ ثمانية((41)، و(وجاء ربك والملك صفاً(، و(هل ينظرون إلاّ أنّ يأتيهم الله في ظلل من الغمام((42).
وبعد ظهور الإمامين: أبي الحسن الأشعري ـ(ت 324 هـ) ـ وأبي منصور الماتريدي السمرقندي ـ (ت 231 هـ) ـ أخذ المتكلمون من أشاعرة وماتريديةٍ بالتأويلات المجازية، متبعين في ذلك الأسلوب الذي بدأه المعتزلة من قبل(43). لقد كان هناك المشبهة والمجسمة الّذين يثبتون كلّ ما جاء في القرآن الكريم: من فوقية، وتحتيةٍ، واستواءٍ على العرش، ووجهٍ، ويدٍ ومحبةٍ، وبغض، وما جاء في السنة منذلك أيضاً من غير تأويل، وبالظاهر الحرفي ممن تمسكوا بإثبات الظاهر، فصاروا يتهمون من قبل الأشاعرة بالتشبيه والتجسيم. ومن هؤلاء: أبو الحسن الزاغوني، والقاضي محمّد بنالحسين أبو يعلى، وأبو عامر القرشي(44) الذي اشتهر عنه وهو يفسر قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون( (45) أراد أنّ يدفع بحمية بالغة التفسيرالمجازي، فضرب على ساقه وقال: (ساق ـ حقيقة ـ شبيهة تماماً بهذه وأشار إلى ساقه) (46).
وسبب انتشار دعوى كهذه قصور كثيرٍ من الناس عن تفسير متشابهات القرآن، وتمييزوجوه أمثالها ومجازاتها الرائعة عند العرب، لذا تصدى لهؤلاء وأمثالهم في القرن السادس الهجري: الإمام الفقيه الحنبلي الخطيب ابن الجوزي، فصنف في الرد عليهم رسالتهالموسومة بـ 'دفع شبهة التشبيه' ويقول فيها: (رأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح، فصنفوا كتباً شانوا بها المذهب، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام، فحملواالصفات على مقتضى الحس، فسمعوا أنّ الله خلق آدم على صورته، فأثبتوا له صورة ووجهاً زائداً على الذات، وفماً، ولهواتٍ،وأضراساً وأضواء لوجهه، ويدين، وإصبعين، وكفاً،وخنصراً، وإبهاماً، وصدراً، وفخذاً، وساقين، ورجلين، وقالوا: ما سمعنا بذكر الرأس.
وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات، فسموها بالصفات تسمية مبتدعةً، ولادليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من صفات الحدوث، ولميقتنعوا أنّ يقولوا: صفة فعلٍ حتّى قالوا: صفة ذات.
ثم لما أثبتوا أنها صفات قالوا: لا نحملها على توجيه اللغة مثل'يد' على نعمة وقدرة، ولا 'مجيء وإتيان' على معانيبرٍ ولطفٍ، ولا 'ساق' على شدة، بل قالوا: نحملها
على ظواهرها المتعارفة. والظاهر: هو المعهود من نعوت الآدميين، والشي إنّما يحمل على حقيقته إنّ أمكن، فإن صرفصارف حمل على المجاز.
ثم يتحرجون من التشبيه، ويأنفون من إضافته إليهم، ويقولون: نحن أهل السنة، وكلامهم صريح في التشبيه، وقد تبعهم خلق من العوام. وقد نصحتالتابع والمتبوع، وقلت: يا أصحابنا، أنت أصحاب وأتباع، وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ يقول وهو تحت السياط: كيف أقول ما لم يقل ؟ فإياكم أن تبتدعوا من مذهبه ماليس منه!
ثم قلتم: الأحاديث تحمل على ظاهرها، فظاهر القدم الجارحة. ومن قال: استوى بذاته المقدسة فقد أجراه مجرى الحسيات، وينبغي ألا يهمل ما يثبت به الأصل وهوالعقل، فإنا به عرفنا الله تعالى، وحكمنا له بالقدم، فلو أنكم قلتم: نقرأ الأحاديث ونسكت ما أنكر أحد عليكم، إنما حملكم إياه على الظاهر قبيح، فلا تدخلوا في مذهب هذاالرجل السلفي ما ليس فيه(47).
وإذا كان المعتزلة والأشاعرة والخطيب ابن الجوزي الحنبلي يؤولون فإن الشيعة الإمامية يفسرون الأسماء والصفات بالقرآن.
يقولالشيخ المفيد في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى((48): (وأما لفظة 'استوى' وهي التي جعلت الآية من المتشابهات عند القوم ـ فمعناها: التمكن التام، والاستيلاء الكامل،بدليل ما يظهر من آية: (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك( (49).أي: تمكنت، وآية (فاستغلظ فاستوى على سوقه((50) أي: تمكن واستقام، وآية:( ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما( (51)فالاستواء فيهن بمعنى: التمكن التام دون الجلوس كما زعمت المشبهة، وكثير في محاورات العرب استعمال
'استوى' بمعنى: التمكن التام، والاقتدار الكامل، كقول بعيثالشاعر:
قد استوى بشر على العراقِ
من غير سيفٍ ودمٍ مهراقِ
من غير سيفٍ ودمٍ مهراقِ
من غير سيفٍ ودمٍ مهراقِ
وإذا تناولنا موضوع 'كشف الساق' ـ الذي قال فيه المشبهة: (ساق حقيقية شبيهة تماماً بهذه، وأشارأحدهم إلى ساقه) (55) ـ نجد الشيخ أبا جعفر القمي يقول في 'رسالة اعتقاداته': الساق في قوله تعالى: 'يوم يكشف عن ساق': الساق: وجه الأمر وشدته (56). ويقول الشيخ المفيد: (يريدبالساق: يوم القيامة، ينكشف فيه عن أمر شديد صعب عظيم، وهو الحساب والمداققة على الأعمال، والجزاء على الأفعال، وظهور السرائر، وانكشاف البواطن، والمداققة 'والموافقة'على الحسنات والسيئات، فعبر بالساق عن الشدة، ولذلك قالت العرب فيما عبرت به عن شدة الحرب وصعوبتها: قامت الحرب بنا على ساقٍ، وقال شاعر هم سعد بن خالد:
كشف لهمعن ساقها
وبدت عقاب الموت
يخفق تحتها الأجل المتاح
ويدي من الشر الصراح
يخفق تحتها الأجل المتاح
يخفق تحتها الأجل المتاح
والمشاورات، ووقع الجد في ذلك والاجتهاد) (57).
إنّ انطلاقة علماء المذاهب الإسلامية كانت من القرآن الكريم، والقرآن كان رائدهم فيماذهبوا إليه، وكما قال الأنباري: (إنّ القرآن يدل على الاختلاف، فالقول بالقدر صحيح، وله أصل في الكتاب، والقول بالإجبار صحيح، وله أصل في الكتاب، فمن قال بهذا مصيب، ومنقال بهذا مصيب) (58).
وقد ساعد المجاز علماء المذاهب الكلامية قول كثير من الآراء، ويحدد ابن قتيبة جوانب المجاز فيما يلي: (الاستعارة، والتمثيل، والقلب، والتقديم،والتأخير، والحذف، والتكرار، والإخفاء، والإظهار، والتعريض، والإفصاح، والإيضاح، ومخاطبة الجميع، والجمع: خطاب الواحد، والواحد والجميع: خطاب الاثنين، والقصد بلفظالخصوص لمعنى العموم، وبلفظ العموم لمعنى الخصوص، مع أشياء أخرى كثيرة) (59).
وإذا كان الاختلاف يخترق جميع الأمم والملل المعروفة فإن للاختلاف الذي وقع (بينالمذاهب الكلامية) بنيته الأصلية المستمدة من خصوصية النص القرآني والحدث البياني. ونعني بالخصوصية هنا: ما منح النص القرآني إعجازه، وما امتاز به على سائر النصوص،فالخطاب القرآني كلام تتسع معانيه، وتتعدد وجوه الدلالة فيه.
إنه كلام لا يمكن استقصاء معانيه أو حصر دلالاته. يقول الزركشي: (معاني القرآن لا تستقصى، ولا نهايةلفهم كلام الله) (60). ولا يمكن لأحدٍ أنّ يقبض عليه أو يفوز بحقيقته. من هنا تباين التفاسير والتأويلات، واختلاف الطرق، والمذاهب، وتعدد الفرق، والمقالات(61).
إذن،نحن إنّما نحتاج أول ما نحتاج إلى الإعلان عن 'حق الاختلاف' الذي هو حق من حقوق الإنسان إنّ لم يكن أبرزها، حتّى يكون اختلاف الآخر عن الآخر أمر لا جدال فيه، أي: حتّى يتمقبول كلّ فريق بالفريق الآخر، وكما هو في معتقده ومذهبه.
وما دمنا لم نصل إلى الوحدة بعدم اعترافنا بحق الغير فالأولى أنّ نعترف بذلك، فإن وحدة تحاول أنّ تستتبعالآخر، أو تلحقه، أو تقهره، وتستبد به لن تعمر طويلاً، إذ سرعان ما يتصدع بناؤها كذلك فإن الخطاب الذي لا يزيد عن تكرار أجوف لهوية فاقدة لمقوماتها لن يصنع وحدة قط.
هكذا ينبغي للجميع أنّ يكتبوا ببيان الاختلاف، معترفين ببعضهم، مقرين بأن الواحد هو شطر الآخر، وبأن العقائد والمذاهب هي وجوه لحقيقة واحدة، والاعتراف بحق الغيروبأن له حقيقته وقسطه من الوجود يتطلب ذهناً مفتوحاً وعقلاً نيراً (62).
ولا يخفى أننا إذا نجحنا ـ معتزلة وأشعرية، وإمامية، وحنابلة ـ في الإقرار بالاختلاف وأنهضرورة من ضرورات الحياة استطعنا أنّ نبدأ في الطريق، وحسب الأمة أنّ تستثمر اللقاء على أصول الإسلام التي لا يكون المسلم مسلماً إلاّ بها، ثم نعي بعد ذلك دور العقلالإسلامي وانطلاقاته، وندرك في وضوح أنّ الخلاف والاختلاف ضرورة حياتية وحضارية، والأمة الإسلاميّة كانت ومازالت تملك رصيداً ضخما من الأصول والقواعد يمكن الأمة منتنمية فلسفتها الخاصة بها، والتي تجمع شملها وتوحد صفوفها. وقد أتم الله على الأمة وحدة الأصل الإنساني، ووحدة العقيدة، ووحدة المصدر، ووحدة الشعور، ووحدة الصف، ووحدةالعبادات.
1 ـ دعوة التقريب تاريخ ووثائق للعلامة الشيخ محمّد تقي القمي: 36 طبع المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة بالقاهرة (1412 هـ1991 م).
2 ـ الذاريات: 56.
3 ـ آل عمران: 103.
4 ـ العقيدة الإسلاميّة، دراسة وتطبيق أحمد علي الملا ومحمد بشير الرز: ص 11 ـ 81 ط. دمشق (1404 هـ).
5 ـنقط على الحروف من كتاب: 'دعوة التقريب' للشيخ محمّد تقي القمي: ص 39.
6 ـ الحجرات: 10.
7 ـ تاريخ المذاهب الإسلاميّة للشيخ محمّد أبو زهرة: ص 17، ط. دار الفكرالعربي بالقاهرة.
8 ـ محمّد عبدالله محمّد المحامي في معالم التقريب: 62 من كتاب دعوة التقريب، تاريخ ووثائق، ط. المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة (القاهرة 1412 هـ).
9 ـ التفكير فريضة إسلامية لعباس محمود العقاد: 120.
10 ـ سبأ: 46.
11 ـ آل عمران: 190 ـ 191.
12 ـ البقرة: 171.
13 ـ الأعراف: 179.
14 ـالبقرة: 170.
15 ـ الإسراء: 36، وراجع في هذا العقيدة الإسلاميّة للدكتور أحمد علي الملا، ومحمد بشير: 110.
16 ـ المعرفة في الإسلام، للدكتور أحمد السايح: 34 ط.القاهره دار المستقل العربي (1400 هـ).
17 ـ تيارات الفكر الإسلامي، للدكتور محمّد عماره: 15، ط. دار الفكر العربي، القاهرة.
18 ـ آل عمران: 7.
19 ـ تاريخالمذاهب الإسلاميّة للشيخ محمّد أبو زهرة: 15 ط. دار الفكر العربي القاهرة.
20 ـ العقيدة الإسلاميّة، للأحمد عليّ الملا، ومحمد بشير الرزّ: 123، ط. دار الكتابالعربي، دمش(1404 هـ) 1984 م.
21 ـ عبد الرحمان بن خلدون في مقدمته: 120 ط. بيروت.
22 ـ الزمخشري في الكشاف 1: 220.
23 ـ الدكتور أحمد محمود صبحي في علم الكلام:24 ـ 35، ط. مؤسسة الثقافة الجامعية بالاسكندرية (1978م).
24 ـ' دراسات في الفرق والعقائد الإسلاميّة' للدكتور عرفان عبد الحميد: 98، 218 ط. مؤسسة الرسالة (1404 هـ ـ 1984 م)بيروت.
25 ـ ' دراسات في الفرق والعقائد الإسلاميّة' للدكتور عرفان عبد الحميد: 98، 218 ط. مؤسسة الرسالة (1404 هـ ـ 1984 م) بيروت.
26 ـ آل عمران: 7.
27 ـ 'دراسات في الفرق والعقائد الإسلاميّة' للدكتور عرفان عبد الحميد: 98، 218 ط. مؤسسة الرسالة (1404 هـ ـ 1984 م) بيروت.
28 ـ المصدر السابق: 219.
29 ـ أساس التقديس لفخرالدين الرازي: 180، ط. البابي الحلبي بمصر.
30 ـ 'دراسات في الفرق والعقائد الإسلاميّة'، للدكتور عرفان عبد الحميد: 203.
31 ـ الفتح: 10.
32 ـ المائدة: 64.
33 ـ سورة ص: 75.
34 ـ الزمر: 67.
35 ـ القلم: 42.
36 ـ القيامة: 29.
37 ـ الرحمن: 26.
38 ـ البقرة: 115.
39 ـ طه: 6.
40 ـالأعراف: 54.
41 ـ الحاقة 17.
42 ـ البقرة : 210.
43 ـ في الفرق والعقائد الإسلاميّة، للدكتور عرفان عبد الحميد: 207.
44 ـ راجع في شذرات الذهب، لابنالعماد الحنبلي 4: 7 و 8 و 3: 306 والمنتظم لابن الجوزي 1: 32، وتاريخ بغداد، للخطيب البغدادي 2: 256.
45 ـ القلم: 42.
46 ـ العقيدة والشريعة في الإسلام، لجولد زيهر: 109.
47 ـ دفع شبهة التشبيه، لابن الجوزي: 8 تحقيق محمّد زاهد الكوثري، ط. دمشق (1933 م).
48 ـ طه: 6.
49 ـ المؤمنون: 28.
50 ـ الفتح: 29.
51 ـ القصص:14.
52 ـ طه: 5 ـ 6.
53 ـ طه: 5 ـ 6.
54 ـ الشيخ المفيد في شرح عقائد الصدوق: 223، ط. المطبعة الحيدرية، النجف (1393 هـ 1973م).
55 ـ العقيدة والشريعة فيالإسلام لجولدزيهر: 109.
56 ـ تصحيح الاعتقاد، للشيخ أبي جعفر القمي: 186، ط. المطبعة الحيدرية، النجف (1393 هـ 1973م).
57 ـ شرح عقائد الصدوق، للشيخ المفيد: 187.
58 ـ تأويل مختلف الحديث، لابن قتيبة: 46، بيروت (1982م)
59 ـ تأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة: 20، ط. دار التراث بالقاهرة (1973 م).
60 ـ البرهان في علوم القرآن،للزركشي 1: 5، 9 ط. دار المعرفة، بيروت.
61 ـ راجع علي حرب، في الاختلاف مجلة منبر الحوار، ع 12: 12، بيروت (1409 هـ).
62 ـ منبر الحوار، للأستاذ علي حرب عدد 12: 25بتصرف.