مقنع فی معرفه مرسوم مصاحف اهل الامصار مع کتاب النقط نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقنع فی معرفه مرسوم مصاحف اهل الامصار مع کتاب النقط - نسخه متنی

ابن عمرو عثمان بن سعید الدانی؛ تحقیق: محمد احمد دهمان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

النقط

أبو عمرو الداني

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على محمد و على آله و سلم تسليما
قال أبو عمرو أني لما آتيت في كتابي هذا
على جميع ما تضمنت ذكره في أوله من مرسوم
المصاحف رأيت أن اصل ذلك بذكر أصول كافية و
نكت مقنع في معرفة نقط المصاحف و كيفية
ضبطها على ألفاظ التلاوة و مذاهب القراءة
لكي يحصل للناظر في هذا الكتاب جميع ما
يحتاج إليه من علم مرسوم الخط و أحكام
النقط فتكمل بذلك درايته و لتحقق به
معرفته أن شاء الله و بالله التوفيق .
باب ذكر من نقط المصاحف أولا
من التابعين و من كره ذلك و من ترخّص فيه
من العلماء
اختلفت الرواية لدينا في من ابتدأ بنقط
المصاحف من التابعين فروينا أن المبتدئ
بذلك كان آبا الأسود الدُّئِلي و ذلك انه
أراد أن يعمل كتابا في العربة يقّوم الناس
به ما فسد من كلامهم إذ كان قد نشأ ذلك
خواصّ الناس و عوامهّم فقال أرى أن ابتدئ
بإعراب القرآن أولا فأحضر من يمسك المصحف
و احضر صبغا يخالف لون المداد و قال للذي
يمسك المصحف عليه إذا فتحتُ فايَ فاجعل
نقطة فوق الحرف و إذا كسرت فايَ فاجعله
نقطة تحت الحرف و إذا ضممت فايَ فأجعل نقطة
أمام الحرف فأن أتبعت شيئا من هذه الحركات
غنّة يعني تنوينا فأجعل نقطتين ففعل ذلك
حتى آتي على آخر المصحف و روينا أن المبتدئ
بذلك كان نصر بن عاصم الليثي و انه الذي
خّمسها و عشّرها . وروينا أن ابن سيرين كان
عنده مصحف نقطه يحيى بن يعمر و أن يحيى أول
من نقطها و هؤلاء الثلاثة من جلّة تابعي
البصريين و اكثر العلماء على أن المبتدئ
بذلك أبو الأسود الدُّئِلي و جعل الحركات
و التنوين لا غير، و أن الخليل بن أحمد هو
الذي جعل الهمز و التشديد و الرَوم و
الاشمام و قد وردت الكراهة بنقط المصاحف
عن عبد الله بن عمر و قال بذلك جماعة من
التابعين و روينا الرخصة في ذلك من غير
واحد منهم قال عبد الله بن وهب عن نافع بن
أبي نعيم قال سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن
عن شكل القرآن في المصحف فقال لا بأس به قال
ابن وهب و حدثني الليثي قال لا أرى بأسا
بنقط المصحف بالعربية قال ابن وهب و سمعت
مالكا يقول أما هذه الصغار التي يتعلم
فيها الصبيان فلا بأس بذلك فيها و أما
الأمهات فلا أرى ذلك قال أبو عمرو و الناس
في جميع أمصار المسلمين من لدن التابعين
إلى وقتنا هذا على الترخّص في ذلك في
الأمهات و غيرها و لا يرون بأسا برسم فاتح
السور و عدد آيها و رسم الخموس و العشور في
مواضعها و الخطأ مرتفع عن إجماعهم و قد
ذكرنا الأخبار الواردة بذلك كله لدينا عن
المتقدمين من التابعين و غيرهم في كتابنا
المصنّف في النقط قال أبو عمرو ولا استجيز
النقط بالسواد لما فيه من التغير لصورة
الرسم و قد وردت الكراهة بذلك عن عبد الله
بن مسعود و عن غيره من علماء الآمة و كذلك
لا استجيز جمع قراءات شتى بألوان مختلفة
في مصحف واحد على ما أشار إليه بعض أهل
عصرنا و من جهل في ذلك من الكراهة ممن
تقدّمه لان ذلك من اعضم التخليط و التغير
لمرسومه و أرى أن يستعمل للنقط لونان
الحمرة و الصفرة فتكون الحمرة للحركات و
التنوين و التشديد و التخفيف و السكون و
الوصل و المدّ، و تكون الصفرة للهمزات
خاصة و على ذلك مصاحف أهل المدينة فيما
حدثنا به أحمد بن عمر بن محفوظ عن محمد بن
أحمد الإمام عن عبد الله بن عيسى عن قالون
عن مصاحف أهل المدينة قال ما كان من الحروف
التي تنقط بالصفرة فمهموزة و على هذا عامة
أهل بلدنا و أن اسّتعملت الخضرة للابتداء
بألفات الوصل على ما أحدثه أهل بلدنا
قديما فلا أرى بذلك بأسا أن شاء الله و
بالله التوفيق .

باب ذكر مواضع الحركات من الحروف
و تراكب التنوين و تتابعه

اعلم أن موضع الفتحة فوق الحرف و موضع
الكسرة تحت الحرف و موضع الضمة وسط الحرف
أو أمامه على ما رويناه عن أبي الأسود
الدُّئِلي فإذا ضبطت قوله عز و جل "الحمد
لله" جعلت الفتحة نقطة بالحمراء فوق الحاء
و جعلت الضمة نقطة بالحمراء امام الدال و
جعلت الكسرة نقطة بالحمراء تحت اللام و
تحت الهاء و كذلك تفعل بسائر الحروف
المتحركة بالحركات الثلاث .
فصل
فأن لحق شيئا من هذه الحركات التنوين جعلت
نقطتين أحدهما الحركة و الثانية التنوين
فأن اتّصلت الكلمة المنوّنة بكلمة أولها
حرف من حروف الحلق و هي الهمزة و الهاء و
العين و الحاء و الغين و الخاء ركّبت
النقطتين و ذلك في نحو قوله "عذاب:اليم" و
"لكل قوم: هاد" و"سميع : عليم" و "لعليّ : حكيم"
و "عفو:ّ غفور" و "عليم: خبير" و شبه و إنما
ركّبتمها من اجل أن التنوين مظهر عند
الحروف فأبعدت النقطة التي هي علامة لتؤذن
بذلك ، وان اتّصل بذلك راء أو لام أو ميم أو

/ 6