حیاة السیاسیة للامام الجواد (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة السیاسیة للامام الجواد (ع) - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

والابتلاء بحر الحديد، وبالسجون، ثالثة.
إلى غير ذلك مما يجده المتتبع ويرى فيه
الحدة الملفتة للنظر في الأحاديث الكثيرة
الواردة في هذا المجال(2).
وقد وردت معظم هذه الأخبار عن الإمام
الصادق [عليه السلام]، وبعضها عن الإمام
الباقر [صلوات الله وسلامه عليه] وما سوى
ذلك فهو نزر قليل..
ـــــــــــــــ
(1) قد أشار إلى ما تقدم سماحة الأخ المحقق
البحاثة الشيخ علي الأحمدي حفظه الله
تعالى.
(2) راجع في هذه الأحاديث كثيرة جداً:
البحار ج72 ص68 حتى89 وج2 ص74و75و79 وسفينة
البحار ج1 ص490و491 وقصار الجمل ج1 ص225 ـ 227.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 12/
الإذاعة.. وآثارها:
ولكن عدم قدرة الشيعة على الكتمان،
وإذاعتهم لأمرهم، وطرحهم لقضاياهم بشكل
علني وسافر، ليس فقط قد ضيع الفرصة عليهم
وعلى الأئمة [عليهم السلام].. وإنما هو قد
نبه الخلفاء العباسيين لحقيقة ما يجري،
وجعلهم يدركون إلى حدٍ ما عمق تأثير فكر
الأئمة [عليهم الصلاة والسلام] في الناس.
وليس فقط قد بدأوا يرصدون حركات الشيعة،
وبالأخص أئمتهم.. وإنما تعرض هؤلاء
الأئمة، وكثير من شيعتهم، لمختلف البلايا
والمحن على أيديهم وضيّقوا على الإمام
الصادق كثيراً وزجوا بالإمام الكاظم [عليه
السلام] في سجونهم بعد ذلك «وبدأوا يقيمون
مجالس البحث والمناظرة(1) ويشجعون عليها من
أجل التعرف على مدى تأثير الأفكار الشيعية
في الناس عموماً، وكانوا كلما وقفوا على
نسبة العمق في تأثيرها انعكس ذلك على
معاملتهم للإمام الكاظم [عليه الصلاة
والسلام] في سجونهم، وبقي [عليه السلام]
ينقل من سجن إلى سجن ومن بلاء إلى بلاء..
وفي بعض النصوص نجد: أنه [عليه الصلاة
والسلام] ينهى هشاماً عن البحث والمناظرة؛
لأن الأمر شديد(2)».
ويكفي أن نذكر في مجال التدليل على مدى
خوفهم من تأثير فكر الإمام [عليه السلام]:
أننا نجد يحيى بن خالد يقول للرشيد: إن
الإمام الكاظم [عليه السلام] ـ السجين
والمراقب منهم!! ـ قد أفسد عليهم قلوب
شيعتهم(3)!!
ـــــــــــــــ
(1) راجع: ترجمة هشام بن الحكم مثلاً، في
قاموس الرجال ج9.
(2) راجع: قاموس الرجال، ج9 ترجمة هشام.
والفقرات المتقدمة أشار إليها المحقق
البحاثة الشيخ علي الأحمدي حفظه الله
تعالى.
(3) الغيبة للشيخ الطوسي ص20، والبحار
للعلامة المجلسي رحمه الله تعالى..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 13/
موازنة:
وإذا كان الإمام الصادق والباقر عليهما
الصلاة والسلام قد اهتما بطرح المعارف
الإسلامية على النطاق الأوسع والأشمل،
ولاسيما في المجال الفقهي، وتعريف الناس
أكبر قدر ممكن من الأحكام الشرعية،
والمعارف الإلهية.. فإننا نجد الإمام
الرضا [صلوات الله وسلامه عليه] يجعل أكبر
همه، ومعظم جهده منصرفاً إلى التأكيد على
الجانب العقيدي، وتركيز المعايير التي من
شأنها أن تحفظ الخط، وتعطيه المناعة
الكافية ضد أي انحراف، أو محاولة استغلال
واستثمار غير مسؤول، من قبل أصحاب المنافع
والأهواء.
الأئمة [عليهم السلام].. في الأمة:
ومهما يكن من أمر.. فإن مما لا ريب فيه هو:
أن خط الأئمة [عليهم السلام] ـ رغم جهود
السلطة لضربه، وتعمية السبل إليه ـ كان
يزداد قوة وعمقاً يوماً عن يوم، ولاسيما
في أوساط الطبقة المثقفة، وفي قطاع
العلماء وأرباب الفكر، وكان الأئمة [صلوات
الله وسلامه عليهم أجمعين] هم محط الأنظار،
ومهوى الأفئدة، ومنتجع الأفكار، ويتمتعون
بالاحترام والتقدير، من مختلف الفئات،
ويقر الجميع بباسق فضلهم، وعظيم تقواهم،
وفائق قدسهم وطهارتهم..
وليس ما جرى للإمام الرضا [عليه السلام] في
نيسابور إلا واحداً من الشواهد الكثيرة،
المعبرة عن مدى احترام الناس، وتقديسهم
للأئمة [عليهم الصلاة والسلام]..
فنجد النص التاريخي يقول: إنه [عليه
السلام] عندما دخل نيسابور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 14/
تعرض له الحافظان: أبو زرعة الرازي، ومحمد
بن أسلم الطوسي، ومعهما من طلبة العلم ما
لا يحصى. وتضرعوا إليه أن يريهم وجهه؛ فأقر
عيون الخلائق بطلعته، والناس على طبقاتهم
قيام كلهم. وكانوا بين صارخ، وباك، وممزق

/ 34