حیاة السیاسیة للامام الجواد (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة السیاسیة للامام الجواد (ع) - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ثوبه، ومتمرغ في التراب، ومقبّل لحافر
بغلته، ومطول عنقه إلى مظلة المهد، إلى أن
انتصف النهار، وجرت الدموع كالأنهار،
وصاحت الأئمة:
«معاشر الناس، أنصتوا، وعوا. ولا تؤذوا
رسول الله [صلى الله عليه وآله] في عترته»
وبعد أن أملى عليهم الحديث الشريف: «لا إله
إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي
الخ».
عد أهل المحابر والدوى؛ فأنافوا على
العشرين ألفاً(1) والشواهد التي تدخل في
هذا السياق كثيرة، لا مجال لاستقصائها..
والذي يظهر من سير الأحداث هو أن الأئمة
[عليهم السلام] بعد الإمام الكاظم [صلوات
الله وسلامه عليه]، قد بلغ من عظمتهم في
نفوس الناس: أن وجد الخلفاء أنفسهم غير
قادرين على إيصال الأذى إليهم بصورة علنية
وسافرة، تثير عواطف الناس، وتجرح مشاعرهم،
كما أنهم من الجهة الأخرى لم يكن يمكنهم أن
يتركوهم وشانهم، يتصرفون بحرية تامة،
وكما يشاءون، وحسبما يريدون(2).
ـــــــــــــــ
(1) راجع: عيون أخبار الرضا ج2 ص135. ومجلة
مدينة العلم، السنة الأولى ص415 عن صاحب
تاريخ النيسابور، وعن المناوي في شرح
الجامع الصغير. والصواعق المحرقة ص202،
وينابيع المودة ص364و385، والبحار ج49
ص123و126و127 والفصول المهمة لابن الصباغ
المالكي ص240 ونور الأبصار ص154 وكشف الغمة ج3
ص98، ومسند الإمام الرضا ج1 ص43،44 عن
التوحيد، ومعاني الأخبار وراجع: نزهة
المجالس ج1 ص22، وحلية الاولياء، ج3 ص192
وأمالي الصدوق ص208و209.
(2) بعض ما تقدم أشار إليه العلامة الأحمدي
حفظه الله..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 15/
ولأجل ذلك.. فقد وجدوا أنفسهم مضطرين
لانتهاج سياسة جديدة، تجاههم [عليهم
السلام].. وما قضية لعبة ولاية العهد
للإمام الرضا [عليه السلام] من قبل
المأمون.. ثم موقفه من الإمام الجواد.. وبعد
ذلك موقف المتوكل العباسي، الرجل الطاغية
والقوي جداً والذي كان من أشد الناس
بغضاً، ونصباً لأهل البيت [عليهم السلام]،
من الإمام الهادي [صلوات الله وسلامه
عليه]، حيث استقدمه إلى سامراء، ليجعله
على مقربة منه؛ فكان يكرمه في ظاهر الحال،
ويبغي له الغوائل في باطن الأمر، فلم
يقدره الله عليه(1)..
ليس كل ذلك.. وسواه مما يدخل في هذا السياق
إلا شاهد صدق، ودليل حق على ما نقول..
سؤال يطرح نفسه:
وأما لماذا لم يتحرك الأئمة [عليهم
السلام] باتجاه تسلم زمام الحكم والسلطان
بالفعل، وبصورة نهائية، وحاسمة، مادام أن
الناس عموماً، إما في خطهم، أو على الأقل
ليس لديهم حساسية تجاه ذلك الخط، ولا
يأبون عن السير فيه، أو التعامل معه..
ولاسيما بملاحظة: أن الطليعة المثقفة
والواعية، التي يهيمن فكرها على مختلف
القطاعات في الأمة.. كانت مدينة لهم [عليهم
السلام].. في فكرها، وفي بناء شخصيتها
وبلورة خصائصها.. حسبما تقدم.. أما لماذا لم
يكن ذلك.. أو حتى لم نجد فيها بأيدينا بوادر
جدية من قبلهم [عليهم السلام] في هذا
الاتجاه.. فإن الإجابة على هذا السؤال
تحتاج
ـــــــــــــــ
(1) الفصول المهمة، لابن الصباغ المالكي
ص226، والإرشاد للمفيد ص314، والبحار ج50 ص203.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 16/
كثير من الدقة والعناية في درس الواقع
الذي عايشه الأئمة [عليهم السلام]،
وتعاملوا معه، وسجلوا موقفاً تجاهه..
ولعلنا غير قادرين على توفير الحد الأدنى
من ذلك في هذه العجالة على الأقل ولكن لا
محيص لنا هنا عن الإلماح إلى الإجابة، أو
إلى مدخل مناسب لها يعطي الباحث تصوراً
مهما كان محدوداً عن واقع تلك الفترة، وعن
مدى إمكانية القيام بحركة حاسمة في هذا
الاتجاه فنقول:
الثورة قبل أوانها خسارة ولو نجحت:
لقد ذكرنا في بحث لنا حول: «نقش الخواتيم
لدى الأئمة [عليهم السلام]» ما لعله يفيد
هنا، في مقام الإجابة على السؤال الآنف
الذكر، ولذا.. فلسوف نكتفي بإيراد هذا
النص، من دون زيادة أو نقصان.. إلى على سبيل
التوضيح، أو التصحيح..
فقد ذكرنا في ذلك البحث: أنه وإن تمكن
الأئمة [عليهم السلام]، من تربية العديد من
العلماء، وتخريج الكثيرين من جهابذة
العلم، وأفذاذ الرجال.. وإن..
«هذا الأمر، وإن كان ينعكس على كافة
القطاعات في الساحة الإسلامية، وكان له
أثر لا ينكر في التكوين الفكري، والعاطفي
في الناس عموماً..

/ 34