دلیل إلی المهدی (علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دلیل إلی المهدی (علیه السلام) - نسخه متنی

سعید ایوب

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إلى الخلافة والولاية

قال:

(نور: لعلّ الأمانة المعروضة على السموات
و الأرض والجبال التي أبَينَ عن حملها و
حمَلَها الإنسان الظلومُ الجهول هي هذا
المقام الإطلاقي فإن السموات و الأرضيين و
ما فيهن حدودات مقيدات حتى الأرواح الكلية
و من شأن المقيَّد أن يأبى عن الحقيقة
الإطلاقية . و الأمانة هي ظلّ الله المطلق
وظّل المطلق مطلق يأبى كل متعين عن حملها و
أما الإنسان بمقام الظلوميّة التي هي
التجاوز عن قاطبة الحدودات و التخطي عن
كافّة التعيَينات و اللاَّ مقامى المشار
إليه بقوله تعالى شأنه على ما قيل: (يا أهل
يثرب لا مقام لكم) والجهولية التي هي
الفناء عن الفناء قابل لحملها فحملها
بحقيقتها الإطلاقية حين وصوله إلى مقام
قاب قوسين و تفكَر في قوله تعالى : ( أو أدنى
) و اطفِ السراج فقد طلع الصبح)(مصباح
الهداية إلى الخلافة و الولاية ص96).

أقول:

إنَّ الفناء عن الفناء من المراتب
الراقية للإنسان حيث لا يتوجَّه الإنسان
إلى نفسِه أصلاً (بل هو فانٍ في الله) و لا
يتوجَّه إلى عدم توجُّهه و فنائه ( لأنَّ
التوجُّه إلى الفناء هو نوعٌ من
الأنانيَّة ) .

قال مولانا جلال الدين الرومي:

(در خدا كُم شَو كمال اينست وبس كُم شدن
كُم كُن وصال اينست)

افن في الله فهو الكمال ليس إلاّ و افن في
فنائك فهو الوصال ليس إلاّ.

ماذا يعني ( ربُّـك ) ؟

ولنرجع إلى الآية المباركة فنقول إِنَّ
إضافة الربّ إلى ضمير الكاف في قوله ( ربّك
) تشير إلى أنّ القضية راجعة إلى شخص
النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ،
فالله بما أنه ربّ النبي قال للملائكة
إنّي جاعل في الأرض خليفة، فالخلافة إذاً
لها مساس جذري بشخصيّة النبي صلى الله
عليه وآله وسلَّم.

حديث الملائـكة

ثمَّ إنَّ لحن كلام الملائكة حيث قالوا:

(..أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ
فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ
نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ..)
(البقرة/30).

وإن كان الظاهر منه الاحتجاج أو التعجُب
إلاّ أنَّهم لم يكونوا بصدد ذلك كيف وهم

(..عِبَادٌ مُكْرَمُونَ*لاَ
يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ
بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)(الأنبياء/26،27).

فماذا كانوا يهدفون من قولهم هذا ؟ إنَّهم
كانوا يريدون أن يطَّلعوا على حقيقة الأمر
في مسألة الخلافة الإلهية فكانوا لا يرون
عملاً أعظم ممّا يمارسونه هُم من التسبيح
بحمده تعالى والتقديس غافلين عن مرحلةٍ
أخرى والتِّي هي أعظم من التسبيح والتقديس
وهي العبوديَّة التِّي هي جوهرة كنهها
الربوبيَّة ! ومن هنا كانوا يتسائلون حول
هذه الخلافة ؟ وكانوا يتوقعون الوصول إلى
مستوى الإستخلاف كما في الحديث :

(عن الصادق عليه السلام ...يا ربِّ إن كنت
ولابدَّ جاعلاً في أرضك خليفةً فاجعله
منّا)(بحار الأنوار ج 11 ص 108 رواية
17الباب1-ج57 ص 367 رواية 4 باب4-ج 61 ص 299 رواية 7
باب47-ج 63 ص 83 رواية 38 باب2-ج 99 ص 32 رواية 7
باب4)

ومن ناحية أخرى كانت الملائكة قد اطلعت
ومن قبل أن يُخلق الإنسان أنَّه بخروجه من
الجنَّة سوف يرتكب الجرائم البشعة من
الإفساد في الأرض بل سفك الدماء حيث
يقولون:

(..أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ
فِيهَا وَيَسْفِكُ
الدِّمَاءَ..)(البقرة/30).

أما كيف علموا ذلك فلسنا بصدد الحديث عنه
هنا - فبناءً على ذلك يكون استفهام
الملائكة أمراً طبيعيّاً وفي محلِّه .

إقنـاع الملائـكة

وكيف أجابهم الله جلَّ شأنه؟

(..قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ
تَعْلَمُونَ)(البقرة/30).

فلم يُنكر سبحانه تلك الأمور أعني
الإفساد في الأرض وسفك الدماء كظاهرة سوف
تصدر من هذا البشر بل الظاهر أنَّه قد
قرَّرها ، ولكنه سبحانه بيَّن للملائكة
أنَّهم جاهلون بما يعلمه هو .

وهاهنا يتوجَّه سؤال وهو: ماذا كان يعلم
الله سبحانه وتعالى؟ هذا ما سيتبيَّن من
خلال البحث . قال سبحانه:

(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ
كُلَّهَا..)(البقرة/31).

هناك ارتباط وثيق بين الإسم والمُسمّى
بحيث كلما يذكر الاسم وكأنَّ المُسمى قد
حضر لدى السامع ، لأنَّ الاسم ليس هو إلاّ
مرآة للمسمَّى ولهذا قالوا أنَّ وجود
الاسم هو وجود المسمى أو بالأحرى تنزيل
للمسمّى وتجلٍّ له ولهذا نشاهد انتقال
الجمال والقبح من المسمَّى إلى الاسم.

/ 51