جنة المأوی فی ذکر من فاز بلقاء الحجة (ع) أو معجزته فی الغیبة الکبری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جنة المأوی فی ذکر من فاز بلقاء الحجة (ع) أو معجزته فی الغیبة الکبری - نسخه متنی

حسین النوری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحكاية الأولى
حدث السيد المعظم المبجل بهاء الدين علي
بن عبد الحميد الحسيني النجفي النيلي
المعاصر للشهيد الأول في كتاب الغيبة عن
الشيخ العالم الكامل القدوة المقرئ
الحافظ المحمود الحاج المعتمر شمس الحق و
الدين محمد بن قارون قال دعيت إلى امرأة
فأتيتها و أنا أعلم أنها مؤمنة من أهل
الخير و الصلاح فزوجها أهلها من محمود
الفارسي المعروف بأخي بكر و يقال له و
لأقاربه
===============
(203)
بنو بكر و أهل فارس مشهورون بشدة التسنن و
النصب و العداوة لأهل الإيمان و كان محمود
هذا أشدهم في الباب و قد وفقه الله تعالى
للتشيع دون أصحابه. فقلت لها وا عجباه كيف
سمح أبوك بك و جعلك مع هؤلاء النواصب و كيف
اتفق لزوجك مخالفة أهله حتى ترفضهم فقالت
يا أيها المقرئ إن له حكاية عجيبة إذا
سمعها أهل الأدب حكموا أنها من العجب قلت و
ما هي قالت سله عنها سيخبرك. قال الشيخ فلما
حضرنا عنده قلت له يا محمود ما الذي أخرجك
عن ملة أهلك و أدخلك مع الشيعة فقال يا شيخ
لما اتضح لي الحق تبعته اعلم أنه قد جرت
عادة أهل الفرس أنهم إذا سمعوا بورود
القوافل عليهم خرجوا يتلقونهم فاتفق أنا
سمعنا بورود قافلة كبيرة فخرجت و معي
صبيان كثيرون و أنا إذ ذاك صبي مراهق
فاجتهدنا في طلب القافلة بجهلنا و لم نفكر
في عاقبة الأمر و صرنا كلما انقطع منا صبي
من التعب خلوه إلى الضعف فضللنا عن الطريق
و وقعنا في واد لم نكن نعرفه و فيه شوك و
شجر و دغل لم نر مثله قط فأخذنا في السير
حتى عجزنا و تدلت ألسنتنا على صدورنا من
العطش فأيقنا بالموت و سقطنا لوجوهنا.
فبينما نحن كذلك إذا بفارس على فرس أبيض قد
نزل قريبا منا و طرح مفرشا لطيفا لم نر مثله
تفوح منه رائحة طيبة فالتفتنا إليه و إذا
بفارس آخر على فرس أحمر عليه ثياب بيض و
على رأسه عمامة لها ذؤابتان فنزل على ذلك
المفرش ثم قام فصلى بصاحبه ثم جلس للتعقيب.
فالتفت إلي و قال يا محمود فقلت بصوت ضعيف
لبيك يا سيدي قال
===============
(204)
ادن مني فقلت لا أستطيع لما بي من العطش و
التعب قال لا بأس عليك. فلما قالها حسبت
كأن قد حدث في نفسي روح متجددة فسعيت إليه
حبوا فمر يده على وجهي و صدري و رفعها إلى
حنكي فرده حتى لصق بالحنك الأعلى و دخل
لساني في فمي و ذهب ما بي و عدت كما كنت
أولا. فقال قم و ائتني بحنظلة من هذا
الحنظل و كان في الوادي حنظل كثير فأتيته
بحنظلة كبيرة فقسمها نصفين و ناولنيها و
قال كل منها فأخذتها منه و لم أقدم على
مخالفته و عندي أمرني أن آكل الصبر لما
أعهد من مرارة الحنظل فلما ذقتها فإذا هي
أحلى من العسل و أبرد من الثلج و أطيب ريحا
من المسك شبعت و رويت. ثم قال لي ادع صاحبك
فدعوته فقال بلسان مكسور ضعيف لا أقدر على
الحركة فقال له قم لا بأس عليك فأقبل إليه
حبوا و فعل معه كما فعل معي ثم نهض ليركب
فقلنا بالله عليك يا سيدنا إلا ما أتممت
علينا نعمتك و أوصلتنا إلى أهلنا فقال لا
تعجلوا و خط حولنا برمحه خطة و ذهب هو و
صاحبه فقلت لصاحبي قم بنا حتى نقف بإزاء
الجبل و نقع على الطريق فقمنا و سرنا و إذا
بحائط في وجوهنا فأخذنا في غير تلك الجهة
فإذا بحائط آخر و هكذا من أربع جوانبنا.
فجلسنا و جعلنا نبكي على أنفسنا ثم قلت
لصاحبي ائتنا من هذا الحنظل لنأكله فأتى
به فإذا هو أمر من كل شيء و أقبح فرمينا به
ثم لبثنا هنيئة و إذا قد استدار من الوحش
ما لا يعلم إلا الله عدده و كلما أرادوا
القرب منا منعهم ذلك الحائط فإذا ذهبوا
زال الحائط و إذا عادوا عاد. قال فبتنا تلك
الليلة آمنين حتى أصبحنا و طلعت الشمس و
اشتد الحر
===============
(205)
و أخذنا العطش فجزعنا أشد الجزع و إذا
بالفارسين قد أقبلا و فعلا كما فعلا
بالأمس فلما أرادا مفارقتنا قلنا له بالله
عليك إلا أوصلتنا إلى أهلنا فقال أبشرا
فسيأتيكما من يوصلكما إلى أهليكما ثم
غابا. فلما كان آخر النهار إذا برجل من
فراسنا و معه ثلاث أحمرة قد أقبل ليحتطب
فلما رآنا ارتاع منا و انهزم و ترك حميره
فصحنا إليه باسمه و تسمينا له فرجع و قال
يا ويلكما إن أهاليكما قد أقاموا عزاءكما
قوما لا حاجة لي في الحطب فقمنا و ركبنا
تلك الأحمرة فلما قربنا من البلد دخل
أمامنا و أخبر أهلنا ففرحوا فرحا شديدا و
أكرموه و اخلعوا عليه. فلما دخلنا إلى
أهلنا سألونا عن حالنا فحكينا لهم بما
شاهدناه فكذبونا و قالوا هو تخييل لكم من
العطش. قال محمود ثم أنساني الدهر حتى كان
لم يكن و لم يبق على خاطري شيء منه حتى بلغت
عشرين سنة و تزوجت و صرت أخرج في المكاراة و

/ 52