مرأة العظیمة قراءة فی حیاة السیدة زینب بنت علی (علیهما السلام) نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

مرأة العظیمة قراءة فی حیاة السیدة زینب بنت علی (علیهما السلام) - نسخه متنی

حسن الصفار

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بينما الحسن بن علي يخطب بعدما قتل علي إذ
قام اليه رجل من الأزد آدم طوال ، فقال :
لقد رأيت رسول الله ( صلى الله علي وآله )
واضعه في حبوته يقول " من أحبني فليحبه
فليبلغ الشاهد الغائب " ولولا عزمه من رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) ما حدثتكم (5) .
ومما دفع الناس الى مبايعة الإمام الحسن
ما عرفوه من صفاته وكفاءاته التي لا
يدانيه فيها أحد ، فهو أفضل الأمة بعد أبيه
علي .
فهذا أنس بن مالك يقول : لم يكن أشبه برسول
الله من الحسن (6) .
وتذاكر قوم من الصحابة يوماً حول من أشبه
النبي من أهله ، فقال عبدالله بن الزبير ،
أنا أحدثكم بأشبه أهله به وأحبهم اليه
الحسن بن علي (7) .
وهذا عبدالله بن عمر وهو جالس في مسجد
الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بالمدينة في
حلقة فمرّ الحسن بن علي ، فقال : " هذا أحب
أهل الأرض الى أهل السماء " (8) .
ويقول عمرو بن اسحاق : ما تكلم أحد أحب
اليّ أن لا يسكت من الحسن بن علي وما سمعت
منه كلمة فحش قط (9) .
____________
(5) ( الاصابة في تمييز الصحابة ) ابن حجر ج 1
، ص 329 .
(6) المصدر السابق ص 329 .
(7) المصدر السابق ص 329 .
(8) ( در السحابة في مناقب القرابة والصحابة
) الشوكاني ص 289 .
(9) ( أئمتنا ) علي دخيل ج 1 ، ص 167 .
---------------
( 143 )
وعن واصل بن عطاء : كان الحسن بن علي عليه
سيماء الأنبياء وبهاء الملوك (10) .
وقال محمد بن اسحاق : ما بلغ أحد من الشرف
بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ما
بلغ الحسن كان يبسط له على باب داره ، فاذا
خرج وجلس ، انقطع الطريق ، فما يمر أحد من
خلق الله اجلالاً له ، فاذا علم قام ودخل
بيته فمر الناس ، ولقد رأيته في طريق مكة
ماشياً فما من خلق الله رآه الا نزل ومشى ،
وحتى رأيت سعد بن أبي وقاص يمشي (11) .
ولأن الإمام الحسن بعد ذلك وصي أبيه أمير
المؤمنين ، فلهذه العوامل جميعاً بادر
الناس الى مبايعته ، فقد انبرى عبيدالله
بن العباس مخاطباً الجمع الحاشد الذي
اجتمع بعد مقتل الإمام علي قائلاً :
معاشر الناس هذا ابن نبيكم ـ يعني الحسن ـ
ووصي إمامكم فيايعوه فهتف الناس مستجيبين
قائلين : " ما أحبه الينا وأوجب حقه علينا ،
وأحقه بالخلافة " (12) .
وهكذا بويع الإمام الحسن بالخلافة في
الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة (40 هـ ) ،
بايعه الناس في الكوفة والبصرة والمدائن
وجميع أهل العراق ، وبايعته فارس
والحجازيون واليمانيون وجميع البلاد
الإسلامية ، لكن معاوية بن أبي سفيان أصر
على التمرد كما كان موقفه من خلافة الإمام
علي ، بل وبدأ يعد العدة ويحشد الجيوش
للزحف على عاصمة الخلافة الشرعية الكوفة ،
ولم تنجح الجهود التي بذلها الإمام الحسن
من رسائل ومبعوثين الى معاوية من ثنيه عن
موقفه المتمرد الخارج على الشرعية .
____________
(10) المصدر السابق ص 168 .
(11) المصدر السابق ص 168 .
(12) ( حياة الإمام الحسن ) القرشي ج 2 ، ص 34 .
---------------
( 144 )
فصصم الإمام الحسن على مواجهة بغي معاوية
، واستنهض جمهوره وعبأهم للقتال ، بعد ما
بلغته أنباء تحرك جيش معاوية باتجاه
العراق وقوامه ( 60 الفاً ) ، وقيل أكثر من
ذلك (13) .
لكن الظروف لم تكن في صالح الإمام الحسن ،
فقد كان جيشه وجمهوره متعباً منهكاً من
الحروب الثلاثة التي خاضها مع الإمام علي
، كما كان الجيش والجمهور موزّع الولاء
والاتجاه للتيارات المختلفة ومنها
الخوارج وأصحاب المطامع ، وبلغ تعداد جيش
الإمام الحسن ( 40 الفاً ) على أرجح الروايات
التاريخية (14) .
واجتهد معاوية بن أبي سفيان كثيراً
لتفتيت وتخريب الجبهة الداخلية لمعسكر
الإمام الحسن فبث في أوساطه العملاء الذين
ينشرون الأشاعات المثبطة والتشكيكات ، كما
كثف مساعيه لأغراء واستقطاب العديد من
الزعماء والرؤساء والشخصيات في معسكر
الإمام ، بتقديم المبالغ المالية الضخمة
لهم وتطميعهم بالمناصب والمواقع .
وبالفعل فقد تخلى عن الإمام الكثير من
قيادات جيشه حتى ابن عمه عبيدالله بن
العباس والذي كان يقود مقدمة جيش الإمام
لمواجهة معاوية ، حيث أغراه معاوية بمبلغ
مليون درهم فتسلل منحازاً الى معاوية ومعه
ثمانية الآف جندي من أصل اثني عشر ألفاً
كان يقودهم ! ! .
كل ذلك أدى الى اضطراب جيش الإمام ، مما
جرأ البعض منهم على النيل من هيبة الإمام

/ 88