مرأة العظیمة قراءة فی حیاة السیدة زینب بنت علی (علیهما السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مرأة العظیمة قراءة فی حیاة السیدة زینب بنت علی (علیهما السلام) - نسخه متنی

حسن الصفار

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

شخصياً ومحاولة اغتياله وقد هجم جماعة من
معسكر الإمام على مضاربه وسرداقه
وانتهبوا أمتعته ، وتضيف بعض المصادر أنهم
نزعوا بساطاً كان يجلس عليه وسلبوا رداءه ،
كما خاطبه أحد الخوارج وهو الجراح بن سنان
قائلاً :
أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل ! .
____________
(13) المصدر السابق ص 71 .
(14) المصدر السابق ص 80 .
---------------
( 145 )
وجرت ثلاث محاولات لأغتيال الإمام في
معسكره (15) .
هذه الظروف المؤلمة الحرجة دفعت الإمام
الحسن لأعادة النظر في قرار المواجهة
والقتال مع معاوية ، لعدم تكافؤ المعسكرين
عدداً وعدة وتماسكاً ، مما يجعل مستقبل
المواجهة والحرب لصالح معاوية حتماً ،
وذلك يعني الأخطار والمضاعفات الكبيرة
على وضع الأمة الإسلامية ككل وخط أهل
البيت ( عليهم السلام ) بشكل خاص .
لذلك قرر الإمام الحسن الأستجابة الى
دعوة الصلح التي كان معاوية يلح في طرحها ،
وتنازل الإمام عن الخلافة والحكم بشروط
قبلها معاوية ومن أهمها العمل بكتاب الله
وسنة نبيه ، وعدم الظلم والأعتداء على
حقوق الناس وخاصة أهل البيت وأتباعهم ،
وأن تكون الخلافة بعد معاوية للإمام الحسن
أو حسب اختيار المسلمين .
وتم الصلح حوالي شهر ربيع الأول سنة ( 41 هـ
) أي بعد ستة أشهر من خلافة الإمام الحسن (
عليه السلام ) .
بالطبع كان مؤلماً للإمام الحسن ولأهل
بيته وأتباعه أن يروا معاوية متسلطاً على
المسلمين متحكماً في أمورهم ، وأن يلاحظوا
الأنحرافات الكبيرة الخطيرة التي يقوم بها
دون رادع أو مانع ، لكن ماذا يصنع الإمام
الحسن وقد خانته الظروف ولم تخلص له الأمة
؟ .
وانفعل العديد من المخلصين من أتباع
الإمام لما حدث ، ووجهوا للإمام الحسن
عتابهم الحاد الجارح على قرار الصلح ، لكن
الإمام بقلبه الواسع وحلمه الكبير كان
يعذرهم على انفعالهم ، ويوضح لهم حقيقة
الموقف وأبعاده .
وبعد الصلح بقي الإمام في الكوفة أياماً
وهو مكلوم القلب قد طافت به الهموم
والالام ، يتلقى من شيعته مرارة الكلام ،
وقسوة النقد ، ويتلقى من معاوية
____________
(15) المصدر السابق ص 106 .
---------------
( 146 )
وحزبه الاستهانة بمركزه الرفيع ، وهو مع
ذلك صابر محتسب ، قد كظم غيظه ، وأوكل الى
الله أمره ، وقد عزم على مغادرة العراق ،
والشخوص الى مدينة جده (16) .
وطلب منه بعض أهل الكوفة البقاء عندهم ،
لكنه لم يستجب لهم وكان يوم سفره مشهوداً
في الكوفة حيث خرج الناس بمختلف طبقاتهم
الى توديعه ، وهم ما بين باك وآسف .
ولم تكن العقيلة زينب بعيدة عن تلك
الأحداث القاسية ، بل كانت الى جانب أخيها
الحسن تشاطره معاناته ، وتعيش معه آلام
الأمة المنكوبة . . وقد غادرت الكوفة مع
أخيها الى مدينة جدها ومسقط رأسها بعد أن
قضت في الكوفة حوالي خمس سنوات مليئة
بالحوادث والآلام ، ومن أشدها وأفجعها فقد
أبيها علي .
وفي المدينة واصلت السيدة زينب تحمل
مسؤليتها في الهداية والأرشاد وبث
المعارف الوعي ، كما كانت تشارك أخاها
الإمام الحسن مواجة اساءات الحكم الأموي
وانحرافاته ، حيث لم يلتزم معاوية بأي شرط
من شروط الصلح ، وصار يحكم المسلمين حسب
رغباته وشهواته بعيداً عن تعاليم كتاب
الله وسنة رسوله ، كما كان يوجه سهام بغيه
وحقده صوب أهل البيت ( عليهم السلام )
وشيعتهم ، فسن شتم الإمام علي على المنابر
، وقتل خيار أتباعه ، وضيق على شيعته ،
وصار يخطط لتنصيب ولده يزيد خليفة وحاكماً
على الأمة من بعده .
بالطبع كان وجود الإمام الحسن يقلق
معاوية ، ويعرقل بعض مخططاته الفاسدة ،
لذلك فكر في تصفية الإمام الحسن والقضاء
على حياته ، فأغرى زوجته جعدة بنت الأشعث
بمائة ألف درهم ، ووعدها بأن يزوجها ولده
يزيداً إن هي دست السم للإمام الحسن وقضت
على حياته .
واستجابت جعدة لتلك الأغراءات وألقت السم
الفتاك الذي بعثه اليها معاوية في طعام
الإمام الحسن ، فتقطعت بذلك كبده وامعاؤه
واستعد لمفارقة الحياة .
____________
(16) المصدر السابق ص 285 .
---------------
( 147 )
ورأته أخته زينب وهو في فراش الموت ،
فانفطر قلبها لمأساة أخيها وتجددت عليها

/ 88