مرأة و السیاسة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مرأة و السیاسة - نسخه متنی

طوبی کرمانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المرأة والسياسة

أ.د.طوبى كرماني

عضو الهيئة العلمية لجامعة طهران

قال رسول الله(ص): «مااكرمَ النساء إلاّ كريمٌ وما اهانهُن الاّ لئيمٌ».

إنّ موضوع مشاركة المرأة في المسائل السياسية قد شغل جزءاً مهماً من الكلام على حقوقها، وذلك لأنّ المرأة قدسلبت حقوقها السياسية مثلما سلبت حقوقها الأخرى، على الرغم من وجود الحركات السياسية النسوية التي تدل على وجود الشعور السياسي لديهن. إنّ مجرد ذكر حقوقها المساويةلحقوق الرجل في قوانين الدول المختلفة لم يكن يغني من الحق شيئاً، لذا اخذنا نرى تداول الحديث حول ضرورة المشاركة الفعالة والواقعية للمرأة، والطرق الكفيلة بجعلهاتتمتع فعلاً بتلك الحقوق.

تعريف المشاركة السياسية

ان حضور افراد المجتمع واشتراكهم في الساحة السياسية لتعيين مصيرهم يسمّى بالمشاركة السياسية،وهي سلوك يترك أثره ويستهدف التأثير في القرارات الحكومية، ومن حيث الأساس يمكننا أن نقول إن مشاركة المرأة السياسية بصورة عامة، تابعة للنظام العام لمشاركة المجتمع فيالسياسة وهي تتأثر بمجموعة عوامل خاصة الثقافية والاجتماعية

والاقتصادية والسياسية، كما أن النظام العام للمشاركة السياسية، تابعٌ لمجموعة بينالمقاييس على المستويات المختلفة، بحيث تترك ، أثرها على حدوث المشاركة وماهيتها، وتوسعها، وكيفيتها ونتائجها.

منذ بداية القرن الثامن عشر حصل تقدّم ملحوظ فيافكار عصر النهضة أدى الى ظهور أفكار جديدة ومبتكرة في الفلسفة والتأريخ والحكومة والحقوق الطبيعية، ولكن كثيراً من المفكرين في ذلك الوقت، الذي سُمّي بالعصر الثقافي،ومنهم: مونتسكيو وروس وبلاكيستون أبدوا نظرات جديدة حول موضوع الحكومة والسياسة وارادة الشعوب والقانون، فأكدوا ضرورة المساهمة بشكل أكبر في الانتخابات العامة ومجلسالنواب. وفي بداية القرن التاسع عشر وبعد جهود وتظاهرات وإضرابات عن العمل، استطاعت المرأة ان تحصل على حق المشاركة في اعطاء الرأي في الانتخابات، وفي الوقت نفسه كانالاعتقاد سائداً بأن لا تناسب بين المرأة والسياسة وأن السياسة للرجل. وفي النهاية، في سنة 1987 وصل عدد الدول التي منحت المرأة حق المشاركة في الانتخابات الى 115 دولة، ولكنعدد الدول التي منحت المرأة حق العضوية في مجلس النواب، والمساهمة في ادارة شؤون الحكم لازال معدوداً. على أيّ حال، إذا افترضنا إننا متفقون مع أرسطو في قولـه: «إنّالانسان حيوان سياسي» فإننا سنلاحظ أن المرأة الشرقية المتأخرة كالمرأة الغربية المتحضرة، تطالب بالقضاء على القيم القديمة وبتحقيق الحرية والمساواة للمرأة، وكلتاهماتنظران الى التأريخ كأنه مذكر، وتعترضان على النظام الاجتماعي التقليدي الذي يعطي الشرعية للذكور فقط. هذه المرأة تنتهز الفرص للحصول على حقوقها المساوية لحقوق الرجل،والمشاركة في ادارة شؤون الدولة بصورة عامة وتطالب بإعادة النظر في دور المرأة التقليدي في كيان العائلة. ولكن في هذا الاعتراض على النظام تبدو هنالك ثلاثة خطوط فكريةرئيسة:

اولاً: التمحور حول الانسان.

ثانياً: الثقافة التقليدية.

ثالثاً: الثقافة الايمانية.

يعتقد (ويل ديورانت) أن سبب تحرّرالمرأة هو حدوث الثورة الصناعية وظهور الآلة، لا سبب المرأة نفسها. ويقول: «إنّ الرأسمالية صنعت من المرأة سلعة للهّو، وانها لأنوثتها بامكانها أن تمنع العامل والموظفوالمثقف في ساعات فراغهم من أن يفكروا بأمور مخالفة للنظام الرأسمالي الطبقي. وهم من جانب آخر استغلوا المرأة للاعلام الدعائي من أجل ترغيب الناس لشراء المنتوجاتالصناعية بالنظر الى قدرتها على جذب الزبائن بالاغراء والتصنع. ولهذا عند ما نلقي نظرة على الاحصاءات الموجودة، نرى بكل عجب أنه على الرغم من الحضور الجسماني الواسعللمرأة في المجتمع، فإن حضورها الفكري والحقيقي ضعيف، مع الأسف جداً وخاصة في الحكومة والمناصب السياسية العليا.

واذا ما تصفحنا تأريخ حقوق المرأة، وخاصةالحقوق السياسية، نلاحظ ما يلي:

اولاً: عصر الوحشية والبربرية يوم كانت المرأة لا تعد انساناً.

ثانياً: عصر المدنية القديمة في مصر واليونان وايران وكلدةوآشور والهند والصين.

ثالثاً: عصر ظهور الاسلام ودوره في إعطاء الحقوق الحقة للمرأة والرجل، فقد كان له الأثر في سائر الأنظمة الحقوقية في العالم إذ اعطي لأوّلمرة للمرأة حقوقها السياسية والمالية في نطاق واسع، ولكن من المسلم به إن مشاركة المرأة في المواضيع السياسية، له ارتباط مباشر بالمستوى الثقافي والسياسي للمجتمع.غابريل آلموند يتناول هذا الموضوع بالبحث فيقول: إن هناك عوامل لها أثرها الكبير في الثقافات السياسية:

1ـ الثقافة المحدودة.

2- ثقافة التبعية.

3-الثقافة المختلطة.

وفي الثقافة المختلطة يتجه الناس الى المشاركة في الانتخابات والأحزاب

السياسية بشكل إيجابي.

تحصل المشاركةبصور مختلفة كالآتي:

اولاً: المشاركة الفعالة في الامور السياسية للمجتمع، حتى على صعيد اتخاذ القرار.

ثانياً: المشاركة في البرامج التنفيذية.

ثالثاً: المشاركة الفكرية والإجتماعية.

رابعاً: المشاركة في التركيب الإقتصادي.

اما الموانع التي تقف امام مساهمة المرأة سياسياً فهي:

اولاً:دور المرأة في التوليد.

ثانياً: مسؤوليتها في تربية الجيل والمسؤوليات المترتبة على ذلك.

ثالثاً: عدم حماية الزوج.

رابعاً: تحكم الرجل فيالعائلة.

خامساً: عدم تساوي مجالات اشتغال المرأة.

سادساً: تحفظ النساء من اظهار عقائدهن.

سابعاً: المطامع الرأسمالية.

ثامناً: اختلافالفرص الموجودة في القانون تجاه المرأة.

تاسعاً: وجود النظام الطبقي.

عاشراً: الإعتقاد الخاطئ حول حضور المرأة سياسياً في المجتمع، والحالة النفسيةالمترتبة على ذلك.

العوامل المؤثرة في فعالية المرأة:

اولاً: دور قادة المجتمع في الحصول على حماية الناس.

ثانياً: دور وسائل الإعلام (الصحفوالاذاعة والتلفزيون).

ثالثاً: دور الحكومة.

رابعاً: دور القوانين والقرارات الحكومية. ونوع التفكير الحاكم عليها.

خامساً: وجهة نظر واضعيالقوانين ونفسيتهم.

أمّا النتائج الجميلة الحاصلة من المشاركة السياسية للنساء، فهي:

اولاً: خروج المرأة من نطاق طبقة ذوي الفكر المحدود،وتسلم المسؤوليات السياسية وتربية الجيل الذي سيحمل المسؤولية السياسية والإجتماعية في المستقبل.

ثانياً: مساهمة المرأة في السياسة ستكون مقدمة إلى تنمية روحالعزم واتخاذ القرارات وتقوية روح الوحدة في أبناء المجتمع.

ثالثاً: مساهمة المرأة سياسياً ستعطي النظام الحاكم شرعيته السياسية كاملة، إذ بخلاف ذلك سيجعلشرعية النظام ناقصة.

رابعاً: مساهمة النساء سياسياً يعني الإستثمار الكامل لجميع افراد المجتمع.

خامساً: مساهمة النساء سياسياً سيؤدي الى النمو السياسيفي المجتمع.

إنّ الملاحظات الميدانية تدل على أن مساهمة المرأة، في الأمور السياسية تعتبر قضية هامشية، وتؤكد أن دورها غير ايجابي، وعلى الرغم من اشتغالهنالواسع ، فلا زلن يعملن في المستويات الدنيا. وفي بعض الدول العربية، لازلن ممنوعات من المساهمة في مجلس النواب وإعطاء الرأي. وفي بعض المجتمعات تطلق على المرأة كلماتجميلة وبراقة من أجل استغلالها لأغراض الرجل الخاصة، وفي الحقيقة ليس الايمان بدور المرأة السياسي.

يقول (ويل ديورانت): «إنّ المرأة قبل كل شيء تفكر ببيتهاوعائلتها وإذا كنا نرى أحياناً في أيام شبابها تميل إلى بعض العبارات السياسية المغرية، فهذا الميل والتوجه مؤقت ويذوب بمجرد حصولها على الزوج المطلوب». نرى نظير هذاالضرب من التفكير في كتاب «عائشة والسياسة» لسعيد الأفغاني إذ يقول بصراحة: «إن ادارة الأمور والسياسة تتطلب تعمقاً في الفكر، واستحكاماً في المنطق والمحاسبة الدقيقةوصبراً وتحملاً والوقوف أمام العواطف، وكل هذه الصفات لا نجدها في المرأة! النساء خلقن للبيت وتربية الاطفال فقط ودخولهن في ساحة السياسة يعني خروجهن من الفطرة الإلهيةوتنتهي إلى فساد المجتمع وتحطيمه» بانه في كلامه هذا، يستند إلى حديث نبوي لا يعلم مدى صحته، استخرجه من «مسند أبي داود الطيالي (صفحه 118)» القائل فيها: «لن يفلِح قوماسندوا امرهم إلى إمراة». ويناقض هذا الكاتب نفسه عندما يؤكد ضرورة حضور المرأة في ساحة الحرب، مما يثير التساؤل: ألا يُعتبر

الجهاد والدفاع والكفاحضد العدو من أسمى إنواع المساهمة السياسية للمرأة؟ ألا يُعتبر هذا الامر في تلك الظروف القاسية للمرأة يوم كانت تدفن وهي حيّة؛ ان الإسلام أراد أن يجعلها تساهم في جميعالأمور السياسية، واهمها الحرب؟ ألم يكن استشهاد أول شهيدة في الاسلام «سمية» حركة سياسية؟ ألم تكن بيعة النساء للنبي(ص) في «رضوان» و«ليلة العقبة» حركة سياسية؟ ألاتعتبر هجرة النساء من أهم المسائل السياسية؟ ألم تلقِ فاطمة الزهراء (ع) كلمة سياسية غراء في مسجد النبي(ص) في المدينة دفاعاً عن حقوقها؟ وخطبة زينب(ع) في الكوفة والشام،ألم تكن حركة سياسية ؟ ألم تكن صلاة خديجة(ع) مع النبي وعلي عليهما السلام في صدر الاسلام حركة سياسية؟

إنّ قيادة المجتمع الإسلامي، في الفكر الإسلامي، يستلزمدرجة الفقاهة والإجتهاد. أفلا يحق للنساء أن يصلن إلى هذه الدرجة من الاجتهاد والفقه في الشارع المقدس، فيسمح لهن بأن يساهمن في المسائل القيادية والسياسية على أعلىصعيد ممكن؟ وهذه زينب(ع) في يوم عاشوراء بعد استشهاد اخيها الحسين(ع) تصبح القائدة الوحيدة ومرجعاً للإفتاء، فكيف يجوز لنا ان نقول إنه ليس للمرأة في الإسلام حق فيالمساهمة السياسية؟!

وفي الختام لنا اقتراحات:

اولا: بما أن للمرأة دوراً مهما في معرفة الظروف السياسية للمجتمع فيجب ان نبذل الجهود لإزالة هذا النقص منالمجتمع.

ثانياً: لنجعل للمرأة حضوراً فعالاً في المجالات السياسية.

ثالثاً: علينا ان نعلنها ثورة ثقافية من أجل إخراج المرأة من حالة التحجّر السائدة.

رابعاً: لنسعَ من أجل رفع التمايز السائد في حقوق المرأة ووضع قوانين تناسب شأنها.

/ 1