مختصر المفید فی تفسیر القرآن المجید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مختصر المفید فی تفسیر القرآن المجید - نسخه متنی

السید محمد باقر الصدر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المختصر المفيد في تفسير

الكتاب المجيد

الاسراء 282

سورة الاسراء

1- الاسراء حادثة ورحلةعجيبة وقعت ليلاً للرسول من المسجد الحرام - وقيل من الحرم المحيط به - الى المسجد الأقصى، قبل الهجرة. وهناك اخبار بتكرر هذه الحادثة، واختلف العلماء في كيفيته وكيفيةالمعراج الذي تم بعده من المسجد الاقصى - المبارك هو وما حوله باعتباره ارض الانبياء - الى السماء وجاءت فيهما اخبار كثيرة. ونحن نجيز فيه مايجيزه العقل القطعي دون ذلك،ونمشي فيه مع الظواهر اذا قويت الاسناد. وعلى اي حال فانه يكشف عن سمو نفسي رفيع له (ص) وعن اختصاص له بالكرامة ورؤية اسرار الخلق وآيات الله. ويبقى متمتعاً بأعلى صفة وهي(العبودية) .

2- والكتاب هوالشريعة التي اعطيت لبني اسرائيل لتهديهم الى الحياة الامثل حياة العبودية لله والاتكال عليه وحده .

3- وهكذا يستمر الهدى الالهيلينظم حياة ذرية المؤمنين الذين حملهم نوح معه في سفينته اجيالاً بعد اجيال عناية مستمرة من الله بعبيده المؤمنين وجزاء لخط النبوة العابد الشاكر لأنعم الله.

4-لقد قضى الله لبني اسرائيل في التوراة أنهم سيفسدون في الارض مرتين وسيستكبرون ويعلون ويسيطرون على فلسطين مفسدين طاغين .

5- وعند ما تحين المرة الاولى يبعث اللهعليهم عباداً أقوياء ينتقمون من بني إسرائيل يستبيحون طول البلاد وعرضها وكان ذلك أمراً محتماً.

6- وحين يتعالى طغيان الاحتلال ويرجع بنو اسرائيل الى اللهويصلحون امرهم يرد الله لهم القوة البشرية والمالية والتعبوية ليطردوا المحتلين الظالمين.

7- وهذه حقيقة يجب ان تعيها البشرية وان كان الخطاب متوجهاً لبنياسرائيل ذلك ان الاحسان والصلاح يعود لنفس المحسن ان في الدنيا او في الآخرة وكذلك الاساءة وبذلك ينتفي التعارض في منطق المؤمن بين المصالح الذاتية والمصالحالاجتماعية.

وعندما يعود الاسرائيليون للفساد مرة اخرى تهاجمهم الجيوش الجبارة وتذلهم وتسبيح مقدساتهم (المسجد الاقصى) وتشوه صورتهم ووجوههم وتدمر وتتبرديارهم تدميراً.

(8)

الاسراء 283

8- ان الله تعالى رحيم بعباده ولكنهم احياناً ينحرفون عن الخط السليم فيستحقون العذاب وهكذا يأتي التهديد لبنياسرائيل ان لا يعودوا الى الفساد والا ابتلوا من جديد بالعذاب، وحوصروا بجهنم. وهاهم يعودون للفساد اليوم فنسأل الله ان يحطم شوكتهم وشوكة من يعينهم.

9- والقرآنالكريم هدي آخر من الكتب السماوية الهادية. الا انه الكتاب الأخير الجامع الذي يطرح الصيغة الأقوم والامثل والاكمل على الاطلاق وفي كل شؤون الانسان ولجميع الاجيالفيهديها للعلاء ان هي التزمت خط الايمان ويبشرها بالأجر الكبير . وفي الآيات التالية نماذج رائعة لما هو اقوم نفسياً واجتماعياً .

10- في حين ينتظر المكذبينبالآخرة العذاب الاليم.

11- هذه هي الحقيقة التي يجب ان يتفهمها الانسان عبر التأمل والتدبر ولكن الانسان غير المتبصر يسير مع هواه واحاسيسه العمياء فيسأل اللهالشر والخير متخبطاً عجولا دونما روية.

12- وهنا يعود القرآن لتركيز العقيدة واعادة التوازن لهذا الانسان العجول مذكراً له بآيات الله في الكون وبالتوازنوالترابط فيه ومنها ظاهرتا الليل والنهار وهما رمزا الظلام والنور المتعاقبان في غاية الدقة والانضباط وهما تعطيان الحياة الانسانية تلوناً وتغايراً وتشبعان فيهالحاجة للنشاط والراحة معاً كما تعينان له الوحدات الزمنية لينظم حياته ويستمر في عمله لاعمار الارض وهكذا تقوم كل الظواهر الكونية وبدقة متناهية بواجباتها وليحياالانسان بوعي في اطار هذا الكون متأملاً منسجماً منضبطاً دونما عجلةٍ او خمول.

13- ويسري هذا الانضباط الى عمل الانسان الذي يلازمه في مسيرته وينفتح امامه يومالقيامة كتاباً منشوراً فلا اهمال ولا باطل في الكون.

14- وهناك تنقطع الحجة ويعود الانسان حسيباً على نفسه.

15- تأكيد مجدد على الحقيقة السابقة فالهدىوالضلال يعودان للانسان وعليه فلا تتحمل نفس وزرغيرها بعدان توضح الحق للجميع وبدون وضوح الطريق لا معنى للتعذيب .

16- هناك رابطة بين شيوع الترف والفسق والهلاكمما يتطلب إن يعمل الجميع على محوه.

17- ومسيرة التاريخ تؤكد حقيقة هلاك الامم بذنوبها والله تعالى هو الخبير البصير بما تفعله هذه الامم.

الاسراء 284

18- والذين ابتلوا بقصر النظرة يركزون على هذه الحياة العاجلة ولذاتها الفانية وحينئذ يعطون مرادهم ويغرقون في غواياتها ولا عاقبة لهم في الآخرة الاالنار يصلونها مطرودين مذموين.

19- اما من اختار سبيل التكامل سبيل الاخرة وقام بلوازم هذا الاختيار ايماناً واحتساباً وطاعة لله فقد استحق العطاء الالهي.

20- ان اللطف الالهي يمد الجميع ويحقق للإرادة الانسانية ما تريد، وللحياة ان تمتد لينتخب كل ما يريد ويستمر التنافس والصراع.

21- وعلى نفس النهج يتنافس الجميع علىاختلاف طاقاتهم في كسب الرزق ومن الطبيعي ان ينتج ذلك التفاوت، وبالتالي يدخل عنصر ضرورة الانفاق فهناك من يقوم بما عليه فيفلح في الآخرة ويحصل علىالدرجات العاليةالمفضلة وهناك من يتجه للثراء الفاحش والترف والظلم فيحرم من الفلاح.

22- ان الشرك يعني الانفصال عن الحقيقة، ويعني فقدان التوازن الحياتي ويعني الايمان بالاصنامالموهومة المقيدة لمسيرة التكامل ويعني غير ذلك مما يمزق الحياة ويدع الانسان فريسة للذم والخذلان.

23- وان التوحيد في العبادة اساس المسيرة المتوازنة والعلاقاتالطبيعية الفطرية حيث تأتي الرابطة الاسرية بشكل طبيعي مترتبة على الرابطة العقائدية. فيدعو القرآن الى الاحسان بالوالدين ويستثير العواطف بالتذكير بصفة الوالديةولوازمها ويزداد التأكيد حينما يبلغ الوالدان سناً متقدمة قد تشكل عبئاً على الاولاد، فيأتي النهي حتى عن التأفيف والنهر والزجر وكل ماينم عن عدم الاحترام والامربالقول الكريم الرحيم.

24- وخفض الجناح مبالغة في التواضع وهكذا يجب ان يكون الابناء غاية في الرحمة والتواضع داعين الله للوالدين بالرحمة جزاء على مابذلاه مناتعاب التربية.

25- ان الايمان الاصيل هو النافذ الى النفوس والموجه للقلوب وبالتالي الجوارح، وعلم الله نافذ للاعماق وبالتالي يستحق الصادقون فقط ان يشملهمالغفران الالهي عند التوبة عن اي تقصير بحق الوالدين.

26،27- وبعد الوالدين يأتي التذكير بالحقوق العائلية الواسعة ثم الحقوق الاجتماعية الاوسع للمساكين وابناءالسبيل ثم النهي عن تبذير الثروة واضاعتها وحرمان المجتمع منها فانه عمل شيطاني كافر.

الاسراء 2845

28- وعندما لا يجد الانسان ما ينفقه علىالمحتاجين ويضطر للاعراض عنهم فان ذلك يجب ان يتم باسلوب اخلاقي وباقوال لينة وليعدهم الى ميسرة.

29- واستمراراً في ايجاد الشخصية المتوازنة ينهى القرآن عن البخلمن جهة وعن الانفاق حتى لا يبقي لديه شيئاً من جهة اخرى لئلا يبقى الفرد يعيش حالة اللوم والضعف وعدم الاستمرار في النشاط الاجتماعي.

30- والتفاوت في الرزق سنةولطف بالعباد لأنه دافع نحو النشاط والعمل.

31- كما انه لا علاقة بين الفقر وكثرة النسل بعد ان كان الله هو الرازق. ومن هنا يأتي التشديد في النهي والانكار على منيئدون ويقتلون اولادهم خشية الإملاق والفقر فانه عمل خاطئ وتصور باطل.

32- ويستمر القرآن في رفض التصورات الخاطئة، الممزقة للنسيج الاجتماعي السليم بالنهي عنالزنا بل النهي عن القرب منه لانه يعني الاشباع الحيواني الاعمى لغريزة اريد منها ان تكون اساساً لقيام العائلة وهي وحدة البناء الاجتماعي الاولى في التصور الاسلاميوعليها قامت نظرياته الاجتماعية واحكامه المتنوعة.

33- وهنا يأتي التأكيد على احترام الحياة الانسانية للغاية ورفض قتل النفس الانسانية الا أن تقوم بعمل فاحشيفقدها احترامها وتستحق الاعدام ذلك ومن ذلك ان تعتدي على نفس اخرى فيكون لولي هذه الاخيرة ان يقتص من القاتل دون أن يتجاوز الحد ويسرف.

34- وكما جاء النهي عن القربمن الزنا جاء هذا النهي عن القرب من اموال اليتامى الا بما يحفظ مصالحهم باعتبارهم الطبقة الأضعف، حفظا

لحقوق الملكية وابقاء لمال اليتيم حتى يبلغ رشده اللازمويستفيد من ماله، ووفاء لعهد الاخوة الاجتماعية فالعهد في المجتمع الاسلامي يعني المسؤولية والالتزام.

35- وهكذا يجب ان تحترم الحقوق والمعايير والمكاييلوالموازين العادلة فان في ذلك الخير الاجتماعي والمصير الاجتماعي الأحسن.

36- فالعلم هو الاحق بالاتباع لأنه انكشاف كامل ومبرر لحمل المسؤولية تجاه الواقع وتجاهكل الوسائل التي تكشف عنه كالسمع والبصر والعقل .

37- وهنا يأتي نهي آخر عن التكبر والاختيال والمشي المرح اي الباطل ويأتي التذكير بالضعف الانساني عن خرق الارض اوبلوغ الجبال طولاً.

38- ان كل تلك السلوكات السيئة أمور يكرها الله رحمة به ولطفا.

الاسراء 286

39- بعد هذه السلسلة من التعليماتالقرآنية الاجتماعية البناءة لمسيرة متوازنة وعلى اساس عقائدي متين يأتي التأكيد على هذه الحكم الموحى بها ونسبها التوحيدي الالهي فيجب التقيد بها والا فالهلاك واللوموالضياع والتأخر .

40- عودة الى تصحيح بعض التصورات الجاهلية وتبيين الواقع والتصور الصحيح. فقد يعتبرون الملائكة بنات لله، ورغم ان تصور البنوة لله امرٌ سخيف فينفسه فان تصور اختصاص الله بالبنات دون البنين امر سخيف آخر وهنا يأتي هذا الاستفهام لينكر عليهم تصورهم ان الله خصهم بالبنين واختص هو بالبنات (والبنات في تصور الجاهليةاقل مرتبة).

41- والقرآن الكريم يعمل على صرف النفوس الى الحق بشتى الاساليب لتتذكر مقتضيات فطرتها ولكن هؤلاء المعاندين للفطرة يرتكسون في العناد والنفور عنداستماعهم له لعدم قابليتهم للهدى.

42،43- ومن تصوراتهم الباطلة ان قالوا بوجود شركاء لله في تدبير الخلق وإدارته. ولكن القرآن يذكرهم بلازم هذا القول وهو ان يسعىهؤلاء الشركاء للغلبة وتقليل قدرة الله ذي العرش سبحانه وتعالى على كل هذه الاقاويل الباطلة الوضيعة الى حد السخف.

44- فالكون بكل مكوناته العظيمة والصغيرة تسبيحمتناغم وتنزيه وتعظيم لله ولا مجال فيه للعصيان والتمرد على امر الله فكلها وجودات ناقصة تحتاج الى موجّه والى منسّق عليم قدير، ولكن البشر من خلقه قد يسفون في تصوراتهمالباطلة ورغم ذلك فالله حليم غفور.

45، 46- والذي يقرأ القرآن يتفاعل معه ويشعر بعظمته وروحه ولكن

من لا يؤمنون بالآخرة وبالتالي لا يؤمنون بالله حقيقةالايمان هؤلاء تقف بينهم وبين الاستجابة لدعوة القرآن حجب نفسية وعاطفية وتعصب مقيت، فقلوبهم في وعاء مقفل وآذانهم مبتلاة بوقر وثقل في السمع، وانفسهم في نفور شديد منكلمة التوحيد.

47- وربما راح بعضهم يلجأ الى بعض، ويقوي بعضهم بعضاً بتناج وهمس خفي وتآمر على المنطق وابعادٍ عن الاستجابة وكل ذلك تحت علم الله وسمعه اذ يظلمونانفسهم والحقيقة بنسبة السحر الى الرسول.

48- ومن اساليبهم ضرب الامثال وبث الاقوال المشككة اليائسة التي تكشف عن انغمارهم في طريق مغلق.

49- ومن واقوالهمالمشككة: التشكيك في امكان البعث خلقاً جديداً بعد تحول الانسان الى عظام وبقايا بالية.

(12)

الاسراء 287

50، 51- ان ارادة الله هي النافذةفليكونوا حجارة او حديداً او خلقاً اشد واكبر صلابة من ذلك فان الله سيعيدهم الى خلقتهم الاولى ويبعثهم.

لانه القادر على كل شيء ولانه هو الذي خلقهم اول مرة.وعندما يجابهون بهذا الجواب الواضح يحركون رؤوسهم مستهزئين متسائلين: متى هو؟ قل عسى ان يكون قريباً ولكنه في علم الله محدد.

52- انه اليوم الذي يدعوكم فيه الىالحساب فتستجيبون مدركين لعظمته ونعمته حامدين له، عالمين ان الحياة الدنيا في قبال الآخرة انما هي لبث قليل.

53- وفي اثناء الرد على المتهجمين المشككين يلتفتالقرآن الى المؤمنين طالباً منهم ان يقولوا التي هي احسن محذراً من نقاط الضعف التي يستغلها الشيطان لخلق النزاع والوقيعة بينهم فهو العدو البين.

54، 55- ان اللهتعالى هو الاعلم بعباده واستعداداتهم للرحمة او العذاب وليس الرسول نفسه موكلاً بهداهم بل الامر بيده تعالى فهو العليم بكل شيء واليه توكل الامور وارادته مطلقة في كلشيء ولقد شاء ان يفاضل بين النبيين ويؤتيهم مايشاء كما آتى داود الزبور وكل ذلك وفق علم مطلق وقدرة مطلقة وحكمة يعلمها هو.

56، 57- أسلوب آخر يحتج به القرآن علىالمشركين اذ يطلب منهم ان يدعوا هذه الآلهة المزيفة ان تكشف عنهم الضر او تغير حالهم ولكنهم سوف يكتشفون انها غير قادرة على ذلك مطلقا، بل هي نفسها تستمد منه القدرةوالوسيلة، وتتقرب اليه وترجو رحمته وتخاف عذابه وكل مافي الكون يرجو ربه ويخاف عذابه.

58- ان القرى جميعاً آيلة الى الهلاك قبل يوم القيامة او العذاب

الشديد ان كانت قد اتت ما تستحقه به وكل ذلك مقدر مكتوب.

فيجب الاذعان للحقيقة والاعداد ليوم القيامة وعدم التكذيب به.

/ 1