وطن و المواطنه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وطن و المواطنه - نسخه متنی

حسن الصفار

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفاصلة مما أدى إلى بروز تنظيمات وعلاقات
ضيقت ذلك المفهوم الكلي لمعنى الوطن
الإسلامي الكبير، ولذلك استوجب معالجة
هذه القضية وهذه الإشكالية في تنظيم هذه
العلاقة بين الإنسان ووطنه ومواطنيه في
داخل إطار الدولة. وكان هذا البحث القيم
لسماحة الشيخ حسن الصفار الذي نرجوا أن
يقدم أجوبة على هذه المسألة، كما نرجوا أن
نوفق وسماحة الشيخ، إلى إعداد سائر
محاضراته القيمة التي تعالج مختلف
المسائل والقضايا الاجتماعية الهامة كي
تأخذ طريقها النشر في المستقبل القريب إن
شاء الله تعالى، والحمد لله رب العالمين.
ذاكر آل حبيل
القطيف 15/ شعبان / 1416 هـ

مقدمة

أودع الله تعالى في هذا الإنسان غرائز
وميول ورغبات، وبهذه الغرائز والميول يشق
الإنسان طريقه في هذه الحياة، وهذه
الغرائز إنما تحتاج إلى توجيه وتقنين،
ولذا فوجودها ضروري للإنسان. مثلاً غريزة
حب الذات هذه الغريزة وجودها ضروري لحياة
الإنسان لأنه بهذه الغريزة يحمي الإنسان
نفسه، وبها يدافع عن وجوده، كما يطور من
خلالها ذاته ويرتقي بها نحو التقدم
والنجاح، إذاً لا بد من غريزة حب الذات أن
تكون حاضرة في حياة الإنسان، لكنها تحتاج
إلى توجيه وإرشاد وتقنين لكي لا يتجاوز
الإنسان بها الحدود.
مثال آخر الغريزة الجنسية، والتي بها
يكون استمرار التناسل البشري، وبقاء
النوع
الإنساني، فهذه أيضاً غريزة أخرى لا بد من
وجودها في حياة الإنسان، لكنها تحتاج إلى
توجيه وإرشاد وتقنين لكي تكون في مسارها
الصحيح والطبيعي. وهكذا سائر الغرائز
والميول.
ومن الغرائز المودعة في نفس الإنسان حب
الإنسان لوطنه وبلاده، وهي موجودة في نفس
كل إنسان، انه يحب بلده، يحب وطنه، يحب
الأرض التي ولد فيها ونشأ عليها وتربى
وترعرع في ربوعها، هذه الغريزة الطبيعية
في حب البشر لأوطانهم، لاحظها العلماء
أيضاً بالنسبة لكثير من أنواع الحيوانات،
وهي من ضروريات هذا الوجود الإنساني على
هذه الأرض.. يقول الإمام
علي (ع).. (عمّرت البلدان بحب الأوطان) (1)..
فلولا هذه الغريزة ووجودها في نفس الإنسان
لما عمرت وازدهرت البلدان ولما ارتقى هذا
الإنسان إلى كمالاته الحضارية التي
شهدتها هذه الأرض والتي لا تزال تشهدها،
وسيبقى إعمار الإنسان لهذه الأرض تبعاً
لوجود هذه الغريزة في نفس الإنسان وحياته،
والتي بسببها نرى هذا الميل والانشداد
الواضح والقوي لبلد هذا الإنسان ووطنه.
ما هو الوطن؟ ما هي المواطنة؟
جاء في تعريف مسمى (وطن) في لسان العرب
لأبن منظور القول بأن وطن: الوطن: المنزل
تقيم به، وهو موطن الإنسان ومحله،.. والجمع
أوطان. وأوطان الغنم والبقر: مرابضها
وأماكنها التي تأوي إليها،.. وطن بالمكان
وأوطن أقام،.. وأوطنه اتخذه وطناً. يقال:
أوطن فلان أرض كذا وكذا أي اتخذها محلاً
ومسكناً يقيم فيها، وأوطنت الأرض ووطنتها
توطيناً وأستوطنها أي اتخذتها وطناً. (2)
أما في الاصطلاح السياسي المعاصر فيقصد
بالوطن " الجهة التي يقيم فيها الشخص
دائماً أو التي له بها مصلحة أو فيها مقر
عائلته ".(3)
والمواطنة - المواطنية: هي صفة المواطن
الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات
التي يفرضها عليه انتماءه إلى.(4) وفي
القرآن الكريم لم يستعمل لفظ (وطن)، ولكن
قد يستعمل لفظ (بلد).
وهناك سورة في القرآن باسم سورة (البلد)
وهي السورة رقم (90) في المصحف الشريف، يقول
تعالى: { لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ.
وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } (5).
ومنها ] بلدة وبلاد [ (6). كقوله تعالى: {
بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ } (7)،
وقوله تعالى: { الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ
مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ } (8)
كما استعملت لفظة (ديار) يقول تعالى: {
قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا
مِنْ دِيَارِنَا }.(9)
ومن الحديث الشريف يمكننا الاستشهاد
بالحديث المتداول والمشهور وهو: ((حب الوطن
من
الإيمان)) (10) فمن المظاهر الإيمانية
للإنسان أن يحب وطنه - وبلده.

حب الوطن

حينما نطالع التاريخ الإنساني للشعوب
والمجتمعات، نجد في صميم ثقافتها وآدابها
مساحة واسعة عبرت من خلالها تلك الشعوب
والمجتمعات عن حبها وعشقها لبلدانها
وأوطانها، وعن تعلقهم بتراب الأرض الذي
نشأوا منه وتربوا فيه وكانت العرب إذا
سافرت حملت معها من تربة أرضها ما تستنشق
ريحه وتطرحه في الماء إذا شربته وكذلك

/ 9