مختصر المفید فی تفسیر القرآن المجید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مختصر المفید فی تفسیر القرآن المجید - نسخه متنی

السید محمد باقر الصدر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المختصر المفيد في تفسير

الكتاب المجيد

32، 33- وعندما يسألعن سر عصيانه وتمرده على اوامر ربه يجيب بانه افضل من الانسان لانه خلق من نار والنار افضل من الطين، فيؤسس بذلك معياراً شيطانياً للتفاضل يقوم على اساس مادي عنصري مقيت.

34- وطبيعي ان يطرد الشيطان الذي كان مع الملائكة يعبد الله لانه عصى الامر الالهي فلا محل له بين العابدين المنفذين امر ربهم بدقة.

35- وان تشمله اللعنة الالهية الىيوم القيامة لانه اختار طريق العصيان استكباراً وغروراً.

36- يطلب الشيطان بعد طرده ان ينظر وتستمر حياته الى يوم البعث والقيامة لينفذ حقده الشيطاني.

37و38 - ولأمريعلمه الله يستجاب لهذا الطلب. ولعله دخيل في وصول المسيرة الانسانية الى اهداف خلقتها عبر الامتحان والصراع مع الباطل العنيد والشوائب والاوظار التي تعرض عليهافتبعدها عن الثبات على المسير الصاعد.

39- وهنا يعلن بدء المعركة وانها تتمثل في التزيين وتجميل الانحرافات والاغواء وتحريك الاطماع والشهوات في كل نفس ضعيفة والنفوذالى الفراغات وملئها بالعناصر المحطمة..

40- اما النفوس التي يعمرها الايمان الحقيقي النافذ للاحساسيس والمنتج للاخلاص فلا سبيل للشيطان عليها مطلقاً.

41- وهذه سنةالله التي لا تتغير، وصراطه الذي يبقى مستقيماً لاعوج فيه،

42- وهو يؤكد لكل التاريخ الانساني ان الارادة الانسانية هي نفحة الهية، وجانب من جوانب الروح التي نفخت فيطينة الانسان، وهي بالطبع لكي تبقى قوية تحتاج الارتباط بالله والوصل بالمطلق؛ لكي تصمد امام التزيين والاغواء، ويبقى ضعاف النفوس هم الذين يجرهم الشيطان الى معسكرهويضمهم باستمرار الى الغاوين الضالين.

43- وعاقبة الغاوين جميعاً هي جهنم حيث تلتقي فيها كل فصائلهم .

44- ولها ابوابها السبعة المفصلة باختلاف هذه الفصائل وعملهاوعنادها طبعاً .

45- اما المتقون الذين شكروا النعمة ، واستفادوا من النفحة الالهية وسخروا ارادتهم لتضبط دوافعهم وغرائزهم وفق هدى عقولهم لتحقيق مقتضيات عبوديتهملله والدخول في معسكر المخلصين، فلهم اروع عاقبة: جنات وعيون.

46و47- في هذه الجنات غاية مايمكن ان يتمناه الانسان: السلام والامن، والحب وعدم الحقد، والاخوة، والراحةوالخلود.

48و49 و50- هكذا يريد القرآن للمسلم ان يعيش توازناً في التصور والموقف النفسي والسلوك: فهو يتصور ربه العظيم غاية في الرحمة واللطف (وفي الآية تعبيرات رائعةمعبرة) كما يتصور عذابه غاية في الرهبة وحينئذ يقف موقفاً موازناً بين الخوف والرجاء في حين ترسم له الشريعة سلوكه الخاص والعام بشكل متوازن رائع.

51- ويشار هنا الىضيوف ابراهيم من ملائكة العذاب ربما لتأكيد عدم الامهال اذا انزلت الملائكة.

52- وعندما دخل الملائكة وسلموا عليه لمح ابراهيم فيهم ما يبعث علىالخوف فواجههم بذلك.

53- الا انهم بددوا مخاوفه وبشروه بولد عليم.

54- ويتعجب لهذه البشارة وهو رجل كبير السن وامرأته عجوز عقيم كما يذكر القرآن في موضع آخر.

55-ولكن ذكرته الملائكة بانها بشارة حق لانها من الله القادر الحكيم.

وحينئذ لا معنى لليأس والقنوط.

56- فاكد هو انه لا يقنط من رحمة ربه الا الضالون الذين ما عرفواالله حق معرفته.

اما المؤمنون فهم يؤمنون بقدرة الله ويعيشون في كل لحظة على أمل عطائه.

57 و 58و59 و60- وبعد الاطمئنان الى الملائكة يسألهم عن مهمتهم التي جاءوا مناجلها فيجيبوه انهم ارسلوا لصب العذاب على قوم لوط المكذبين العصاة. وطبعاً لا يشمل العذاب آل لوط فهم ناجون الا امراته فانها ستبقى مع الباقين المعذبين.

61و62- ويكررلوط حينما يواجه الملائكة ابداء خوفه وانكاره لهم خصوصاً وهو يعرف قومه الفاجرين.

63- فتخبره الملائكة بمهمتها وانها جاءت لانزال العذاب الذي كان قومه يكذبون به.

64- ولما كان لوط شديد الخشية والقلق على ضيوفه المتميزين فقد جاءت تأكيداتهم هذه لتبدد مخاوفه.

65- وتطلب منه ان يسير بأهله (ومن تبعوه لانهم من اهله) قبل الصبح وانيكون في مؤخرتهم ولا يدع احداً منهم يرجع او يتلفت او يتلكأ لان الموعد سيكون في الصباح . ويتجه الى مكان محدد.

66- لقد حق العذاب على قوم لوط والذي سيفنيهم عن بكرة ابيهمعند ما يحل الصباح.

67- وفي غفلة مما يخبئة لهم القدر الالهي، جاءوا وقحين مجتمعين مستبشرين بوجود شبان جميلي الوجوه ليعتدوا عليهم في علانية واضحة تتقزز لها النفوسبالفطرة لشدة شذوذها.

68و69- يواجههم لوط الوقور بكل الاساليب الحكيمة مدافعاً عن ضيوفه مستنهضاً فيهم بقايا الشرف والتقوى واحترام الضيافة ومقام كبيرهم لوط.

70-ولكن الغرور والفجور والشذوذ المستحكم دفعهم لتأنيبه هو على استضافة مثل هؤلاء الشباب.

71- ثم قدم البديل الصحيح الطاهر لاشباعالحاجة الجنسية وهو التزوج بالنساء، وتقديم البديل طريقة ناجعة ينتفع بها المربون والمصلحون.

72- وهنا يقسم القرآن وكأنه يشير الى مجموع الغافلين المستسلمين للشهواتانهم سادرون في الغفلة سابحون في السكرة الحرام.

73و74- وجاء العذاب عند شروق الشمس وانقلب العمران راساً على عقب وامطرتهم السماء حجارة بركانية قاتلة.

75- و 76 و77-وبقيت آثارهم عبرة وذكرى للذاكرين تشير للمصير الاسود وبذلك يدرك المؤمنون عظمة الله وصدقه في الوعيد.

78- وهكذا صدق الامر مع قوم شعيب اصحاب الشجر الكثير المتشابكوقد كانوا بدورهم ظالمين.

79- فاصابتهم النقمة الالهية وبقيت آثارهم وآثار قوم لوط واضحة على طريق مطروق بين الحجاز والشام.

80- وكذلك فعلت ثمود اذ كذبت صالحاًفاعتبرت مكذبة بالمرسلين.

81- وقد جاءتهم الآيات لطفاً بهم؛ اما لتثبت لهم صدق الرسول، او لتهديهم الصراط المستقيم، ولكنهم اعرضوا عنها عناداً واستكباراً .

82-وكانوا متحصنين في بيوت وكهوف يعتبرونها آمنة.

83- فعوقبوا بصيحة رهيبة اخذتهم صباحاً.

84- فلم تنفعهم بيوتهم وتحصيناتهم شيئاً.

85 و86- بعد عرض قصص الماضين يعودالقرآن لتقرير الحقائق الايمانية وتركيز دلالة الكون عليها. ومنها مسألة قيام خلقه بالحق وانه خلق لغاية ولم يكن عبثاً. والهدفية تبدو واضحة من خلال الترابط التام بيناجزائه ومن هنا تنتقل الاية الى الايمان بالآخرة؛ اذ فيه تفسير هدفية المسيرة وعدم عبثيتها لان فيها احقاق الحق، واليها تهفو قلوب المؤمنين، وبها تثبت فلا تتأثر بتكذيبالمكذبين وتعرض عنهم وتصفح دونما عتاب، وكل ذلك لان الله هو الخلاق العالم بخلقه.

87- ان الرسول مؤيد باستمرار من ربه يثبته فكراً وقلباً ويذكره دائماً باللطف العميم:وهاهنا تذكير بعطاء سورة الفاتحة التي تحتوي على المعارف الالهية الرائعة المترابطة التي ينعطف بعضها على بعض ويفسر بعضها بعضاً؛ بالاضافة للتذكير بمجموع القرآنالكريم؛ وهو كتاب الهداية الكبرى؛ وهكذا يأتي التذكير بالحقائق القرآنية بعد التذكير بالحقائق الكونية.

88و89- ومع كل تلك النعم لا معنى للنظر وتمني مالدى الآخرين منمتاع او الحزن لانحرافهم بل النعمة الكبرى تقتضي الكون مع المؤمنين، واعلان الهدف من الرسالة وهو الانذار لكل العصاة.

90- ومنهم اولئك الذين عملوا على اطفاء نورالقرآن وتبعيضه والتلاعب به.

91- بعضوا القرآن وقسموه تلاعباً به وصداً عن سبيل الله.

92و93 - انهم جميعاً مسؤولون عما يعملون من اعمالتقف في طريق دعوة الحق .

94- فليعلنها الرسول دعوة صريحة دونما لبس، وليمض في طريقه معرضاً عن هؤلاء المشركين المتلاعبين بآيات الله.

95و96- فالله تعالى هو الحافظلعبده ورسالته وقرآنه من شر هؤلاء المستهزئين اللاهين عن الحقيقة المشركين بالله، وسوف يعلمون لمن العاقبة وكيف يكون المصير.

97- وقد يضيق صدر الرسول بالاعيب الكفارواعراضهم عن الحقيقة الواضحة والسبيل القويم، واقاويلهم السخيفة.

98- واروع علاج لهذه الحالة هي اللجوء الى الله والتسبيح بحمده والعبادة الخاشعة والسجود، حيث القربمن الله المطلق القادر الرحيم.

99- والتزام خط الطاعة والعبودية مدى الحياة والقيام بما يلزمه هذا الخط من سلوك.

1- لقد جاء وعد الله الذي يستعجل بهالمشركون. فلقد حقت كلمة الله ان تدخل البشرية مرحلة الرسالة الخالدة، وان ينقطع دابر الشرك عن قريب . ويشرع القرآن بعد هذا ببيان نعم الله على الانسان.

2- فهو تعالىينزل الملائكة وهي تحمل الروح من امره الى الانبياء ليعلنوا كلمة التوحيد، ويدعوا الى تقوى الله الواحد المنعم.

3- وهو تعالى خلق السماوات والارض بالحق، والهدفية فيهذا الكون واضحة لوجود هذا الترابط والتنسيق والانسجام في كل الظواهر الكونية مع متطلبات الحياة الانسانية وكل هذا يثبت وحدة الخالق ونفي اي شريك عنه.

4- وهو - تعالى -خلق هذا الانسان العجيب المتكامل من نطفة قذرة متواضعة ولكن هذا الموجود قد ينسى اصله والمنعم عليه ويتخذ موقف الخصيم المجادل في كل هذه النعم.

5و6- وهو - تعالى - خلقهذه الانعام ليشبع حاجة الانسان من دفء ومنافع شتى، واكل، وجمال وزينة وراحة ومعونة على السفر. ان التأمل في هذا الاشباع الرائع لحاجات متنوعة وحده يحقق الايمان التامبالهدفية في الخلق، والنعمة الالهية، ووحدة المنعم الكريم.

7- وتبدو هذه النعمة اكثر وضوحاً في بيئة ظهور الاسلام؛ حيث كانت الأنعام الوسيلةالوحيدة التي تساعد الانسان على التنقل بجسمه وبأثقاله ومتاعه، وكل هذا يعبر عن رأفة ورحمة وتخطيط دقيق لتدوم هذه الحياة.

8- وهذه حيوانات لها دورها المستمر في خدمةالانسان، واشباع حاجاته الجمالية ايضاً، وتوجد اشارة الى حيوانات اخرى تقوم بوظيفة اشباع حاجات الانسان دونما علم منه ولكن الرحمة والرأفة تدركان الانسان.

9-وتهيئان له الحياة الكريمة وتذكران بآيات الله ليسير نحو معرفة ربه ويحقق سبيل تكامله مستعملاً كل ماجهزه الله به في فطرته من امكانات الهداية والسير الصحيح لتحقيقالتكامل، ولكن قد ينحرف الانسان في مسيرته ويجور ويظلم ربه ونفسه في الواقع. فالهداية مفتوحة للجميع، وقد شاء الله ان يهتدي الانسان بارادته، والا فان الله قادر علىالاجبار عليها.

10- وهو - تعالى - الذي انزل المطر من السماء نعمةً اخرى تشرب منه الناس وترعى أنعامها في المراعي التي تعيش على المطر.

11- وهو تعالى الذي انبت بالمطرالزرع والزيتون والنخيل والاعناب وباقي الثمرات نعماً اخرى تسهل للانسان حياته كي يتأمل فيها ويفكر في الحقيقة.

12- ومن نعمه هذا الليل والنهار وحركة الشمس والقمر،والنجوم المسخرة بامر الله، وما اعظمها من نعم تدفع الانسان لكشف اسرار الكون الرحيب القائم بالحق.

13- ومن نعمه ماخلقه الله في الارض من امكانات عظيمة سواء على سطحهاأوفي باطنها من انواع شتى تتناسب جميعاً مع حاجات الانسان وغيره.

14- ومن نعمه هذا البحر المالح الذي لا يُشرَبْ ولا يُسقى ولكنه يشبع حاجة الانسان ايضاً من لحم طرييغذي به بدنه، وحلية تشبع ذوقه الجمالي الفطري ، ووسائل نقل تمخر وتشق الماء لتنقل للانسان بدنه ومتاعه ويبتغي فوقها رزق الله وفضله ويشكره على نعمائه.

15- ومن نعمه - تعالى - هذه الجبال الراسيات الثابتات على الارض لتحفظ لها حركتها المتوازنة وتمنعها من الاضطراب، وهذه الانهار التي تنقل الخير معها الى مختلف الامكنة،وهذه السبل التي تسهل للانسان حركته وبالتالي قدرته الحياتية وتهديه لتحقيق مقاصده.

16- ومن نعمه العلامات التي يهتدي بها السالكون في الارض كالمرتفعات والمنخفضاتوالاشياء الشاخصة، واللغات والاشارات والخطوط، ومنها هذه النجوم التي بها يهتدي السائرون.

17- الله - تعالى - هو الذي يخلق كل هذه النعم والظواهر التي تنسجم جميعاً معالحياة الانسانية وتؤكد الهدفية والحق الذي يقوم عليه الكون، ووحدة الخالق الحكيم، والترابط الحكيم فيه (وبدون هذه المعاني يجب افتراض تجمع مالا يحصى حقيقةً من الصدفوهو امر لا يقبله العقل مطلقاً) فكيف يقاس هذا الخالق العظيم الى موجودات عاجزة تافهة.

18- وبعد استعراض النعم المذكورة قبل هذه الآية يؤكد القرآن ان النعم اوسع بكثيرمما ذكر بحيث لا يمكن احصاؤها، وكلها تقوم على اساس من مغفرة ورحمة بالبشرية هداية لها الى اهداف خلقتها.

19- كما تقوم هذه النعم التي لا تحصى على اساس من علم الهي شاملبحقيقة الانسان وحاجاته وحركاته الخفية والمعلنة فالمسيرة الكونية ومنها المسيرة الانسانية حاضرة لديه.

20و21- اما الشركاء الذين يدعونهم فهم عاجزون عن اي شيء، بل هممخلوقون له، وهم اموات لا قيمة لهم، ولا يشعرون متى يبعث اتباعهم للحساب .

22- التوحيد هوالحقيقة كلها وانكار المنكرين للآخرة - باعتبارها من اهم لوازم التوحيدوالهدفية في الكون - نابع من عناد واستكبار لا غير .

23- ولكنهم تحت سمع الله وبصره، عليم باسرارهم وحركاتهم الظاهرة، وهو لا يحب المستكبرين.

24- انهم منطلقين مناستكبارهم يصفون ما انزله الوحي بالقصص الوهمية .

25- فسيحملون تبعات اعمالهم كاملة، وتبعات اعمال من يضلونهم ويقلدونهم بغير علم، وهي تبعات تعود عليهم بأسوأالعواقب.

26- الا يعتبر هؤلاء بمن قبلهم اذ اسسوا بنيان المكر والاستكبار فحطم الله قواعده فخر عليهم السقف واحاط بهم العذاب من حيث لا يشعرون.

/ 1