بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
ونقول : إن الشواهد الآنفة الذكر، لا تدل على تصرف الصحابة في آيات القرآن ؛ إذ قد يكون النبيّ (ص)، هو الذي ألفه على هذا النحو، لكن المصلحة تقتضي ؛ أن يعلم الإمام المهدي الناس القرآن، على حسب ترتيب النزول.. كما أن تقدم الآية الناسخة في الذكر في القرآن، لا يدل على التصرف فيه من قبل الصحابة، فلعل النبيّ صلّى الله عليه وآله نفسه، هو الذي أمرهم بوضعها في هذا المورد، لمصلحة، ولمناسبة رآها.. وإنما يجب عدم تقدمها على المنسوخة في النزول، لا في الكتابة في المصحف.. وأما بالنسبة للرواية عن عمر بن الخطاب حول الآيات الثلاث، وسائر ما يروى فيما يرتبط بجمع القرآن بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقد عرفنا ما فيه، وأن الجمع والتأليف قد كان في زمن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم نفسه، لا بعده.. هذا بالإضافة.. إلى أنه قد روي: أن سورة التوبة، قد نزلت بتمامها دفعة واحدة. فعن عائشة، عنه (ص)، قال: ما نزل عليّ القرآن إلا آية، آية، وحرفاً حرفاً، خلا سورة البراءة، وقل هو الله أحد ؛ فإنهما نزلتا علي، ومعهما سبعون ألف صف من الملائكة، كل يقول: استوص بنسبة الله خيراً (1). لكن يرد على هذه الرواية أنها تقول: إن ما عدا سورة الإخلاص، وبراءة، كله قد نزل مفرقاً.. مع الأمر على عكس ذلك، فهناك نصوص في نزول سورة الأنعام والمائدة، والمرسلات وكثير غيرها ـ نزوله ـ دفعة واحدة أيضاً.. إلا أن يكون المراد: أن الفرق بين سورتي التوبة، والإخلاص، وبين غيرهما من سور القرآن، هو في نزول سبعين ألف صف من الملائكة، لا غير. (1) مجمع البيان ج5 ص1/2 عن الثعلبي.