الفصل الخامس الاجتهادات والأوهام
القراءة والقرّاء في ميزان الاعتبار: إننا إذا لاحظنا الحالة العامّة للقراء، والمهتمين بشؤون القرآن، فإننا نجد أولئك الذين يهتمون بالتحفظ على رسم المصحف، وعلى النص المنقول لفظه، والمجمع عليه عند الأمة لم يسلموا من الوقوع في الأخطاء الفاحشة، وخلاف الصواب، ومن هنا فإننا نجد: أنه عدا عن أن كثيراً من أئمة الأدب،قد خطَّأوا القُرّاء، ورموهم بضعف المقدرة في قواعد اللغة، وشطبوا على كثير من قراءاتهم، التي رأوها مخالفة للقواعد (1).. فإننا نجدهم يضيفون إلى ذلك قولهم: ((.. قد وصف أبو الفتح عثمان بن جنّي عامة القراء في كتابة: ((الخصائص))، بضعف الدراية، ويصفهم في ((المنصف)) بالسهو، والغلط ؛ إذ ليس لهم قياس يرجعون إليه..)) (2). وقال الفراء، وهو يتحدث عن بعض القراءات: ((لعلها من وهم القراء ؛ فإنه قلّ من سلم منهم من الوهم)) (3).(1) راجع على سبيل المثال: التمهيد في علوم القرآن ج2 ص36/37.(2) التمهيد في علوم القرآن ج2 ص37 عن: الدراسات (العظيمة) ج1 ص32/33.(3) التمهيد في علوم القرآن ج2 ص39، (هامش) عن البحر المحيط ج5 ص419.