بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون. هذا.. ولا يجب أن ننسى هنا: الأهمية البالغة، التي كان يوليها الصحابة الأخيار رضوان الله عليهم، بضبط النص القرآني، والحفاظ على حرفيته، وقد فدمنا: أنهم كانوا يقومون بمقابلة المصاحف، ليطمئنوا إلى عدم وقوع أي اشتباه أو تحريف فيها، وقدمنا أيضاً: أن بعضهم يهدد بالسيف من أجل حرف واحد، رأى أنه يتعرض للخطر، فجزاهم الله خيراً، وعرفهم ثواب ذلك في الجنّة إن شاء الله تعالى. القرّاء في عصرنا الحاضر: ونود أن نشير أخيراً.. إلى ما قاله ابن قتيبة ـ وهو يتحدث عن حمزة بن حبيب الزيات، أحد القراء السبعة ؛ فهو يقول: ((.. هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب، وأهل الحجاز ؛ بإفراطه في المد، والهمز، والإشباع. وإفحاشه في الإضجاع والإدغام. وحمله المتعلمين على المركب الصعب، وتعسيره على الأمة ما يسره الله. وقد شغف بقراءته عوام الناس، وسوقهم، وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها.. إلى أن قال: ورأوه عند قراءته مائل الشدقين، دارّ الوريدين، راشح الجبينين، توهموا: أن ذلك لفضيلة في القراءة، وحذق بها. وليس هكذا كانت قراءة رسول الله (ص)، ولا خيار السلف، ولا التابعين. ولا القراء العالمين، بل كانت قراءتهم سهلة رسلة)) (1). هذا كلام ابن قتيبة عن بعض القراء المتقدمين، وما أشبه الليلة بالبارحة.. فيا ليت ابن قتيبة معنا الآن، لينظر إلى قراءة القراء المعاصرين، (1) التمهيد في علوم القرآن ج2 ص38 عن تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 58 ـ63.