الفصل الثاني نسخ التلاوة في... الأوهام والروايات...
بدايــة: إننا نذكر في هذا الفصل طائفة من الروايات، التي ذكرت سوراً، أو آيات، زُعم أنها كانت في القرآن، وحذفت منه، أو زعموا نسخ تلاوتها.. أو أكلتها الداجن، وما إلىذلك.. ولسوف يتضح بما لا مزيد عليه: أنها روايات باطلة، وغير معقولة، أو أنها قد أسيء فهمها.. أو أنه قد كان ثمة تعمد في طرحها على النحو الذي جاءت عليه.. إلى غير ذلك من جهات وعلل مختلفة.. فنقول: وبالله التوفيق، وعليه التكلان.. لا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب: عن أبي موسى الأشعري (1): أنه جمع قراء البصرة ؛ فكانوا ثلاث مئة رجل، وقال لهم في كلام له:
(1) لم نفهم السبب في جمعه لهؤلاء القراء، وإخباره لهم بذلك، إلا أن يكون قد أراد إفهامهم: أن لديه علماً آخر ليس لديهم منه.. وأما القول بأنه أراد: أن يدين الهيئة الحاكمة لأنها جمعت القرآن ولم تستعن به، فأزعجه ذلك، ودفعه إلى التشكيك بصواب ما قامت به هذا القول ـ قد لا يكون دقيقاً فإن أبا موسى كان من عمال الهيئة الحاكمة، ومن المتحمسين لها، وظل على ولائه ووفائه لها إلى آخر حياته فيما نعلم.