بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وآله وسلّم يحثهم باستمرار على قراءة القرآن نظراً، وعلى ختمه، وحفظه بما لا مزيد عليه.. فالحصر بمن ذكرهم العيني، أو بعدد أقل من ذلك، كما يقوله العسقلاني، والكاشاني، غير معقول، ولا مقبول.. سواءً أريد بذلك، مَنْ ختم القرآن، أو مَنْ حفظه، أو مَنْ كتبه.. لاسيما.. وأن العيني، والكاشاني، قد أهملا ذكر أسماء كثيرين، من دون مبرر، ولا شاهد ظاهر.. الأمر الثالث: التبجّح والسياسة: إننا نلاحظ: أن الذين ذكرت أسماؤهم في رواية أنس، قد كانوا كلهم من الأنصار.. مع أن من المهاجرين، كأمير المؤمنين، وابن مسعود، من لا يرتاب أحد في جمعه القرآن!! ولعل أنساً أراد التبجّح بذلك، وإظهار فضل قومه، وامتيازهم على غيرهم، ثم تبعه غيره على ذلك.. ولكن الحقيقة هي: أن الأمر لم يكن مقتصراً على إرادة التبجّح والافتخار. بل إن ذلك كان يغذيه، وينميه اتجاه سياسي معين، له مصلحة كبيرة، في عدم ذكر حتى أسماء هؤلاء أيضاً.. ولعل أنساً قد ندّ عن هذه السياسة ـ ونرجح أن يكون ذلك عن غير قصد ـ فذكر بعض الأسماء، ثم تبعه آخرون، غفلة منهم عن حقيقة الحال، وعن واقع النوايا، والاتجاهات، التي كانت تتحرك في هذا الاتجاه أو ذاك.. نقول هذا.. لأننا نكاد نقطع: بأنه قد كان ثمة تعمد واضح، في إرادة نسبة، وتكريس فضيلة جمع القرآن، لصالح الهيئة الحاكمة، بدعوى تصديها لجمعه بعد الرسول من العسب، واللخاف، وصدور الرجال، بشاهدين، أو بشاهدٍ واحدٍ، إذا كان ذا شهادتين.. حسبما رووه في العديد من المصادر..