بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
حياة الإمام أمير المؤمنين عن لسانه ـ القسم الثاني حياة أمير المؤمنين عن لسانه (1) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق محمدا و آل محمد فجعلهم أنوارا بعرشه محدقين،و الصلاة و السلام على الرسول الأمين و على آله الطيبين الطاهرين سيما سيد الوصيين و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين الى جنات النعيم أسد الله الغالب علي بن أبي طالب أدخلنا الله في حصن ولايته و حشرنا في زمرة محبيه و شيعته. و بعد،إن من شرائط الكتابة عن تاريخ العظماء و ترجمة حياتهم هو الإحاطة بأبعاد المترجم له الشخصية و الاجتماعية و معرفة آرائه و ما انطوت عليه سريرته من العقائد الدينية و الاطلاع على رؤاه السياسية و طموحاته الذاتية و الأهداف التي كان يتبناها في سيره و سلوكه و حربه و سلمه. و هذا الشرط إن توفرت عوامله و ظروفه و تهيأت أسبابه في ترجمة علم ما فإنه مفقود البتة عند من يحاول التحدث أو الكتابة عن شخصية علي المرتضى ممكن الأسرار الإلهية و غيبة الأنوار الربانية أو غيره من المعصومين عليهم أفضل صلوات المصلين.و السر في ذلك هو أن العصمة التي تسربل بها أئمتنا و سادتنا عليهم السلام معناها بلوغ الكمال أوج الكمال و الطهارة من كل رجس و دنس و نقص و رذيلة حق الطهارة،الأمر الذي يجعل الوصول إلى ساحة قدسهم لغيرهم من الصعب جدا إن لم يكن من المحال،كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه و آله«...يا علي لا يعرفك إلا اللهو أنا...»،فكل من سواهم مهما بلغ في العلم و الشرف و الفضيلة و الأدب و البلاغة و الفصاحة و السماحة و الحكمة فهو دونهم رتبة و أقلهم منزلة،و إلى هذا أشار سيد الموحدين في نهج البلاغة:«لا يقاس بنا من الناس أحد». إذا عرفت هذا تعرف أيها القارىء الكريم قيمة هذا السفر المبارك الماثل بين يديك،لأنه حديث عن الكمال بلسان الكامل المطلق،و حديث من معدن العلم و الطهارة بلسان المعصوم الموفق،و حديث عن المرتضى بلسان المرتضى عن دون زيادة و لا نقص و لا شرح و لا تعليق.جزى الله خيرا جامعه سماحة الفاضل الشيخ محمد محمديان دامت بركاته. و نحن في الوقت الذي ننشر هذا الكتاب بعد مقابلته و طبعه نطمح بالرضا الإلهي و المزيد في خدمة محمد و أهل بيته الطاهرين إنه نعم المولى و نعم المعين. مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم المشرفة المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل كمال دينه و تمام نعمته بولاية المرتضى،و أتم الصلاة على الصادع بها محمد المحبو من الله بالرضا،و آله الدوحة البيضاء،و اللعنة على أعدائهم ما طلعت شمس و قمر أضاء. و بعد،إن حياة أمير المؤمنين و مولى الموحدين و إمام المتقين علي بن أبي طالب عليه صلوات المصلين المليئة بالحوادث المتلاطمة الجمة،تحكي في طياتها صورة مشرقة و ناصعة عن الاسلام بحيث لو أتيح لأحد أن يشرح تفاصيلها لاستطاع أن يصور من خلالها الاصول العامة للاسلام الخالص من الشوائب و يبين أصالة مدرسة أهل البيت و يوضح كثيرا من الجوانب الغامضة لتاريخ صدر الاسلام و التي امتدت اليها يد التحريف التدريجي بفعل سياسة الحكام الامويين و العباسيين . و ليس هناك مصدر أوثق و لا مستند أوضح من نفس كلام الامام أمير المؤمنين عليه السلام ليشرح لنا تفاصيل حياته المباركة. فإن كلماته الحكيمة في توصيف سير حياته المفعمة بالحوادث جامعة و واضحة بمنزلة مرآة صافية تعكس لنا جميع الظروف التي عاصرها عليه السلام و مقتضيات تلك الظروف و المشاكل الكثيرة و الاحتياجات العديدة و مئات اخرى من المسائل التي كان يعاينها الامام عليه السلام و ايضا تبين لنا مواقفهعليه السلام منها و التدابير التي يتخذها في قبالها. و مما ذكرنا يتضح أن أوثق المنابع و أقواها مستندا لذلك هي بيانات الامام عليه السلام و خطبه و رسائله و ما أثر عنه عليه السلام و هي بحمد الله متوفرة بكثرة في كتب الفريقين و أغلبها يتمتع باعتبار حسن سواء من حيث السند أو من حيث الدلالة. و الكتاب الذي بين يديكـأيها القارىء الكريمـيشتمل على القسم الأول من حياته عليه السلام و قد الف على هذا الأساس الذي