مختصر المفید فی تفسیر القرآن المجید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مختصر المفید فی تفسیر القرآن المجید - نسخه متنی

السید محمد باقر الصدر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المختصر المفيد في تفسير القرآن المجيد

23- ويبدأ فصل آخر من حياة يوسف(ع) اذ تقع امرأة العزيز فيغرامه فتراوده عن نفسه. ورغم الاغراءات الكثيرة: من حالة الشباب والحيوية لديه، وحالة الاغراء لدى امرأة العزيز، وحالة الخلوة حيث الابواب مغلقة، الا أن الايمان القويوالمحبة الالهية والاحساس المتواصل باللطف الالهي، وقبح المخالفة دفعه للوقفة الصامدة واللجوء الى الله.

24- لقد كان الموقف صعباً فالمرأة تهم وتقترب وتغريهبالمعصية، الا أن العناية الالهية المستمرة تريه من الحقيقة برهاناً يمنعه عن ان يقع فريسةً للموقف السيّئ فيجره ذلك للفحشاء والمنكر. وهكذا تشمله الرحمة فتبعده عنالاقتراب من المعصية (السوء) وكذلك بالتالي تبعد عنه الفحشاء (الزنا) ذلك لانه كان عبداً مخلصاً لله.

25- وراح يوسف وامراة العزيز يستبقان ايهما يصل الى الباب، هوللخلاص وهي لا غلاقه. وتعلقت بقميصه فقدته طولاً من خلفه، الا انهما واجها العزيز لدى الباب، وهنا تنقلب المرأة المغرمة الى متهمة ليوسف بانه ارادبها سوءاً، ثم هي تطرحموضوع السجن او العذاب الاليم جزاءً لذلك الاتهام.

26و27- ورد يوسف هذه التهمة مؤكداً ان التحرش تم من قبلها، واكد شاهد من اهل المرأة (وتؤكد بعض الروايات انه كانصبياً في المهد انطقه الله) ان القد الذي تم لثوب يوسف ان كان من الأمام فهو دليل على صدق التهمة، وان كان من الخلف دل على ان المرأة جذبته من الخلف فشقته فهي اذن كاذبة فيدعواها.

28- وحين راى العزيز دليل كذب المرأة برّأ يوسف والقى باللائمة عليها مؤكداً ان كيد مثل هذه النسوة عظيم لما يملكن من عناصر التأثير الجنسي علىالرجال.

29- انها خطيئة ارتكبتها المراة بمراودتها لهذا الشاب الذي صار جزءاً من البيت فاستعصم منها، ثم باتهامه بهذا العمل الشنيع فعليها ان تستغفر لذنبها وعلىيوسف ان لا يأبه لهذا العمل ويعرض عنه.

30- وتناقلت نسوة في المدينة حادثة الحب الحرام هذه من سيدة لها مقامها الاجتماعي لفتى يعيش معها في البيت، لتعود ولهى بهويحيط الحب بقلبها، وهو امر يعد حتى في تصور المجتمع الجاهلي من الضلال الواضح.

31- ولكن المراة الماكرة بعد ان سمعت بهذا اللغط والفضيحة تحاول انتبرر وتعمم المشكلة فتدعو هذه النسوة الى وليمة وتعد لهن النمارق الناعمة ليتكئن عليها وتقدم لهن السكاكين لتقطيع الفاكهة، وحين تنشغل النسوة بالأكل تطلب من يوسف انيخرج عليهن، فلما ابصرنه اصبن بالدهشة لفرط جماله فرحن يجرحن ايديهن بدل تقطيع الفاكهة، كما رحن يؤكدن انه ليس بشراً بل هو ملك كريم لما لاحظن فيه من جمال صورة وروعةسلوك.

32- وهنا تبرر امراة العزيز سلوكها الذي لمنها عليه، وتعترف بانها هي التي راودته فامتنع معتصماً بالعفة الايمانية مؤكدةً ان عليه ان يستجيب للاغراء والاواجه عقوبة السجن والاذلال بالتاكيد.

33- ويشعر يوسف بحراجة الموقف اذ تحولت الفتنة الى حالة مجموعية تطلب منه ان يعصي الله. فليس له وهو المغرم بالله الا ان يلجأاليه تعالى كي يمن عليه بخيار السجن ان كان ولابد منه ويعطيه قوة المقاومة. وبدون ذلك فانه سيقع في المعصية وينزع الى الحرام ويدخل في عمل الجاهلين.

34- وكانتالاستجابة الالهية التي انجته من التلوث بصفات هذا المجتمع الجاهلي المتميع، وابقته نقي الثوب يصنع على عين الله وسمعه.

35- ورغم تأكيد الشواهد على براءة يوسف الاان الحاكمين قرروا ان يسجنوه ربما ليتخلصوا من هذه الفتنة.

36- وفي السجن يقوم يوسف بواجبه التبليغي التربوي. ودخل معه السجن عبدان من عبيد الملك فراحا يحكيان لهمارأياه في المنام: اذ رأى احدهما انه كان يشتغل بعصر الخمر في حين راى الآخر نفسه وهو يحمل فوق راسه خبزاً تأكل الطيور منه، وطلبا منه ان يفسر لهما هذين الحلمينباعتبارهما تفرسا فيه العلم والاحسان والنفس الطاهرة العارفة بخفايا الامور.

37- وقبل ان يجيبهما ويفسر حلمهما زرع الثقة به في نفسيهما عبر ابدائه شيئاً من العلمالذي منحه الله اياه، فهو يستطيع ان يخبرهما بنوع الطعام الذي سيقدم لهما، واثره عليهما مؤكداً انه علم اعطاه الله له بعد ان نأى بنفسه عن مجتمع الشرك والالحاد وانكارالاخرة، وارتبط بالله الواحد العليم الحكيم.

38- وهنا يكشف لهما نفسه وانه سليل النبوة الموحدة التي يشملها الله بعنايته وهي عناية خاصة بهذا البيتالطاهر، وعامة للناس الذي خلقهم بلطفه ليتكاملوا وارسل لهم التشريعات ليصلوا الى هدف الخلقة الا ان الناس قد لا يدركون ذلك او تطغى عليهم شهواتهم فيكفرون بانعم الله ولايشكرونها ويعرضون انفسهم للهلاك.

39- ويدخل مع صاحبيه في السجن في حوار فطري جميل، اذ لا يمكن ان تقاس حياة الشرك باربابها المتفرقة المتشاكسة الى حياة التوحيدحيث يقودها الاله الحقيقي الواحد القاهر لماعداه بحكمة ولطف وانسجام.

40- وحقيقة الامر ان الانسان قد يصوغ من اوهامه اسماءً او يقوم بتحويل بعض النسبيات المؤثرةفي ظروف خاصة الى مطلقات وهمية، وهي في الواقع لا تملك حولاً ولا قوةً ولم تستمد ذلك من الله القوي القهار صاحب الحكم والسلطان الحقيقي الذي لم يشأ لعباده الا أن يعبدوهويلتزموا بشرائعه المحيية والقيمة على الحياة الانسانية والسائرة بها نحو كمالها الا ان اكثر الناس لا يعلمون هذه الحقائق الكبرى.

41- بعد ان قام بدوره النبويالتبليغي راح يخبرهما بتأويل حلميهما حيث سيقوم احدهما بوظيفة ساقي الخمر لسيده في حين سيصلب الآخر وتأكل من راسه الطير وان ذلك من امورالقضاء المقطوع به.

42-وهنا طلب من الشخص الذي سينجو أن يذكره عند الملك لعله يأمر باخراجه من السجن ولكن الشيطان انساه ذلك فبقي يوسف اقل من عشر سنين سجيناً.

43- تتحدث الآية عن الرؤياالفرعونية الشهيرة وملخصها: انه كان قد رأى في منامه سبع بقرات سمينة تهاجمها وتأكلها سبع بقرات هزيلة، وسبع سنابل خضر والى جانبها سنابل يابسات، فطلب من الملأ حوله انيفسروا هذه الرؤيا ان كانوا يملكون هذه القدرة.

44- ليجيب الملأ بانها مجرد اخلاط من الاحلام والصور الوهمية وانهم لا يملكون ما يفسرها.

45-وهنا تذكّر صاحب يوسف في السجن ماجرى هناك بعد ان مضت مدة على نسيانه، وانبرى قائلاً: انا اخبركم بتفسير الحلم فارسلوني الى يوسف في سجنه.

46- ويطوي السياق القصةليواجه يوسف بالسؤال عن الرؤيا الفرعونية السابقة ويطلب منه تفسيرها - بعد ان وصفوه بالصديق لما عرف منه سابقاً - لان الناس ينتظرون ذلك.

47و48و49: وهنا بدا يوسفمرشداً مخططاً لتلافي الازمة التي تكشف عنها الرؤيا فهو لا يخبرهم بالمضمون بل يعطيهم ارشاداته لتلافي الموقف ومنها يعرفون الحقيقة . فعليهم ان يزرعوا سبع سنين متوالياتويتركوا الحصاد في سنابله حفاظاً عليه لأنه ستتلوها سبع من سني الجدب والمجاعة يستهلك فيها ما ادخروه الا قليلا يحتاطون به، ويتلو ذلك عام مليء بنصر الله والغيث والمطروالمحصول القابل للعصر والاستفادة .

50- ويأمر الملك - بعد هذا الراي السديد من يوسف - باخراجه وجلبه اليه، لتبدأ مرحلة جديدة من حياة يوسف: انها مرحلة العز، فقدجاءه الرسول طالباً اليه المثول عند الملك ولكن يوسف الصابر يأبى ذلك الا أن تحل مشكلة النسوة حتى يدخل الحياة الاجتماعية دون ان تشوب سابقته اية تهمة طبعاً مع تأكيدهانهن صاحبات الكيد وان الله تعالى يعلم ذلك.

51و52: وعندما يوجه الملك السؤال لهن يؤكدن - بنوع من اللجوء الى الله - انه بعيد عن السوء، وتعلن امراة العزيز بصراحةانها هي المذنبة وانه من الصادقين وتضيف مؤكدة: انها لم تخنه في الغيب وربما لتعلن ايمانها بالله وانه لا يهدي كيد الخائنين.

53- وتتابع امراةالعزيز اعترافها ورجوعها الى الحق قائلة انها لا تبرئ نفسها والنفس امارة بالسوء فلا ينجو منها الا من رحم الله وغفر له وهو الغفور الرحيم.

54- وحينئذ يكرر الملكطلبه للاتيان بيوسف اليه كي يجعله من خاصته فلما جاءه يوسف وكلمه اكد الملك انه عاد لديه مكيناً متمكناً امينا.

55- وهنا يطلب يوسف ان ينصبه مسؤولاً على الخزائنويسلمه عصب الحياة الاقتصادية لانه يحمل اهلية ذلك المكونة من: التخصص. (العلم والقدرة الادارية) والالتزام (الامانة اللازمة). ولا مانع من هذا الطلب بل هو من الراجح انيتقدم المؤهلون لحمل المسؤولية بعد ان كانوا يهدفون للخدمة لا لشغل المناصب ارضاءً للاهواء.

56- وهكذا عين يوسف مسؤولاً جديراً متمكناً من الامور، يتخذ منهاالمكان المطلوب بكل حرية واختيار . وتلك هي الرحمة الالهية التي تفعل ماتشاء. وتتحقق السنة الالهية المؤكدة دائماً (لا اضاعة لأجر المحسنين).

57- وبعد اجر الدنيايأتي اجر الآخرة وهو الافضل المراد للمؤمنين المتقين.

58و59 - ولما كانت دائرة القحط واسعة فقد شملت ارض كنعان ايضاً وهي البعيدة مما دفع اخوة يوسف للبحث عن الطعامفي مصر ولم يكن معهم أخوه من أمه وكان يعقوب يمنعه من السفر معهم . فدخلوا عليه فعرفهم وهم لا يعرفونه ولم يحتملوا فيه ذلك مطلقا. ويبدو انه اكرمهم وسألهم عن حالهم، وعندماجهزهم بمتاعهم طلب منهم ان يأتوه بأخ لهم من ابيهم مؤكداً انه يوفي الكيل ويكرم الوافدين ليضمن عودتهم بأخيهم هذا.

60- واضاف مهدداً بأنهم ان لم يجلبوه معهم فلنيلقوا لديه الاحترام والوفادة بل ليس لهم ان يدخلوا ارضه ويقربوا منه.

61- وشعر الاخوة بصعوبة المهمة ولكنهم اكدوا ليوسف دون ان يعرفوه انهم سيحاولون ذلك بكل جد.

62- وطلب يوسف من رجاله ان يدسوا ماجاؤوا به من بضاعة ثمناً للطعام الذي اشتروه في رحالهم بدلاً من الطعام نفسه لعلهم يعرفونها ويدركون ان عليهم العودة من جديدومعهم اخوهم لكي يحصلوا على الكيل.

63- وعندما عادوا الى ابيهم اخبروه بمنعهم من الكيل الا ان ياخذوا معهم اخاهم متعهدين بحفظه.

64- فرديعقوب(ع) عليهم مشككا في نواياهم ومذكراً بموقفهم السابق من اخيه يوسف ومؤكداً انه انما يعول على الله فهو خير الحافظين وارحم الراحمين.

65- وهكذا وجدوا انفسهم وهملم يغنموا شيئاً فها هي بضاعتهم اعيدت اليهم ولا طعام لديهم فعادوا متوسلين الى ابيهم مؤكدين انهم لا ينوون بغياً وانما يريدون تزويد اهلهم بالطعام وسوف يحفظون اخاهمويزداد طعامهم كيل بعير وهو امر ميسور لديهم اذا صحبوا اخاهم. وقيل ان يوسف زودهم بالطعام وارجع اليهم بضاعتهم اكراماً لهم وتشويقاً ليجلبوا أخاهم والا منع منهم الكيلبعد هذه الرحلة وان تعبير (مانبغي) يراد به اننا لا نقصد سوءاً وانما نريد الخير.

66- ويستجيب الاب على مضض شريطة ان يعطوه عهداً وثيقاً يشهدون الله عليه بانهمسيعودون به اليه الا ان تنسد كل السبل امامهم فقدموا العهد له فأكد لهم ان الله هو الوكيل على ذلك.

67- ثم ان الاب وخوفاً من ان يحسدوا أمرهم ان يدخلوا من ابوابمتعددة الا انه وفي كل مرة يلجأ فيها الى ترتيباته واحتياطاته يعلن ان الامر كله بيد الله لاراد لحكمه فيجب التوكل عليه والاطمئنان اليه بعد القيام بكل الاجراءاتاللازمة.

68- ونفذ الأبناء وصية الاب وحققوا حاجة في نفس يعقوب الا ان قضاء الله وقدره هو الغالب وربما كانت الارادة الالهية قد حولت المسير لتحقيق اللقاء المرتقب، ولقد كان يعقوب حصيفاً مزوداً بتعليم الهي ولكن اكثر الناس بعيدون عن هذه المستويات العلمية.

69- و يدخلون على يوسف، وكان اول السرور أن ضم يوسف اخاه اليه واخبرهبالحقيقة طالباً اليه عدم التألم لذكريات الماضي المؤلم، وطمأنه للترتيبات التي سيتخذها فيما بعد.

/ 1