توازن فی نهج الامام الخمینی (ره) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

توازن فی نهج الامام الخمینی (ره) - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التوازن في نهج الامام الخميني(ره)

التحرير

من الاحداث المهمة والمؤثرة في عالمنا الاسلاميالمعاصر ، انتصار الثورة الاسلامية في ايران، وطرد اذناب الاستكبار الامريكي منها، والسعي لإقامة حدود الله فيها.

وماكان ليتحقق هذا لولا قيادة رشيدة حازمة وصارمةمن جهة، ولطيفة وحميمة من جهة آخرى؛ تعتمد العقل والعاطفة، لصالح الاهداف العليا للامة الاسلامية، وما يخص الشعب الايراني منها.

وأهم خصيصة في قيادة هذه الثورة ،المتمثلة في قيادة الامام الخميني الراحل (قدس) هي: التوازن في الافكار والسلوك انطلاقا من الامر الواقع الذي فطر عليه الانسان (صنع الله الذي اتقن كل شيء انه خبير بماتفعلون)(1).

وفي الحقيقة التوازن صفة إلهية سماوية يتخلق بها الانسان الحكيم، فكما ان الله تعالى شديد العقاب بالنسبة للمشركين والظالمين والغفور الرحيم بالنسبةلعباده المستضعفين والتائبين (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم، وأن عذابي هو العذاب الاليم)(2) ، فان الانسان المسلم يوازن في شخصيته بين الخوف والرجاء.

واذا كانتالامنية الكبرى هي الفوز بالجنة والآخرة، فإنها لا تنافي السعي في الدنيا بجانبها الايجابي الموصل الى الهدف السامي (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك منالدنيا)(3).

من هذه الرؤية السماوية كانت انطلاقة الامام الراحل في مسيرته المتوازنة، الفكرية والفقهية والجهادية… ، ونحن نشير هنا الى نماذج من التوازن العمليوالفكري في حركته السامية:

1ـ التوازن في الجانب الفكري والفقهي:

أ ـ عندما نتتبع آراء الامام الراحل وافكاره في ادارة الشؤون الحياتية والاجتماعية نرىبصيرته الجامعة، بين مقتضيات العصر زماناً ومكاناً، والاصالة الاسلامية، فكراً وفقهاً ونهجاً، فاصراره المستمر على اعمال الاجتهاد (بالمصطلح الفقهي) الذي كان يعبر عنهتارة (بالفقه الجواهري)(4) ، وهو يضمن الاصالة وتأكيده على تغير الاحكام بتبدل الموضوعات والاعراف والآداب ، كما هو الحال في لعبة الشطرنج وبعض الامور الاخرى يشكل اصراراًعلى المعاصرة والمعايشة المستمرة للتغيرات والتعقيدات.

ب - الاصرار على تطبيق جميع الاحكام الاسلامية والليونة احيانا في كيفية تطبيق تلك

_(6)_

الاحكام، مع الأخذ بنظر الاعتبار جميع القواعد الاصولية والفقهية المساعدة ، كقاعدة التزاحم، الناشئ من تطبيق بعض الاحكام التي تؤدي الى آثار سلبية تفوق مصلحةالتطبيق ، وكذا العمل وفق العناوين الثانوية المستندة الى اختيارات الحاكم الفقية في دوائر المباحات، مع ملاحظة المصلحة العامة.

هناك نماذج كثيرة نكتفي بثلاثةمنها:

جـ - الايمان بالحكم الالهي المطلق، من جهة، واحترام آراء الشعب في صياغة او صناعة مسيرته الاجتماعية والسياسية.. في المساحة التي تفتحها الشريعة لذلك من جهةاخرى؛ فتحقيق إرادة الشعب وفق احكام الشريعة السمحاء أمر نموذجي قدمه الامام الراحل للعالم الاسلامي، فكانت الجمهورية الاسلامية تبتني على أصلين أساسيين. الولايةالالهية، وحاكمية الشعب على مقدراته.

د - النشاط الثوري والاصلاحي:

من طبيعة الحركة الثورية ان تكون تغييرية جامعة، متقدمة الى الامام بدون التقيد بنسق خاص معين،تقلب ماكان وتحدث مايكون، لكن الذي تحقق هو ان هذه الحركة الثورية تمت وفقا لأطر منضبطة تسمح وتفسح المجال لعملية الاصلاح الجانبي المثمر، والجامع بين الحركة الثوريةوالحركة الاصلاحية في نسق منسجم.

هـ - التوازن في السلوك الشخصي.

لقد كان الامام الراحل من الفقهاء والعرفاء المنقطعين الى الله سبحانه وتعالى، فهو الزاهد فيالدنيا، بما فيها من مغريات ، ولكنه لم يكن بعيدا عن الحياة السياسية، والنشاط الاجتماعي الذي ادى الى الإطاحة بنظام طاغوتي عنيد، واقامة جمهورية اسلامية، واحياء شعببأكمله بهديه نحو الله، ولقد كان قوياً وشديداً يقف ضد اعداء الاسلام ، مهما كان سلطانهم وجبروتهم، لكنه كان متواضعا عطوفا امام المستضعفين (اشداء على الكفار رحماءبينهم) ، ويرى ان هؤلاء هم أولياء النعمة للقادة والمسؤولين في البلاد.

نحن نجد أنفسنا اليوم بأمس الحاجة الى مثل هذه الشخصية النموذجية، لنتخذ نهجه نبراساً فيحياتنا الفردية والاجتماعية لاداء التكليف الرسالي.


1-النمل/ 88.

2 - الحجر/ 49 - 50.

3 - القصص/ 77.

4 - بالاستناد الى كتاب (جواهرالكلام) الفقهي الجامع للشيخ محمد حسن الجواهري. من كبار فقهاء الامامية في القرون الاخيرة.

/ 1