انتفاضة الأقصی.. مقدمة النصر القادم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

انتفاضة الأقصی.. مقدمة النصر القادم - نسخه متنی

أبو خالد العملة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الذي شرد من أرضه، وطرد من وطنه، تحولت
الأطر الناشئة بفعل اتفاق أوسلو، إلى
مجاميع لمؤسسات ومزارع لزعامات فاسدة
ومفسدة تقوم على إدارتها هياكل خاوية لحكم
إداري أكثر فساداً وإفساداً.
إن الانتفاضة بما قامت به قطعت المسارات
التي أعدت لفلسطين وللمنطقة وللعالم
كافة، وغيرت في سيناريوهات فرض السيطرة
الأبدية لأمريكا والعدو الصهيوني، فأعادت
قلب الهرم، وأطلقت تفاعلات هامة في
التاريخ الإنساني والبشري، فتحولت قضية
الانتفاضة والشعب الفلسطيني إلى قضية
عالمية بامتياز، وكذلك القضايا العربية
(العراق وفلسطين)، إلى قضايا مؤسسة في
التكوينات السياسية الوطنية لكثير من أمم
وشعوب الأرض، وباتت عنواناً وشعاراً
للحركة العالمية المناهضة والمقاومة
للعولمة الأمريكية ولإسقاط السيطرة
الصهيونية، ولرفض العدوانية والحروب
والعنصرية.
وفي سياق تطورها وارتقائها حملت واستحضرت
إلى جانب قضيتها قضايا الشعوب المختلفة،
في التحرر الوطني والاجتماعي، وسيكون لها
دور أساسي في إسقاط الهيمنة الأمريكية على
بلادنا، وفتحت في جدار النظام العالمي
الأمريكي شقوقاً كثيرة، وفجرت تعارضات
دولية كامنة قد تقود إلى تناقضات في
المستقبل القريب، وأطلقت مرحلة جديدة على
مختلف الصعد عالمياً، وداخل دول المعسكر
الرأسمالي، حيث ستظهر نتائجها في ظروف
لاحقة.
الانتفاضة الحدث الاستراتيجي، لا يمكن
التعامل معها على أنها مجرد أمر عابر، أو
ردة فعل على حدث بعينه، إنما هي فعل واعٍ
نتج عن تراكم واختزان الخبرات، ونتائج
التجارب والمعارف، نضجت لحظة تفجرها
وتحولها إلى حقيقة مادية ملموسة، أسهمت
بضرب حالة الركود والسكون التي سادت في
المنطقة لسنوات طويلة، فقد ارتكزت في
فاعليتها وفي أدائها وآليات تطورها، إلى
خبرات أجيال فلسطينية وعربية دأبت على
مواصلة النضال والانتفاضات والمقاومة
المفتوحة مع معسكر أعداء الأمة والمشروع
الإمبريالي-الصهيوني، وإلى تجربة ظافرة
سجلها لبنان في انتصار مقاومته وفي
طليعتها حزب الله، على العدو الصهيوني
المحتل نفسه، الذي خرج مهزوماً وذليلاً من
الجنوب اللبناني دون قيد أو شرط، بدعم
قومي، طليعته سورية والثورة الفلسطينية،
وبدعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
واختمرت شروط الانتفاضة في بيئة التسوية
والمفاوضات، وفي قلب ومجريات تطبيق أوسلو
التفريطي، فقد اكتشف الشعب الفلسطيني أن
الاتفاقات والمفاوضات عاجزة عن إنجاز
الحلول التي بشرت بها، والتي تفرط بـ80% من
فلسطين ولا تعيد الشعب الفلسطيني إلى
وطنه، ولا تعيد القدس، ولا تحقق سيادة
فعلية على أي جزء من فلسطين وفي كل حالاتها
ليست سوى مراحل تفريطية، وفرص استفاد منها
العدو لتعزيز احتلاله وتهويد فلسطين،
فجاءت الانتفاضة كفعل جماعي شعبي متطور،
"رغم وجود سلطة متساوقة مع العدو، وغياب
قيادة وطنية للانتفاضة، وبالتالي غياب
القدرة على إدارة الصراع الذي يتناسب مع
هذه الإرادة الشعبية الجماعية". بعد أن
اختبر الشعب الفلسطيني كل الوسائل الأخرى
وجربها، في انتفاضات سلمية كانت أهمها
الانتفاضة الكبرى 1987-1993، في إطار تجربة
الثورة المعاصرة التي فجرتها حركة فتح عام
1965، وبينهما تجربة المقاومة السلبية
للاحتلال برفضه، وبإسقاط روابط القرى،
وإسقاط كل محاولات فرض الحكم الإداري
الذاتي، وجرب الفلسطينيون وسائل أخرى
مختلفة لم تحقق أية نتائج، كمحاولة
الاستفادة من القانون الصهيوني، ومن
محاكمه ومؤسساته السياسية وعبر محاولات
التجنيس في الخارج والعودة بجنسيات
أجنبية، وراهن على التناقضات السياسية في
البنية السياسية الصهيونية، وراهن كثيراً
على جيوش نظامية عربية، تحمل لـه التحرر
والحرية والاستقلال، كما راهنت بعض
قياداته التي فرطت بالثوابت الوطنية
والقومية على أمريكا ومشاريعها للسلام
المزعوم، ومن بعد كل تلك التجارب والمآسي
التي عاشها الشعب الفلسطيني، قرر بوعي أن
لا بديل عن مواصلة الثورة والمقاومة
المسلحة، فكانت انتفاضة الأقصى وتطويرها
إلى مقاومة شعبية مسلحة بمنزلة الخيار
العملي الواقعي والممكن، والأقل خسارة
والأقصر زمناً في إطار الدفاع عن النفس
وتحرير الوطن، ودفاعاً عن التاريخ
والحضارة والهوية، ودفاعاً عن حاضر
ومستقبل أجيالنا.
نجحت الانتفاضة في خلق الكثير الكثير من
الحقائق والوقائع الجديدة غير المسبوقة،
فاهتز الأمن الصهيوني، وسقطت أسطورة
التفوق العسكري والتقني، وانعكست الهجرة
إلى الخارج، وتقدمت آليات الاختلال
بالتوازن الديمغرافي، وانهار الاقتصاد
الصهيوني بجميع قطاعاته، وبدأت انعكاسات

/ 88